يوم وضع القذافي يده على مقبض مسدسه.. قصة أول مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
كان هدف معمر القذافي الأول بمجرد وصوله إلى السلطة في بلاده في 1 سبتمبر 1969، طرد القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية حتى أنه كاد أن يستخدم مسدسه أثناء المفاوضات!
إقرأ المزيدمنذ الأيام الأولى لما يعرف بـ"ثورة الفاتح"، وهو الانقلاب العسكري الأبيض الذي نفذته مجموعة من الضباط الليبيين الصغار بقيادة الملازم أول معمر القذافي، وكان حينها يبلغ من العمر 27 عاما، أصر حكام ليبيا الجدد على التخلص من القواعد العسكرية الأمريكية بما في ذلك قاعدة "هويلس" الجوية الواقعة شرق العاصمة طرابلس والتي كانت تعد القاعدة الأمريكية الأكبر خارج الولايات المتحدة.
القذافي، بحسب مصادر أمريكية، طالب في 16 أكتوبر 1969 بتصفية "القواعد الأجنبية على الأراضي الليبية"، وأرسل مذكرة دعا فيها الأمريكيين إلى بحث إجلاء القوات الأمريكية، وفي نفس الوقت رفض استئناف طلعات طائرات سلاح الجو الأمريكية التدريبية في قاعدة هويلس، "وفي حين سعت الولايات المتحدة إلى تأخير عملية تسليم القاعدة حتى سبتمبر 1970، أصر المفاوضون الليبيون على أن يتم التسليم النهائي للقاعدة بحلول 30 يونيو 1970".
يقول العقيد المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي والتر جيه بوين في مقال بعنوان "سنوات هويلس"، نشر في يناير عام 2008 قبل 3 سنوات من الأحداث التي أنهت في عام 2011 نظام القذافي بمقتله بطريقة بشعة، إن ذلك اليوم 11 يونيو 1970 الذي تم فيه إعلاق قاعدة "هويلس"، كان يوما حزينا للكثيرين.
العقيد الأمريكي المتقاعد يصف أهمية قاعدة "هويلس" الجوية قائلا إنها أصبحت على مر السنين لا تقدر بثمن للولايات المتحدة، وأنها "أمنت نقطة تزود بالوقود مناسبة لوسائل النقل وموقع تشغيل أمامي لقاذفات القنابل وناقلات القيادة الجوية الاستراتيجية. على بعد ثمانين ميلا كان يقع ميدان رماية المدفعية (الوطية) الذي تبلغ مساحته 23 ألف فدان، والذي كثيرا ما تستخدمه وحدات القاذفات المقاتلة المتمركزة في أوروبا وأماكن أخرى. كانت هويلس بمثابة نقطة انطلاق لوجستية طبيعية لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وكانت أيضا مكانًا مناسبا للعديد من العمليات الاستخباراتية السرية على مر السنين".
قاعدة هويلس الجوية بنيت من طرف الإيطاليين أثناء فترة احتلالهم واستعمارهم لليبيا في عام 1923 وكانت تعرف باسم قاعدة "الملاحة" الجوية، وقد وصل إليها الأمريكيون بعد أن طردوا مع البريطانيين القوات الألمانية والإيطالية من الأراضي الليبية في عام 1943.
تمركزت القوات الجوية الأمريكية في قاعدة "الملاحة"، وفي 17 مايو عام 1945، منحها الأمريكيون اسم "هويلس"، وهو لطيار ملازم يدعى ريتشارد هويلس كان قتل في إيران في نفس العام.
المواجهة بالمسدسات بين عقيدين:
عقيد أمريكي في القوات الجوية يدعى دانيال جيمس كان وصل إلى قاعدة "هويلس" الجوية في أغسطس 1969، وتولى مهام قائد جناح تدريب المقاتلات 7272، قام بدور رئيسي في إغلاق هذه القاعدة والتقى شخصيا بالقذافي الذي رُفعت رتبته إلى عقيد في ذلك الوقت.
بين العقيدين الليبي والأمريكي جرت مواجهة مباشرة، توصف بأنها أصبحت مادة اسطورية في القوات الجوية الأمريكية.
العقيد الأمريكي دانيال جيمس روى أنه التقى مع القذافي في أيام القاعدة الأخيرة، وكان يضع مسدسا في جراب معلق بساقه.
جيمس ذكر أنه فيما كان الحديث دائرا، وضع القذافي يده على مقبض مسدسه، مضيفا قوله: "كان لدي مسدس من عيار 45 في حزامي. طلبت منه أن يبعد يده. لو كان سحب هذا السلاح، لما تمكن أبدا من تنظيف جراب مسدسه"!
الرواية الأمريكية تقول إن القذافي سحب يده من مقبض مسدسه وانتهت تلك المواجهة بسلام.
العقيد المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي والتر جيه بوين يكمل صورة الحدث قائلا إن العقيد دانيال جيمس غادر والقاعدة الجوية ذاتها ليبيا في غضون شهر "إلى الأبد".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف معمر القذافي
إقرأ أيضاً:
الخارجية القطرية تستدعي السفير الإيراني بعد الهجوم على قاعدة العديد الجوية
استدعت وزارة الخارجية القطرية السفير الإيراني في الدوحة وذلك بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية مساء أمس الاثنين.
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية سلطان بن سعد المريخي للسفير الإيراني علي صالح آبادي أن هذا الانتهاك يتنافى تماماً مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع دولة قطر وإيران.
كما أكد وزير الدولة القطري ضرورة العودة فوراً للحوار والمسارات الدبلوماسية لحل الخلافات والقضايا العالقة وتجنّب التصعيد.
ومساء أمس الاثنين، قصفت إيران قاعدة العديد في قطر في عملية سمتها "بشائر الفتح" ردا على الهجوم الأميركي الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية، وأعلنت الدوحة أن الدفاعات الجوية اعترضت الصواريخ الإيرانية بنجاح.
وكان دولة قطر قد وجهت في وقت سابق من اليوم رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن بشأن هجوم إيران على قاعدة العديد أمس الاثنين.
وذكرت وزارة الخارجية القطرية في بيان اليوم الثلاثاء أن قطر عبرت في رسالتها عن إدانتها الشديدة للهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة العديد، واعتبرته "انتهاكا صارخا لسيادتها ومجالها الجوي وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأكدت الرسالة أن قطر "تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر، وبما يتوافق مع الميثاق والقانون الدولي".
وقالت إن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية "من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، وجرها إلى نقاط ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين".
ودعت الوزارة إلى "وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار".