مواطن يحكي تجربته المريرة بسبب “اللعبة مع الموت”
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
أثير – ريما الشيخ
في الحياة طريقان؛ طريق الأمان الذي يلهمك العلم والمعرفة، وطريق الهلاك الذي يسلب منك الحياة ويبعدك عنها، فللحظات تشعر باليأس المسيطر على ظلال روحك، ويبعدك عن الابتسامة التي تحلم بها والثقة التي تحيطك، وعن عالمك الحقيقي لتعيش عالمًا خاليًا من المعنى.
وهناك من يدرك بعده عن هذا الطريق لينجو بنفسه ويتراجع عنه في الوقت المناسب، وهذا ما حصل مع الشاب أ.
ح الذي عاش البعد الحقيقي عن عالمه وأسرته، وعاش التخبط لكنه أدرك الوقت والأمر وعالجه.
بداية السقوط
في حيٍ هادئ في ولاية السيب بمحافظة مسقط، وُلد أ.ح، وكان شابًا في مقتبل العمر، طموحًا ومفعمًا بالحياة، إلا أن الحظ كان يحمل له مسارًا آخر، ففي عام 2003م وعندما كان في العشرين من عمره، انجرف في عالم المخدرات، حيث بدأت رحلته مع الحبوب المخدرة، ثم انتقل إلى مادة الحشيش ومعاقرة الكحول، قبل أن يغوص في أعماق الهيروين والنورفين.
مواجهة القانون
لم تكن رحلة أ.ح في عالم الإدمان خالية من المواجهات مع القانون، فقد تعرض لمحاولات عديدة لضبطه بتهمة الترويج، بتهمة التعاطي وكانت نهايتها الاحتجاز لفترات قصيرة، لم تتجاوز الشهر، ولم يكن السجن هو المكان الذي أثر عليه، بل كانت تأثيرات المخدرات أعمق وأشد وطأة على حياته.
تأثير المخدرات على الحياة
اجتماعيًا، أصبح منبوذًا من المجتمع وشخصًا عدوانيًا، لا يثق به أحد، ويفرض رغباته بالقوة، وأثر ذلك على أسرته حيث عاشت في خوف مستمر سواء كان خارج المنزل أم داخله، فقد أصبح وجوده كابوسًا لهم.
ماديًا، كانت أولوياته متجهة نحو توفير المادة المخدرة، حتى وإن كان ذلك على حساب احتياجات أسرته ومشاعرهم.
صحيًا، تعرض لتشوهات جسدية بسبب الشجارات والنزاعات المتعلقة بالمخدرات، إلى جانب اضطرابات شخصية وأفكار غير سوية.
اللحظة الفاصلة
وصل إلى وضع متدنٍ ووجد نفسه في حالة يرثى لها، بين مشاكل قانونية، وطرد من العمل، وتعهدات لم يستطع الالتزام بها.
في لحظة مصيرية، قرر التوجه إلى التعافي، ليس بقناعة، بل كهروب من مواجهة مشاكله، حيث بدأ رحلته في برنامج التعافي في 28 يونيو 2021م وخلال الأشهر الأولى بدأ يكتشف تدريجيًا أن هناك حياة أخرى؛ حياة تستحق أن تُعاش بدون المخدرات.
طريق التعافي
التعافي كان تحديًا كبيرًا، يتطلب مواجهة النفس والاعتراف بالخطأ، وقد أدرك أ.ح مدى الألم الذي سببه لنفسه وللآخرين خلال سنوات الإدمان، لكنه وجد الدعم في بيوت التعافي؛ حيث احتضنته تلك النفوس الطيبة وساعدته على البوح بكل ما في داخله، فوجد الراحة في معرفة أنه ليس الوحيد الذي يمر بهذه الحالة البائسة التي اوصلته إلى اليأس.
الحياة بعد التعافي
بعد تلك التجربة المريرة، بدأ أ.ح في محاولة العيش كإنسان طبيعي، ورغم وجود أشياء لا يتقبلها في نفسه ومجتمع لا يتقبل ماضيه، إلا أنه كان يسعى جاهدًا إلى الاندماج في الخط الطبيعي للحياة بمساعدة الجهات المعنية على الشعور بالقبول وعدم الوحدة والانعزال عن المجتمع الذي يحويه.
رسالة أ.ح
اختصر أ.ح طريق المخدرات بكلمة واحدة: “انتحار أو لعبة مع الموت”، ووجه رسالته للمدمنين عبر “أثير” قائلا: “هناك حياة أفضل بدون تعاطي المواد المخدرة، فأعطِ نفسك فرصة وأعلن استسلامك، واخضع لبرنامج التأهيل، فالحياة جميلة بدون تعاطٍ، فقد كنت في الماضي أخاف كل شيء، أما اليوم فأنا حر من الخوف، أعيش بكرامة وأستمتع بحياتي كإنسان طبيعي.”
كانت تلك قصة المواطن أ.ح؛ قصة من الظلمات إلى النور، من الضياع إلى الأمل، رسالة تحمل في طياتها دعوة لكل من يعاني بأن هناك دائمًا طريقًا للخلاص، طريقًا يحتاج إلى شجاعة واتخاذ قرار حاسم بالتعافي بالوقت المناسب.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: طریق ا
إقرأ أيضاً:
سوريا.. القبض على ابن عم الأسد في عملية “أمنية محكمة”
أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم السبت، إلقاء القبض على وسيم الأسد، ابن عم الرئيس المخلوع بشار الأسد، في عملية أمنية وصفت بأنها “محكمة”، مشيرة إلى أنه يعد من أبرز المتورطين في تجارة المخدرات وجرائم أخرى خلال فترة ما أسمته بـ”النظام البائد”.
وفي بيان رسمي، أوضحت الوزارة أن جهاز الاستخبارات العامة، بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارة الداخلية، تمكن من استدراج وسيم الأسد عبر عملية نوعية نفذتها إحدى فرق إدارة المهام الخاصة، وأسفرت عن توقيفه.
أخبار قد تهمك سويسرا ترفع العقوبات الاقتصادية عن دمشق لدعم التعافي الاقتصادي 20 يونيو 2025 - 8:09 مساءً وصول 3 شاحنات إغاثية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة محملّة بالمساعدات الطبية إلى محافظة إدلب بسوريا 20 يونيو 2025 - 12:14 صباحًا
ونشرت الوزارة صورة للموقوف، مؤكدة أن هذه العملية تأتي في إطار التزام الدولة بمكافحة الجريمة المنظمة وملاحقة المطلوبين وتحقيق العدالة دون استثناء..
وأدرجت الولايات المتحدة وسيم الأسد في عام 2023 على قائمة العقوبات لضلوعه في قيادة قوة شبه عسكرية تدعم جيش الأسد ولتورطه في تجارة المخدرات ومنها حبوب الكبتاجون المشابهة لمخدر الأمفيتامين، وفق رويترز.