جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-23@20:17:32 GMT

صيفنا في بلدنا أحلى (2-2)

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

صيفنا في بلدنا أحلى (2-2)

 

 

خالد بن خميس المويتي

صلالة، وما أدراك ما صلالة، إنَّها مكامن العز، والنبل، والجمال، والأصالة، إنها قطعة من الجنة، يا صلالة، المكث فيك لا يُمل، والتنقل بين جبالك، والسهول لا يحويه وصف، ولا ينهض له نعت، شطآنك تسحر الناظرين، ووديانك منتهى عشق الزائرين، وإنني- والله- مذ نزلت فيك نهاية الأسبوع المنصرم، وهاتفي لا يكاد يتوقف سيل رسائله!؛ فكل المحبين عزمه، ونيته زيارة عروس بحر العرب، يانعة ثمارها، ويسلب اللب بارد رذاذها، صيفها بارد، والفكر في حسنها شارد.

إنَّ مُجمل رسائل المحبين تتمثل في الآتي: كيف هي الأجواء؟، كيف هي الخدمات؟، كيف هي الأسعار لبيوت الإيجار، وأماكن الترفيه الخاصة بالأطفال؟.. وكلها أسئلة دقيقة وحصيفة؛ فأما السائلون عن الأجواء، فالشمس لم نرها طيلة هذه الفترة إلا مرة، أو مرتين، والرذاذ المنعش حط عصا ترحاله في هذه المدينة الساحرة، والعيون رقراقة مياهها، دفاقة شلالاتها، ودرجات الحرارة ملاصقة للعشرينات، لا تفارقها، وشوامخ الجبال أسكنت الغيم في سهولها.

أمَّا السائلون عن الخدمات، فحدِّث ولا حرج عن توافرها، ونظافتها؛ فبيوت الخدمات الخاصة (دورات المياه) في كل سهل، وجبل، يقوم بخدمتها عمال على مدار الساعة، وعمال النظافة يذرعون الأرض ذرعا: نظافة، وتجميلاً، والعتب كل العتب، على من زار معلماً من المعالم، واستجمع فيه، واستراح، ثم رحل مخلفاً فضلاته متناثرة في الأرجاء، وحديث نفسه العمال يملؤون المكان، وهذا عملهم، عملهم نعم، ولكن أين رقي أخلاقك، وحسن خصالك، ولا أحسب أنك ترجو أن تصل إلى هذا المكان، فتجده كما خلفته أنت لغيرك، وليكن شعارنا: "لنترك المكان خيرا مما كان".

ومن كان يسأل عن الأسعار؛ فأماكن الترفيه للصغار والكبار متوفرة منظمة، أسعارها في متناول الجميع، ومناشطها متنوعة، وأما الإيجار اليومي ففيه مغالاة ما بعدها مغالاة، والعذر أن الخريف موسم، أيامه معدودة، وفرصة الربح فيه محدودة، وهذا ليس عذرا البتة، فقد ذكرت في المقال السابق أن معظم الزائرين هم إما مواطنون، وإما أهل، وأشقاء من دول المجلس، وبهم -فيما أحسب- تنتعش السياحة، وتزدان، فإن وجدوا أسعاراً جاذبة سيتضاعف عددهم، وهذا هو المرجو، والمأمول.

من جهتي، أضع هذا الأمر على طاولة الجهات المعنية، وأقول: كبريات الدول السياحية تقوم بعمل جرد، ومسح سنوي لعدد الدور، والفنادق، والمنتجعات المخصصة للإيجار اليومي، ومن خلال ذلك المسح، وهذا التقييم يظهر مدى صلاحية المكان للسكنى، ومدى توفر الخدمات به، فهي تؤجر مؤثثة، حيث يتم تصنيفها بالنجوم ذات المعايير العالمية، دون محاباة، ولا علاقات، وبناء عليه تحدد الأسعار في شتى المواسم المختلفة، وإن حدث ثم أمر بين المؤجر، والزائر تكون أرقام جهات الاختصاص حاضرة، وفرق التدخل جاهزة، فهم الفيصل في الموضوع، وما بني على قاعدة واضحة لا خلاف عليه، ولا اختلاف.

وكلمة أخرى أخصُّ بها القائمين على تجمع مقاهي المشروبات الباردة، والساخنة، ومقاهي الوجبات السريعة، حيث توجد في منتصف كل تجمع جهة تصنع نوعا من الترفيه، لكن الأصوات المرتفعة التي يستخدمونها تنفر الزائرين؛ الأمر ينطبق كذلك على المسارح؛ فالجمهور لصيق بالمسرح، لكن الأصوات تكاد تسمع من خارج التجمع، وفي ذلك تنفير كذلك؛ فما كان التوسط في شيء إلا حسّنه، وجمّله، وزينه.

وختاما.. ما سطَّرتُ الذي تقدَّم من سطور إلا حبًّا لهذا الوطن، وهياماً بهذه المحافظة البديعة، ولا يصدقك إلا محبك، وأتمني في قادم المواسم أن يكون لما كتبت الأثر البين في اتساع رقعة الزائرين؛ فالسياحة تثري، والسياحة الداخلية أقل ثمناً، وأكثر استجماماً، ونفعاً، وصيفنا في بلدنا أحلى، ولا أرتاح أبدا لأصحاب المقارنات العقيمة بين السياحة الداخلية، والخارجية.

إقامة موفقة.. ووقت كريم لأهلنا ولكل الزائرين، مرحبا بكم في صلالة بلد السحر، والجمال، والأصالة.. ودمتم بود.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حبيبتي .. اللعنة عليك

#حبيبتي .. #اللعنة_عليك

#محمد_طمليه

آخر تهمة تلقيتها من حبيبتي (وهي شريرة بالمناسبة) أنني غدوت ضعيفاً، وأنني فقدت عنصر التحدي مقارنة بأيام الدراسة في الجامعة: تعارفنا هناك.

قالت أيضا أنني صرت مجاملاً/خائفاً/جباناً/نذلا/ إلى حد ما …

مقالات ذات صلة قلم “مونت بلانك 149” وأقلامي! 2025/05/18

وقالت أيضا أنها أحبتني أيام الجامعة لأنني كنت شرسا، لا أهاب رجل الأمن الذي يتابعني من محاضرة إلى محاضرة، ومن كافيتيريا إلى أخرى، ولا أتورع من انتقاد “الدكاترة” المحسوبين على الحكومة، وأجاهر أمام ممثلي التيار الإسلامي بأنني “ماركسي لينيني”، وأكتب قصصاً وقصائد يحفظها “الرفاق”.

سألتني: ما الذي جرى لك؟ وهل “محمد” الذي أحببته أيام الجامعة هو “محمد” الذي أراه الآن؟ ثم ذرفت دمعة، ومضت، فيما بقيت أنا مرمياً قرب المدفأة – كنت في الواقع برداناً.

فكرت بكلامها: إنها تتحدث عن مرحلة كانت الجامعة فيها عبارة عن ثكنة لأحزاب غير داجنة، وكانت الكتب الممنوعة هي الأكثر رواجاً، وكانت الاجتماعات في البيوت تمتد حتى الصباح لصياغة رد ساخن على موقف الحكومة من مسألة ما /يظهر الرد في اليوم الذي يلي على شكل منشور سري. و كان عداؤنا لإسرائيل /على المستوى الشعبي/ جوهرياً – لم نكن نعرف أن هناك اتصالات سرية وكان الفرز واضحاً: هذا وطني، وهذا رجعي، وهذا خائن. وكان الشهداء يتوافدون إلى ضمائرنا فينفجر بركان في الروح. وكان الوطن وطناً بكل ما في الكلمة من صهيل.

ثم تغير كل شئ: صار للأحزاب يافطات، وصار المناضلون وزراء أو مستوزرين، وصار الحكومي معارضاً، والمعارض حكومياً، وتفتقت قريحة الوطن عن أفواج جديدة من السماسرة.

أيتها الحبيبة، أنا جزء من خراب كبير، واللعنة عليك.

مقالات مشابهة

  • حالته حرجة... شاب تعرّض لحادث مُروّع في شكا
  • ما المكان المثالي للميكروويف في المطبخ؟ إليك 6 خيارات يجب تجنبها
  • طريقة عمل كوردون بلو أحلى من المطاعم
  • حبيبتي .. اللعنة عليك
  • معهد بحوث القطن: مصر تخطط لتصبح المكان الأكثر جاذبية للاستثمار في الذهب الأبيض
  • خفق قلبي في مصر.. السدير مسعود يعلن ارتباطه بندى كمال الحفناوي
  • وزير الدفاع ورئيس الاركان: ردنا سيكون حاسما ضد اي عدوان على بلدنا
  • "سيمفونية أحمد بن ماجد" و"افتتاحية عُمان 2020" و"كابريتشيو المكان"
  • هنفضل نسعى لحد ما ربنا يسدد خطانا .. رسائل مهمة من الرئيس السيسي لتغيير حال بلدنا
  • الفرح أحلى من الخطوبة| أول تعليق من «مسلم» بعد الزفاف: تفاصيل مميزة وبدلة غير تقليدية