كنوز توت عنخ آمون تتألق في موطنها الجديد بالمتحف المصري الكبير
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
في الأول من نوفمبر المقبل، تفتح مصر أبواب أحد أعظم صروحها الثقافية أمام العالم — المتحف المصري الكبير — في حدث عالمي ينتظره الملايين، يمثل هذا الافتتاح فصلًا جديدًا في تاريخ الحضارة المصرية العريقة، واحتفاءً بعودة كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون إلى موطنها الجديد عند سفح الأهرامات، في أضخم مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين.
يُعد المتحف المصري الكبير إنجازًا معماريًا وثقافيًا فريدًا، صُمم ليكون أكبر متحف أثري في العالم، يجمع بين التاريخ والتعليم والترفيه في تجربة متحفية متكاملة، يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل شتى عصور الحضارة المصرية، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني، ومن بين أبرز معروضاته مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، إضافة إلى متحف مراكب الملك خوفو وعدد من القطع النادرة التي نُقلت من متاحف القاهرة والأقصر وسقارة.
كنوز الملك الذهبي في موطنها الجديدتُعد مجموعة توت عنخ آمون جوهرة المتحف المصري الكبير، إذ تم نقل أكثر من 5300 قطعة أثرية تخص الملك الشاب من المتحف المصري بالتحرير ومن متاحف أخرى، لتُعرض كاملة للمرة الأولى في التاريخ في مكان واحد، استغرقت عملية النقل سنوات من العمل الدقيق، ضمن خطة نفذتها وزارة السياحة والآثار المصرية بمشاركة خبراء مصريين ودوليين، مع تطبيق أعلى معايير النقل الآمن والتوثيق العلمي والحفظ المتحفي.
رحلة النقل الدقيقةبدأت عملية نقل كنوز توت عنخ آمون رسميًا في 8 سبتمبر 2016، حين نُقلت أول دفعة مكوّنة من 367 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف الكبير، تلتها دفعات متتالية حتى اكتملت المجموعة الفريدة، وقد استُخدمت صناديق خاصة مقاومة للرطوبة والاهتزازات، ورافق كل قطعة فريق من المرممين والخبراء لضمان سلامتها أثناء النقل والتخزين.
أهم مقتنيات توت عنخ آمون المعروضة في المتحف المصري الكبيرالقناع الذهبي الشهير
تحفة خالدة تزن نحو 11 كيلوجرامًا من الذهب الخالص، يجسد ملامح الملك الشاب بواقعية آسرة، نُقشت عليه تعاويذ من كتاب الموتى لحماية الملك في رحلته الأبدية، وسيُعرض القناع في قاعة منفصلة بإضاءة خاصة تبرز جماله وعمقه الرمزي.
قطعة فنية مذهلة من الخشب المكسو بالذهب والفضة والمطعّم بالأحجار الكريمة والزجاج الملون، يصوّر مشهدًا رقيقًا يجمع الملك بزوجته عنخ إسن آمون في لحظة حميمية تعد من أرقى صور الفن الأسري في الدولة الحديثة.
ست عربات كاملة نُقلت من المقبرة بعد ترميم استمر أكثر من عامين، استُخدمت تلك العربات في الاحتفالات وربما في طقوس رمزية تمجد قوة الملك وسلطانه.
تضم عشرات القلادات والتيجان والأساور والخواتم المصنوعة من الذهب والعقيق واللازورد، ومن أبرزها القلادة العريضة “الواسة” التي ترمز للحماية والسلطة الإلهية.
المقصورة المذهبة التي كانت تحفظ أواني أحشاء الملك المحنطة تُعد إحدى روائع الفن المصري القديم، تُغطيها نقوش دقيقة تصور الآلهة وهي تحيط بالملك لتحميه في رحلته إلى الخلود.
مئات التماثيل الصغيرة المصنوعة من الخشب والذهب والفاينس، كانت ترافق الملك في العالم الآخر لتخدمه، إلى جانب تماثيل رمزية تمثل الملك في هيئتي “أوزوريس” و“رع”.
قطعة استثنائية مصنوعة من الخشب المطعّم بالعاج والأبنوس والمغطى برقائق الذهب، تزينه الإلهة نخبت وهي تبسط جناحيها فوق قرص الشمس، بينما يُصوّر مسند القدمين أعداء مصر التسعة رمزًا لقوة الملك وانتصاراته.
من بين الكنوز الفريدة خناجر الملك، أحدها مصنوع من حديد نيزكي نادر، والآخر من الذهب الخالص، ما يعكس معرفة المصريين القدماء بالمعادن السماوية ودقتهم في الحِرف المعدنية.
العرض المتحفي الجديد: تجربة مبهرة تحكي التاريخخُصص جناحان ضخمان تبلغ مساحة كل منهما سبعة آلاف متر مربع لعرض مجموعة توت عنخ آمون، ليشكلا معًا “متحفًا داخل المتحف”، العرض الجديد يعتمد على أحدث تقنيات العرض التفاعلي والإضاءة الذكية والعروض الرقمية ثلاثية الأبعاد، لتقديم قصة حياة الملك الشاب من لحظة توليه العرش حتى اكتشاف مقبرته عام 1922، في تجربة تجمع بين الإبهار البصري والدقة العلمية.
قيمة عالمية استثنائيةتُعد مجموعة توت عنخ آمون أكمل كنز ملكي مكتشف في تاريخ الإنسانية، إذ لم يُعثر في أي حضارة أخرى على مجموعة متكاملة بهذا الحجم والجمال والدقة، لذلك فإن عرضها بالكامل داخل المتحف المصري الكبير يمثل إنجازًا ثقافيًا وإنسانيًا فريدًا، ويجعل من المتحف وجهة لا مثيل لها لعشاق التاريخ والآثار من جميع أنحاء العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير المتحف المصري المتحف الكبير كنوز توت عنخ آمون توت عنخ آمون المتحف المصری الکبیر توت عنخ آمون
إقرأ أيضاً:
نجل مكتشف مقبرة توت عنخ آمون: افتتاح المتحف الكبير فرصة لعرض مقتنيات الملك
قال نوبي حسين عبد الرسول، نجل مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون، إن والده كان عنده 12 سنة وقت الاكتشاف في سنة 1922، وكان لديه شغف بالآثار منذ الصغر، مضيفًا أن اكتشاف الدرج والسلم المؤدي إلى المقبرة جاء بعد حادثة بسيطة عندما وقعت المياه على أول حفرة، ليكتشفها لاحقًا مع العالم البريطاني هوارد كارتر.
وأوضح “نوبي”، خلال مداخلة عبر الإنترنت على شاشة “إكسترا نيوز”، أن كارتر، الذي كان في البداية رسامًا للمناظر السياحية، تقابل بالصدفة مع اللورد كارنارف الذي أشار له بوجود المقبرة، ومن ثم ساعد والد نوبي وجميع العاملين في اكتشافها.
وأضاف أن كارتر أصبح لاحقًا رئيسًا للآثار المصرية، رغم أنه لم يكن مشهورًا في البداية، وأن والده ساهم بشكل كبير في دعم جميع البعثات الأثرية المصرية، وليس بعثة كارتر فقط.
وأشار إلى أن الصور التذكارية التي التقطها والده داخل المقبرة، مثل ارتداء قلادة فرعونية، لا تزال محفوظة، وأن افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون فرصة لإعادة إبراز دوره التاريخي ولعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون بالكامل لأول مرة بشكل حديث ومتكامل، مشددًا على أهمية إشراك الشباب المصري في اكتشاف وحماية آثار بلدهم، معتبرًا ذلك استمرارًا لإرث والده التاريخي.