عمليات الاحتيال عند السفر باستخدام الذكاء الاصطناعي.. احذر منها
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
وفق تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، قامت سيدة أميركية تدعى إيمي كولسكي في شهر مارس/آذار بزيارة موقع "أمازون" (Amazon) بهدف السفر إلى فرنسا، فهي مسافرة دولية ذات خبرة تعيش في مقاطعة باكس بولاية بنسلفانيا، وكتبت بعض مصطلحات البحث مثل: السفر، الدليل الإرشادي، فرنسا.
ظهرت عناوين مجموعة من العلامات التجارية الموثوقة في الصفحة الأولى من نتائج البحث، ومن بين أفضل نتائج البحث كان "دليل السفر إلى فرنسا" الذي حصل على تقييم عالٍ، والذي كتبه مايك ستيفز وهو كاتب سفر مشهور وفقا لصفحة مؤلف على موقع أمازون.
قالت السيدة كولسكي البالغة من العمر 53 عاما، في إشارة إلى ما شاهدته في ذلك الوقت، "لقد جذبتني جميع المراجعات المدهشة على الفور؛ حفلات غنائية عالمية وأكثر من 100 تقييم من فئة الخمس نجوم".
وعد الدليل بتقديم مسارات سفر وتوصيات من السكان المحليين، كما لفت انتباه السيدة كولسكي سعره وهو 16.99 دولارا، مقارنة بـ25.49 دولارا لكتاب ريك ستيفز عن فرنسا. لذا، طلبت بسرعة نسخة مطبوعة، تطبعها خدمة أمازون عند الطلب.
وعندما وصل الكتاب، أصيبت السيدة كولسكي بخيبة أمل بسبب الأوصاف الغامضة والنص المتكرر والافتقار إلى مسارات الرحلة، تقول "بدت الأمور كأن شخصا قد دخل الإنترنت، ونسخ مجموعة كبيرة من المعلومات من ويكيبيديا، ثم ألصقها فقط". أعادت الكتاب وكتبت مراجعة سلبية مع نجمة واحدة.
وعلى الرغم من أنها لم تكن تعلم في ذلك الوقت ما الذي حدث، فإن السيدة كولسكي وقعت ضحية لشكل جديد من عمليات احتيال السفر يتجلى في كتيبات إرشادية رديئة تُجمع بمساعدة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتُنشر بشكل ذاتي وتُعزّز بمراجعات مزيفة، وقد ظهرت في الأشهر الأخيرة على أمازون.
من المسؤول؟الكتب هي نتيجة مزيج متلاطم من الأدوات الحديثة، تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها إنتاج النصوص والصور المزيفة، ومواقع الويب التي تحتوي على مجموعة يبدو أنها غير متناهية من الرسوم والصور الفوتوغرافية ومنصات النشر الذاتي مثل "كيندل دايركت بابليشينغ" (Kindle Direct Publishing) من أمازون، مع قليل من الضوابط ضد استخدام الذكاء الاصطناعي والقدرة على التماس مراجعات زائفة عبر الإنترنت وشرائها ونشرها.
سمح استخدام هذه الأدوات جنبا إلى جنب للكتب بتصدّر نتائج البحث في أمازون وأحيانا الحصول على تأييد من أمازون نفسها مثل "أفضل دليل سفر إلى ألاسكا".
على سبيل المثال، أسفر بحث أجري حديثا على موقع أمازون عن عبارة "دليل السفر إلى باريس 2023" عن عشرات من الأدلة السياحية التي تحمل هذا العنوان بالضبط.
الكتاب نفسه لا يحتوي على معلومات كافية عن المؤلف أو الناشر، كما أنه لا يحتوي على صور فوتوغرافية أو خرائط، على الرغم من أن العديد من منافسيه لديهم رسومات وتصوير فوتوغرافي يمكن تتبعه بسهولة إلى مواقع الصور المخزنة.
ظهر أكثر من 10 كتب إرشادية أخرى منسوبة إلى ستيوارت هارتلي على أمازون في الأشهر الأخيرة، وهي تعتمد على التصميم المختصر نفسه وتستخدم لغة ترويجية مماثلة.
من جانبها، حذرت شركة "بوكينغ" (Booking) من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انفجار في عمليات الاحتيال في السفر. وقالت مديرة سلامة الإنترنت في الشركة مارني ويلكينغ إن هناك زيادة تراوح بين 500% إلى 900% خلال الأشهر الـ18 الماضية.
أنواع الخداع عند السفر المدعومة بالذكاء الاصطناعيسنتطرق إلى أبرز الحيل السياحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي يجب الحذر منها عند البحث أو الحجز للعطلة الصيفية.
مواقع السفر المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعيأشار تقرير "مكافي" (McAfee) لعام 2024 إلى أن أحد أكثر أنواع الاحتيال شيوعا التي تواجه المسافرين يتضمن معاملات غير مصرح بها بسبب البيانات المصرفية أو تفاصيل بطاقة الائتمان التي أُدخلت على موقع ويب مزيف.
وباستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي (ChatGPT)، أصبح إنشاء موقع ويب مزيف أسهل من أي وقت مضى. ولزيادة الطين بلة، أصبح مجرمو الإنترنت يستخدمون تقنيات التزييف العميق لابتكار مقاطع فيديو مزيفة كوكالات سفر من أجل إقناع المسافرين المحتملين بإتمام الحجز.
إذا كنت تفكر في حجز إقامتك أو تذاكر الطيران عبر موقع ويب جديد، فعليك التحقق من شرعيته قبل إدخال أي بيانات حساسة فيه. ابحث عن الأخطاء الإملائية في عنوان الويب وكذلك في شهادة إس إس إل (SSL)، يجب أن يبدأ عنوان الموقع بـ"HTTPS" أما إذا كان الرابط يبدأ بـ"HTTP" فقد يكون موقع الويب مُدارا بواسطة جهة فاعلة سيئة.
من الجيد مراجعة المحتوى الموجود على موقع الويب، إذ يعد سوء القواعد النحوية أو الإملائية علامة واضحة على أن موقع الويب لا يتم تشغيله بواسطة شركة حقيقية، ويمكنك أيضا التحقق من هوية الشركة ووجودها ومراجعاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
على سبيل المثال، ستحتاج إلى التحقق من عدد المتابعين لدى الشركة، وإذا كانت تنشر بانتظام، وكيف يكون التفاعل في منشوراتها. يعد وجود عدد من المراجعات والتعليقات السلبية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة علامة حمراء واضحة.
الخدعة الأخرى التي يستخدمها المحتالون لإغراء المسافرين هي استخدام الصور التي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي على مواقعهم الإلكترونية أو منشوراتهم في وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن تُظهر هذه الصور وجهات عطلات وأماكن إقامة وتجارب جولات تبدو جذابة لمعظم الناس لكنها في الحقيقة غير موجودة.
وعلى سبيل المثال، عند البحث عن خيارات الإقامة، قد تواجه عقارا للإيجار يبدو ممتازا إلى درجة يصعب تصديقها بناء على صورته والسعر المذكور. لا ترغب في تفويت هذه الصفقة، لذا تقوم بحجز العقار طول مدة إقامتك، وعند وصولك إلى الوجهة قد تجد أن العقار غير موجود أو أنه متهدم إلى حد ما.
ولتفادي حدوث ذلك، ابحث على بعض الطرق التي تساعد في التعرف على الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي. ومن الأفضل أن تتجنب الانخداع بعروض تبدو جيدة جدا إلى درجة غير منطقية. تحقق من أسعار العقارات المماثلة في المنطقة، فإن كان سعر العقار الذي تفكر في حجزه لا يتماشى مع أسعار العقارات الأخرى في المنطقة، اعتبر ذلك علامة حمراء واستمر في البحث.
التقييمات المزيفة المولدة بالذكاء الاصطناعيقبل حجز جولة أو مكان إقامة، من الأفضل التحقق من التقييمات التي تركها العملاء السابقون للتعرف على ما قمت بالتسجيل فيه. ولكن المشكلة تكمن في أن المحتالين يعرفون أنك ستفعل ذلك، لذا يعملون على ترك تقييمات وهمية من فئة 5 نجوم ومراجعات إيجابية للقوائم الاحتيالية.
عادة ما يأتي إنشاء هذه المراجعات المزيفة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وبالنظر إلى مدى جودة الذكاء الاصطناعي قد يكون من الصعب جدا اكتشاف الأخطاء أو النصوص المزيفة.
يمكن الكشف عن المراجعات التي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، إذ تتوفر العديد من الأدوات على الإنترنت لهذا الغرض وقد تكون مفيدة لكشف الاحتيال.
وبغض النظر عن نوع الصفقة التي تجدها، فمن الأفضل التمسك بمواقع السفر النظامية ومنصات حجز الرحلات الجوية والفنادق المعروفة. وعلى الرغم من أن جاذبية الأسعار المنخفضة جدا قد تكون مغرية، فإن استخدام هذه المواقع يقلل من فرص الوقوع في شرك احتيال.
وبالمقابل، يمكن حتى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وشات جي بي تي لإنشاء جداول سفر فورية تتوافق مع خطط سفرك وتفضيلاتك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بواسطة الذکاء الاصطناعی بالذکاء الاصطناعی التحقق من على موقع سفر إلى
إقرأ أيضاً:
ورقة بحثية: الذكاء الاصطناعي قد يدمر البشرية بحلول 2027
أثارت ورقة بحثية موجة جدل واسعة في الأوساط العلمية والتقنية، بعدما توقعت أن الذكاء الاصطناعي قد يخرج عن السيطرة بحلول عام 2027، مما قد يؤدي إلى انقراض البشرية خلال عشر سنوات فقط
السيناريو المثير للقلق نشر تحت عنوان "إيه آي 2027" من قبل مجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعي البارزين، ولاقى صدى واسعا بين خبراء في المجال.
وتتخيل الورقة أن شركة أمريكية خيالية تدعى "أوبن براين" تطوّر في عام 2027 نظاما يصل إلى مستوى "الذكاء العام الاصطناعي"، أي أنه يتمتع بقدرات عقلية تضاهي أو تتفوق على البشر. ووفقا للتصور، يلاحظ فريق السلامة الداخلي مؤشرات مقلقة على ابتعاد النظام عن الأخلاقيات التي برمج عليها، لكن الشركة تتجاهل التحذيرات
في المقابل، تتأخر شركة "دييب سينت" الصينية عن الركب بفارق بسيط، مما يشعل سباقا دوليا محموما بين الولايات المتحدة والصين. وتدفع المنافسة الشركات والحكومات إلى تسريع التطوير دون وضع قيود كافية، متجاهلين مخاطر ما يسمى بـ"عدم التوافق"، أي أن تصبح أهداف الذكاء الاصطناعي غير منسجمة مع مصلحة البشر
بحلول عام 2029، تتصاعد التوترات بين البلدين، مع تسخير أنظمة الذكاء الاصطناعي لتطوير أسلحة متقدمة. وعلى الرغم من توقيع اتفاق سلام بمساعدة الذكاء الاصطناعي نفسه، يتوقع السيناريو أن يتحول هذا الذكاء لاحقا إلى تهديد وجودي للبشر، ويقضي عليهم عبر أسلحة بيولوجية غير مرئية خلال ثلاثينيات القرن الحالي.
السيناريو الذي اعتبره البعض ضربا من الخيال العلمي، نسب إلى مجموعة تحظى بالاحترام، من بينها دانيال كوكوتاجلو، المعروف بتوقعاته الدقيقة في تطور الذكاء الاصطناعي. إلا أن نقادا بارزين مثل غاري ماركوس حذروا من أخذ التنبؤات على محمل الجد الكامل، مؤكدا أن التحديات الحقيقية حاليا تتعلق بالوظائف والرقابة، وليس بنهاية العالم.
وفي الصين، لم تحظَ الورقة باهتمام واسع. وذكرت الباحثة يوندان غونغ من كلية كينغز كوليدج أن النقاش حولها بقي محصورا في المنتديات والمدونات، دون إثارة جدل سياسي أو إعلامي كما هو الحال في الغرب
وفي حين تواصل شركات التكنولوجيا الكبرى تجاهل السيناريو أو التقليل من جديته، يواصل رواد القطاع سباقهم المحموم نحو تطوير نماذج أكثر تقدما.
وصرّح سام ألتمان، رئيس شركة "أوبن إيه آي"، أن العالم على أعتاب "ثورة هادئة" تقودها عقول رقمية خارقة، معترفا في الوقت نفسه بوجود مشكلة "توافق" لا بد من حلّها لضمان بقاء هذه الأنظمة في خدمة الإنسان
وبينما لا يزال سيناريو "إيه آي 2027" في خانة التوقعات النظرية، إلا أنه يكشف عن قلق متزايد في الأوساط العلمية من سرعة تطور الذكاء الاصطناعي، والهوة المتنامية بين قدراته المتسارعة وآليات السيطرة عليه