خرجت مظاهرات في مدن عربية عدة تنديدا باستمرار "جرائم الإبادة" الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة منذ نحو 9 أشهر.

فقد قالت وكالة سبأ التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) إن العاصمة صنعاء شهدت حشودا "مليونية" تحت شعار "ثابتون مع غزة" و"متصدون لكل المؤامرات".

كما شهدت محافظات أخرى أبرزها صعدة والمحويت (شمال)، والبيضاء (وسط)، والضالع (جنوب)، عشرات المسيرات تلبية لدعوة أطلقتها الجماعة.

وردد المتظاهرون هتافات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومؤكدة على الاستمرار في نصرة المقاومة الفلسطينية "حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة".

متظاهرون أردنيون بالقرب من السفارة الأميركية في عمان احتجاجا على استمرار الحرب على غزة (رويترز)

وفي المغرب، شارك آلاف الأشخاص في وقفات بعدة مدن في أنحاء البلاد، عقب صلاة الجمعة، تضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة للشهر التاسع على التوالي.

وجاء ذلك استجابة لدعوة "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) للخروج في مظاهرات اليوم تحت شعار "انصروهم بالتكبير والتهليل".

ومن بين المدن التي شهدت الوقفات القنيطرة (غرب) والفقيه بن صالح وبني ملال وطنجة ومكناس (شمال) وأكادير (غرب) وتارودانت (وسط) وجرسيف (شرق).

ورفع المشاركون في هذه الوقفات الأعلام الفلسطينية، ولافتات تحمل عبارات داعمة للمقاومة في غزة وتحيي صمود أهلها.

وقفة بالأردن

وفي الأردن شارك المئات، اليوم الجمعة، في وقفة احتجاجية تنديدا بدعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.

ونظم مئات الأردنيين وقفة أمام مسجد "عباد الرحمن" بمنطقة الصويفية، غرب العاصمة عمّان، الذي يبعد نحو 3 كيلومترات عن مقر سفارة واشنطن، بعد ما منعهم رجال الأمن من الوصول إليها.

وجاءت الوقفة تلبية لدعوة قوى شعبية وحزبية في البلاد.

كما نظمت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع -اليوم الجمعة- وقفة داعمة لأهالي غزة بمحافظة بنزرت التونسية (شمال البلاد).

ورفع المشاركون علم فلسطين وتونس وهتفوا بشعارات مناصرة لفصائل المقاومة الفلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي مطلق، خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، مما أدخل إسرائيل في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مظاهرات الإخوان في تل أبيب.. ورقة سياسية تبرر العدوان وتشوه دور مصر بـ غزة

في الوقت الذي تتعالى فيه صرخات أطفال غزة تحت القصف، وتتعاظم فيه الحاجة لجهود إنسانية حقيقية، خرجت تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب تقودها جماعة محسوبة على "الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني"، تطالب بفتح معبر رفح. مشهد أثار دهشة واستياء العديد من المتابعين، واعتبره خبراء عسكريون واستراتيجيون محاولة مدروسة لتشويه الدور المصري وإرباك المشهد السياسي، في لحظة لا تحتمل العبث أو الاصطفاف خلف أجندات خارجية.
 تظاهرات تخدم إسرائيل وتشوّه الدور المصري

ويرى اللواء نبيل السيد أن هذه التظاهرات، التي قادتها جماعة تُعد امتدادًا فكريًا وتنظيميًا للإخوان المسلمين، تأتي في توقيت شديد الحساسية، وتخدم بشكل مباشر الحكومة الإسرائيلية اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، عبر خلق انطباع زائف بأن المسؤول عن إغلاق المعبر وتجويع غزة هو مصر، بينما الاحتلال مستمر في قصف المدنيين وفرض الحصار الخانق.

ويؤكد أن الوقوف أمام سفارة دولة عربية كمصر، التي تتحمّل أعباء إنسانية وسياسية ضخمة لدعم الفلسطينيين، لا يخدم سوى أهداف سياسية داخل إسرائيل.

تجاهل الواقع وتعقيداته الميدانية

واتهم السيد كلًا من حركة "حماس" وجماعة "الإخوان المسلمين" بإنكار الجهود التي تبذلها القاهرة يوميًا لإدخال المساعدات الإنسانية، رغم الظروف الصعبة التي تعيق عمل معبر رفح. وأوضح أن العوائق الحقيقية لا تأتي فقط من الجانب الإسرائيلي، بل تشمل فوضى التنظيم وانعدام التنسيق داخل القطاع، مما يعطّل مرور الشاحنات في كثير من الأحيان.

وأضاف أن مصر فتحت المعبر لأقصى طاقته الممكنة، بينما لجأت بعض القوى الفلسطينية إلى التحريض بدلًا من التعاون.

دور مصري لا يمكن إنكاره

وأكد السيد إنه منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، لعبت مصر دورًا محوريًا في التهدئة ونقل المبادرات الدولية، كما نسّقت بشكل مستمر مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتأمين دخول المساعدات وتخفيف المعاناة. ورغم المخاطر والضغوط، لم تتخلَّ عن دورها التاريخي تجاه غزة.
 

السياسة لا يجب أن تعمي البصر عن الحقائق

واختتم اللواء نبيل السيد تصريحه بتحذير واضح: "هذه التظاهرات لا تخدم الفلسطينيين، بل تُستخدم كورقة سياسية داخل إسرائيل لتبرير المزيد من العدوان. على القيادات الإسلامية أن تتجاوز خلافاتها وتُفرّق بين الخصومة السياسية والدعم الحقيقي، وألا تُسيء لمن يحملون على عاتقهم عبء إنقاذ غزة من الكارثة".

أجندة سياسية موجهة ضد مصر

ويرى اللواء محمد حمد الخبير العسكري والاستراتيجي، أن ما جرى أمام السفارة المصرية لا يمكن فصله عن سياق أوسع لمحاولات الإساءة إلى مصر ودورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية. 

ويوضح أن تجاهل المتظاهرين للسفارات الإسرائيلية والأمريكية، وتجنبهم مؤسسات الحكم في إسرائيل مثل الكنيست ووزارة الدفاع، يعكس انحرافاً متعمداً في الرسائل السياسية، موجهاً الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين وحلفائها بتأجيج هذا الخطاب وتدويره، سعياً لإعفاء الاحتلال من جرائمه.

تواطؤ غير مباشر من تل أبيب

ويثير اللواء حمد تساؤلات حول سماح السلطات الإسرائيلية بقيام هذه التظاهرات، رغم القيود المفروضة على نشاط جناح رائد صلاح.

ويشير إلى أن هذا "السماح" قد يعكس تواطؤاً غير معلن بين إسرائيل وبعض هذه الجهات، بهدف تقويض أي دور مصري فعّال في تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، خصوصاً خلال الأزمات. ويرى أن منح المتظاهرين مساحة أمام السفارة المصرية، وليس غيرها، لا يخلو من دلالة سياسية.

تجاهل الدور المصري الإنساني والوسيط

من اللافت، بحسب حمد، أن هذه التظاهرات تتجاهل عمداً الجهود المصرية التي لم تتوقف، بدءًا من فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمساعدات، مروراً بمبادرات وقف إطلاق النار، وليس انتهاءً بالوساطات التي تلعب فيها القاهرة دوراً مركزياً.

ويرى أن استهداف مصر في هذا التوقيت يخدم مشروعاً إعلامياً مضاداً تديره منصات تابعة لحركات الإسلام السياسي، تسعى لتشويه الصورة وتضليل الرأي العام العربي والدولي.

خلط الأوراق في لحظة فارقة

في ختام تصريحه، يحذر اللواء محمد حمد من خطورة هذه الرسائل "المضللة"، التي تأتي في لحظة فارقة من التصعيد في غزة، مؤكداً أن الهدف ليس نصرة القضية، بل خلط الأوراق وإرباك المشهد، وتحويل الخصومة من الاحتلال إلى الأشقاء. ويؤكد أن هذا النوع من الحملات لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي، ويضر بوحدة الصف الفلسطيني والعربي.



في ظل واقع مؤلم يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، ليس هناك متسع للمزايدات أو تصفية الحسابات. فالمعركة ضد الاحتلال تحتاج إلى وحدة وتنسيق ودعم صادق، لا إلى شعارات تضلل الناس وتحوّل بوصلتهم. ومصر، رغم الضغوط والتهديدات، ما زالت تقف في الصفوف الأمامية لدعم غزة، وتستحق أن يُرفع لها القبّعة، لا أن تُستهدف بسوء النية.

طباعة شارك غزة السفارة المصرية تل أبيب الحكومة مصر

مقالات مشابهة

  • بالصور: غزة - 57 شهيدا منذ فجر اليوم بينهم 35 من منتظري المساعدات
  • مظاهرات عالمية تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة.. وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار
  • ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 60,430
  • مظاهرات الإخوان في تل أبيب.. ورقة سياسية تبرر العدوان وتشوه دور مصر بـ غزة
  • مظاهرات عربية تطالب بوقف التجويع الإسرائيلي لغزة
  • “حزب الله ” ينظم وقفة غضب في صيدا تنديداً بجريمة إبادة وتجويع غزة
  • مظاهرات حاشدة بثلاث دول عربية تطالب بوقف الإبادة والتجويع في غزة (شاهد)
  • وقفة احتجاجية لمنتسبي مكتب الشباب والرياضة في البيضاء تنديداً بجرائم الإبادة والتجويع بغزة
  • جامعة علوم القرآن بحجة تنظم وقفة تنديدا بجرائم الإبادة في غزة
  • حسين الشيخ: من يهاجم مصر اليوم يتجاهل عمدا دورها في دعم القضية الفلسطينية