عبسان الكبيرة مدينة الكمائن تضم ضريح إبراهيم
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
تجاوزت مرحلة القرية بعد أن تطورت بسرعة فائقة إلى مدينة اعترف بها رسميا مدينة كبيرة، وهي تتبع محافظة خان يونس.
تضم مدينة عبسان الكبيرة متحفا أثريا قديما يرجع للنبي إبراهيم عليه السلام بحسب روايات، وتمتاز بتربتها الخصبة حيث تميزت بزراعة الخضروات والفاكهة والحمضيات، رغم أن غالبية سكانها يعملون موظفين في الدوائر الحكومية بقطاع غزة.
عبسان الكبيرة ويبدو مسجد الحاج محمد أبودقة.
عبسان الكبيرة بلدة تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة خان يونس، وتبعد عنها 4 كم، وترتفع 75 متر عن سطح البحر، يصلها طريق يربطها ببني سهيلة وخزاعة، ويمر فيها طريق رئيسي يربطها بمدينة بئر السبع عن طريق العمارة.
يربط بعض المؤرخين أهل عبسان بعائلة عبيس، ومن المرجح أن اسمها يعود إلى بني عبس أحد بطون قبيلة لخم التي سكنت إلى الشرق من مدينة خانيونس قبل الإسلام، وبقيت القرية تعرف باسم عبسان إلى أن توسعت خلال القرن الماضي حيث تم فصل الجزئين عن بعضهما إداريا فبات اسميهما: عبسان الكبيرة، وعبسان الصغيرة أو الجديدة.
كان موقع المدينة مأهولا بالسكان في العصر الروماني وتحت سيطرة الدولة البيزنطية، إضافة إلى ذلك هناك بعض المواقع الأثرية المرتبطة بالعصر الإسلامي وفترة ما قبل الإسلام مثل ضريح "إبراهيم".
وفي عهد الدولة العثمانية ظهر اسم عبسان في سجلات الضرائب العثمانية لأول مرة عام 1596 على أنها موجودة في ناحية غزة الإدارية في لواء غزة. كان فيها 28 أسرة من السكان، وجميعهم مسلمون، دفعوا ضرائب على القمح والشعير والمحاصيل الصيفية وأشجار الفاكهة والإيرادات العرضية والماعز و/أو خلايا النحل.
في عام 1886، وصفت عبسان الكبيرة بأنها قرية صغيرة مزدهرة مبنية من الحجر.
وفي تعداد فلسطين عام 1922 الذي أجرته سلطات الانتداب البريطاني، كان عدد سكان عبسان، على الأرجح كل من عبسان الكبيرة وعبسان الصغيرة، نحو 695 نسمة وجميعهم من المسلمين، ارتفع في تعداد عام 1931 إلى 1,144 نسمة.
وفي تعداد عام 1945، كان عدد سكانها 2,230 نسمة، وبلغ عام 1967 حوالي 3730 نسمة، ووصل إلى 21 ألف نسمة في عام 2006، وفي عام 2023 بلغ 31672 نسمة.
فيما بلغت مساحة الأراضي 16,084 دونما وفقا لمسح رسمي للأراضي والسكان، منها 92 دونما للزراعة والأراضي الصالحة للري، و 15,616 للحبوب، في حين كانت قدرت مساحة البناء 69 دونما.
وبعد انسحاب القوات البريطانية من فلسطين واشتعال حرب عام 1948 أصبح قطاع غزة تحت سيطرة السلطات المصرية.
وكانت عبسان الكبيرة حتى حرب عام 1967 مصدرا هاما للإنتاج الزراعي، وكانت حتى ذلك الحين مقصدا لتجار الجملة من مختلف مدن قطاع غزة، وقد اعتاد الفلاحون على بيع إنتاجهم الزراعي في مدينة خان يونس المجاورة، وخاصة في سوق الأربعاء الذي ينعقد طوال العام.
وبعد حرب 1967 وقع قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي فتعرضت هذه المنطقة، شأنها شأن بقية المناطق في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى تحولات اقتصادية واجتماعية هامة.
مدينة عبسان الكبيرة في موسم الشتاء.
وبقي النشاط الاقتصادي لسكان البلدة حتى عام 1994 يعتمد على العمل داخل الخط الأخضر والزراعة بالدرجة الأولى، ولكن مع عودة السلطة الوطنية الفلسطينية، أخذ النشاط الاقتصادي منحا جديدا، تمثل في الالتحاق بالوظائف الحكومية في المقام الأول.
ومع بداية انتفاضة الأقصى في عام 2000 وبسبب سياسة الحصار، والإغلاق المتكرر من قبل قوات الاحتلال تراجع سوق العمل داخل الخط الأخضر إلى المرتبة الأخيرة، مما زاد من أعداد العاطلين عن العمل، وبالتالي زيادة معاناة المواطنين لعدم توفر فرص عمل كافية داخل مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية.
وتحولت عبسان شأن جميع مناطق قطاع غزة إلى ساحة للموت والدمار بعد أن شن الاحتلال حربا دموية ومدمرة ضد قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكانت عبسان ساحة أيضا لعمليات المقاومة النوعية، وشهدت عدة كمائن قاتلة ضد جنود الاحتلال ودباباته وآلياته.
وكان الاحتلال ينتقم بعد تعرضه لخسائر فادحة بالأرواح والمعدات بقصف المدنيين لرفع كلفة الحرب على الشعب الفلسطيني.
وقبل أيام شهد العالم نموذجا من هذا الانتقام الدموي ضد الأطفال والنساء حين تحولت لعبة كرة القدم إلى كارثة ومجزرة دموية ورعب بعد مجزرة مدرسة العودة في عبسان الكبيرة بعد استهدافها بقصف إسرائيلي.
ووثقت الكاميرات لحظة لعب عدد من النازحين كرة القدم في ساحة المدرسة التي لجؤوا إليها هربا من القصف، ولكن أثبتت جميع الحروب التي شنتها تل أبيب على غزة وخاصة العدوان الأخير أن جيش الاحتلال لا يفرق بين مدني ومقاوم فالجميع في غزة أهداف له، كما أكد إعلاميون وشهود عيان.
المصادر:
ـ الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، دليل التجمعات السكانية، محافظات قطاع غزة.
ـ عبسان الكبيرة، فلسطين في الذاكرة.
ـ صفحة عبسان الكبيرة على تويتر والفيسبوك .
ـ موسوعة القرى الفلسطينية، عبسان الكبيرة خان يونس.
ـ الاحتلال يحول لحظات مرح ولعب إلى مجزرة بخان يونس، الجزيرة نت، 10/7/2024.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير مدينة عبسان فلسطين فلسطين تاريخ هوية مدينة عبسان تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبسان الکبیرة خان یونس قطاع غزة فی عام
إقرأ أيضاً:
استهداف منتظري المساعدات: 17 شهيدًا اليوم وارتفاع الحصيلة لـ 467 شهيدًا
استشهد 5 مواطنين وأصيب عدد آخر، اليوم الإثنين، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على مجموعات من المواطنين الذين كانوا ينتظرون تسلُّم مساعدات إنسانية قرب منتجع بيانكو غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة ، بينما أفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني بأن 3 شهداء و6 جرحى نقلوا إلى مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، نتيجة استهداف مباشر من قوات الاحتلال لمجموعات من المواطنين أثناء انتظارهم المساعدات على طريق الرشيد الساحلي قرب منطقة الواحة شمال غرب غزة.
وأوضحت مصادر طبية أن عددًا من المصابين الآخرين من منتظري المساعدات أصيبوا برصاص مباشر من جيش الاحتلال في المنطقة ذاتها، حيث تم توثيق العديد من هذه الحالات.
وفي تطور لاحق، أفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني باستشهاد 3 مواطنين واصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين قرب مدرسة الهاشمية بحي التفاح شرق مدينة غزة، نقلوا إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
وبحسب معطيات محدثة، فإن عدد الشهداء من منتظري المساعدات ارتفع إلى 17 شهيدًا وأكثر من 136 إصابة اليوم وحده في مراكز توزيع المساعدات بأنحاء متفرقة من القطاع، لترتفع بذلك حصيلة "ضحايا لقمة العيش" إلى 467 شهيدًا وأكثر من 3602 إصابة منذ بدء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال.
وفي السياق، أكدت مصادر في مستشفيات غزة أن 35 شهيدًا سقطوا منذ فجر اليوم في أنحاء متفرقة من القطاع، بينهم 17 شهيدًا من منتظري المساعدات الإنسانية.
وبذلك، ترتفع الحصيلة الإجمالية لضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر إلى 55,998 شهيدًا و131,559 إصابة، وسط تحذيرات من أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بفعل القصف المستمر وخطورة الوضع الميداني.
في غضون ذلك، أقدمت قوات الاحتلال على تفجير مبانٍ سكنية شرق جباليا البلد شمال قطاع غزة، ما أدى إلى دمار واسع، في إطار سياسة التدمير المنهجي للمناطق السكنية.
وفي تطور ميداني آخر، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء فوري لما يُعرف بـبلوكات 107 و108 و109 وسط مدينة خانيونس، تمهيدًا لمهاجمتها، مشيرًا إلى أن الأوامر لا تشمل مستشفيي الأمل وناصر القريبين من المنطقة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مرسوم رئاسي بتعديل تشكيل الحكومة التاسعة عشرة وقف الحرب واستعادة الأموال - مصطفى يطلع ممثلي البعثات الأوروبية على آخر المستجدات الاقتصاد تعلن تشكيل خلية أزمة لمعالجة فائض الشيقل الأكثر قراءة توزيع 50 ألف أسطوانة غاز و2.3 مليون لتر محروقات في محافظات الضفة عودة خدمات الاتصالات والإنترنت إلى وسط قطاع غزة وجنوبه بالفيديو: لحظة قصف إسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني خلال البث المباشر صحيفة: رسائل إيرانية عبر وسطاء لوقف الهجمات واستئناف المفاوضات النووية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025