#في_الصميم د. #هاشم_غرايبه
اهتم العالم باعتراف الناطق باسم جيش الكيان اللقيط باستحالة انجاز المهمة التي أناطها الغرب بذلك الجيش الذي دججه بأعتى الأسلحة وأكثرها تقدما وتدميرا، والمهمة المستحيلة هذه هي القضاء على المقاومة الإسلامية، وكان تعليله لتلك الاستحالة أنهم يحاربون فكرة وليس كيانا ماديا.
يكثر المحللون، سواء الغربيون منهم، أو متبعي منهجهم من العلمانيين العرب، من استعمال لفظة (فكرة) عندما يتعلق الأمر بالمجاهدين الاسلاميين، وذلك لتجنب التسمية الحقيقية وهي العقيدة، وذلك لأنهم يرفضون الاعتراف بالإسلام أنه عقيدة سماوية مصدرها الله كالعقائد السماوية التي سبقته، والتي ما اعترفوا بانها سماوية إلا بعد أن حرفوها عن مبدئها التوحيدي، فأصبحت شركية تعدد الآلهة، وأقرب الى المعتقدات البشرية القديمة الوثنية الاغريقية والرومانية.
من هنا نفهم سر اقتصار عداء مترفي البشر (المتنفذون الرأسماليون) على مر العصور للعقيدة الإسلامية تحديدا وقصراً، فهي أفردت الله بالتوحيد فوحدت بذلك المؤمنين، واعترفت بالرسالات السابقة كونها جميعها دعت الى المبدأ التوحيدي ذاته، كما أنها وحدت الدين فنسبته لمن أنزله، ولم تنسبه للقوم الذين أنزل أليهم، ولا للرسول الذي أبلغه.
لذلك فهو الدين الحقيقي الذي يخشونه ويعتبرونه خطرا يترصد أطماعهم ومكتسباتهم، ومن هنا نراهم لا يضيرهم وجود متبعين للعقائد الأولية، ولا يهتمون بإنكار معتقدهم، بل يشجعونهم ويبدون الود والاحترام حتى للعقائد الوثنية الزائغة كالهندوسية والبوذية والشنتوية ..الخ، بهدف تكوين كتل عقائدية مناوئة للدين الحقيقي.
وهذا تفسير إنكارهم لانتساب الاسلام الى الله، لذلك يصرون على أنه (فكرة) اخترعها إنسان قبل خمسة عشر قرنا، وبالطبع لا يجرؤون على تفنيد أحكامه أو بيان فساد تشريعاته، لأنها جميعها خير ونفع، وفي اتباعها فلاح للفرد وصلاح للمجتمع، فلا يبحثون إلا عن أخطاء متبعيه أو فشلهم في تطبيقه.
اعترافهم جميعا بسر صمود المقاومة وإفشال خطط معسكر الشر رغم تفوقه الساحق، يكشف حقيقة عدائهم أصلا، فليس مفاجئا لهم أن المقاومة الفلسطينية الوحيدة التي تصدت لهم وهزمتهم هي الإسلامية، سواء كانت بقيادة حـ.مـ.ـا.س أو الجـ.هـاد الاسلامي، فكل الفصائل الأخرى التي تنتهج العلمانية وليس الإسلام، استطاعوا اختراق أغلب قياداتها، لذلك هم استنتجوا مبكرا الفارق الجوهري بين من يقاتل عن عقيدة جهادية، وبين من يقاتل لاستعادة أرض وممتلكات مسروقة.
إذاً هم بغض النظر عن عدم اعترافهم بأن العقيدة الاسلامية إلهية المنشأ، وحتى بتجاوز إن كانوا يعترفون بوجود الله أصلا ، فهم بذلك الإقرار يكونون قد اعترفوا أخيرا بأمرين: أولهما أن العقيدة الاستشهادية للمقاتل هي السر في الإقدام وعدم الخوف من الموت، وهذه العقيدة هي وحدها التي تعطي قوة مضافة له تعوض الفارق في العدد والعدة مهما كان هائلا، والدليل على ذلك واضح في أنه رغم محدودية الحركة والحيز المحصور ، فلم يتمكن العدو من أسر مقاتل واحد، مما يعني أنه لم يستسلم أحد، بل من استشهد فقد قاتل حتى الرمق الأخير.
والأمر الآخر أن العقيدة الإسلامية مترسخة في نفوس من يؤمنون بها، ولا سبيل لاقتلاعها مهما بذل من جهود دعائية ومهما فرض على متبعيها من ظروف فوق احتمال البشر من تعذيب أو قتل أو تدمير أو حصار أو تجويع.
والدليل على ذلك أنه رغم الظروف القاسية التي مر بها المدنيون، فلم نجد من تذمر منهم أو تظاهر مطالبا المقاتلين بتسليم الأسرى المحتجزين لديهم، لوقف ما يتعرضون له خلال الشهور التسعة الماضية، وعلى مدار الساعة ليلا ونهارا.
بل على العكس تماما، كانوا يهتفون لأبي عبيدة والقادة، ويفرحهم كل بيان يصدرونه، ويهللون لكل ما يوقعونه بالعدو، ويطالبونهم بالمزيد رغم أن ذلك سيجلب عليهم ويلات الحقد.
بالمقابل، لم تتوقف التظاهرات في كل أرجاء العالم، مطالبة بلجم المعتدين، وبمقاطعة من يؤيدونهم، وبوقف التعاون الأكاديمي والعلمي معهم، وحتى في داخل الكيان اللقيط ، فقد كان التظاهر متواصلا منذ اليوم الأول ضد قادته، والتذمر كبيرا بين افراد الجيش النظامي والاحتياطي الذي هو القطاع المدني بأكمله.
الوحيدون الذين حمّلوا قيادات المقاومة المسؤولية هم منافقو الأمة، سواء كانوا أنظمة سياسية عميلة للغرب، أو من أعمدتها وجلهم من العلمانيين الموالين لها أو المتنفعين من أعطياتها، أو من متبعي الأحزاب المعادية لمنهج الله ويخشون وصول الإسلاميين الى الحكم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: في الصميم
إقرأ أيضاً:
جنبلاط استقبل وفداً من الجماعة الإسلامية
استقبل رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، وفداً من الجماعة الإسلامية في لبنان ضم أمين عام الجماعة الشيخ محمد طقوش، رئىيس المكتب السياسي علي بو ياسين، عضو المكتب السياسي والمسؤول السياسي في إقليم الخروب الشيخ أحمد فواز، عضو المكتب السياسي الحاج عمر سراج والمسؤول السياسي في البقاع المهندس أسامة ابو مراد، بحضور عضوي كتلة اللقاء الديمقراطي النائبين هادي أبو الحسن وبلال عبدالله وأمين السرّ العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر.
وجرى البحث خلال اللقاء بآخر المستجدات المحلية والاقليمية.
كما عبّر الوفد عن التقدير الكبير لمواقف جنبلاط التي جنّبت لبنان أي تهديد لأمنه واستقراره، وحصّنت الموقف الوطني في وجه الفتنة.
مواضيع ذات صلة رئيس "التقدمي" استقبل وفد "الجماعة الاسلامية" Lebanon 24 رئيس "التقدمي" استقبل وفد "الجماعة الاسلامية" 31/07/2025 22:09:34 31/07/2025 22:09:34 Lebanon 24 Lebanon 24 جنبلاط استقبل وفداً من نادي قضاة لبنان: الإصلاح يبدأ من استقلالية القضاء Lebanon 24 جنبلاط استقبل وفداً من نادي قضاة لبنان: الإصلاح يبدأ من استقلالية القضاء 31/07/2025 22:09:34 31/07/2025 22:09:34 Lebanon 24 Lebanon 24 انتقادات لاذعة من "الجماعة الإسلامية" لأداء البرلمان والحكومة Lebanon 24 انتقادات لاذعة من "الجماعة الإسلامية" لأداء البرلمان والحكومة 31/07/2025 22:09:34 31/07/2025 22:09:34 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد من الجماعة الإسلامية زار رئيس بلدية صيدا مهنئا Lebanon 24 وفد من الجماعة الإسلامية زار رئيس بلدية صيدا مهنئا 31/07/2025 22:09:34 31/07/2025 22:09:34 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً "لبنان الحر": لا هواء لباسيل Lebanon 24 "لبنان الحر": لا هواء لباسيل 21:52 | 2025-07-31 31/07/2025 09:52:53 Lebanon 24 Lebanon 24 حردان أبرق إلى هيكل مهنئاً بمناسبة عيد الجيش Lebanon 24 حردان أبرق إلى هيكل مهنئاً بمناسبة عيد الجيش 21:31 | 2025-07-31 31/07/2025 09:31:31 Lebanon 24 Lebanon 24 غياب "الاستراتيجية الدفاعية" رسالة صامتة في خطاب عون Lebanon 24 غياب "الاستراتيجية الدفاعية" رسالة صامتة في خطاب عون 21:30 | 2025-07-31 31/07/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بوتين يمنح السفير اللبناني في موسكو "وسام الصداقة" Lebanon 24 بوتين يمنح السفير اللبناني في موسكو "وسام الصداقة" 21:17 | 2025-07-31 31/07/2025 09:17:24 Lebanon 24 Lebanon 24 رعد في القصر الجمهوري ووفيق صفا في اليرزة Lebanon 24 رعد في القصر الجمهوري ووفيق صفا في اليرزة 21:06 | 2025-07-31 31/07/2025 09:06:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد انتهاء تقبل التعازي بوفاة زياد الرحباني.. موقف لافت من ريما الرحباني: "خلصِت التمثيلية" Lebanon 24 بعد انتهاء تقبل التعازي بوفاة زياد الرحباني.. موقف لافت من ريما الرحباني: "خلصِت التمثيلية" 08:29 | 2025-07-31 31/07/2025 08:29:18 Lebanon 24 Lebanon 24 ارتفاع كبير في أسعار "الحامض" في لبنان.. ما السبب؟ Lebanon 24 ارتفاع كبير في أسعار "الحامض" في لبنان.. ما السبب؟ 14:30 | 2025-07-31 31/07/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عن القيادي في "الحزب" فؤاد شكر.. ماذا قال أدرعي؟ Lebanon 24 عن القيادي في "الحزب" فؤاد شكر.. ماذا قال أدرعي؟ 22:54 | 2025-07-30 30/07/2025 10:54:31 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا قرّر "حزب الله" مالياً؟ مركز إسرائيلي يكشف Lebanon 24 ماذا قرّر "حزب الله" مالياً؟ مركز إسرائيلي يكشف 23:44 | 2025-07-30 30/07/2025 11:44:31 Lebanon 24 Lebanon 24 عن نصرالله والسنوار.. ماذا أعلن تقريرٌ إسرائيلي؟ Lebanon 24 عن نصرالله والسنوار.. ماذا أعلن تقريرٌ إسرائيلي؟ 22:24 | 2025-07-30 30/07/2025 10:24:10 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 21:52 | 2025-07-31 "لبنان الحر": لا هواء لباسيل 21:31 | 2025-07-31 حردان أبرق إلى هيكل مهنئاً بمناسبة عيد الجيش 21:30 | 2025-07-31 غياب "الاستراتيجية الدفاعية" رسالة صامتة في خطاب عون 21:17 | 2025-07-31 بوتين يمنح السفير اللبناني في موسكو "وسام الصداقة" 21:06 | 2025-07-31 رعد في القصر الجمهوري ووفيق صفا في اليرزة 21:00 | 2025-07-31 قانون إصلاح المصارف مع وقف التنفيذ: تشويه صيغة مشروع حكومة ميقاتي وتحاصص سياسي وطائفي فيديو انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) Lebanon 24 انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) 09:31 | 2025-07-30 31/07/2025 22:09:34 Lebanon 24 Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) 08:32 | 2025-07-30 31/07/2025 22:09:34 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! 19:35 | 2025-07-29 31/07/2025 22:09:34 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24