أثير – ريما الشيخ

في الحياة طريقان؛ طريق الأمان الذي يلهمك العلم والمعرفة، وطريق الهلاك الذي يسلب منك الحياة ويبعدك عنها، فللحظات تشعر باليأس المسيطر على ظلال روحك، ويبعدك عن الابتسامة التي تحلم بها والثقة التي تحيطك، وعن عالمك الحقيقي لتعيش عالمًا خاليًا من المعنى.

وهناك من يدرك بعده عن هذا الطريق لينجو بنفسه ويتراجع عنه في الوقت المناسب، وهذا ما حصل مع الشاب أ.

ح الذي عاش البعد الحقيقي عن عالمه وأسرته، وعاش التخبط لكنه أدرك الوقت والأمر وعالجه.

بداية السقوط
في حيٍ هادئ في ولاية السيب بمحافظة مسقط، وُلد أ.ح، وكان شابًا في مقتبل العمر، طموحًا ومفعمًا بالحياة، إلا أن الحظ كان يحمل له مسارًا آخر، ففي عام 2003م وعندما كان في العشرين من عمره، انجرف في عالم المخدرات، حيث بدأت رحلته مع الحبوب المخدرة، ثم انتقل إلى مادة الحشيش ومعاقرة الكحول، قبل أن يغوص في أعماق الهيروين والنورفين.

مواجهة القانون

لم تكن رحلة أ.ح في عالم الإدمان خالية من المواجهات مع القانون، فقد تعرض لمحاولات عديدة لضبطه بتهمة الترويج، بتهمة التعاطي وكانت نهايتها الاحتجاز لفترات قصيرة، لم تتجاوز الشهر، ولم يكن السجن هو المكان الذي أثر عليه، بل كانت تأثيرات المخدرات أعمق وأشد وطأة على حياته.

تأثير المخدرات على الحياة

اجتماعيًا، أصبح منبوذًا من المجتمع وشخصًا عدوانيًا، لا يثق به أحد، ويفرض رغباته بالقوة، وأثر ذلك على أسرته حيث عاشت في خوف مستمر سواء كان خارج المنزل أم داخله، فقد أصبح وجوده كابوسًا لهم.

ماديًا، كانت أولوياته متجهة نحو توفير المادة المخدرة، حتى وإن كان ذلك على حساب احتياجات أسرته ومشاعرهم.

صحيًا، تعرض لتشوهات جسدية بسبب الشجارات والنزاعات المتعلقة بالمخدرات، إلى جانب اضطرابات شخصية وأفكار غير سوية.

اللحظة الفاصلة
وصل إلى وضع متدنٍ ووجد نفسه في حالة يرثى لها، بين مشاكل قانونية، وطرد من العمل، وتعهدات لم يستطع الالتزام بها.
في لحظة مصيرية، قرر التوجه إلى التعافي، ليس بقناعة، بل كهروب من مواجهة مشاكله، حيث بدأ رحلته في برنامج التعافي في 28 يونيو 2021م وخلال الأشهر الأولى بدأ يكتشف تدريجيًا أن هناك حياة أخرى؛ حياة تستحق أن تُعاش بدون المخدرات.

طريق التعافي

التعافي كان تحديًا كبيرًا، يتطلب مواجهة النفس والاعتراف بالخطأ، وقد أدرك أ.ح مدى الألم الذي سببه لنفسه وللآخرين خلال سنوات الإدمان، لكنه وجد الدعم في بيوت التعافي؛ حيث احتضنته تلك النفوس الطيبة وساعدته على البوح بكل ما في داخله، فوجد الراحة في معرفة أنه ليس الوحيد الذي يمر بهذه الحالة البائسة التي اوصلته إلى اليأس.

الحياة بعد التعافي
بعد تلك التجربة المريرة، بدأ أ.ح في محاولة العيش كإنسان طبيعي، ورغم وجود أشياء لا يتقبلها في نفسه ومجتمع لا يتقبل ماضيه، إلا أنه كان يسعى جاهدًا إلى الاندماج في الخط الطبيعي للحياة بمساعدة الجهات المعنية على الشعور بالقبول وعدم الوحدة والانعزال عن المجتمع الذي يحويه.

رسالة أ.ح
اختصر أ.ح طريق المخدرات بكلمة واحدة: “انتحار أو لعبة مع الموت”، ووجه رسالته للمدمنين عبر “أثير” قائلا: “هناك حياة أفضل بدون تعاطي المواد المخدرة، فأعطِ نفسك فرصة وأعلن استسلامك، واخضع لبرنامج التأهيل، فالحياة جميلة بدون تعاطٍ، فقد كنت في الماضي أخاف كل شيء، أما اليوم فأنا حر من الخوف، أعيش بكرامة وأستمتع بحياتي كإنسان طبيعي.”

كانت تلك قصة المواطن أ.ح؛ قصة من الظلمات إلى النور، من الضياع إلى الأمل، رسالة تحمل في طياتها دعوة لكل من يعاني بأن هناك دائمًا طريقًا للخلاص، طريقًا يحتاج إلى شجاعة واتخاذ قرار حاسم بالتعافي بالوقت المناسب.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: طریق ا

إقرأ أيضاً:

“القسام” تؤجل تسليم جثة أسير صهيوني بسبب خروقات العدو

الثورة نت /..

أكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الثلاثاء، تأجيلها لتسليم جثة أسير صهيوني بسبب خروقات العدو الصهيوني.

ونوهت القسام، في بلاغ صادر عنها، إنها عثرت اليوم على جثة أحد أسرى الكيان الصهيوني خلال عمليات البحث في أحد الأنفاق جنوبي القطاع، وأنها ستؤجل تسليمها الذي كان مقررًا اليوم، بسبب خروقات العدو.

كما أشارت إلى أن “أي تصعيدٍ صهيونيٍ سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين، مما سيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه”.

وأعلنت القسام في وقت سابق اليوم العثور على جثة أسير صهيوني في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه سيتم تسليمه اليوم.

وفي السياق، صرح مصدر في المقاومة لقناة “الجزيرة”، إنه عُثر على جثة “الإسرائيلي” عميرام كوبر داخل نفق شمالي خان يونس جنوبي قطاع غزة.

يتزامن ذلك مع إعلان رئاسة وزراء كيان العدو الصهيوني، مساء اليوم، أن مجرم الحرب نتنياهو وجّه تعليمات “للجيش” بتنفيذ ضربات قوية وفورية على قطاع غزة.

ومساء أمس الاثنين، نفى المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، بشدة مزاعم بعض وسائل الإعلام الصهيونية التي ادعت أن حماس تعرف مواقع الجثث ولا ترغب بتسليمها، واصفًا هذه الادعاءات بالكاذبة، خصوصًا في ظل التغيرات الكبيرة التي طرأت على معالم قطاع غزة نتيجة العدوان والقصف الصهيوني.

وأشار إلى أن الحركة ملتزمة بتسليم 13 جثمانًا آخر لا تزال في قطاع غزة، بينهم 10 صهاينة أسروا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى صهيوني مفقود منذ 2014، وعاملين أجنبيين من تايلند وتنزانيا.

ويأتي ذلك في سياق اتفاق هدنة وُقع في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، نص على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأتاح الإفراج عن 20 أسيرًا وتسليم رفات 18 آخرين من أصل 28 أعلن العدو الصهيوني مقتلهم، مع استمرار التزام حماس بتسليم بقية الجثث.

مقالات مشابهة

  • “جاء الوقت الذي أضع فيه عائلتي في المقام الأول”.. فنانة سودانية معروفة تفاجئ جمهورها وتعلن إعتزالها الفن وتقرر الهجرة لفرنسا بصورة نهائية
  • “القسام” تؤجل تسليم جثة أسير صهيوني بسبب خروقات العدو
  • “بتوجيه من ترامب”.. هيغسيث يعلن تنفيذ 3 ضربات دقيقة على 4 سفن في المحيط الهادئ
  • الشلف: الإطاحة بشبكة إجرامية تُروّج المخدرات وحجز 5 كغ من “الكيف”
  • بالفيديو والصور…. الأمن العام يطلق حملة توعوية بعنوان “نعم للحياة.. لا للمخدرات”
  • بتكلفة 150 مليون جنيه.. صرح هندسي جديد يمد الحياة لنصف مليون مواطن بسوهاج
  • زاهي حواس: فخور بمصر رغم الهجوم الذي تعرضت له في 2011
  • وزير الصحة يُعلن إطلاق “وصفة نمط الحياة الصحية”
  • ماهية “الجسم المضيء” الذي ظهر في سماء ضواحي موسكو الليلة الماضية
  • عاجل | إغلاق مدرسة حكومية مؤقتًا في الأردن بسبب “البق” .. وثيقة