الدنمارك تتراجع عن نشر فرقاطة “إيفر هويتفيلدت” في البحر الأحمر ضمن قوة الناتو
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
الجديد برس:
أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية عن تراجعها عن نشر الفرقاطة “إيفر هويتفيلدت” في البحر الأحمر ضمن قوة بحرية تابعة لحلف الناتو.
وأوضح وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن أن هذا القرار يأتي بعد مواجهة طاقم الفرقاطة خلال مهمتها في البحر الأحمر لمشاكل لا تزال دون حل.
وأكد الوزير على أهمية توفير أفضل الظروف للجنود الدنماركيين، قائلاً: “عندما نقرر إرسال جنود دنماركيين، من الضروري أن نوفر لهم أفضل الظروف للنجاح ولن نرسل فرقاطة قتالية في المقام الأول”.
ويأتي هذا التطور في ظل فشل تحالفين أمريكي وأوروبي في فك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية.
يُذكر أن الدنمارك، أعلنت في مارس الفائت، بشكل طارئ، أنها ستسحب المدمرة “إيفر هويتفيلدت”، وذلك بعد نحو شهر من مشاركتها في التحالف الأمريكي من منطقة الاشتباكات قبالة مضيق باب المندب، زاعمة أن سحب المدمرة هو تعرضها لخلل فني.
في حين أكدت مصادر عسكرية تعرض المدمرة الدنماركية لأكثر من هجوم غير معلن من قبل قوات صنعاء بعد نحو أسبوع من بدء عملياتها التي نُفذت أولاها في التاسع من مارس الماضي، تلته عملية هجومية أخرى أدت إلى أضرار كبيرة فيها وأخرجتها عن الجاهزية، وفقا لصحيفة الأخبار اللبنانية.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
اليمن تُرعب واشنطن ..
عبدالحكيم عامر
في لحظة فارقة من مسار الصراع الإقليمي، سجّل اليمن واحدة من أهم وأقوى الضربات الاستراتيجية في معركة الصراع العربي الصهيوني، عندما أجبر واشنطن على الانكفاء العسكري من المشهد الحربي الداعم للعدوان الإسرائيلي على غزة، لم يكن هذا التراجع الأمريكي وليد ضغط دبلوماسي، ولا نتيجة حسابات داخلية، بل كان استجابة قسرية أمام واقع فرضته صنعاء بالصواريخ والطائرات المسيّرة، والثبات الشعبي والميداني والسياسي في وجه أعتى تحالف عسكري على وجه الأرض.
منذ أن دخلت القوات المسلحة اليمنية في مواجهة مباشرة مع أمريكا وتحالفها، تحت عنوان حماية السفن المرتبطة بإسرائيل، ردًا على العدوان الوحشي على قطاع غزة، لكن ما بدأ بعمليات عسكرية من البحر الأحمر، سرعان ما تحوّل إلى تصعيد متسارع وعمليات نوعية امتدت حتى المحيط الهندي، وصولًا إلى باب المندب، في تحوّل أربك أمريكا وأفشل رهاناتها، ورغم الضربات الجوية والقصف المستمر، ظل الموقف اليمني صلبًا، وصاعدًا في استراتيجياته، ورافضًا للمساومة أو التراجع.
مفاجأة العالم كانت صادمة: الطرف الذي طلب وقف التصعيد هي أمريكا، وليس اليمن، والأهم من ذلك، أن قرار الحرب والسلم لم يكن في البيت الأبيض، بل في اليمن، هذا التحول يكشف حجم الانتصار اليمني، الذي لم يكن عسكريًا فقط، بل سياديًا، فرض على أمريكا إعادة التموضع والانسحاب من ساحة كانت تراها حديقتها الخلفية.
في هذا الإطار، جاء إعلان صنعاء تعليق عملياتها البحرية كمبادرة حرة لا تعني التراجع عن الدعم لفلسطين، بل كرسالة مضادة أن الحرب تُدار من اليمن، وأنه قادر على التهدئة أو التصعيد بحسب مصلحة القضية المركزية.
المفارقة أن واشنطن التي كانت تتفاخر بفرض إرادتها على الممرات البحرية، تجرّعت مرارة الفشل حينما تحولت من “شرطي البحر الأحمر” إلى طرف عاجز، يبحث عن وساطة للخروج من المستنقع اليمني، إن إيقاف العمليات العسكرية الأمريكية لم يكن خيارًا تكتيكيًا، بل هزيمة استراتيجية، لأنها اعترفت ضمنيًا بأن فاعلية اليمن العسكرية وشراسته الميدانية أقوى من كل ترسانتها.
في خطابه الأخير، فضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “حفظة الله” تفاصيل اللقاءات الإقليمية التي نقلت رسالة أمريكية عبر سلطنة عمان، تعلن فيها واشنطن رسميًا وقف دعمها العسكري لإسرائيل في اليمن، متخلية عن الكيان الإسرائيلي الذي كانت مصممة بوقف اليمن عن إسنادة لغزة، وذلك بعدما استشعرت خطورة الموقف وفعالية الرد اليمني، هذا التصريح وحده يكفي لتدوين اليمن في قائمة القوى المؤثرة على السياسات الأمريكية في المنطقة.
ولم يكن لافتًا فقط مضمون الرسالة، بل رد السيد القائد على أكاذيب ترامب، الذي زعم أن اليمن “توسّل” لوقف الضربات، فجاء الرد حاسمًا: هذا الحديث “أبعد من عين الشمس”، نافضًا عن اليمن تهمة الانكسار، ومثبتًا أن الموقف مبني على وعي ديني وقرآني راسخ، يرى في مواجهة المستكبرين فريضة لا تقبل التأجيل.
الحرب النفسية التي شنّها الإعلام الأمريكي والإسرائيلي، وراهنت على تقزيم دور اليمن أو إظهاره كحالة تمرد معزولة، سقطت بمجرد أن اعترفت أمريكا بأن الضربات اليمنية هي ما دفعتها للتوقف، لم يكن تأثير اليمن في حدود البحر فقط، بل امتد ليصيب كيان العدو مباشرة، كما حدث في الضربة الصاروخية الدقيقة لمطار “بن غوريون”، والتي دشّنت مرحلة جديدة في الردع الاستراتيجي.
وفي الأخير، إن الانتصار اليمني اليوم اصبحت تقاس بالتحول الكبير في موقع اليمن داخل الخارطة الجيوسياسية، حيث بات “بوابة الردع” في البحر الأحمر، وقبلة للمقاومة السياسية والعسكرية.
وبينما تراهن بعض الأنظمة على الانبطاح لحماية مصالحها، وكانت فيه العواصم تتسابق للتطبيع، وترتجف من مجرد شجبٍ خافت، اختار اليمن خيار الكرامة، وبنى مشروعه التحرري على أسس إيمانية راسخة، تجمع بين وضوح الهدف وصلابة الموقف، وحكمة القيادة.
ما جرى هو إعلان نصر سياسي وعسكري وأخلاقي، فأن تُجبر أمريكا على وقف الدعم العسكري لـ”إسرائيل”، وتعيد تموضعها هربًا من الميدان، فهذا إنجاز يُسجّل لليمن لا كقوة عسكرية فقط، بل كمشروع تحرري متكامل.
لقد فرض اليمن معادلته: لا أمن للمحتل، ولا أمن للمصالح الغربية في البحر الأحمر، ولا استقرار لها، ما دام الدم الفلسطيني يسفك، وما دام الحصار على غزة مستمرًا.، وفي طريق القدس، تتقدم صنعاء، حاملة الصواريخ والإيمان، لتقول للعالم: اليمن ليس تابعًا، بل قائدًا، وفي زمن الغدر والتواطئ العربي، يبقى “يمن الإيمان والحكمة” شعلةً لا تنطفئ، في وجه الطغيان الأمريكي والصهيوني.