حديث الاعتذارات الكثيرة.. والولادة المتعثرة للحكومة المصرية!
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
عندما قال مصطفى الفقي، إن التأخر في تشكيل الحكومة المصرية الجديدة، يرجع إلى اعتذار كثيرين عن قبول اختيارهم فيها، قلت إن الرجل ليس هو الذي نعتمد روايته، فربما يعتقد أنه بهذا التصريح يتقرب لولي أمره بالنوافل، ولهذا هو لا تقبل روايته ولو في حزمة من بقل، وقد رأينا كيف ذكر حكاية توريث الحكم بأكثر من رواية، بحسب الظرف السياسي، ليذكرنا بمفيد فوزي ورواياته المتعددة في الموضوع الواحد، فعقب وفاة الفنانة سعاد حسني، قال إن عبد الحليم تزوجها على سريره (سرير مفيد)، وفي الذكرى الأولى لوفاتها وبعد عام قال جازما بنفس الحماس، إن عبد الحليم لم يتزوج سعاد حسني!
لم أتعامل بجدية مع تصريح الفقي بخصوص الاعتذارات الكثيرة عن حمل الحقائب الوزارية، لكن ها هو الإعلامي أحمد موسى المقرب من أهل الحكم، والذي لا يجتهد مع النص، يعلن نفس المعنى؛ فهناك اعتذارات كثيرة عن تولى الوزارات، الأمر الذي كان سببا في تأخر إعلان التشكيل وبشكل غير مسبوق!
فقد كان من الطبيعي إعلان التشكيل الوزاري قبل ستة شهور، عقب إعلان فوز الجنرال في انتخاباته في 18 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، وهي المرة الأولى التي تدار فيها الدولة كل هذه المدة بحكومة تسيير أعمال بعد قبول استقالتها في 3 حزيران/ يونيو الماضي، وإذا كان من المقرر أن يعلن التشكيل بمناسبة ذكرى الانقلاب غدا (3 تموز/ يوليو) فالمعنى أن الإقالة أو قبول الاستقالة يكون قد مر عليه شهر بالتمام والكمال!
هي المرة الأولى التي تدار فيها الدولة كل هذه المدة بحكومة تسيير أعمال بعد قبول استقالتها في 3 حزيران/ يونيو الماضي، وإذا كان من المقرر أن يعلن التشكيل بمناسبة ذكرى الانقلاب غدا (3 تموز/ يوليو) فالمعنى أن الإقالة أو قبول الاستقالة يكون قد مر عليه شهر بالتمام والكمال!
وهذا فضلا عن أن حركة المحافظين كان ينبغي أن تصدر خلال هذه الفترة، ليظل المحافظون الحاليون لعدة شهور في انتظار القرار، بما يعني توقفهم عن إصدار القرارات، أو تسيير الأحوال، خوفا من ألا يصيبهم الدور.
الاعتذار.. لماذا؟
هذا ليس هو الموضوع، فموضوعنا هو هذه الاعتذارات التي وصفها موسى بـ"الكثيرة" عن تولي الوزارة، فلماذا يعتذرون في بلد يهتم ناسه بالوجاهة الاجتماعية، الأمر الذي لا أظنه مسبوقا في تاريخ مصر، ولم يكن كذلك بعد الثورة، عندما تساوت الرؤوس وسقطت الهيبة المفترضة لأي منصب؟!
وأذكر في هذا الصدد أن وزيرا كان في طريقه للإسكندرية عبر الطريق الصحراوي، عندما أوقف في أحد المنافذ، وأصر الموظف الصغير أن تدفع السيارة "الكارتة" المستحقة على العامة، وعندما لفتوا انتباهه إلى أنها سيارة معالي الوزير، استهان بالأمر، فمجموعة من الشباب تستطيع أن تتظاهر أمام وزارته وتعزله (أو هكذا قال). ومع هذا لم تعرف مصر "الاعتذارات الكثيرة" عن شغل هذا المنصب المهم، أو الذي كان مهما، وكثيرا ما دغدغ خيال المتطلعين إليه، الذين يرون بحكم مكانتهم السياسية أنهم يمتلكون مسوغات شغله!
وعرفنا في حياتنا شخصيات حصلت على مكاسب عظيمة من السلطة لكنها ظلت تحلم بالموقع، فتنازلت كثيرا حتى تثبت أهليتها له، وأراقت ماء وجوهها!
وكانت هناك صورة في مخيلتنا عن هؤلاء وهم يجلسون بجانب هاتف المنزل (لم نكن قد عرفنا النقال)، في انتظار اتصال هاتفي في كل مرة يعلمون بأمر تشكيل وزاري، وكان من بين هؤلاء الدكتور أحمد عمر هاشم، الذي قضى حياته كلها يحلم باختياره لمنصب وزير الأوقاف، ولم يكن يخفي ذلك، ولهذا كان الصحفيون عند كل تشكيل يتصلون بها لسؤاله إن كان رئيس الحكومة المكلف اتصل به، فيكون جوابه: إنه في المنزل وينتظر!
وذات مرة هاجمه رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم "إبراهيم سعده" في مقال، وكان هاشم عضوا في البرلمان، فوقف غاضبا وثائرا تحت القبة، ولم تتمكن رئاسة المجلس من تهدئته، ولم يهدأ تماما إلا عندما ذُكر بالمنصب، بأن قال له كمال الشاذلي مستنكرا: كيف لا تتحمل النقد؟ فماذا ستفعل مع الصحافة إذا صرت وزيرا؟!
وعلى ذكر مصطفى الفقي، فقد كان هو وغيره من وجهاء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، يرون أن مشوارهم الوظيفي لن يتوج إلا إذا حصلوا على اللقب (معالي الوزير)، وهو لقب يقترن باسم حامله حتى بعد التقاعد، ومنهم من ابتذل نفسه ليكون وزيرا. وكان مبارك يعرف هؤلاء ويمعن في التلاعب بمشاعرهم، وفي النهاية يهرول أكاديمي بحجم علي الدين هلال فيقبل وزارة الشباب، وهي من الوزارات قليلة الشأن، فيخرج منها بفضيحة صفر المونديال، فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى!
وأحد الأساتذة بهذه الكلية (مصطفى علوي) يقبل رئاسة هيئة تابعة لوزارة وهي هيئة قصور الثقافة، ويندفع في نفاق الحكم وتبرير سوءاته، في انتظار تصعيده، لكنه يخرج من الموقع وقد ارتبط اسمه بمحرقة قصر ثقافة بني سويف، التي شهدت مقتل عددا كبيرا من المثقفين نتيجة حريق شب بفعل الإهمال وعدم جاهزية المكان!
سمعة النظام:
أن يصل الحال إلى تعثر تشكيل الحكومة المصرية، بسبب "الاعتذارات الكثيرة" فإنه أمر لا يُحسب للنظام القائم، فلماذا يا ترى هذه "الاعتذارات الكثيرة" التي تلحق ضررا بالغا بسمعة الحكم؟!
ولم يسجل التاريخ اعتذارات مهمة عند الاختيار، ولو لوزير بدون حقيبة، فضخامة اللقب تكفي. وأذكر في بداية التسعينات، عندما تم التبشير بتحول نظام الحكم، وأن من سيخلف عاطف صدقي في رئاسة الحكومة هو الاقتصادي المرموق الدكتور سعيد النجار، الذي جاء من وظيفته المرموقة في الخارج لتولي المهمة، لكن كانت المفاجأة بإعادة تعيين عاطف صدقي للموقع!
وأن يصل الحال إلى تعثر تشكيل الحكومة المصرية، بسبب "الاعتذارات الكثيرة" فإنه أمر لا يُحسب للنظام القائم، فلماذا يا ترى هذه "الاعتذارات الكثيرة" التي تلحق ضررا بالغا بسمعة الحكم؟!
إن أحدا يعتز بنفسه لا يمكنه أن يقبل وضع التلميذ في الفصل، مع هذا الحكم الذي يدير البلاد ارتجاليا، بدلا من أن يعرض رؤيته على الناس بعد نقاش مع وزرائه، فالناس يشاهدون المعلم وهو يطلب من تلاميذه الوقوف والجلوس، وكأنهم عساكر مراسلة في وحدة عسكرية، ومطلوب دائما جاهزية الوزير في التسميع لكل ما يتم سؤاله عنه، بما في ذلك من أرقام مطلوبة، وكأنه "الذكاء الاصطناعي"، استغراقا في تقليد السادات، الذي كان في خطابه الأخير كثيرا ما يسأل وزير داخليته النبوي إسماعيل، ويطلب منه الإجابة، مثل كم عدد المعتقلين يا نبوي؟ ومع أنه لم يتوسع في الأمر إلا أنه أثار تندر المصريين لفترة طويلة!
ومع إهدار الهيبة، فإن الوزير يخضع لنسق الحاكم الأوحد، الذي لم تعرفه مصر ولو في عهد عبد الناصر، ولا يستدعي أحد مقولة يوسف والي وزير الزراعة "كلنا سكرتارية الرئيس"، فقد كان في هذا يتواضع قليلا، وهناك من يصوره كما لو كان يقف في مواجهة تصعيد جمال مبارك ومجموعته، وأنه الرجل القوي في الدولة المصرية، لا سيما في مرحلة بدأ فيه نجل الرئيس في تصفية الحرس القديم، لإدراكه أنه لن يكون له وجود في ظله، وفي ذهن الفتى في 2005 كيف أن يوسف والي بعد انتخابات 2000، وفي الأمانة العامة للحزب الوطني، كان يحتد عليه، ويعامله بخشونة لفظية!
هناك من يدركون أن نمط إدارة الدولة لن يمكنهم من النجاح، ومن ثم سينسب إليهم الفشل، في هذه المرحلة المحرقة للأفكار وللأشخاص مع افتقاد اليقين في استمرارها، ومن هنا تأتي هذه "الاعتذارات الكثيرة"
ولأن جمال مبارك لم يتمكن من تصفية الحرس القديم عن طريق الوالد فقد بدأت التصفية بوسائل أخرى، حيث مورس التعنت مع يوسف والي في انتخابات 2005، من جانب وزير الداخلية حبيب العادلي وقوات الأمن، لينجح مرشح الإخوان، الأمر نفسه الذي أراد أن يمارسه مع كمال الشاذلي؛ لكن قربه من رموز الدائرة وأعيانها حال دون ذلك!
والحقيقة أن هناك مساحة هائلة لأي وزير في عهد مبارك كان يمارس فيها اختصاصه وحضوره، الأمر الذي دفع عاطف صدقي المكلف برئاسة الحكومة للذهاب إلى والي في منزله مع لفيف من الوزراء ليعتذروا له، بعد غضب يوسف والي من التوجه الجديد بإلغاء موقعه كنائب لرئيس الوزراء بجانب منصب وزير الزراعة، فيطرقون الباب فلا يفتح لهم، ويعودوا أدراجهم وقد تأخر إعلان تشكيل الحكومة لهذا السبب، ليوم أو بعض يوم، ليكون له ما أراد، فهل هذا أداء سكرتير للرئيس؟!
الأمر المهم الذي تشي به هذه "الاعتذارات الكثيرة" أن هناك من يدركون أن نمط إدارة الدولة لن يمكنهم من النجاح، ومن ثم سينسب إليهم الفشل، في هذه المرحلة المحرقة للأفكار وللأشخاص مع افتقاد اليقين في استمرارها، ومن هنا تأتي هذه "الاعتذارات الكثيرة".
لماذا لا يقلق النظام؟!
x.com/selimazouz1
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية مبارك الوزراء مصر السيسي مبارك وزراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشکیل الحکومة کان من
إقرأ أيضاً:
كتاب جديد يكشف ما دار من حديث وضحكات بين ترامب وأوباما في جنازة جيمي كارتر (فيديو)
#سواليف
كشف #كتاب جديد #تفاصيل #الحديث الذي دار بين الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب والرئيس الأسبق باراك #أوباما، و #الضحك في #جنازة الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة #جيمي_كارتر.
NEW: Donald Trump seen cracking jokes with former President Barack Obama at Jimmy Carter’s funeral in Washington D.C.
Kamala Harris was seen looking back as the two men appeared to be getting along. pic.twitter.com/dHrB2m7GZi
وفي التفاصيل، دعا الرئيس دونالد ترامب، الرئيس الأسبق باراك أوباما، للعب جولة غولف في أحد ملاعبه العديدة، خلال اللحظة التي أثارت جدلا واسعا بين الاثنين في جنازة الرئيس الأسبق جيمي كارتر في يناير، وذلك وفقا لما ورد في الكتاب الصادر حديثا.
مقالات ذات صلة 17 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة وسط قطاع غزة 2025/07/10الرئيس المنتخب آنذاك طلب من سلفه أن ينضم إليه في ملعب الغولف، بينما فاجأ الخصمان السياسيان العالم بتبادلهما المجاملات خلال جنازة كارتر الرسمية التي أُقيمت في كاتدرائية واشنطن الوطنية بتاريخ 9 يناير 2025.
وورد في أحد مقاطع الكتاب بعنوان “2024: كيف استعاد ترامب البيت الأبيض وخسر الديمقراطيون أمريكا”، وفقا لموقع “أكسيوس”:
“جلس بجوار باراك أوباما ودعاه للعب الغولف، مغريا إياه بوصفه لملاعب ترامب المنتشرة حول العالم”.
ويسلط الكتاب الضوء على عودة ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2024، بالإضافة إلى الحملات الانتخابية للرئيس السابق جو بايدن ونائبته كمالا هاريس. وقد كتبه الصحافيون السياسيون جوش دوسي، تايلر بيجر، وإسحاق آرنسدورفن، الذين كانوا يعملون في صحيفة “واشنطن بوست” خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
لم يُعرف متى بالتحديد وُجّهت الدعوة لأوباما للعب في أحد ملاعب ترامب السبعة عشر في أثناء الجنازة، وما إذا كان الديمقراطي أوباما قد قبل بها. وقد تم تصوير الرجلين وهما يبتسمان ويضحكان قبل بدء مراسم جنازة كارتر.
ويُعتقد أن الرجلين استخدما ملامحهما المرحة لإخفاء محادثة أكثر جدية عن أعين المتطفلين.
في لحظة ما، قال ترامب لأوباما إن عليهما “العثور على مكان هادئ” لاحقا في ذاك اليوم لمناقشة “أمر مهم”، بحسب ما أفاد قارئ الشفاه الشرعي جيريمي فريمان لصحيفة “ذا بوست”.
وفي وقت لاحق، توجه ترامب إلى أوباما وقال له: “لقد انسحبت من ذلك. الأمر يتعلق بالظروف. هل يمكنك تخيّل ذلك؟”
كان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي الإيراني المعقود عام 2015 واتفاقية باريس للمناخ لعام 2016 خلال ولايته الأولى، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت تلك الاتفاقات هي ما كان يُناقش حينها.
وأضاف ترامب لأوباما: “اتصل بي في الفوييه بعد ذلك، نعم”، مشيرا على الأرجح إلى بهو كاتدرائية واشنطن الوطنية.
ورد أوباما قائلا: “وهل يمكنك ذلك… يفترض أن يكون الأمر جيدا”.
فأضاف ترامب: “لا أستطيع التحدث، علينا أن نجد مكانا هادئا في وقت ما. هذا أمر مهم ويجب أن نتعامل معه، بالتأكيد، اليوم”، وقد أومأ أوباما برأسه موافقا.
وفي وقت لاحق، قال ترامب إنه “لم يدرك مدى الوُد” الذي يكنه أوباما له حتى حصل هذا التبادل الكلامي بينهما.
وأضاف ترامب في تصريح لشبكة “NBC News” من ناديه مارالاغو في فلوريدا عقب الجنازة: “قلت: ’يا أخي، يبدوان وكأنهما شخصان متحابان‘، وربما نحن كذلك فعلا”.
وكان ترامب قد جلس بجوار أوباما في الصف الثاني داخل كاتدرائية واشنطن الوطنية لأن السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما كانت في هاواي ولم تحضر الجنازة بسبب “تضارب في المواعيد”.
وقد رفضت ميشيل، البالغة من العمر 61 عاما، حضور مراسم تنصيب ترامب الثانية داخل مبنى الكابيتول بتاريخ 20 يناير.
وصرحت لاحقا بأن أحد أسباب عدم سفرها إلى واشنطن العاصمة للمشاركة في الفعاليات هو أنها لم يكن لديها اللباس المناسب.
وذكرت ميشيل في حلقة من بودكاستها “IMO مع ميشيل أوباما وكريغ روبنسون”، بُثت في أبريل: “لقد بدأ الأمر بأنه لم يكن لدي ما أرتديه للمناسبة. أعني، أنا دائمًا مستعدة لأي جنازة، لأي شيء. أنا أتنقل وفي حوزتي اللباس المناسب تحسبًا لأي طارئ. فقلت: ’إذن لن أشارك في هذا الأمر، يجب أن أخبر فريقي، لا أريد حتى أن يكون لدي فستان جاهز (للمناسبة)‘ لأن من السهل جدًا أن تقول لنفسك: دعني أفعل الشيء الصحيح”.
وقد حضر الرئيس أوباما مراسم الجنازة الداخلية بمفرده.
وكان أوباما من أبرز المنتقدين لسياسات ترامب، وعبّر في مرات نادرة عن آرائه علنا، لا سيما بعد أن قام الرئيس بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
وقال أوباما في فيديو عُرض على الموظفين المغادرين في 30 يونيو: “تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هو مأساة، إنه كارثة، لأنها من بين أهم الأعمال التي تُنجز في أي مكان في العالم”.