رئيس ملتقى أبين الجامع يوجه اتهامات خطيرة للأجهزة الأمنية في عدن
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
الجديد برس:
اتهم رئيس ملتقى أبين الجامع، أحمد علي القيسي، الأجهزة الأمنية في عدن بأنها “عصابة منظمة” تعمل خارج إطار القانون وغير خاضعة للسلطات الحكومية، جاء ذلك على خلفية عدم كشف مصير المقدم علي عشال الجعدني، أحد أبناء محافظة أبين، الذي اختطفته عناصر أمنية تابعة للمجلس الانتقالي في مدينة عدن.
ونقل موقع “الجنوب اليمني” عن القيسي قوله: “لم يتم الكشف عن مصير علي الجعدني حتى الآن، وهناك العشرات من المختطفين الذين تم اختطافهم بنفس طريقة الجعدني، والبعض منهم تم اغتياله أو تصفيته”.
وأضاف القيسي أن ما يحدث هو “عمل منظم وليس عصابة”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن القبول بأن يتم تكييف القضية ضد البلاطجة، أو ضد عناصر أو ضد كذا”. وأكد أن “المطلوبين ينتمون إلى جهاز مكافحة الإرهاب، وعلاقتهم علاقة صداقة أكثر من كونها علاقة أفراد مع قائد”.
وأوضح أن جهاز مكافحة الإرهاب في عدن، والذي يقع مقره بالقرب من مقر المجلس الانتقالي، هو من يدير الأمور الأمنية في المدينة، مشدداً على أن “منظومة الأمن في عدن تحتاج إلى تصحيح جذري”، كما اتهم أفراد الجهاز بأنهم عصابة لا تخضع لوزارتي الداخلية أو الدفاع ولا للحكومة.
وأكد القيسي أن موقف قبائل أبين موحد، وأن قضية الضابط علي عشال الجعدني أصبحت قضية رأي عام، ليس فقط في أبين ولكن في جميع المحافظات. وطالب مجلس القيادة والحكومة بهيكلة أمن عدن وإصلاح المنظومة الأمنية لتجنب الفوضى والاقتتال القبلي.
واختتم القيسي بالقول: “كل واحد عامل نفسه دولة، ويرتكب جرائم ضد الإنسانية، ويأتي ويقول إنه يحارب الإرهاب في مودية، لكنه في الواقع يمارس الإرهاب داخل عدن، وعلى المواطنين الأبرياء”.
ويأتي هذا بعد أيام من احتشاد قبائل أبين أمام إدارة أمن مديرية زنجبار، استجابة لدعوة مدير أمن المحافظة، علي الذيب الكازمي، للتحرك في أقرب فرصة نحو عدن والإفراج عن الضابط الجعدني بالقوة، بعد حصولهم على أدلة تثبت تورط قوات المجلس الانتقالي في اختطافه وإخفائه.
ومنذ ما يقرب من شهر، تطالب قبائل أبين قوات المجلس الانتقالي بالكشف عن مصير المقدم علي الجعدني، الذي اُختطف في 12 يونيو من قبل عناصر مسلحة في مدينة عدن. وأنكرت قوات الانتقالي صلتها بالحادث، ولكن مصادر كشفت أن الجعدني محتجز في سجن سري تابع لجهاد الشوذبي، صهر رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي.
ووفقاً للمصادر، تم اختطاف الجعدني عن طريق ضابط يُدعى “سميح النورجي” للضغط عليه للتنازل عن أراضٍ يملكها لصالح صهر رئيس المجلس الانتقالي.
وحصلت “منصة أبناء عدن” على مقطع فيديو نشرته قبل أيام يوثق تفاصيل حادثة الاختطاف في مدينة عدن، وذكرت أن المدعو سميح النورجي هو من قاد العملية بإشراف مباشر من يسران المقطري، الذي هرب مؤخراً إلى أبو ظبي ثم إلى القاهرة.
– حصلت (منصة أبناء عدن) عبر أحد مصادرها الخاصة عن فيديو يوثق تفاصيل حادثة اختطاف المقدم/ علي عشال الجعدني من قبل عصابة مقنعة تتبع مليشيا الانتقالي المدعومة من الإمارات.
– الجدير بالذكر، من يقود العصابة هو المدعو سميح النورجي الذي أعلنا عنه في الرابع عشر من يونيو انه خلف العملية… pic.twitter.com/v3Q50jh0rh
— منصة أبناء عدن (@Aden_newss) July 2, 2024
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المجلس الانتقالی فی عدن
إقرأ أيضاً:
الإقالات تتوالى في واشنطن.. ترامب يواصل تمهيد الطريق لولايته على أنقاض المؤسسة الأمنية
يمانيون../
في خطوة عكست تصعيداً داخلياً حاداً في البيت الأبيض، أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تقليص واسع النطاق في هيكل مجلس الأمن القومي، عبر إقالة عشرات المسؤولين دفعة واحدة، ووضع آخرين في إجازة إدارية، وإعادة بعضهم إلى وكالاتهم الأصلية. وتأتي هذه العملية ضمن ما وُصف بأنه “إعادة هيكلة جذرية” تهدف إلى مواءمة المجلس مع أجندة “اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً” (MAGA)، في ظل اتهامات لترامب بالسعي لإخضاع الجهاز الأمني الوطني لولاءات شخصية لا لمؤسسات الدولة.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر مطلعة أن هذه “التصفية” جاءت بعد ثلاثة أسابيع فقط من إقالة مايك والتز، أول مستشار للأمن القومي في ولاية ترامب الثانية، ما يعكس حجم الارتباك الذي يعتري مؤسسة تُعدّ حجر الزاوية في رسم السياسات الأمنية والدبلوماسية للولايات المتحدة.
وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية المؤقت، ماركو روبيو، الذي يدير المجلس حالياً، أبقى على عدد محدود من كبار المديرين، بينما أُلغيت عشرات الوظائف من الهيكل الإداري للمجلس، في سابقة لم تشهدها المؤسسة منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية.
هذا التحول الهيكلي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والأكاديمية، حيث حذّر خبراء في الأمن القومي من أن التقلص المفرط في طاقم المجلس قد يؤدي إلى تقويض فعاليته في إدارة التحديات العالمية المتعددة، لا سيما مع التصاعد المستمر في التوترات مع روسيا والصين والشرق الأوسط.
روبرت أوبراين، المستشار السابق للأمن القومي في إدارة ترامب الأولى، كان قد دعا مؤخراً إلى تقليص أعضاء المجلس إلى 60 شخصاً فقط، بدلاً من أكثر من 200 كانوا يشغلون مناصبهم خلال إدارة بايدن. ورأى أوبراين أن المجلس أصبح في عهد بايدن “متضخماً وغير فعال”، فيما ذهب دينيس وايلدر، المسؤول السابق في إدارة جورج بوش الابن، إلى أبعد من ذلك، قائلاً إن مجلس الأمن القومي تحوّل في عهد بايدن إلى أداة سلطوية لتنفيذ السياسات الخارجية بدلاً من تنسيقها.
في المقابل، يرى مراقبون أن ما يجري هو محاولة واضحة من ترامب لإحكام السيطرة على مفاصل الدولة العميقة، وتحويل مجلس الأمن القومي إلى أداة طيّعة تضمن تنفيذ رؤيته الأحادية في السياسة الدولية، بعيداً عن مراكز النفوذ المؤسسي والبيروقراطي.
ويخشى خصوم ترامب من أن تؤدي هذه الخطوة إلى إضعاف القدرة الاستراتيجية للولايات المتحدة في التعامل مع ملفات حساسة كأوكرانيا، وتايوان، وأزمات الطاقة، فضلاً عن أنها قد تخلق فراغاً في آلية التنسيق بين البنتاغون ووزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية.
وفي ظل هذه التحولات الجذرية، يبدو أن مجلس الأمن القومي لم يعد مجرد جهاز استشاري، بل ميداناً لصراع النفوذ وتصفية الحسابات، حيث يُعاد تشكيله ليكون ذراعاً تنفيذية مطواعة في يد رئيس يرى أن الولاء الشخصي مقدَّم على الخبرة والمؤسسية.