رئيس الوزراء يؤكد استقلال الجهاز المركزي للمحاسبات ويدعو لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الرقابة المالية
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم؛ فعاليات افتتاح المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، بمدينة السلام شرم الشيخ، المقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور عدد من الوزراء، فيتال دي ريجو، رئيس المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية (الانتوساي) المنتهية ولايته، رئيس محكمة الحسابات الفيدرالية البرازيلية، والدكتورة مارجريت كراكر، الأمين العام لمنظمة الانتوساي ورئيس محكمة المراجعة بجمهورية النمسا الاتحادية، والمستشار أحمد سعيد خليل، رئيس مجلس أمناء وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والمستشار محمد الفيصل يوسف، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، رئيس منظمة الانتوساي الجديد، وعدد كبير من رؤساء الأجهزة الرقابية من مختلف دول العالم، ومسئولي الجهات والهيئات، وممثلي المؤسسات المالية الدولية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: "يُسعدني في البداية أن أُرحب بحضراتكم جميعاً على هذه البقعة المُباركة من أرض مصر، مهد الحضارة ومنبع الحكمة والعلوم والفنون، وفجر الضمير الإنساني، المُشرق بنوره من نحو سبعة آلاف عام، مُبشراً بالمحبة وراعياً للسلام وداعياً إلى قِيم العدل والمساواة بين البشر.. أُرحب بكم ضُيوفاً أعزاءَ في مدينة شرم الشيخ، التي طالما شهدت حواراً موصولاً بين مختلف الشعوب، عبر العديد من القمم الدولية والإقليمية التي احتضنتها، مداً لجسور التعاون وسعياً إلى ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية".
وأعرب رئيس الوزراء عن تمنياته بالتوفيق في أعمال المؤتمر مُستحضراً الرسالة السامية للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية، حيث برهنت المنظمة، منذ نشأتها وعبر تاريخها الممتد لنحو ما يزيد على سبعين عاماً، على قدرات مؤسسية فائقة، عملت من خلالها على صَكْ وتطوير المعايير الدولية للمراجعة العامة، وبناء وتنمية القدرات الذاتية للأجهزة العليا للرقابة وعززت التواصل فيما بينها - ومِن مُختلف ربوع العالم - حتى غَدَتْ منصةً دولية رائدة لتداول الخبرة المهنية وتبادل المعرفة، وهكذا أصبحت اليوم بَيْتَ الخبرةِ العالمي الجامع لأجهزة الرقابة والداعم لأداء الحكومات والساعي دوماً نحو ترسيخ النزاهة والشفافية.
واعتبر الدكتور مصطفى مدبولي أن الدور الجليل الذي باشرته "الانتوساي" عبر مسارها التاريخي، ومازالت تُباشره بفاعلية واقتدار، هو المُحقق لمناط العمل الرقابي بمفهومه الصحيح، كما تُؤْمن به مصر وكما تُمارسه واقعاً حياً، مشيراً إلى ان الرقابة - في جوهرها - ليست فقط أداة لرصد القُصُور وَتَصيُّد الخطأ وتقويض الأداء، وإلا غدت مِعْوَلاً للهدم لا مِعْوَلاً للبناء، بل هي ترصد القُصُور لِتَرْصُدَ معه مُقْترح الاستدراك وخياراته، في ظل فَهْمٍ واعٍ لبيئة العمل وَمُمْكناته، وَتَكْشف الخطأ لِتُصحح المسارَ، تَوَسُّلاً بالقانون وَأَخْذاً بِقِيَم المُساءلة والحساب، وَتُقَيّم الأداء العام سعياً إلى تعزيز كفاءته لا إلى تقويضه.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر ومن مُنطلق إيمانها الراسخ بأهمية العمل الرقابي كركيزة أساسية للتنمية والبناء، وإذ تَشْرُف اليوم باستضافة الجمعية العامة، تضع جميع إمكاناتها وخبراتها المهنية وتجاربَها الرائدة قَيْد إفادة المجتمع الدولي للرقابة خلال الدورة الرئاسية القادمة للانتوساي، حيث أولت مصر جهازها الأعلى للرقابة المالية، الجهاز المركزي للمحاسبات - العريق في محيطه الإقليمي - دعماً غير محدود، وحرصت على استقلاله تمام الاستقلال، ليس فقط على مستوى الضمان الدستوري والتشريعي، بل وعلى مستوى الممارسة العملية في تمكينه من أداء مَهَامه على الوجه الأكمل، ووضع ملاحظاته وتوصياته موضع النفاذ والاعتبار.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه كان من ثمرات هذا التوجه تجربة مصرية مُلهمة في التكامل بين الأداء الحكومي والممارسة الرقابية، قُوامها الثقة المتبادلة والشفافية في تداول المعلومات والبيانات، فتَهَّيأَ بذلك السبيل نحو منجزات هائلة، في أقل من عِقْدٍ واحد، من المشروعات القومية العملاقة على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعلى مستوى الإصلاح المالي والإداري، مستطرداً: "فمن تشييد العديد من المدن الذكية التي تجمع بين الحداثة والاستدامة - وفي صدارتها العاصمة الإدارية الجديدة - إلى إعادة بناء شبكة متكاملة من الطرق والأنفاق وفق أعلى المعايير الدولية، ومن إطلاق وتفعيل مبادرة "حياة كريمة" كأحد أكبر مشروعات التنمية الريفية على مستوى العالم، لتغيير واقع الحياة في القرى المصرية وتحقيق العدالة المكانية والاجتماعية، إلى بناء شبكة حماية اجتماعية وصحية شاملة عبر مبادرات فعالة (منها تكافل وكرامة و100 مليون صحة)... من هذه وغيرها الكثير تجسد إيمان الدولة بحقوق الإنسان وفق مفهوم شامل للحق في رعاية صحية وحياة آمنة كريمة، كل ذلك إلى جانب تخطيط وتنفيذ برامج إصلاح هيكلي اقتصادي شامل، عززت كفاءة الإنفاق العام ورفعت قدرات الدولة الإنتاجية وَحسَّنت جودة أداء القطاع الحكومي الخدمي، إضافة إلى حوكمة الاستثمارات العامة ووضع سياسات جديدة لملكية الدولة للأصول، بما قدم نموذجاً إقليمياً رائداً في التوازن بين النمو الاقتصادي والحماية الاجتماعية".
وأكد رئيس الوزراء أن هذه الإنجازات - وغيرها الكثير- لَمْ تَكُن مُمْكِنة التحقق في آجال زمنية محدودة، بغير هذا التكامل الوثيق بين أجهزة الرقابة والمؤسسات الحكومية، في إطار من الاستقلالية والمهنية والمسئولية المشتركة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن مصر وهي تَتَهَيَّأُ لرئاسة منظمة الانتوساي، تُعْلن التزامها الكامل بالعمل المشترك مع جميع الأجهزة العُليا للرقابة المالية، الأعضاء بالمنظمة، لتعزيز قدراتها ودعم جسور التعاون البنَّاء معها عبر شراكات مؤسسية تَهْدُف إلى تبني أدوات ومنهجيات الرقابة الحديثة، فلقد كشفت الأزمات الاقتصادية التي شهدها عالمنا المُعاصر في سنواته الأخيرة عن الحاجة الماسة لأنظمة رقابية قوية وفعالة، قادرة على التعامل مع الظروف الاستثنائية، بأعلى قدر من المرونة والشفافية، في هذا السياق أيضاً، فرضت التطورات التقنية المتسارعة واقعاً جديداً، يتطلب الأخذ بسبل توظيف تلك التقنيات - وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي المسئول - لخدمة أهداف المراجعة العامة، وبما يكفل دقة مخرجات الرقابة وَيُعزز كفاءتها.
وقال رئيس الوزراء: "نحن جميعاً نتشارك الهدف ذاته، وهو ضمان الاستخدام الأمثل للموارد العامة وتعزيز الشفافية والمساءلة، وسبيلنا إلى ذلك هو العمل المشترك والحوار الموصول بين الأجهزة العليا للرقابة تحت مظلة مُنظمتكم العريقة، فالمستقبل الأفضل رهين بالتعاون لا التنافس، والشراكة لا الانعزال".
وفي ختام كلمته قال رئيس الوزراء: "أجدد الترحيب بكم جميعاً في بلدكم الثاني مصر، راجياً لأعمال جمعيتكم العامة الخامسة والعشرين كل النجاح والتوفيق ولمنظمة الانتوساي دوام العطاء والريادة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجهاز المركزي للمحاسبات مدبولي شرم الشيخ المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابـة الماليــة الانتوساي مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب للأجهزة العلیا للرقابة المالیة الجهاز المرکزی للمحاسبات الدکتور مصطفى مدبولی رئیس الوزراء على مستوى
إقرأ أيضاً:
لخدمة الشباب والنشء.. رئيس الوزراء يؤكد دعم الدولة للمشروعات الثقافية وتنمية الوعي بالقليوبية
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، دعم الدولة الكامل لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة، التي تستهدف تقديم خدمات معرفية وتثقيفية للشباب والنشء، وذلك في إطار توجيهات القيادة السياسية ببناء الإنسان المصري وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال جولة رئيس الوزراء لتفقد مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالقرى المستهدفة في محافظة القليوبية، حيث توجه إلى مكتبة مصر العامة بمدينة شبين القناطر، لمتابعة سير العمل بها والاطلاع على الخدمات الثقافية والمعرفية التي تقدمها للمواطنين.
وخلال تفقده مقر المكتبة، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن مكتبات مصر العامة تمثل أحد الأعمدة الرئيسية لنشر الوعي وتنمية مهارات الأطفال والشباب، مؤكدًا أن الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بالمشروعات الثقافية باعتبارها استثمارًا حقيقيًا في الإنسان، وتسهم في إعداد أجيال قادرة على التفكير والإبداع والمشاركة في بناء الوطن.
من جانبه، أكد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، أن مكتبة مصر العامة بشبين القناطر تمثل إضافة مهمة للمنظومة الثقافية بالمحافظة، مشيرًا إلى الحرص على تكثيف الأنشطة والفعاليات الثقافية والتعليمية داخل فروع المكتبات، لضمان استفادة أكبر شريحة ممكنة من المواطنين، خاصة فئة الشباب والنشء.
وأضاف المحافظ أن مكتبة شبين القناطر تُعد الفرع الثاني لمكتبات مصر العامة بالمحافظة بعد مكتبة بنها، لافتًا إلى أنه جارٍ العمل على إنشاء فرع ثالث بمدينة شبرا الخيمة، بما يعكس اهتمام محافظة القليوبية بتوسيع نطاق الخدمات الثقافية ونشر المعرفة، مؤكدًا أن القراءة تلعب دورًا محوريًا في بناء الوعي وصقل مهارات الأجيال الجديدة.
وفي السياق ذاته، أوضح السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، أن منظومة المكتبات تضم حاليًا 34 مكتبة عامة منتشرة في 18 محافظة، إلى جانب 24 مكتبة متنقلة، مشيرًا إلى أن مكتبة شبين القناطر تُعد الفرع الـ31 على مستوى الجمهورية، والثاني بمحافظة القليوبية، مع الاستعداد لافتتاح فرع ثالث بشبرا الخيمة خلال الربع الأول من العام المقبل.
بدورها، أوضحت أماني ناجي، مدير مكتبة مصر العامة بشبين القناطر، أن المكتبة تضم ثلاثة طوابق على مساحة 210 أمتار مربعة، وتشمل قاعات اطلاع للأطفال والكبار، ومركزًا متطورًا للحاسب الآلي، وقاعة للأنشطة، ومسرحًا للعروض الثقافية والفنية، إلى جانب قاعات مخصصة للتعليم والأنشطة الإبداعية للأطفال، وقاعات تدريب حديثة مجهزة للكبار وذوي الهمم، فضلًا عن مكتبة إلكترونية متطورة.
وخلال جولته داخل المكتبة، أجرى الدكتور مصطفى مدبولي حوارًا وديًا مع الأطفال داخل قاعة الاطلاع بالطابق الأرضي، مؤكدًا لهم أهمية القراءة والاطلاع في مختلف المجالات، وضرورة التعرف على تاريخ مصر وحضارتها، باعتبار المعرفة أساس بناء المستقبل.
كما تفقد رئيس الوزراء بالطابق الأول معمل الحاسب الآلي وقاعة الأنشطة وقاعة اطلاع الكبار، حيث التقى بعدد من الطلاب المترددين على المكتبة، واستمع إلى آرائهم حول الأنشطة المقدمة، والتي أكدوا أنها أسهمت في تنمية مهاراتهم العلمية والثقافية، إلى جانب اطلاعهم على أحدث الموسوعات العلمية، واختتمت الجولة بالاستماع إلى ابتهالات دينية قدمتها إحدى الطالبات في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.