الصحراء الغربية: الجرح النازف في جسد المغرب العربي.. فهل ينجح ترامب في رأب الصدع؟
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
يعود ملفّ الصحراء الغربية إلى واجهة الأحداث، ولكن هذه المرة من بوابةٍ الولايات المتحدة. فمع تزايد مؤشرات الانخراط الأميركي في شمال إفريقيا، تتحدث واشنطن عن "فرصة سلام خلال 60 يوماً" بين الجزائر والمغرب، في محاولة لإعادة ضبط توازنات منطقة أنهكها نصف قرن من التوتر.
يصف المختص في الشؤون المغاربية نزار مقني في تصريحه لـ "يورونيوز" أزمة الصحراء الغربية بأنها "الجرح المفتوح في الجسد المغاربي الذي لا يلتئم، ولا يُترك ينزف بسلام".
ومنذ ذلك التاريخ، برزت في المنطقة سرديّتان متوازيتان: مقاربةٌ مغربية ترى الصحراء جزءاً من التراب الوطني، ورواية جزائرية صحراوية تعتبر الإقليم أرضاً "محتلّة تنتظر التحرير". ويقول المتحدث ليورونيوز: "بين الروايتين تمددت خيوط نزاع تغذّيه الأمم المتحدة بالقرارات الغامضة، وتنعشه القوى الكبرى بالمصالح والسلاح والصفقات".
الخصومة القديمة تتجددتجاوز النزاع بين الرباط والجزائر حدود الجغرافيا إلى بناء هويّة سياسية متقابلة. يقول نزار مقني في تصريحه إن المغرب يرى في الصحراء معركة وحدة وطنية "لا تقبل المساومة"، فيما تعتبرها الجزائر قضية مبدأ ضدّ "الهيمنة التوسعية". وتراكمت الأزمات منذ إغلاق الحدود البرية بين البلدين سنة 1994 إثر تفجير فندق أسني في مدينة مراكش واتهام الرباط الجار الشرقي بالضلوع في الهجوم، ليتحوّل الاتحاد المغاربي إلى حلم مؤجّل. ومع كل تقارب دبلوماسي، يُعيد حدث جديد عقارب التوتر إلى نقطة الصفر.
ومع مرور الوقت، لم تبقِ الأزمة مغاربية فحسب. إذ دخلت باريس ومدريد وواشنطن على الخط، كلٌّ وفق مصالحه في الغاز والموانئ والممرات الأطلسية. ففرنسا مثلاً، الشريك الاقتصادي الأول للجزائر والحليف التقليدي للمغرب، مارست ولوقت طويل لعبة التوازن الصعب بين البلدين الجاريْن، إلى أن حدث تحوّل لافت في موقف باريس حين ألقى الرئيس إيمانويل ماكرون خطابا أمام البرلمان المغربي في أكتوبر 2024 وأعلن أنه يدعم سيادة المملكة على الصحراء الغربية. كما أن مدريد اختارت هي الأخرى وقبل باريس الميل إلى الرباط منذ مارس 2022، حين أرسل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز رسالة إلى الملك محمد السادس أعلن فيها أنه يتفهم أهمية مسألة الصحراء الغربية بالنسبة للمغرب. ومضى بالقول إن إسبانيا تعتبر مبادرة الأخير عام 2007 والتي تعرض منح حكم ذاتي للاقليم، أنها أرضية جادة وواقعية وتحظى بالمصداقية قبل أن يشيد جهود الرباط الجادة في الأمم المتحدة للبحث عن حل يقبله الجميع. هذان الموقفان، والفرنسي خصوصا لم يلبثا أن فجرّ أزمة مع الجزائر لا تزال قائمة حتى اليوم.
ترامب غيّر قواعد اللعبةفي ديسمبر 2020، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم باعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل تطبيع الرباط علاقاتها مع إسرائيل وتوقيع اتفاقيات أبراهام. ويؤكد نزار مقني خلال تصريحه أن الخطوة منحت المغرب زخماً دبلوماسياً، وأعادت تشكيل معادلات القوة في المنطقة.
وتغيّر الخطاب الرسمي المغربي، فبات يركّز على "تنمية الصحراء" بدل الحديث عن "تحريرها". غير أنّ هذه "المكاسب تظل سياسية أكثر من كونها قانونية أو نهائية"، إذ لا تزال الأمم المتحدة تعتبر الإقليم منطقة "متنازعا عليها"، والحلّ النهائي يبقى مرهونًا باستفتاء طالة انتظاره منذ ثلاثة عقود.
في المقابل، ورغم أن الجزائر خسرت جولة في المعركة الدبلومسية وعلى مستوى الصورة في الإعلام الدولي، فقد احتفظت بمكانتها كقوة إقليمية ذات ثقل عسكري، واستثمرت في استمرار حالة "اللاحل" لتبقي الضغط على المغرب وتمنع أي تفوق استراتيجي حاسم لصالح الرباط.
أما الاتحاد المغاربي، فقد كان الضحية الأكبر لهذا الصراع، إذ تحوّل من مشروع تكامل إقليمي إلى هيكل رمزي بلا روح نسيَتْه شعوب المنطقة أو تكاد، في وقت يشهد فيه العالم بروز تكتلات وإعادة رسم خرائط التحالفات والتوازنات.
ومع تصاعد التوتر، اتجهت الجزائر أكثر نحو تعزيز علاقاتها مع موسكو وبكين، ما جعل النزاع ينتقل من كونه ملفًا مغاربيًا داخليًا إلى ورقة ضمن لعبة التوازنات الدولية، حيث تتقاطع مصالح الطاقة والممرات البحرية والتحالفات الجديدة في إفريقيا والمحيط الأطلسي.
واشنطن وإعادة ترتيب التوازنات في شمال إفريقيا..تبدو الإدارة الأميركية الحالية أكثر اهتماماً بإعادة تموضع نفوذها في شمال إفريقيا، ضمن "استراتيجية السلام كمنتج سياسي". فاستقرار المنطقة يخدم المصالح الأميركية في البحر المتوسط وغرب إفريقيا، ويحدّ من النفوذين الروسي والصيني في منطقة الساحل.
وحظي إعلان مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن إمكانية التوصل إلى "سلام خلال 60 يوماً" بين الجزائر والمغرب باهتمام واسع.
Related "إسرائيل والمغرب خاوه خاوه"؟ نتنياهو يستفز المغاربة بخريطة المملكة دون الصحراء الغربيةالجزائر تأسف لدعم بريطانيا مقترح المغرب بشأن الصحراء الغربيةغضب مغربي من وضع "الصحراء الغربية" على خريطة في مؤتمر نتنياهو الصحفيبعد اعترافه بسيادتها على الصحراء الغربية.. ماكرون يزور المغرب لتعزيز المصالحة والتبادل التجاريورغم الطابع التفاؤلي للخطاب الأميركي، إلا أن المعطيات الميدانية تشير إلى صعوبات عميقة، بدءا من انعدام الثقة بين البلدين الجاريْن إلى تضارب الرؤى بشأن مستقبل الصحراء الغربية.
هل يمكن تحقيق السلام بين المغرب والجزائر في 60 يوماً؟يقول المختص في الشؤون المغاربية لـ"يورونيوز"، إنّه من غير المرجّح التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين المغرب والجزائر خلال 60 يومًا، بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجه الطرفين. ويوضح أنّ العقبة الأساسية تتمثل في الشرط الجزائري الذي لطالما أكد أن يجب إتاحة الفرصة لتنظيم استفتاء على الاستقلال أو خيار الانفصال، وهو ما ترفضه الرباط التي تتمسّك بمقترح الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية.
ويضيف مقني أن انعدام الثقة بين البلدين يُعدّ عائقًا، إذ تجمعهما عقود من العداء المستفحل، فيما لا تزال الحدود البرية مغلقة منذ عام 1994، فضلًا عن التوتر القائم بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الجانبين.
كما يشير إلى أن البعد الدولي يزيد المشهد تعقيدًا، لأنّ الملف يتقاطع فيه عدد من الأطراف، من الأمم المتحدة وجبهة البوليساريو إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية ، ولكل طرف حساباته ومصالحه الخاصة، ما يجعل أي تسوية مرهونة بتوازنات إقليمية ودولية.
أما داخليًا، فيلفت مقني إلى أنّ أي اتفاق محتمل يحتاج إلى قبول شعبي، أو على الأقل إلى عدم رفض واسع، خشية أن يُنظر إليه في أحد البلدين كتنازل عن موقف وطني.
ومع ذلك، يرى المتحدث أنّ هناك معطيات جديدة قد تمنح أي مبادرة أميركية أرضية أفضل من السابق، أبرزها تزايد الدعم الدولي للمقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي، وإدراك الجزائر للمكاسب الاقتصادية والأمنية المحتملة من إعادة تطبيع العلاقات مع الرباط، خصوصًا في ظل التحولات التي يشهدها الفضاءان الإفريقي والعربي.
كما أنّ واشنطن، بحسبه، تملك اليوم أدوات ضغط وحوافز دبلوماسية قد تُسهم في دفع الطرفين نحو تحرك ملموس، ولو تدريجي.
ثلاثة سيناريوهات محتملةوفق المتحدث نزار مقني، قد تواجه المبادرة الأميركية لإعادة بناء الثقة بين الجزائر والمغرب ثلاثة مسارات محتملة. يتمثل الأول في تسوية جزئية ومؤقتة تقوم على تهدئة محدودة في العلاقات بين البلدين من خلال إعادة فتح قنوات الحوار وربما الحدود، دون التوصل إلى حلّ جذري للنزاع. والهدف الأميركي في هذه الحالة هو تحقيق "هدوء استراتيجي" يتيح لواشنطن إعادة ترتيب ملفاتها الإقليمية دون التورط في تعقيدات الصراع.
أما السيناريو الثاني، حسب المتحدث، فيتعلق بفشل المبادرة واستمرار الجمود، وهو الاحتمال الأقرب، إذا تمسّكت الجزائر بدعمها لجبهة البوليساريو وواصل المغرب رفضه القاطع لأي حديث عن الاستفتاء. وفي هذه الحالة، لن تتجاوز النتائج إصدار بيانات دبلوماسية "شكلية"، مع عودة التوتر وتآكل الثقة في الدور الأميركي لدى الطرفين.
وثمة سيناريو ثالث يقوم على احتمال تحقيق "اختراق تاريخي" يتمثل في تسوية شاملة، وهو الأكثر تفاؤلاً والأصعب تحقيقاً. ويقول مقني إنه قد يتحقق إذا أدرك الطرفان أن تكلفة الجمود تفوق تكلفة التسوية، وأن التحديات الاقتصادية والإقليمية تتطلب كسر حلقة المراوحة. في هذا الإطار، قد تُقنع واشنطن الجزائر بقبول صيغة "الحكم الذاتي" تحت إشراف الأمم المتحدة، مقابل تقديم ضمانات سياسية واقتصادية كبيرة تشمل الاستثمارات والتعاون الأمني ودعم مشاريع الطاقة.
في المقابل، يمكن للمغرب اتخاذ خطوات تهدئة رمزية، مثل:
دعم إعادة تفعيل الاتحاد المغاربي فتحُ الحدود التي يبلغ طولها قرابة 1600 كلم وهي بالمناسبة أطول حدود بين بلدين عربييْن إيجادُ صيغة تضمن "مكانة" للجزائر على المحيط الأطلسي.وإذا تحقق هذا السيناريو، فسيشكل "أكبر تحول استراتيجي في شمال إفريقيا" إنهاءً لنصف قرن من التنافر. ومع ذلك، تبقى فرصه ضئيلة، وفق الخبير.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة المغرب العربي الجزائر الولايات المتحدة الأمريكية المغرب الصحراء الغربية
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب دراسة الصحة حركة حماس الذكاء الاصطناعي إسرائيل دونالد ترامب دراسة الصحة حركة حماس الذكاء الاصطناعي المغرب العربي الجزائر الولايات المتحدة الأمريكية المغرب الصحراء الغربية إسرائيل دونالد ترامب دراسة الصحة حركة حماس الذكاء الاصطناعي قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني صناعة الموسيقى انهيار فضاء تركيا الصحراء الغربیة فی شمال إفریقیا الأمم المتحدة بین البلدین
إقرأ أيضاً:
مقال بهآرتس: ترامب يعارض ضم الضفة الغربية قولا ويتغاضى عنه فعلا
حذرت الولايات المتحدة وأدانت وضغطت وشددت مرارا وتكرارا على أن أي ضم، سواء أكان بسن قانون أم بمجرد إعلان، سيتجاوز خطا أحمر لواشنطن، لكن السؤال الحقيقي هو إلى أي مدى تغير هذه المعارضة الواقع على الأرض؟
هذه الإشكالية طرحها الكاتب بصحيفة هآرتس جاك خوري في تحليل اختار له عنوان: "مفارقة ترامب: معارضة ضمّ الضفة الغربية بالكلام والسماح به في الواقع"، تناول فيه التناقض الكامن في صميم سياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط.
وأبرز الكاتب أن الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو حذرا مرارا من أي ضم رسمي للضفة الغربية، مشيرا إلى أن تصريحاتهما ولدت انطباعا بوجود موقف أميركي مبدئي متزن، إلا أن خوري يرى أن السياسة الأميركية، في جوهرها، سمحت لإسرائيل بمواصلة توسيع سيطرتها على الأراضي الفلسطينية دون أي رادع فعلي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وثائق مسربة تكشف تكلفة إنتاج الصواريخ الروسية وأعدادهاlist 2 of 2نيويورك تايمز: حرب الطاقة تشتعل بين روسيا وأوكرانياend of listويشير خوري إلى أن الواقع على الأرض تجاوز منذ زمن مرحلة التصريحات السياسية، فحياة الفلسطينيين اليومية مقيدة بمئات الحواجز والبوابات الإسرائيلية وبعنف المستوطنين المتكرر، وغالبا ما تستهدف هذه الاعتداءات القرى الفلسطينية والمزارعين، خصوصا خلال موسم قطف الزيتون، مما يؤدي إلى تدمير الممتلكات وإلحاق الأذى بالسكان، ويؤكد خوري أن هذه الهجمات تحدث "بمرافقة أو بموافقة ضمنية من قوات الأمن الإسرائيلية"، مما يجعل الضم واقعا معيشا وليس مجرد احتمال سياسي.
ضم فعلي
ويصف خوري هذه العملية المتواصلة بأنها "ضمّ فعلي" (de facto) يتم تدريجيا دون الحاجة إلى إعلان رسمي، فالأراضي الفلسطينية الخاصة تُصادر، والبؤر الاستيطانية غير القانونية تُشرعن، والتوسع الاستيطاني يستمر بلا توقف.
وبغياب أي تصويت في الكنيست أو خطاب رسمي، تواصل إسرائيل إحكام قبضتها على الضفة الغربية، ويكتب خوري أن ذلك يحدث "في ظل نظام فصل عنصري قاس يعمق الانقسام ويكرس السيطرة"، مشيرا إلى البنية العنصرية التي يقوم عليها الاحتلال.
إعلانوفي حين تفتخر إدارة ترامب بموقفها المبدئي ضد الضمّ الرسمي، يرى خوري أن أفعالها، أو بالأحرى غياب أفعالها، يحكي قصة مختلفة، إذ يقول: "تتمتع إسرائيل بحرية كاملة في كل ما يتعلق بحياة الفلسطينيين"، بدءا من مصادرة أموال الضرائب التابعة للسلطة الفلسطينية، وصولا إلى إجهاض أي محاولة لإحياء العملية الدبلوماسية، ومن خلال تجاهل هذه السياسات، تضفي واشنطن شرعية ضمنية على التوسع الإسرائيلي المستمر.
المفارقة الأساسية في نهج ترامب بخصوص ضم إسرائيل للضفة الغربية قائمة على معارضة رمزية لذلك تقابلها سلبية سياسية
ويُبرز خوري المفارقة الأساسية في نهج ترامب فهو قائم على معارضة رمزية تقابلها سلبية سياسية، فواشنطن، رغم أنها ربما منعت مشروع قانون الضم، فإنها "تمنح الضوء الأخضر لكل ما عداه"، من دون فرض عقوبات أو تأكيد واضح لحقوق الفلسطينيين.
خطوات ملموسةويؤكد خوري أن وقف الضم الفعلي يتطلب خطوات ملموسة، مثل الإفراج عن أموال الضرائب المجمدة، ووقف التوسع الاستيطاني، وإعادة فتح القنوات الدبلوماسية كالقنصلية الأميركية في القدس الشرقية ومكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
ويشير الكاتب إلى أن هذه الإجراءات البسيطة، التي كانت تُعد في السابق الحد الأدنى من الاحترام والدعم الدبلوماسي، أصبحت بالنسبة للفلسطينيين "حلما بعيد المنال، أشبه بالخيال".
ويتسع الفارق بين الخطاب الأميركي والواقع الميداني يوما بعد يوم، في حين تتغير خريطة الضفة الغربية "تلة بعد تلة، وطريقا بعد طريق"، وباختيارها الاكتفاء بالتصريحات، تسمح الولايات المتحدة لإسرائيل بتعميق سيطرتها تحت ستار "الوضع القائم"، على حد تعبيره.
وفي ختام مقاله، يؤكد جاك خوري أن سياسة ترامب تجسّد تناقضا أخلاقيا وسياسيا عميقا، فواشنطن يمكنها "أن تتفاخر بمعارضتها المزعومة للضمّ"، لكنها عمليا تكرّس نظاما "يفرض العزل، وينكر الحقوق، ويوسّع السيطرة بالقوة".
وكما يكتب خوري بعبارة مؤثرة، لا حاجة إلى قانون لتسمية ما هو قائم بالفعل، إذ إن الضمّ "مرئي في كل بوابة مغلقة ونقطة تفتيش، في كل شجرة زيتون مقتلعة، وفي كل قرية فلسطينية مقطوعة باسم "الاحتياجات الأمنية لإسرائيل".