الواقع أن أزمة الثقة المستفحلة بين القيادات الحزبية، ورؤساء الكتل النيابية، تلعب دوراً أساسياً في تعطيل مساعي التقارب والتفاهم بين السياسيين اللبنانيين، وتجعل من النقاشات السياسية بينهم، ولو بالواسطة، أشبه بحوار الطرشان، لأن لا أحد يأخذ على محمل الجد تعهدات الآخر، ولا أحد يثق بإلتزامات الآخر في آليات الخطوات المقترحة، للولوج إلى الحلول المنشودة، والرد الفوري على إقتراحات الوسطاء لمعظم القيادات، غالباً ما يكون: لا تصدقوه!!
التقدم الذي أحرزه سفراء الخماسية في جولاتهم على الأفرقاء السياسيين والحزبيين، خاصة على مستوى لقاءات التشاور التي ستُفضي إلى جلسات الإنتخابات الرئاسية المستمرة، توقف عند نقطة الضمانات التي تؤكد عدم تطيير الجلسات النيابية، من قبل فريق الممانعة بعد إنتهاء اللقاءات التشاورية.
كما أن الحديث عن الخيار الثالث لم يتجاوز عقبة الثقة، حيث كانت الخطوات المطروحة تقضي بنزول الجميع إلى جلسات الإنتخابات الرئاسية، مع لائحة تضم المرشحين الذين يتم التوافق على ترشيحهم في نقاشات التشاور، على أن يتم تكريس الرئيس الذي يحصل على أكثرية الثلثين. ولكن غياب الثقة المفقودة أدّى إلى تجميد الخطوات التنفيذية لهذا المسار، وبالتالي عودة مساعي الخماسية إلى المربع الأول.
لم ينفع وجود ضمانات الخماسية للسير بهذه الآلية على طريقة الخطوة خطوة، لأن هواجس الأطراف المتنازعة تخشى نكوث كل طرف بما تعهد به للطرف الآخر.
وحتى كتابة هذه السطور لم يجد سفراء الخماسية، ولا بقية الوسطاء، الحل المناسب لأزمة الثقة التي تزيد التباعد في المواقف، وتعطل مساعي إنجاز الإنتخابات الرئاسية، اليوم قبل الغد!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ترامب عن ضجة هدية طائرة قطر الرئاسية: دولة تريد مكافأتنا على عمل جيد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—عقّب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مجددا على الضجة التي أثارها إعلان تقديم قطر هدية عبارة عن طائرة رئاسية فارهة، متسائلا لماذا يدفع الجيش الملايين بينما يمكن الحصول عليها مجانا.
جاء ذلك في تدوينة لترامب على صفحته بمنصة تروث سوشال، حيث قال: "طائرة بوينغ 747 مُهداة إلى القوات الجوية الأمريكية/ وزارة الدفاع، وليست لي! إنها هدية من دولة قطر، التي دافعنا عنها بنجاح لسنوات طويلة. ستستخدمها حكومتنا كطائرة رئاسية مؤقتة، ريثما تصل طائرات بوينغ الجديدة، التي تأخر تسليمها كثيرًا".
وتابع: "لماذا يُجبر جيشنا، وبالتالي دافعو الضرائب لدينا، على دفع مئات الملايين من الدولارات بينما يمكنهم الحصول عليها مجانًا من دولة تريد مكافأتنا على عمل جيد؟ سيتم إنفاق هذه الوفورات الكبيرة، بدلًا من ذلك، لجعل أمريكا عظيمة مجددًا! لن يقبل هذه الهدية نيابةً عن بلدنا إلا الأحمق. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!"
وتقدر قيمة الطائرة بـ 400 مليون دولار، لكن شخصًا مطلعًا على تفاصيل الخطة المحتملة صرّح بأن قيمة الطائرة القطرية تقترب من 250 مليون دولار، ووفقًا لتقديرات الإدارة الأمريكية التي أُطلع عليها هذا الشخص، قد تصل تكلفة إصلاحها الشامل إلى ثلاثة أضعاف هذا المبلغ أو أكثر.
وحتى لو استُخدمت الطائرة مؤقتًا كما صرح ترامب، فستحتاج الوكالات الأمنية إلى ضمان عدم وجود ثغرات أمنية من خلال تفكيك الطائرة إلى هيكلها وإعادة بنائها بمعدات الاتصالات والأمن اللازمة.
وقال مسؤول عسكري كبير متقاعد مطلع على طائرة الرئاسة الأمريكية لـ CNN: "يُفترض فحص الطائرة بالكامل تفكيكها، والتحقق من وجود أي خلل، وما إلى ذلك، وتحصينها لضمان عدم تمكن أي شخص من سرقة إلكترونياتها، إن قدرة الرئيس على قيادة جيشه والسيطرة عليه في أسوأ الظروف، تتطلب جهدًا كبيرًا".