"نتنياهو" بالكونجرس.. خطاب الدم يتواصل!

"إن أعظم ظاهرة أساسية في تقدم حياة الإنسان هي نشوء المبادئ الحقيقية وظهور عنصر الأخلاق".. هكذا كتب "جيمس هنرى برستيد" في كتابه الماتع "فجر الضمير" (ترجمة: سليم حسن)، وهو ما يعني أن غياب الأخلاق سيؤدي حقًا إلى غياب الضمير، والذي بغيابه تتحول الحياة إلى غابة بلا إنسانية، فتسيل أنهار الدماء من جانب دعاة القتل، وهو ما نشهده طوال نحو ثمانية عقود من الصهاينة الإرهابيين ضد أهلنا في فلسطين، وآخر مشاهده الدموية ما يحدث من مجازر وإبادة جماعية منذ "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023م، والذي خلف أكثر من (130) ألف ضحية ما بين شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال.

في يوم الأربعاء المنقضي (24) من يوليو الجاري.. وفي اليوم الـ (293) من العدوان الهمجي على غزة، وقف مجرم الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" يلقي خطابه أمام الكونجرس الأميركي في مشهد يعكس "غياب الضمير" الإنساني في أسوأ تجلياته.

وفي كلمته المغموسة بدماء الأبرياء، مارس "نتنياهو" - كعادته - كمًّا هائلًا من الأكاذيب والافتراءات والتهديدات، حيث أكد - بكل صلف - أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته في غزة حتى القضاء على المقاومة، مدعيًا أن جيشه هو الأكثر أخلاقية في العالم.

كما شكر الولايات المتحدة على دعمها الكبير لإسرائيل في حربها ضد أهلينا في غزة، مطالبًا "بايدن" بسرعة إرسال الأسلحة المطلوبة لمواصلة حربه البربرية، مهاجمًا محكمتيْ: العدل الدولية والجنائية الدولية، وكذلك الآلاف الذين اصطفوا أمام مقر الكونجرس تنديدًا بكلمته، متهمًا الجميع بـ "معاداة السامية".

والخطاب الدموي في مجمله يعكس حقيقة لا تقبل الجدل هي أن "الحكومة الصهيونية"- بفرعيها: واشنطن وتل أبيب- لن تتوانى عن مواصلة تحريك آلة القتل ضد أهلنا في غزة. وكم كان هذا الخطاب أشبه بـ "مسرحية هزلية لتبرير المجازر ضد المدنيين"، زاد من هزليتها عواصف التصفيق التي كانت تنتاب أعضاء الكونجرس الحاضرين على كل جملة يتلفظ بها المجرم "نتنياهو" بشكل مبتذل.

ورغم انسحاب نحو (50) عضوًا من أعضاء الكونجرس تابعين للحزب الجمهوري بدعوى الاعتراض على إلقاء "نتنياهو" لكلمته، فإن ذلك لن يخدعنا، فهذا الحزب - الذي يقوده الرئيس الحالي المغيب عن الحياة "بايدن"- يمارس أعلى درجات التدليس حين يهاجم "نتنياهو" أحيانًا لذر الرماد في العيون، في الوقت الذي يرسل له أكوامًا من الأسلحة لذبح الأبرياء في غزة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المصدر: الأسبوع