شبكة انباء العراق:
2025-12-05@02:02:39 GMT

رسالة إلى عبدالله الرضيع

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

بقلم : وجيه عباس ..

خرج عبدالله من مكة رضيعاً، ونام في قبر أبيه رضيعاً، الرضيع الملفوف بالقماط يفتح قماطه ليلاً بعد أن ينام الشهداء ويخرج بينهم يبحث عن ثدي أمه ليرضعه، يمر على أخيه وأبناء عمومته وأصحاب أبيه الذين يعرفهم واحداً ….واحداً، يسلّم عليهم ويقول لهم: أنا عبدالله الرضيع، أنا صاحب القماط، وهاتان الكفان شهدتا للحسين على بيعتي له، لم أمسك بكفيه، لكني حين قبضت على نحره سال دمي على كفيه فأتمَّ البيعة لي، أنا آخر محصول من جسد الشهداء اليوم، تركت أبي حزيناً من غصته برؤية نحري، ياغافين بظل الخيم الثكلى، سأوقظ أمي حتى لايوجعها اللبن الماطر من ثدي أيبسه العطش، سأرمي جسدي فوق ظل أبي حتى لايجفل من مرآى رضيع مقطوع الراس يسعى بين يديه، سأقول له: إني سألعب بين الشهداء، المساحة المخصصة للاطفال احتلتها الأجساد الغافية في مدن السيف الأموي، أعلم أن عمر بن سعد لن يسمح لرضيع مثلي أن يصفّي وحشية معسكره…
ياعبد الله، أين تذهب بهذا الليل الموحش؟ أخشى أنك سوف تضيع بهذي الجثث الملقاة على الرمل، أَطِلْ حبلَ قماطك واتخذه جملا لتعود فلا يأكلك الذئب هناك، ياصاحب هذا اللحم الغض:كان يكفيك سهمٌ من ريشٍ ليقطع هذا الريش الذي يلصق نحرك برأسك النبوي، فكيف أمكن لحاملي هذه الشوارب الطويلة أن ينازلوا قمراً من حليب فيسكبوا دمه في إناء أبيه؟ ولكربلاء دمُ الرضيع، ولنا أن نسأل الأرض:كيف شربت السماءُ دمَه؟ القماط الذي أصبح بوسع الجرح سمح لليدين أن يخرجا هذا النداء من الأكف الصغيرة لتسمعها عينا أبيه.


من جناحين لعبد الله الرضيع، أمدّ عيوني إلى نحرك الذي سيرضع السيوف، ومن كفيك اللتين قبضتا على رقبة أبيك وهما يودّعان وجهه الحزين، أرى فجيعتك الكبيرة ياحسين، هل شدهك الحزن أبا عبد الله وأنت تنظر إلى رضيعك ووريده ينضح بالدم على أصابعك؟ أدفع عمري لأعرف كيف احتفظت برباطة جأشك لحظتها أيها الجبل…ياحسين؟
لعبد الله تبكي القبّرات، وتأتى الحجل الثكلى لتزور قبر أبيه، لك أيتها الحمامة طوق الرقاب وهو يتهدل بين كف أبيك،لعبد الله هذي الكربلاءات، كلما ايقظ القبّرات منتصف الليل لتأتي قبرك الملتف حول ضلوع أبيك وهو يحضنك كما يحضن ليلة موحشة، أيهذا الأمير الحالم بحجلة طفل أو ليلة دافئة في حضن أمك الرباب، لعبد الله هذا الرضيع تمد العيون أهدابها ليسير عليها زاحفاً، هل قلت زحفاً؟!، فلم يذبحوا رضيعاً لم يبلغ المشي على رجليه ويقطعوا رقبته الرقيقة مثل قلب الحسين ويعلقوا رأسه فوق رمح يزدحم بالرؤوس؟!

وجيه عباس

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات لعبد الله

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء بنيران الاحتلال إلى 257

#سواليف

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في #غزة، مساء الثلاثاء، ارتفاع عدد #الصحفيين #الفلسطينيين #الشهداء بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 257 شهيدا.

وقال المكتب في بيان “ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 257، منذ بداية #حرب_الإبادة_الجماعية على قطاع غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023″.

وأوضح أن “العدد ارتفع بعد الإعلان عن استشهاد الصحفي محمود وادي، الذي يعمل مصورا مع وسائل إعلام محلية وأجنبية”.

مقالات ذات صلة معركة الصورة الأخيرة.. كيف تحاول إسرائيل محو بطولة السنوار عبر أنفاق رفح؟ 2025/12/03

وفي وقت سابق الثلاثاء، استُشهد وادي بقصف إسرائيلي استهدف وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وهي ضمن المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال.

وأدان المكتب الإعلامي بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج.

ودعا البيان “الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وحمَّل البيان “الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النكراء الوحشية”.

كما طالب البيان “المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم بإدانة جرائم الاحتلال، وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة”.

وشدَّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على “ضرورة ممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم”.

ويوميا يخرق جيش الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر الماضي، مما أدى إلى إصابة واستشهاد مئات الفلسطينيين.

وكان يُفترض أن ينهي هذا الاتفاق حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل بقطاع غزة في 8 أكتوبر 2023، وخلَّفت أكثر من 70 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!
  • ما الذي يجمع مادورو بالحرس الثوري وحزب الله؟
  • رجل أنباري ينقذ طفلاً رضيعاً ملقاً على قارعة طريق دولي جنوبي العراق
  • رسالة البابا تواضروس الروحية: الله يهيئ الوعاء لثقل العطية
  • فتنة ديسمبر .. خنجر العدوان الذي رده اليمن بعناية الله وحكمة القيادة
  • سجن صيدنايا المسلخ البشري الذي ابتلع أبناء أم كارم الـ6 وآلاف السوريين
  • ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء بنيران الاحتلال إلى 257
  • ولي العهد يتلقى رسالة خطية من أمير قطر تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدي
  • معنى سمة "ذبح العلماء" الذي عرف على مر العصور.. علي جمعة يوضح
  • ألمانيا: مستعدون لدعم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تستضيفه مصر