مع حلول الذكرى الحادية عشر لثورة ٣٠ يونيو المجيدة لابد أن نذكر دور حزب الوفد بيت الأمة والوطنية المصرية، ليس فى 30 يونيو فقط وإنما فى مراحل التحضير لها.
قبل ثورة 30 يونيو تشكلت بقيادة الوفد وبين أركان مقره الرئيسى جبهة الإنقاذ التى لعبت دورآ كبيرآ فى تلك الهبة الشعبية المليونية ضد حكم جماعة الإخوان وحلفائها قبل أن ينحاز جيش مصر العظيم لأبناء الشعب المصرى ويحمى المتظاهرين من ميدان التحرير إلى قصر الاتحادية فى مشهد مهيب أسقط جماعة منغلقة لا تليق بحكم مصر، وكان حزب الوفد من أبرز الأحزاب السياسية التى شاركت فى حشد الجماهير والتظاهر ضد حكم الإخوان، و وقف حزب الوفد بشكل صريح ضد سياسات الإخوان المسلمين وداعم للحركة الاحتجاجية وقدم بعد ذلك دعمًا لوجستيًا وسياسيًا لبيان 3 يوليو وما بعده وحتى الأن باعتباره جزءا من النظام السياسى الذى ولد من رحم تلك الثورة التى شارك فيها قيادات وكوادر حزب الوفد فى المجلس الرئاسى الانتقالى الذى تشكل بعد إزاحة مرسى، مما عزز دور الحزب فى المرحلة الانتقالية.
وبشكل عام، كان موقف حزب الوفد داعمًا ومؤيدًا للثورة الشعبية ضد حكم الإخوان المسلمين، وكان له دور بارز فى المشهد السياسى.
وبعد مرور 11 عاما على ثورة 30 يونيو 2013 فى مصر، ما زالت آثارها وتداعياتها ملموسة على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى البلاد.
على مدار السنوات الماضية شهدت مصر العديد من التغييرات السياسية والاقتصادية والأمنية، فقد تم اتخاذ خطوات لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية صعبة لكنها ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة، كما تم إنجاز مشروعات قومية ضخمة فى مجالات البنية التحتية والطاقة والصناعة.
وبالرغم من التحديات المستمرة فإن ثورة 30 يونيو لا تزال محل اعتزاز واعتراف من قبل الغالبية العظمى من المصريين وفى القلب منهم حزب الوفد الذى يرى فى تلك الثورة المجيدة نقطة تحول مهمة فى تاريخ البلاد المعاصر
وبالنسبة لمسألة المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسامات السياسية فى مصر، فقد شهدت تطورات متباينة.
و فى السنوات الأخيرة، اتخذت الحكومة بعض الخطوات لتهدئة الأجواء السياسية، مثل العفو عن بعض السجناء السياسيين وإطلاق مبادرات للحوار الوطني، كما شهدت الفترة الأخيرة انتهاء الاحتجاجات السياسية والصراعات وغيرها من الانقسامات التى خلفها حكم الإخوان.
ومع ذلك، لا يزال هناك تحد كبير فى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وإنهاء الانقسامات السياسية بشكل كامل، هناك حاجة لجهود أكبر نحو الحوار البناء والتوافق السياسى بين مختلف القوى.
بشكل عام، يمكن القول إن هناك بعض التقدم فى هذا المسار، لكن لا تزال المسألة تشكل تحديًا رئيسيًا تواجهه مصر فى المرحلة الراهنة ويتطلب ذلك مزيدًا من الجهود والإرادة السياسية لتحقيق المصالحة الحقيقية والدائمة خاصة بعد نجاح الدولة المصرية ونظامها السياسى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى دحر الإرهاب، وتحقيق مرحلة مهمة من البناء والتشييد
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي حزب الوفد ثورة 30 يونيو الشعب المصرى حزب الوفد
إقرأ أيضاً:
أميركان ثنكر: لتصديه لـ الإرهاب.. الإخوان يواصلون حملتهم في الولايات المتحدة ضد المشير حفتر
تقرير أميركي: حملة إخوانية في الولايات المتحدة لتشويه حفتر عبر دعاوى «كيدية» وإسناد إعلامي
ليبيا – تناول تقرير تحليلي بمجلة «أميركان ثنكر» مساعي جماعة الإخوان في الولايات المتحدة لتشويه سمعة القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر عبر استخدام المحاكم الأميركية لتمرير مزاعم دعم «الإرهاب»، رغم حكم بعدم الاختصاص صدر في أبريل 2024، قبل أن تقبل محكمة الاستئناف طلبات الخصوم في يونيو من العام نفسه.
منصّات دعائية وتحالفات ضغط
قال التقرير إن وسائل موالية للإخوان، مثل «الجزيرة» و«ميدل إيست آي» و«ميدل إيست مونيتور»، ضخّمت روايات مسيئة لحفتر، ولاقت صدى في صحف غربية منها «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز». ولفت إلى دور «التحالف الليبي الأميركي» بقيادة الاخواني عصام عميش في نقل الخطاب إلى الولايات المتحدة وتوظيف سلطة القضاء والإدارة الأميركية.
سلسلة دعاوى ومحامون مثيرون للجدل
أشار التقرير إلى أن عميش باشر دعاوى منذ 2019، بالتعاون مع المحامي فيصل جيل، ثم المحامي عاصم غفور الذي ارتبط — بحسب التقرير — بكيانات وشبكات إسلامية مثار شبهات في تسعينيات وأوائل الألفية، مع الإشارة إلى تحيزات أيديولوجية ظاهرة لدى بعض المدّعين على وسائل التواصل.
سوابق وعلاقات مزعومة للمدّعين
ذكر التقرير أمثلة لمدّعين تربط عائلاتهم صلات بجماعات متطرفة مثل «القاعدة» و«أنصار الشريعة»، مستشهدًا بكتاب «بنغازي.. اعرف عدوك» لسارة آدامز بشأن خلفيات منى الصيد، وبأن بعض الحالات لم تثبت قضائيًا بسبب فوضى الحرب والقصف الميليشياوي الموالي لحكومة الوفاق سابقًا.
«مقاضاة كيدية» وإسناد تنظيمي
اعتبر التقرير أن القضية تجسّد «المقاضاة الكيدية» المدفوعة بدوافع انتقامية وتحزّبية، لافتًا إلى مواقف «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» المسيطر عليه إخوانيًا الداعية لمقاومة حفتر منذ 2014، وتبنّي خطاب «القاعدة في المغرب الإسلامي» الذي يصوّر عمليات الجيش ضد الإرهاب كـ«حرب على الإسلام».
خلاصة التقرير
خلص التحليل إلى أن المشير حفتر يواجه حصارًا من أفراد وكيانات على صلة وثيقة بالإخوان و«القاعدة» بسبب جهوده لتقويض نفوذهما في ليبيا، وأن الاتهامات تفتقر إلى أساس جوهري، لكونها صادرة عن متعاطفين مع تيارات تسببت في فوضى 2011، ما يستوجب رفضها.