الجزيرة:
2025-05-31@17:54:24 GMT

4 قضايا تلخص علاقة روسيا بحركة طالبان

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

4 قضايا تلخص علاقة روسيا بحركة طالبان

يتصف الموقف الروسي تجاه أفغانستان بعدم الثبات منذ أن تولت حركة طالبان زمام الحكم في البلاد، ويبدو من خلال تناقض المواقف أن موسكو تبعث رسائل مزدوجة إلى العالم والحركة المسيطرة في البلاد.

فقد اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس أن حركة طالبان الأفغانية حليفة بلاده فيما سماها "مكافحة الإرهاب"، جاء ذلك في أعقاب حديث روسي الأشهر الماضية عن اقتراب موسكو من إقامة علاقات كاملة مع الحكومة الأفغانية التي شكلتها الحركة.

كما نقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن "كازاخستان اتخذت مؤخرا قرارا، وسنتخذه أيضا، ويهدف إلى شطب طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية".

وسبق ذلك تصريحات المبعوث الروسي الخاص لأفغانستان ضمير كابلوف وبعض المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، التي تحدثت عن دعم روسيا لحركة طالبان خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وضرب تنظيم الدولة الإسلامية بخراسان.

تحذير من الإرهاب

لكن في المقابل، هناك التصريحات الصادرة عن وزارة الدفاع وبعض المسؤولين الأمنيين التي تحذر من خطر الإرهاب الموجود في أفغانستان، وأن البلاد تؤوي "مجموعات إرهابية" تهدد أمن دول الجوار، وجمهوريات آسيا الوسطى، التي تعتبر روسيا أمنها جزءا من منظومة الأمن القومي الروسي.

ورغم أن روسيا لا تعترف بالحكومة التي شكلتها طالبان في كابل، فإنها تتعامل معها وتستقبل تباعا وزراء ومسؤولين من الحركة في زيارات رسمية، كما سلمت السفارة الأفغانية في موسكو لممثلي طالبان.

وإزاء هذا التناقض، نحاول في هذا التقرير الإجابة عن أسئلة مهمة تبرز في هذه الآونة، عن ماهية أهداف روسيا في أفغانستان، وأهمية أفغانستان في السياسة الروسية، وحقيقة العلاقة القائمة بين البلدين.

وفد من حركة طالبان خلال إجراء مباحثات في موسكو عقب سيطرة الحركة على البلاد (رويترز-أرشيف) أهمية أفغانستان لروسيا

تكتسب أفغانستان أهمية كبيرة في السياسة الخارجية والإستراتيجية الأمنية الروسية، فهي تشترك بحدود مع طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان في آسيا الوسطى، التي تُعرف وفقا لإستراتيجية روسيا الأمنية، بأنها الحدود الأجنبية القريبة، وتعتبر منطقة نفوذ ومصالح حيوية لروسيا.

وعلى هذا الأساس فإن الأولوية الأهم لروسيا في العلاقات مع أفغانستان هي مسألة الأمن، يضاف لذلك المنافسة مع الولايات المتحدة والصين على تقاسم النفوذ في منطقة آسيا الوسطى، خاصة مع توسيع النفوذ الغربي في مناطق كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي سابقا.

أريد لأفغانستان أن تكون منطقة عازلة بين بين روسيا القيصرية والإمبراطورية البريطانية، لكن الغزو الروسي العسكري لأفغانستان في 27 ديسمبر/ كانون الأول 1979 الذي استمر لنحو عقد من الزمان قبل أن يهزم أمام المجاهدين الأفغان، كسر تلك القاعدة.

وبعد فترة وجيزة، انهار الاتحاد السوفيتي واستقلت جمهوريات آسيا الوسطى، مما أدى تزعزع الاستقرار في أفغانستان، وكان لذلك انعكاسات على روسيا والدول المستقلة حديثا على حدودها الجنوبية.

ظهور طالبان

شكل ظهور حركة طالبان واستيلاؤها على كابل في عام 1996 انعطافة لسياسة روسيا تجاه أفغانستان، بسبب شعور الكرملين بتهديدات أمنية على حدوده الجنوبية في آسيا الوسطى.

ورافق ذلك أن أفغانستان في عهد حكومة طالبان الأولى كانت الدولة الوحيدة التي اعترفت باستقلال جمهورية الشيشان عن روسيا، وسمحت لها بفتح سفارة في كابل، وقد دفع هذا القلق روسيا إلى دعم حكومة الرئيس برهان الدين رباني والجبهة المعارضة لطالبان في أفغانستان بقيادة أحمد شاه مسعود آنذاك.

وبعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 تعرضت أفغانستان لغزو الولايات المتحدة وحلفائها، كانت هزيمة طالبان بالنسبة للروس ذات أهمية كبيرة لدرجة أنهم سمحوا لقوات التحالف بإقامة قواعد عسكرية في جمهوريتي قيرغيزستان وأوزبكستان.

وبعد أن سقطت حكومة طالبان الأولى، دعمت روسيا حكومة حامد كرزاي التي تشكلت عام 2002 بعد مؤتمر بون، واستمر الحال على ما هو عليه حتى الولاية الثانية للرئيس أشرف غني.

لكن الصعود الثاني لحركة طالبان، واتساع رقعة الأراضي التي سيطرت عليها، ودخول الولايات المتحدة في مفاوضات مع الحركة، أدى إلى تغير السياسة الروسية في التعامل مع أفغانستان.

التواصل مع طالبان

أكد الممثل الخاص لروسيا في أفغانستان ضمير كابلوف في ديسمبر/كانون الأول 2015 أن موسكو لديها قناة اتصال مع طالبان وأنه يتم تبادل المعلومات من خلالها، ويرى الباحث الإيراني علي أكبر جوكار من مركز دراسات آسيا الوسطى والقوقاز أنه "لا يمكن تحليل الإعلان الصريح عن العلاقات بين روسيا وطالبان في عام 2015 بمعزل عن التطورات المهمة التي شهدها ذلك العام".

ويضيف في مقال له في موقع الدراسات السياسية والإستراتيجية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية أن ذلك العام شهد بداية الأزمة في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية، إضافة إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، كما شهد إرسال القوات العسكرية الروسية إلى سوريا.

وأدت تلك الأحداث إلى تفاقم خلافات روسيا مع الغرب ومن ثم فرض عقوبات اقتصادية شديدة عليها، ومن ناحية أخرى أظهرت بعض التطورات في أفغانستان، وفي مقدمتها عودة حركة طالبان للظهور من جديد، حقيقة أن الولايات المتحدة وقوات التحالف لم تكن لديها القدرة على التعامل بجدية مع تلك التطورات، وفق المقال.

تطورت الاتصالات بين روسيا وطالبان بشكل لافت، وتكررت زيارات وفود الحركة إلى روسيا، واستضافت موسكو محادثات بين طالبان ووفود قادمة من كابل في إطار ما يسمى "صيغة موسكو".

وتواترت التقارير عن تزويد روسيا مسلحي طالبان بالأسلحة المتطورة في ولايات أفغانستان الشمالية المتاخمة لجمهورية طاجيكستان مثل ولاية قندز.

ماذا تريد روسيا من طالبان؟

قبيل سقوط كابل بأيدي طالبان وعودة الحركة إلى الحكم، استقبلت موسكو وفدا من المكتب السياسي للحركة، ويقول الخبير الروسي ماكسيم سوشكوف الباحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية إن الممثل الروسي ضمير كابلوف حدد لوفد طالبان 4 قضايا تثير قلق بلاده.

كان في مقدمتها "خطر مرور عدوى عدم الاستقرار من أفغانستان إلى آسيا الوسطى، والخطر الذي يمكن أن يشكّله تنظيم الدولة الإسلامية على روسيا وحلفائها انطلاقا من الأراضي الأفغانية، وإمكانية تفاقم حجم تهريب المخدرات إلى روسيا، والخطر الذي يمكن أن يهدد أمن البعثات الدبلوماسية الروسية في أفغانستان".

ويضيف سوشكوف أن وفد طالبان خلال اللقاء حاول طمأنة محاوريه بالنسبة لهذه النقاط الأربع، وقد وعدت الحركة بعدم انتهاك حدود بلدان آسيا الوسطى، وبتقديم ضمانات حول أمن البعثات القنصلية والدبلوماسية الأجنبية في أفغانستان، كما التزمت بالقضاء على إنتاج المخدرات في أفغانستان، وعبّرت عن عزمها على وضع حد للخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان.

ويمكن إضافة نقطة أخرى إلى ما يثير قلق روسيا فيما يتعلق بأفغانستان، وهي خطر التقارب الأميركي والغربي مع طالبان، الذي تعتبره موسكو خطرا على أمنها القومي.

وبعد مرور 3 سنوات من حكم طالبان في أفغانستان يرى مراقبون أن طالبان التزمت إلى حد كبير بما تعهدت به في موسكو، باستثناء فشلها مرة في منع حادث تفجير تبناه تنظيم الدولة بخرسان وقع أمام السفارة الروسية في كابل في سبتمبر /أيلول عام 2022، وقتل فيه اثنان من موظفي السفارة.

وفي المقابل، فقد عبرت موسكو عن دعمها عدة مرات مواقف طالبان مثل مطالبتها برفع الحظر عن أموال البنك المركزي الأفغاني، ومعارضة تعيين ممثل أممي خاص لأفغانستان.

ولم تلق موسكو بالا للاعتراضات التي تبديها دول غربية ومنظمات دولية بشأن حقوق النساء في أفغانستان، وكما يقول رئيس مركز الدراسات الأفغانية المعاصرة ومقره موسكو أندريه سيرينكو إن "روسيا تريد استخدام أفغانستان دون التورط فيها".

 قلق روسيا

على الطرف المقابل، تراقب الأجهزة الأمنية والعسكرية الروسية عن كثب مجريات الأمور في أفغانستان وتوفر الدعم الاستخباراتي والعسكري للجمهوريات الثلاث المتاخمة لأفغانستان تحسبا لأي خطر أو تهديد قادم.

وبهذا الصدد يقول الخبير الروسي ماكسيم سوشكوف الباحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية إن "روسيا ليست سعيدة بوجود إمارة إسلامية غير بعيدة عن حدودها، لكن طالما أن مشروع طالبان يبقى محليا دون رؤية شاملة، وأن هم الحركة الأكبر هو فرض الشريعة في أفغانستان فإن روسيا ستقبل بالأمر".

ويضف أن مديرية المخابرات الرئيسية الروسية ستبقى في حالة تأهب لمراقبة الوضع، كما سيكون على وزارة الدفاع تطوير التعاون العسكري مع نظرائها في آسيا الوسطى، أما جهاز الأمن الفدرالي فسيسعى لرصد أي مؤشر محتمل حول "صعود الإسلاموية في آسيا الوسطى وفي روسيا".

"ويبقى هذا الحل هو الأنسب في نظر موسكو، وهو أفضل من أي تدخل عسكري دون أهداف سياسية محددة وبتكلفة قد تكون باهظة"، كما يقول سوشكوف.

وفيما يخص علاقة روسيا مع معارضي حركة طالبان، فتجدر الإشارة إلى أن موسكو لا تزال تحافظ على قنوات تواصل مع "المعارضة الأفغانية"، ولعل أبرز مؤشر على ذلك السماح بوجود مقر في طاجيكستان لجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بقيادة أحمد مسعود -نجل القائد الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود- وهي أبرز جبهة تتبنى المعارضة المسلحة ضد حكومة طالبان.

وبالتالي يمكن فهم أن التناقض بين التصريحات الدبلوماسية الروسية وتلك الأمنية يأتي في سياق قلق موسكو من أي تطورات غير محسوبة في أفغانستان تؤثر على أمنها القومي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تنظیم الدولة الإسلامیة الولایات المتحدة فی آسیا الوسطى فی أفغانستان حرکة طالبان طالبان فی روسیا فی

إقرأ أيضاً:

أشهر خمس نساء في تاريخ أفغانستان

رغم "الصورة النمطية" التي يروجها كثيرون عن المرأة الأفغانية، ورغم تعرضها للتهميش والإقصاء، سواء بسبب الأعراف القبلية أو أنظمة الحكم، فإن هناك نساء أفغانيات اشتهرن وكسرن هذه القاعدة، وكانت لهن أدوار مهمة أثرت في التاريخ الأفغاني.

أديبات وشاعرات وبطلات قوميات وأحيانا سياسيات، وفي ما يلي نبذة عن أشهر 5 نساء في تاريخ أفغانستان:

رابعة البلخية

أم الشعر الفارسي كما يطلق عليها، هي أول امرأة نظمت الشعر باللغة الفارسية الحديثة، وكانت معاصرة للشاعر الكبير (الرودكي) الذي يطلق عليه لقب "أبو الشعر الفارسي".

عاشت رابعة في القرن الرابع الهجري بمدينة بلخ في خراسان (أفغانستان)، وكان والدها كعب واليا للسامانيين على مدينة بلخ، وقد ورد ذكر شعرها وحياتها في مؤلفات كبار الشعراء والمتصوفة، على رأسهم أبو الشعر الفارسي (الرودكي)، وفريد الدين العطار في "تذكرة الأولياء"، وظهير الدين العوفي في "لباب الألباب"، ونور الدين الجامي في "نفحات الأنس".

صورة بالذكاء الاصطناعي للشاعرة الأفغانية رابعة البلخية التي عاشت في القرن الـ14 الهجري (الجزيرة-شات جي بي تي)

ويعتبر كثيرون رابعة علما بارزا في تاريخ الشعر الصوفي الفارسي، وهي من الشاعرات النادرات آنذاك، إذ كان الشعر الفارسي في مرحلة النهوض بعد انتكاسة طويلة.

ساهمت عوامل عدة في تشكيل شاعريتها الفذة، فهي ابنة مدينة بلخ عاصمة العلم والثقافة ومسقط رأس المئات من كبار العلماء والأدباء والمتصوفين والعارفين آنذاك حتى إنه كان يطلق على بلخ لقب "أم البلاد".

إعلان

إضافة إلى ذلك، نشأت رابعة في بيت نبيل، وهي سليلة الأمراء، وكان والدها محبا للعلم والأدب، وقد تلقت تعليمها على يديه وأجادت اللغتين الفارسية والعربية، وكانت معاصرة للشاعر الكبير "الرودكي"، ويقال إنها التقته وتأثرت به، وكتبت قصائد كثيرة تناقلها الرواة، لكن فقد معظم شعرها ولم يصل منه بعدها إلا القليل من قصائدها التي تشهد على شاعرية فذة.

مَلالَيْ مَيْوَند

أشهر امرأة أفغانية في التاريخ الحديث، كانت من أسباب انتصار الأفغان على المحتلين الإنجليز، ولدت عام 1861 في قرية ميوند التابعة لمدينة قندهار، العاصمة القديمة لأفغانستان.

كانت أفغانستان تتعرض في ذلك التاريخ للحملات الاستعمارية البريطانية المتتالية، ومن أهم المعارك التي دارت بين البريطانيين والأفغان معركة ميوند بقيادة محمد أيوب خان، ووقعت أحداثها في قرية ملالي (ميوند).

كانت الحملة البريطانية شديدة على المقاتلين الأفغان وتكبدوا خسائر شديدة، ولكن تلك الشابة البشتونية ذات الثمانية عشر عاما لم تجلس مكتوفة اليدين، بل سارعت للمشاركة في محاربة الاحتلال.

رسم تعبيري يظهر مشهدا من معركة ميوند بين الأفغان والإنجليز عام 1880م (غيتي)

كانت تسقي الفرسان في المعركة، إلى أن رأت حامل اللواء يستشهد ويسقط عن حصانه ويسقط اللواء معه، فهبت بكل شجاعة وحملت اللواء وامتطت الحصان وأخذت تنشد بيتين من اللَّندَيْ (وهو نوع من الشعر الفلكلوري البشتوني تنظمه وتتناقله النساء عادة)، ويقول معنى البيتين:

إذا لم تستشهد في معركة ميوند   فأنت ستعيش دائما في العار

سأمر على دم حبيبي الطاهر المراق  الذي يخجل منه حتى الورد الأحمر

حين سمع الفرسان صوت الشابة ملالي تنشد البيتين تحركت الحمية في نفوسهم وفار الدم في عروقهم، فخرجوا من الخنادق لا يبالون بالموت، وهجموا على الأعداء ونكلوا بهم حتى انتصروا عليهم في معركة فاصلة كانت انعطافة كبيرة في تاريخ المقاومة الأفغانية ضد الاحتلال.

إعلان

وقد أدت تلك المعركة لاحقا إلى النصر على المحتلين الإنجليز، أما ملالي فقد استشهدت في المعركة، لكنها بقيت رمزا تاريخيا لدور المرأة الأفغانية في المقاومة، ولا يزال ضريحها معلما مهما في مدينة قندهار.

وقد أصبحت مَلالَيْ مَيْوَند ملهمة للمرأة الأفغانية ورمزا للشجاعة ورفض الذل، وأطلقت آلاف العائلات الأفغانية اسم ملالي على بناتها تخليدا لذكراها.

صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي لعائشة الدُرّاني وهي من أشهر شاعرات أفغانستان (الجزيرة-تشات جي بي تي) عائشة الدُرّاني

من أشهر شاعرات أفغانستان في العصر الحديث، ولدت بالعاصمة كابل في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي أثناء حكم سلالة الدراني لأفغانستان.

كان والدها ضابطا في الجيش في عهد الملك أحمد شاه الدراني، ثم في عهد تيمور شاه الدراني.

اهتم والدها بتعليمها وتأديبها، فاختار لها معلما درست على يديه القرآن والقراءة والكتابة، وبعد أن لمس فيها حب العلم والرغبة في الاستمرار اختار لها معلما يدرسها الأدب الفارسي.

درست ديوان شعر حافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي لا سيما كتابيْه "بستان" و"كلستان"، كما اطلعت على شعر الملا الجامي وغيرهم من أكابر الشعر الفارسي، إضافة لذلك، درست علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة، كما تعلمت تجويد القرآن وغيرها من العلوم.

بدأت عائشة بنظم الشعر في وقت مبكر من حياتها، وكانت أولى قصائدها في وصف كابل، وألقتها بحضور الملك تيمور شاه، الذي كان هو نفسه شاعرا وأديبا، فأُعجب بشعرها وكافأها وشجعها على الاستمرار في نظم الشعر.

يرى النقاد أن شعر عائشة الدراني مر بثلاث مراحل: الأولى مرحلة شعر الغزل وكانت في فترة شبابها، والثانية مرحلة الشعر الصوفي، وهي مرحلة تعرضت فيها البلاد للحملات الإنجليزية وزوال حكم الدرانيين، والمرحلة الثالثة شعر المراثي، وهي نتيجة لفقدانها ابنها الوحيد الذي كان جنديا في الجيش في إحدى المعارك مع الإنجليز.

توفيت عائشة في العام 1853، وتركت إرثا مهما من الشعر الفارسي، وسطّرت اسمها بين أهم أدباء أفغانستان في العصر الحديث.

في عام 1882 وبأمر من الملك عبد الرحمن خان تمت طباعة ديوان عائشة الدراني لأول مرة، الذي حوى ثلاثة آلاف بيت، وأعيد نشره وتحقيقه في العام 2007.

الملكة ثريا زوجة ملك أفغانستان أمان الله بن عبد الرحمن خان (مواقع التواصل الاجتماعي) الملكة ثريا

مؤسِّسة أول مدرسة للبنات في كابل وصاحبة الفكر الليبرالي ثريا محمود طرزي، جدها سردار غلام محمد خان طرزي، الذي كان من المعارضين للملك عبد الرحمن خان، فتم إبعاده مع عائلته إلى الهند، ثم انتقل إلى سوريا التي كانت لا تزال تحت حكم الدولة العثمانية.

إعلان

كان والد ثريا وجدّها شاعرين وأديبين، وأقامت العائلة في دمشق وتزوج ابنه محمود من سيدة حلبية ورزقا بابنتهما ثريا في العام 1899، تلقت ثريا تعليمها في العاصمة السورية، وتعلمت إضافة للغتها الفارسية اللغات العربية والتركية والفرنسية.

وبعد وفاة الملك عبد الرحمن خان وتولي ابنه حبيب الله خان، سُمح للعائلة بالعودة إلى أفغانستان، وكان الملك مع عائلته في استقبالهم.

وكان الأميران أمان الله وعناية الله، ابنا الملك، في سن الشباب وأعجبا بثريا وأختها خيرية، فتزوج أمان الله ثريا، وتزوج أخوه أختها، وبعد أن أصبح أمان الله ملكا لأفغانستان عام 1919، أصبحت ثريا هي سيدة القصر في البلاد.

كان الملك والملكة شغوفين بنشر العلم والمعرفة، وكان الملك حريصا على الارتقاء بالمرأة الأفغانية. وفي عام 1921 افتتحت الملكة أول مدرسة للبنات في كابل واستقدمت المعلمين من تركيا وألمانيا والهند للتدريس فيها.

وفي العام ذاته، وبأمر من الملكة تم إصدار العدد الأول من دورية خاصة للنساء، إذ كانت والدة الملكة أسماء طرزي المديرة المسؤولة فيها، وتم إرسال المئات من الفتيات في بعثات دراسية إلى تركيا وغيرها من الدول.

كانت للملكة توجهات ليبرالية فيما يخص المرأة الأفغانية، بعضها كان يخالف الأعراف والتقاليد، لذا لقيت معارضة شديدة هي وزوجها الملك، الذي أُجبر عام 1929 على التنازل عن الحكم، ونفته السلطات الأفغانية مع زوجته وأبنائه إلى إيطاليا.

وفي العام 1968 توفيت الملكة ثريا في روما وأعيد جثمانها إلى أفغانستان ودفنت إلى جانب زوجها في مدينة جلال آباد.

صورة بالذكاء الاصطناعي لمَلالَيْ مَيْوَند التي استشهدت في الحرب مع الإنجليز في القرن الـ19 (الجزيرة-تشات جي بي تي) فوزية كوفي

من أبرز السياسيات والناشطات في حقوق المرأة في بداية القرن الـ21، ولدت عام 1975 في ولاية بدخشان شمالي أفغانستان، وكان والدها نائبا في البرلمان الأفغاني 25 عاما.

إعلان

درست فوزية كوفي العلوم السياسية، وعملت في منظمات إنسانية لمساعدة الأطفال والنساء، ترشحت لانتخابات مجلس النواب عام 2005، وكانت أول امرأة تتولى منصب نائب رئيس البرلمان.

كانت تنوي الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014، لكن صغر سنها لم يؤهلها آنذاك للمشاركة، إذ إن الحد الأدنى للسن كان 40 عاما.

كانت فوزية عضوا في الوفد الأفغاني للمفاوضات مع حركة طالبان في ثلاثة لقاءات، مرتان في موسكو ومرة في الدوحة.

ألفت فوزية كوفي كتبا عدة، أشهرها كتاب "رسائل إلى بناتي" الذي ترجم لعدة لغات وضم خلاصة أفكارها وتأملاتها.

مقالات مشابهة

  • "الأحمر الأولمبي" يُدشن "معسكر روسيا" استعدادًا لتصفيات آسيا
  • موسكو: الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد جمدت بمبادرة من ستوكهولم
  • أشهر خمس نساء في تاريخ أفغانستان
  • تعرف على موسكو أكبر مدن أوروبا وقلب روسيا النابض
  • الخارجية الروسية: التعاون بين موسكو وبكين يسهم في تحقيق الاستقرار وسط الاضطرابات العالمية
  • المتاحف الروسية تفتح نافذة على التاريخ: معرض “روسيا والشرق” يصل إلى سلطنة عمان
  • قيادي بحركة فتح: لا مكان للمؤامرات في ظل وعي الشعوب العربية
  • قيادى بحركة فتح : جماعة الإخوان وإسرائيل يسعون لإثارة الفتن بين الشعوب العربية
  • أفغانستان.. طالبان تحرّم كرة قدم الطاولة والألعاب الإلكترونية
  • مجلس الأمن الروسي يعلن رفع الحظر عن أنشطة حركة طالبان