حكومة حماد ترد على المبعوث السوداني: إتهامات باطلة ومغلوطة.. وقدمنا مساعدات طارئة لأكثر من 400 ألف نازح سوداني
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
ليبيا – أصدرت حكومة الاستقرار برئاسة أسامة حماد،بيانا بشأن التصريحات الصادرة من المبعوث السوداني بمجلس الأمن الدولي.
الحكومة وفي بيانها الذي اطلعت المرصد على نسخة منه، أفادت بأنها أطلعت باستغراب بالغ ما صدر عن ممثل دولة السودان بمجلس الأمن الدولي، ضمن كلمته التي ألقاها أمام أعضاء المجلس،مضيفة:”بالرغم من الانتهاكات الجسيمة والجرائم ضد الإنسانية وصلت إلى حد التطهير العرقي حسب الأنباء الواردة من هناك التي ترتكبها جميع الأطراف المتصارعة داخل دولة السودان منذ أبريل العام الماضي نتيجة لاندلاع نزاعا مسلحا وحربا داخلية لأسباب جهوية أو قبلية أو المطامع سياسية، فتحولت هذه الحرب إلى كابوس مرعب للسكان الأبرياء والآمنين ما دفع وأجبر الملايين منهم لمغادرة بيوتهم والنزوح داخليا وخارجيا بحثا عن الأمن والأمان ولقمة العيش،نجد أن ممثل دولة السودان قد حاول إبعاد الأنظار عن هذه الفظائع الإنسانية بإلقاء التهم جزافا على بعض الدول، ومنها ليبيا ناسبا لها ولجيشها دعم أحد الأطراف على حساب الآخر متجاهلا عمدا ما تقوم به القوات المسلحة العربية الليبية من دور مهم في تأمين الحدود مع السودان الشقيق وباقي الدول وتأمين وصول واستقبال وإقامة الفارين من أتون الحرب التي لا تبقي ولا تذر”.
واستنكرت الحكومة تصريحات المبعوث السوداني المغلوطة والاتهامات الباطلة،معربة عن رفضها لهذه التصريحات بشكل قاطع، مذكرة الجميع بأن الحكومة والمؤسسة العسكرية بالبلاد تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية في السودان أو غيره من الدول الصديقة والشقيقة، خاصة وأن الصراع الدائر داخل الأراضي السودانية هو صراع بين أطراف سودانية وشأن داخلي، ولم تتعرض السودان لأي عدوان خارجي يستدعي التدخل والوقوف معها ضده.
وحذرت الحكومة جميع الأطراف بالابتعاد عن الزج بدولة ليبيا وسلطاتها خاصة الأمنية والعسكرية في هذا النزاع الداخلي وتصفية حساباتهم بعيدا عن ليبيا وشعبها.
وأكدت الحكومة أنه بدعم القيادة العامة للجيش الوطني اتخذت خطوات فعالة لاستقبال الأعداد الكبيرة والضخمة وغير المسبوقة من اللاجئين والنازحين السودانيين، حيث شكلت لجاناً عليا تنفيذية مختصة لتقديم الدعم الطبي والغذائي وتأمين أماكن الإيواء لهم بالتنسيق مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية،وإدماج الكثير منهم للسكن المؤقت داخل المدن وبين إخواتهم الليبيين وبشكل يحفظ حقوقهم الإنسانية على الرغم من كثرة أعدادهم وتزايدهم المستمر،مشيرة إلى تجهيزها منظومات لحصرها بشكل دقيق ومنظم على الرغم مايشكله ذلك من أعباء مادية وبشرية.
وأضاف بيان الحكومة:”أنها قدمت المساعدات الطارئة الطبية والغذائية والدعم النفسي لأكثر من 400 ألف نازح سوداني من مختلف الأعمار والفئات دون أي مساعدات دولية أو إقليمية رغم ما تمر به من أزمات إلا أنها والجيش كان خير معين لإخواتهم في السودان الشقيق”.
ودعت الحكومة جميع الأطراف إلى وقف شلال الدم بين الأهل والأشقاء في السودان وتغليب لغة العقل والاستجابة لدعوات الحوار والمصالحة الداخلية أو التي تطلقها وترعاها دول الجوار للوصول إلى السلام التام وعودة المهجرين والنازحين إلى بيوتهم”.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
نقاط عسكرية على أنقاض المنازل .. آلية مساعدات غزة الجديدة تثير غضباً دولياً وتُتهم بانتهاك المبادئ الإنسانية
في قلب الخراب حيث الجوع يحصد الأرواح قبل القنابل، تُحاول أيادٍ جائعة انتزاع كيس دقيق من بين الركام.. لكنها تصطدم بسياج من الرصاص. مشاهد أشبه بحربٍ على الجياع، حيث تُوزع المساعدات فوق أنقاض منازلهم، وتُحرس ببنادق الاحتلال. آلية "إنسانية" جديدة تفرضها إسرائيل والولايات المتحدة، لكنها تتحول إلى أداة إذلال وقمع، بينما تحذر الأمم المتحدة: "هذا ليس إنقاذًا.. بل انتهاك صارخ لكل مبادئ الإغاثة".
واجهت آلية توزيع المساعدات في قطاع غزة، وفق خطة إسرائيلية أميركية، موجة متصاعدة من الانتقادات، الأربعاء، بعد إصابة العشرات من الفلسطينيين في إطلاق نار إسرائيلي، خلال يومين متتاليين من عمليات تسليم المساعدات، حسبما أفادت صحيفة "واشنطن بوست".
واكتظت المواقع التي جرى فيها توزيع المواد الغذائية بالحشود، في مشهد يسلط الضوء على حجم أزمة الجوع في هذا القطاع المحاصر والمُدمر، الذي يعاني منذ مارس الماضي من حصار إسرائيلي يمنع إدخال المساعدات الإغاثية.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة، إن ما يصل إلى 50 شخصاً أصيبوا بطلقات نارية بالقرب من موقع خاص لتوزيع المساعدات في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب القطاع، الثلاثاء، مشيرين إلى أن حشوداً اجتاحت، الأربعاء، موقعاً لتوزيع المواد الغذائية تابعاً لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح بوسط القطاع، ونهبته بحثاً عن أكياس دقيق فردية، قبل أن يتعرضوا لهجوم من قبل مسلحين.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان، إن "التقارير الأولية تشير إلى أن شخصين لقيا مصرعهما وأصيب عدة أشخاص في الحادث المأساوي"، فيما أفاد إياد عماوي، مسؤول صحي في مستشفى "شهداء الأقصى" ، لاحقاً بأن شخصاً ثالثاً لقي مصرعه.
وأضاف البيان: "الاحتياجات الإنسانية خرجت عن السيطرة بعد 80 يوماً من الحصار الكامل، ومنع جميع المساعدات الغذائية والإنسانية الأخرى من الدخول إلى غزة".
ويُدار برنامج المساعدات الجديد من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة خاصة وصفتها "واشنطن بوست" بأنها "مثيرة للجدل" بدأت هذا الأسبوع توزيع الغذاء في القطاع.
وتحظى هذه الآلية بموافقة إسرائيلية، وتُؤمن من قبل متعاقدين خاصين مدعومين من الولايات المتحدة، وتتجاوز منظومة الأمم المتحدة لتقديم المساعدات.
نهج Blackwater
وتُظهر وثائق تخطيط داخلية تعود إلى نوفمبر الماضي، أن مؤسسي "مؤسسة غزة الإنسانية" كانوا يتوقعون منذ البداية موجة رفض، وسبق أن أعدوا نقاطاً للرد الإعلامي تحسباً لاتهامات محتملة تُشبه مراكز توزيع الغذاء بـ"معسكرات اعتقال" تستخدم البيانات البايومترية، إذ تُقارن المؤسسة بشركة "بلاك ووتر"، وهي شركة مرتزقة أميركية سابقة تورطت في أعمال عنف ضد مدنيين في العراق.
وقال شاهدان، نقلت إفادتهما المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن الحشود أخذت تتزايد على مدار اليوم مع انتشار خبر توزيع المساعدات، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى فتح النار من مواقعها قرب ميدان العلم، الذي يبعد نحو نصف ميل عن موقع التوزيع، وذلك قرابة الساعة الرابعة والنصف عصراً بالتوقيت المحلي.
وفي مؤتمر صحافي عقد الأربعاء، وصف جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، أول موقع هرع إليه الفلسطينيون الجائعون والمضطربون بأنه "نقطة توزيع عسكرية أُنشئت فوق أنقاض منازلهم".
وقال ويتال: "برنامج التوزيع الجديد يتجاوز مسألة السيطرة على المساعدات. إنه يمثل نقص مُدبر"، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق "طلقات تحذيرية في المنطقة الواقعة خارج المجمع وأنه استعاد السيطرة على الوضع".
وفي وقت لاحق، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأن طاقم أحد مستشفياتها الميدانية تعامل مع تدفق كبير للمصابين، بينهم نساء وأطفال، وجميعهم يعانون من جروح ناجمة عن أعيرة نارية.
وأظهرت مشاهد من موقع الحادث حشوداً كبيرة تتجه نحو نقطة التوزيع، مع تمزيق جزء من السياج، كما ظهرت مروحية عسكرية تطلق قنابل مضيئة في السماء، وظهر في مقاطع فيديو من المكان، تحققت منها "واشنطن بوست"، أشخاصاً يفرون في حالة هلع، بينما يُسمع صوت إطلاق نار في الخلفية.
بدورها، قالت "مؤسسة غزة الإنسانية" في بيان، إن المقاولين الأميركيين المكلفين بتأمين الموقع اضطروا إلى الانسحاب مؤقتاً مع تفاقم الفوضى، الثلاثاء، ما أتاح لعدد قليل من الناس أخذ المساعدات، فيما نفت أن تكون أي طلقات قد أُطلقت داخل موقع التوزيع على الفلسطينيين.
وأضافت المؤسسة أنها "واصلت توزيع المساعدات في موقع آخر لها جنوب القطاع من دون حوادث"، وأكدت أنها ستواصل توسيع نشاطها في المواقع الأربعة التابعة لها، مع بناء مواقع إضافية.
وقال مصدر مطلع على سير العملية، إن "حجم الحشد كان كبيراً جداً في تلك اللحظة، لدرجة أن المقاولين خافوا من احتمال حدوث تدافع".
واستقال اثنان من كبار مسؤولي المؤسسة هذا الأسبوع، وقال أحدهما إن خطط المنظمة تتعارض مع ما وصفه بـ"مبادئ العمل الإنساني من إنسانية وحياد وعدم تحيز واستقلالية".
انتهاك المبادئ الإنسانية
ورفضت غالبية المنظمات الإنسانية وجميع وكالات الأمم المتحدة، المشاركة في نظام "مؤسسة غزة الإنسانية"، معتبرة أنه "ينتهك" المبادئ الإنسانية وقد يُستخدم لتهجير الفلسطينيين قسراً من خلال دفعهم إلى الانتقال جنوباً بالقرب من مراكز التوزيع.
وقالت بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في منظمة "أوكسفام" للأراضي الفلسطينية: "لقد حذرنا من أن هذا سيحدث، وها هو يتكشف أمام أعيننا. ما يتم تقديمه على أنه آلية إنسانية ليس في حقيقته سوى نظام للسيطرة".
وأضافت: "هذه الآلية تجرد وكالات الإغاثة من استقلاليتها، وتحرم الفلسطينيين من حقهم في تلقي المساعدات، وتضع قرارات تتعلق بالحياة والموت في أيدي طرف من أطراف النزاع". وتابعت: "إنها تنتهك المبادئ الأساسية للعمل الإنساني، وتحول المساعدات إلى أداة حرب".
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة، إن إسرائيل استمرت في السماح بدخول بعض شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، رغم بدء عمل "مؤسسة غزة الإنسانية"، ولم يتضح بعد إلى متى ستستمر إسرائيل في السماح للأمم المتحدة بتوزيع مساعداتها الخاصة، بدلاً من التحول إلى نظام مؤسسة غزة الإنسانية.
واعتبر مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، في بيان، أن المشروع الإسرائيلي لتوزيع المساعدات داخل المناطق العازلة "فشل فشلاً ذريعاً".
وذكر مكتب الإعلام الحكومي، أن اندفاع آلاف الجائعين "الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوماً، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل".