(1)
يكادُ. يَكِدُّ. يبدأُ. يشهقُ. تذبحه الحمامة التي على النَّافذة وفي اللظى والضَّنى. يزفر بعد فشله في أن يشهق. يستطيع ألا يبدأ. يذهب إلى الماء. يخرج من قرص النَّوم تحت بطَّانيةٍ ثقيلةٍ. في مقدوره أن يتنفَّس الليل إذا تجلَّى، والصُّبح لا يتنفس. يستطيع أن يفنى في النَّجم الثَّاقب. يريد أن يكون في الضُّحى إذا امَّحى.
اتركوه.
(2)
لا تتفق مع بقيَّة النَّاس في الطَّريقة التي يحسبون بها التَّاريخ والزَّمن.
عليك أن تواظب على التَّمارين اليوميَّة الشَّاقة في الوقت المتاح من تاريخهم، ومن زمنهم.
وآه، فيما تبقَّى من وقتك أيضًا.
(3)
في حبِّكِ أستعين بالسَّعفة، والمنضدة، والمُخَاط، وبقايا رسائلنا، وفي أثناء إثمنا، بلا إسعاف، ولا حوقلة.
(4)
حين أصل إلى هناك سأمدُّ يدي إليكِ مرَّة أخرى.
كنتُ قد رأيتكِ البارحة وأنت لا تنتشلينني (وابتسمتُ).
(5)
لم يعد للشَّتيمة أي داعٍ (التَّاريخ يتحرَّك خارج الكلمات).
(6)
أُصابُ بالفِطام في المقبرة.
(7)
ليس صحيحًا أن المصاب بمرض الأرق المزمن الحاد يبحث عن النَّوم. إنه ينتظر المطرقة التي تهوي على الليل، ليكون في حالة إفاقة أكبر، فحسب.
(8)
كلا، لا ينبغي قتله. من الأفضل أن ينعم باحتضاره الطَّويل، ومن حميد الخصال أن نُريه الآيات. من الأفضل بكثير أن يتجرع آخر أنفاسه وهو يدرك للمرَّة الأولى أنه لم يكن سوى نطفة («عجبتُ لمن يتكبر وقد خرج من موضع البول مرَّتين»، قولٌ منسوبٌ برواياتٍ متناقضة إلى علي بن أبي طالب، والحسن البصري، والأحنف بن قيس، وجعفر الصَّادق).
ينبغي أن نساعده على الموت بأقصى الطُّرق الممكنة.
(9)
لن يكون في موته عزاء ولا امتحان للآخرين (ولا له أيضًا)، بل سوف يكون كل شيء اختبارًا للذُّروة.
(10)
«يعيش المَلِكْ، يعيش، يعيش، يعيش»! (لم يَعِش المَلِك).
«يسقط الملك، يسقط، يسقط، يسقط»! (لم يَمُتْ المَلِك).
(11)
تمتلئ المِشْكاة بالرَّمل إذ تمرُّ الجنازة.
(12)
بالضَّرورة: الغَرْغَرة.
(13)
ثمة في آخر النَّفق ضوء (وإلا كيف سيخرج منه من حفروه)؟
(14)
يوجد التَّاريخ في المِعْصم أكثر مما هو مولودٌ في الصُّكوك، والأصفاد، والقيود.
(15)
طافيًا على الغرقى والأمواج وعربات النَّار، يَحْتَطِب المدينة، ولا يصارحك بآخر فرصة.
(16)
«ناضج»، في الأرجح، صفةٌ اعتذاريَّة نطلقها تقريبًا بالنِّيابة عن ظروف سيِّئة جدًا وأشخاص بغيضين للغاية، وذلك على فردٍ بائسٍ في حالة فرار ودفاع عن النَّفس دائمين.
(17)
يا حاملات الطائرات في البحر القريب والبعيد من غزَّة: «يدخل الجنَّة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطَّير» (حديثٌ برواية مسلم).
(18)
أنتِ في خاتمةِ العريش مثل أغاني الصَّيف القادمة من البحرين في السبعينيَّات، وفي كل الأزمان: )»عِصَر قلبي وذكَّرني عَرْيشٍ كان موعدنا»، أحمد الجميري).
(19)
النِّسيان أكبر انخراطات الذَّاكرة.
(20)
الأُمُّ: كل ما تقوله الفقاعة للبالونة، والخبز، والحديد الذي في القِماط.
(21)
سؤال إلى السماء: ترى، إلى أين ستذهبين؟ وإذا ذهبتِ، إلى أين ستعودين؟
(22)
الحبُّ كتابةٌ. الحبُّ تجريفٌ. الحُبُّ تحريفٌ. ولا تنال الأبديَّة استحقاقها منك.
(23)
أدرِّبك على البحر والحجَر (وسأُدخلُكِ إلى حجرة أمُّي).
(24)
ليس لأنَّ الحياة (أو الحياة لأنَّ)، بل لأن الشَّهيق والزَّفير مضيعةٌ للهواء.
(25)
الوهمُ جميلٌ (شريطة أن يكون شرسًا أكثر من المخيّلة، وعلى أن تصدِّقه لكن من دون أن تعيش فيه).
(26)
أشرقت الشَّمس. حفروا قبرًا جديدًا. غربت الأرض. لم تُغَنِّ الطُّيور.
(27)
من طبع الكلاب أن ترضى بالعظام وما يُرمى لها من فُتات المائدة (وهذا أيضًا من سلوك بعض المثقَّفين، وغالب الشُّعوب).
(28)
أيها القائد العظيم المزدان صدره بالأوسمة، والميداليَّات، والنَّياشين: ذلك الجنديُّ الذي مزَّقه الرَّصاص له أمٌّ، وزوجة، وولدٌ يعاني من مرض التَّوحُّد، وذكريات، وأصدقاء، ولم يكن يقصد أبدًا أن يجعلك تنتصر في الحرب.
(29)
يزداد الزَّمن قليلًا في أولئك الذين لا يفهمونك على الإطلاق.
(30)
القَتْلُ: أشلاؤك لهم وجَسَدُكَ لك.
(31)
قادتنا كل أسلحتنا الفتَّاكة إلى أحضان العدو.
(32)
يُقبِلُ الأموات إلينا، ثمَّ يُدْبِرون إلى هالِكين غيرنا.
(33)
يحضُرُ الأطفالُ العِيدَ (في أوَّل يوم فقط).
(34)
كأنَّ الليالي عقاقير؛ كأنَّ السُّموم وَسَن.
(35)
لا أحد يريد هذه الجُثَّة (سِواك).
(36)
«إلا أنني عندما لمست بعد سنوات للمرَّة الأولى جسد حبيبتي الغض، أدركت تمامًا أن الأدب كان متخلِّفًا كثيرًا عن الحقيقة» (ألبرتو مانغويل، «تاريخ القراءة»).
والعكس صحيح أيضًا.
(37)
هذا القتلُ يعوزهُ التَّرتيب.
(38)
الحنجرة ذراع الأموات (والعكس صحيح أيضًا).
(39)
هذا الموت ليس مسؤولًا كثيرًا.
(40)
أُقامِرُ بالقفل (خاصَّة حين أُدركُ أنكِ لست هناك).
(41)
فيما تبقَّى من الفانية، سأحرصُ على أعدائي أكثر (أصدقائي يسعفونني على ذلك).
(42)
ليس لي إلا أصابعنا.
(43)
الوادي نقطةُ مغادَرَةٍ (فحسب).
(44)
الإقامةُ زلزالٌ، والمَتْنُ صغير.
(45)
كلُّ الأحاديث محاولةٌ للقتل.
(46)
أمواتٌ يُعيدونَ، وأمواتٌ نحو الشَّمس.
(47)
تُسْعِفُه الضَّواري.
(48)
ما من أمانٍ في الحليب.
(49)
يسيرُ حيث ينعطف النَّاس.
(50)
تدري الطُّيور ما حلَّ بالهواء.
(51)
ليست لي كَبِدٌ (وأنتِ انطفأتِ).
(53)
أنا أرملٌ كبيرٌ أيُّها المطر الصَّغير.
(54)
يمكن، في أحيان، أن تقول الحقيقة من دون اللجوء إلى الكذب.
(55)
سينسونَك حتمًا (لكن ليس كنسيان الآخرين عند الآخرين).
(56)
الكراهية مسؤوليَّةٌ جسيمةٌ (لا يستطيعها كُلُّ من يَكرَهون، وكُلُّ من يُكرَهون).
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
اجتماع موسع لمناقشة إجراءات مواجهة خطاب الكراهية والتجييش والفتنة داخل المؤسسات التعليمية
دمشق-سانا
تركز اجتماع وزراء التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي، والتربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو، والرياضة والشباب السيد محمد سامح الحامض، وممثلي وزيري الطوارئ والكوارث والإعلام، اليوم على مناقشة إجراءات مواجهة خطاب الكراهية والتجييش والفتنة داخل المؤسسات التعليمية، حرصاً على بيئة أكاديمية آمنة وشاملة.
وخلال الاجتماع الموسع، الذي عقد في مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أشار الوزير الحلبي إلى أهمية التكاتف لتجاوز هذه المشكلة عبر معالجة الواقع بكل شفافية، لافتاً إلى أن الوزارة أصدرت قراراً يحظر نشر أو تداول أو ترويج أي محتوى يتضمن تحريضاً على الكراهية أو الفتنة أو يسيء إلى الوحدة الوطنية أو السلم الأهلي، مؤكداً أن الوزارة أرض خصبة للنشاطات الشبابية التي تعزز العيش المشترك.
ولفت الوزير الحلبي إلى أهمية ابتكار قوانين صارمة، ومعالجة خلفية هذه المشكلة، وإحداث هيئات طلابية للحد منها، منوهاً بأهمية الاجتماع في وضع المبادئ والأسس لترسيخ مبدأ التعايش الاجتماعي، ونبذ خطاب التفرقة والتعصب.
بدوره، وزير التربية والتعليم بين أن الوزارة اتخذت جملة إجراءات، منها تدريب فريق من الموجهين والمعلمين في دمشق بالتعاون مع اليونيسف على السلم الأهلي والإجراءات المتعلقة به، مشيراً إلى أن الفريق انطلق بعد إجراء التدريبات اللازمة إلى المحافظات لتدريب المعلمين والموجهين في المحافظات.
ولفت الوزير تركو إلى أن الوزارة عززت الأنشطة الخاصة بالسلم الأهلي، من خلال تفعيل غرفة النشاط مثل مسرح الدمى والألعاب التي تعزز ثقافة تقبّل الآخر، وطريقة حل المشاكل بطريقة سلمية، ومهارات التواصل، والتأكيد على أهمية الرياضة، التي تشكل علاجاً للكثير من المشاكل، مضيفاً: لذا تسعى الوزارة بالتعاون مع وزارة الرياضة والشباب لإطلاق أولمبياد الرياضة الوطنية على مستوى التربية في سوريا بداية العام القادم.
من جهته، وزير الرياضة والشباب أشار إلى الدور الأساسي الذي تلعبه الوزارة في تعزيز السلم الأهلي، من خلال تفعيل المراكز الشبابية في الجامعات والمدارس، وتكثيف الأنشطة الرياضية، ودعم المنشآت الرياضية في المدارس والجامعات، وإقامة نشاطات تسهم في تعزيز وحدة الشعب السوري.
من جانبه، ممثل وزير الطوارئ والكوارث معاون الوزير الدكتور حسام حلاق لفت إلى أن مفاهيم السلم الأهلي هي جزء أصيل من الثقافة الوطنية التي تتبناها الوزارة، مبيناً أنها اتخذت مجموعة من الإجراءات لتعزيز الحوار والسلم الأهلي، من خلال الأنشطة التطوعية التي تنفذها أو ترعاها، والاستجابات التي تقوم بها بكل المجتمعات والتي تعزز مبدأ العدالة في الاستجابة لكل المجتمعات، إضافة لتشجيع تبادل الخبرات بين مختلف المجتمعات حتى ننتقل من الانتماء الطائفي أو الإقليمي إلى مفاهيم الولاء الوطني.
بدوره بين ممثل وزير الإعلام مدير العلاقات العامة في الوزارة علي الرفاعي أنه يتم العمل على تفعيل قانون الجرائم الإلكترونية، والإعداد لمدونة أخلاقيات المهنة بالتشارك مع جميع الصحفيين والإعلاميين الموجودين في سوريا، والقيام بحملات توعوية من أجل دعم السلم الأهلي، عبر إقامة ندوات ومؤتمرات ومحاضرات لطلاب الجامعات وللمجتمع برعاية الوزارة، إضافة لإمكانية تشكيل فرق إعلامية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي تجري مقابلات مع الطلاب، من أجل دعم السلم الأهلي ونبذ خطاب الكراهية ودعم الخطاب السلمي.
وخلص الاجتماع إلى جملة من الإجراءات المقترحة، للحد من خطاب الكراهية والتجييش الطائفي داخل المؤسسات التعليمية، منها إجراءات تربوية وتعليمية، تتمثل في دمج مفاهيم التسامح والتعايش والتنوع وقبول الآخر في المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الخطابات المتطرفة والتحريضية داخل الفصول الدراسية، وتشجيع الأنشطة الطلابية التي تعزز التعاون والعمل الجماعي، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية ومؤتمرات ومناظرات حول التسامح وقبول الآخر، وتشجيع النوادي الطلابية وإشراك مؤسسات المجتمع المدني في دعم برامج التوعية والمصالحة داخل الجامعات، واستخدام التكنولوجيا لمكافحة التمييز.
كما طرح المشاركون في الاجتماع عدداً من الإجراءات الإدارية المتمثلة بوضع سياسات واضحة ضد التمييز وخطاب الكراهية داخل لوائح الانضباط المدرسي أو الجامعي، وتفعيل آليات الشكاوى وإشراك أولياء الأمور والمجتمع المحلي في برامج التوعية ورصد ومراجعة محتوى الأنشطة والمواد التعليمية لضمان خلوها من أي إيحاءات تمييزية، إضافة إلى إجراءات تشريعية وسياسات عامة تحظر خطاب الكراهية داخل المؤسسات التعليمية، مع آليات تطبيق واضحة، والتنسيق بين وزارات التعليم والإعلام والعدل لتوحيد الجهود في مكافحة التجييش الطائفي.
شارك في الاجتماع عدد من معاوني الوزراء، ورئيسا جامعتي دمشق والشام وممثلون من الأمانة العامة للشؤون السياسية ومدير المدينة الجامعية بدمشق.