سودانايل:
2025-11-06@11:49:45 GMT

الأمارات حصرت السودانيين في خيارين

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن المشادة في الخطاب التي حدثت في مجلس الأمن بين سفير السودان الدائم في مجلس الأمن و سفير الأمارات هي بداية لمعركة سياسية مباشرة بين البلدين.. الغريب في الأمر أن سفير الأمارات لم يرد على الاتهامات التي وجهت إلي دولته من قبل السودان، فقط ركز سفير الأمارات في حديثه على ثلاث قضايا .

. الأولي قال أن السفير الحارث أدريس يمثل الجيش رغم أن المتحدثين في الأمم المتحدة و مجلس الأمن يتحدثون بأسم الدولة التي لها عضوية في الأمم المتحدة، و لا يمثلون مؤسسة من مؤسسات الدولة.. ثانيا تحدث عن المساعدات التي تقدمها الأمارات و أن الجيش يعيق إدخال الإغاثة رغم أن ممثلي المنظمة اشادوا بدور الجيش في تسهيل مرور الإغاثة.. ثالثا سأل لماذا لا يذهب السودان لمنبر التفاوض في جدة و يعلم سفير الأمارات هذا ليس من أختصاص دولته.. أن المشادة الخطابية هي بداية لمعركة اعلامية مفتوحة بين البلدين.. و أن تجاهل السفير الأماراتي لإتهامات السودان لدولته و عجزه عن الخوض في ذلك يؤكد الاتهامات، و دور دولته الداعم إلي الميليشيا، و هذا يشير إلي أن الأمارات سوف تستمر في عملية الدعم للميليشيا..
أن تدخل الأمارات في الشأن السوداني و الانحياز للميليشيا لم يبدأ مع الحرب، أنما بدأ التدخل منذ أن اشتدت تظاهرات ثورة ديسمبر، خاصة من خلال بعض من كان يسمون أنفسهم " رجال الأعمال السودانيين" و هؤلاء هم الذين كانوا ممولين للتموين الذي قدم في ميدان الاعتصام، و بعد سقوط النظام كانت دولة الأمارات و معها المملكة العربية السعودية يعملان بتنسيق كامل بينهما في محاولة لدعم عناصر بعينها للسلطة ترضى عنهم الدولتان.. و أيضا في هذه الفترة كان التواجد الكبير لمكاتب مخابرات العديد من الدولة خاصة الدولتين المذكورتين، و في هذه الفترة نقل طه عثمان الحسين الذي كان يعمل مديرا لمكتب الرئيس السابق عمر البشير و كان قد تمت إٌقالته بتهمة تجسس لصالح الدولتين السعودية و الأمارات. نقل طه عثمان مكتبه بعد سقوط نظام الإنقاذ إلي دولة الأمارات، رغم أنه حائز على التابعية السعودية، و استعان طه عثمان بعدد من القيادات الأمنية السابقة للعمل معه في مكتب أبوظبي، هذه الفترة هي التي تم فيها تقديم الدعوة لعدد من القيادات السياسية لزيارة أبوظبي، و أيضا هي الفترة التي بدأت تعمل فيها ما يسمى بالرباعية " أمريكا – بريطانيا – السعودية – الأمارات) و بدأ التدخل المباشر في الشأن السياسي السوداني..
الغريب في الأمر أن قيادات القوى السياسية كانت مدركة لهذا التدخل السافر لسفارات الدول في الشأن السوداني، و كما ذكرت تكرارا كان قد أشار إليها الأستاذ محمد مختار الخطيب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني في الندوة الأولى و الأخيرة للحزب في ميدان المدرسة، حيث اتهم بعض الدول التدخل في الشأن الداخلي و أيضا في زيارة بعض القيادات السياسية للسفارات، و تنبأ الخطيب أن التدخل الخارجي سوف يكون له انعكاسات سالبة على العملية السياسية مستقبلا.. أيضا أن الأمارات هي التي كانت قد تكفلت بدعم محادثات جوبا بين المكون العسكري الذي كان على رأسه محمد حمدان حميدتي و الحركات المسلحة في جوبا، و دفعت الأمارات كل تكاليف العملية من تذاكر السفر و النثريات و الإقامة و المعاش، الأمر الذي يؤكد أن المخطط كان مع بداية نجاح الثورة، و هذا يبين لماذا أتخذت الحركات موقف الحياد عندما بدأت الحرب، و عندما رجعت لرشدها و أعلنت تأييدها و وقوفها مع القوات المسلحة، جاءت دعوة قياداتها للحضور للعاصمة التشادية "أنجمينا" حيث كان متواجدا هناك عبد الرحيم دقلو القائد الثاني للميليشيا، هذا يبين بوضح لماذا وقف كل من الطاهر حجر و الهادي أدريس و انقسم صندل و بعض القيادات من حركة العدل و المساواة , و أيضا طال الانقسام حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي و وقوفهم إلي جانب " قحت المركزي" الجناح السياسي للميليشيا و ليس لهم خيار غير ذلك..
كان قائد الميليشيا و أيضا الضباط الذين معه واثقين 100% أن انقلابهم سوف ينجح لذلك لم تكن لهم أي خطة أخرى إذا فشل الانقلاب، و كانت القيادات السياسية التي ربطت نفسها بالمخطط يقع عليها عبء تعبيئة الجماهير و حشدها للتأييد بعد إذاعة بيان الانقلاب، و بعد ما تأكد أن الانقلاب قد فشل و لا تستطيع الميليشيا استلام السلطة. أصبح التركيز على تفاوض مع القوات المسلحة بهدف إعادة الميليشيا للملعب السياسي مرة أخرى.. هذا المخطط هو الذي جعل القيادات السياسية التابعة " قحت المركزي" تذهب إلي أديس أبابا بعد ما رتبت الأمارات التفاهم مع كل من رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد و الرئيس الكيني وليم روتو و الرئيس اليوغندي يووري موسفيني على أن تذهب العناصر الإعلامية إلي كمبالا و نيروبي و هؤلاء مناط بهم إدارة المعركة الإعلامية الادعمة للميليشيا و في ذات الوقت دعما لمخطط التفاوض الذي يفضي إلي تسوية بين الجيش و الميليشيا..
عندما تأكد للولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي أن هذا المشروع فاشل و لن ينجح بعد انعقاد " قحت المركزي لمؤتمرها في القاهرة الذي لم يجد أي صدى وسط الجماهير، و تجاهلته وسائل الاتصال الاجتماعي، و قرر هؤلاء لابد من بروز قيادات جديدة تغطي على فشل قيادات " قحت المركزي" فكانت فكرة أمريكا وجوب بروز قيادات جديدة، فكانت مذكرة الأربعة " نور الدين ساتي – الباقر العفيف – و عبد الرحمن الأمين – و بكري الجاك" و هؤلاء هم الذي جاءوا بفكرة " تقدم" و قدمت الأمارات أسم حمدوك باعتبار كان له تأييدا في الشارع السوداني، ربما يكون جاذبا لقطاع عريض من الشباب، لكن كانت الميليشيا نقلت حربها ضد المواطنيين.. الأمر الذي جعل أغلبية الشعب تتجه لتأييد الجيش في كل مناطق السودان.. هذا التحول هو الذي دفع أيضا مكتب طه عثمان ينشط و يبحث عن عناصر بهدف أنقاذ للموقف.. كانت فكرة دعم قطاع لبعض الأكاديميين و المثقفين و بعض الناشطين السياسيين غير المنتمين أن يقوموا بحملة يطالبون فيها المجتمع الدولي للتدخل في السودان، أو من أجل الوصاية، و كلها قد فشلت أن تجد لها صدى في الشارع، و كان على الأمارات أن تقيم تجربتها الفاشلة، لكي تتأكد أن السودان رغم ما أحدثته الحرب لكنه يختلف عن شعوب الدول الأخرى التي خربت ثوراتها.. وأصبح الموقف واضحا الآن في القضية السودانية لا توجد منطقة أوسطى أما الوقوف لجانب الوطن و الجيش و إما الوقوف مع المخطط الأماراتي. و نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القیادات السیاسیة سفیر الأمارات قحت المرکزی طه عثمان فی الشأن

إقرأ أيضاً:

الصحفيين العرب يطالب قوات الدعم السريع بالافراج عن الصحفيين السودانيين المعتقلين لديها فوراً

يطالب الاتحاد العام للصحفيين العرب قوات الدعم السريع بالافراج عن الصحفيين السودانيين المعتقلين لديها والكشف عن مصير المفقودين في مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك أثناء وبعد اندلاع المواجهات الاخيرة حيث كان يوجد ما يقارب 20 صحفياً وصحفية داخل المدينة لحظة تصاعد القتال ..

وطبقاً للمعلومات الواردة من الفاشر تمكن 12 صحفياً من النجاة والوصول الى مدينة طويلة بسلام ، في الوقت الذى تم فيه اعتقال خمسة صحفيين من بينهم الصحفي معمر ابراهيم الذى اعتقل بعد سيطرة ميليشات الدعم السريع على المدينة ، ولا يزال اوضاع سبعة صحفيين مجهولة حتي الان بعد انقطاع الاتصال بهم بشكل كامل .

وأكد اتحاد الصحفيين السودانيين انه يتابع بقلق بالغ مصير المفقودين والمعتقلين .

ويطالب الاتحاد العام للصحفيين العرب كافة منظمات الاعلام الدولية المعنية بحرية الصحافة الى التحرك العاجل لتأمين سلامة الصحفيين والعمل على ضمان اطلاق سراح المحتجزين منهم الى جانب المصور الصحفي ابراهيم جبريل ابكر الذى ظهر فى مقطع فيديو متداول مع عدد من الاسري لدي قوات الدعم السريع وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً ضد الصحفيين بموجب القانون الدولي الانساني ومواثيق حرية الصحافة .

طباعة شارك الاتحاد العام للصحفيين العرب الدعم السريع الصحفيين

مقالات مشابهة

  • مسعد بولس الذي يجيد التحدث باللغة العربية !!
  • البرهان: الحملة التي تقودها دول البغي والإستكبار ضد السودان ستنكسر
  • شاهد بالفيديو.. المطربة اللبنانية “إليسا” تدعم السودان وتهز المسرح في باريس بحضور أكثر من 500 ألف شخص: (لن ننسى الإجرام الذي يحدث بالسودان ولا يحكى عنه وربنا يرجعكم لبلدكم يارب)
  • الصحفيين العرب يطالب قوات الدعم السريع بالافراج عن الصحفيين السودانيين المعتقلين لديها فوراً
  • الإمارات تدين بشدة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في السودان
  • الاتحاد الديمقراطي السوداني: جرائم الدعم السريع بالفاشر وصمة عار.. ويجب بتر الميليشيا
  • الجميع يكذب ومسعد بولس يضلل السودانيين
  • مع اتساع رقعة المعارك.. فرار عشرات آلاف السودانيين من شمال كردفان
  • هل تقود عملية نيون إلى توافق بين الفرقاء السودانيين؟
  • “بطل السودان” الذي اغتالته “الدعم السريع”