مسؤولون أمريكيون: استعدادات تشمل نشر معدات عسكرية فى البحر الأحمر تحسباً لهجوم إيراني
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
أفاد موقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة بدأت استعدادات تشمل نشر معدات عسكرية إضافية في مناطق استراتيجية مثل الخليج العربي، وشرق البحر المتوسط، والبحر الأحمر، تحسباً لأي هجوم محتمل من إيران أو حلفائها على إسرائيل. تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة واحتمالات نشوب أو اتساع الصراع في الشرق الأوسط.
وذكر المسؤولون أن هذه التحركات تأتي في إطار الجهود الأمريكية لضمان الاستعداد الكامل للتعامل مع أي تصعيد عسكري قد يحدث نتيجة للعمليات الإسرائيلية الأخيرة واغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية، والذي أثار غضب طهران وحلفائها في المنطقة. وأكدوا أن واشنطن تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد وتستعد لجميع السيناريوهات المحتملة.
وأشار التقرير إلى أن البنتاغون يقوم حالياً بإرسال تعزيزات عسكرية إلى قواعده في الخليج العربي، بالإضافة إلى نشر قطع بحرية متطورة في شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر. هذه التعزيزات تشمل أنظمة دفاع جوي وصواريخ باتريوت، إلى جانب سفن حربية تحمل أنظمة مضادة للصواريخ الباليستية، لضمان قدرة القوات الأمريكية على حماية مصالحها وحلفائها في حال اندلاع أي مواجهة.
وأضافت المصادر أن هناك تنسيقاً مكثفاً بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة لضمان جاهزية القوات لمواجهة أي تهديدات محتملة. كما يجري البنتاغون مشاورات مستمرة مع إسرائيل ودول الخليج لتنسيق الردود الممكنة على أي هجمات قد تنفذها إيران أو حلفاؤها.
وفي الوقت نفسه، حذر المسؤولون الأمريكيون من أن اندلاع صراع واسع في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل غير مسبوق، ويهدد إمدادات الطاقة العالمية، مما يزيد من ضرورة الاستعداد لأي طارئ. وأكدوا أن واشنطن ملتزمة بحماية مصالحها وحلفائها، وسترد بقوة على أي تهديدات قد تنجم عن التصعيد الإيراني أو منظمات مرتبطة بها.
وفي ختام التقرير، شدد المسؤولون الأمريكيون على أهمية التزام جميع الأطراف بالتهدئة، ودعوا إلى حل النزاعات عبر الطرق الدبلوماسية لتجنب اندلاع حرب قد تكون لها تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها. كما أكدوا أن الولايات المتحدة ستظل تراقب الوضع عن كثب وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية أمنها وأمن حلفائها.
مسؤول أمريكي يكشف عن تلقي الاستخبارات الأمريكية مؤشرات واضحة على نية إيران الرد على اغتيال هنية
أفاد موقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى بأن الاستخبارات الأمريكية تلقت يوم الأربعاء مؤشرات واضحة تشير إلى نية إيران الرد على اغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية. وذكر المسؤول أن هذه المؤشرات تدل على أن إيران تستعد للقيام بعمليات انتقامية رداً على العملية التي نُسبت إلى إسرائيل.
وأشار المسؤول إلى أن هذه المعلومات الاستخباراتية تأتي وسط تصاعد التوترات في المنطقة بعد اغتيال هنية، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى رفع مستوى التأهب الأمني في المنطقة، وتحذير حلفائها من احتمال تصاعد الأوضاع. وأضاف أن واشنطن تتابع عن كثب التحركات الإيرانية، وأن هناك تخوفاً من أن يكون الرد الإيراني متعدد الجبهات، وقد يشمل هجمات مباشرة أو عبر وكلاء إيران في المنطقة.
وأوضح المسؤول أن هناك قلقاً متزايداً من أن طهران قد تستخدم حلفاءها مثل حزب الله اللبناني أو الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية أو حتى مصالح أمريكية في الشرق الأوسط. وتعتبر هذه التحركات جزءاً من استراتيجية إيران لزيادة الضغط على إسرائيل وحلفائها رداً على التصعيد الأخير.
وتابع التقرير بأن الإدارة الأمريكية تعمل بشكل مكثف على تقييم الوضع وتحليل البيانات الاستخباراتية لتحديد مدى جدية هذه التهديدات، كما تم تعزيز التعاون مع الحلفاء الإقليميين لتبادل المعلومات والاستعداد لأي سيناريوهات محتملة. وأكد المسؤول أن واشنطن تحاول من خلال القنوات الدبلوماسية الضغط على إيران لثنيها عن القيام بأي رد عسكري قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب.
وفي ختام التقرير، أكد المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع أي تطورات، وأنها ستستمر في مراقبة الوضع عن كثب لتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى نزاع أوسع في المنطقة. وشدد على أهمية التزام جميع الأطراف بالتهدئة والعمل على منع اندلاع أي مواجهات قد تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط فی المنطقة أن واشنطن
إقرأ أيضاً:
مناورات عسكرية روسية في بحر البلطيق.. ما رسائلها؟
موسكو- تواصل السفن الحربية الروسية مناوراتها العسكرية الواسعة في بحر البلطيق، في إطار ما سمته وزارة الدفاع الحفاظ على القدرات العملياتية وتأمين قواعدها في هذا المسطح المائي، بمشاركة قطعات من الأسطول الشمالي وبدعم من طائرات القوات الجوية الفضائية وقوات منطقتي موسكو ولينينغراد العسكريتين.
ويشارك في المناورات نحو 3 آلاف جندي وأكثر من 20 سفينة حربية وقاربا وسفينة دعم وقرابة 25 طائرة ومروحية وما يصل إلى 70 وحدة من المعدات العسكرية والخاصة.
ووفق برنامج المناورات، سيتعين على أطقم السفن حل مهام مكافحة الغواصات، والتصدي للقوارب غير المأهولة، والتدريب على استهداف الأهداف البحرية والجوية "المعادية".
وتأتي المناورات الروسية الجديدة بعد نحو شهر من مناورات عسكرية في إستونيا أغلقت على خلفيتها السلطات في طالين (العاصمة) معبر نارفا الحدودي مع روسيا لمدة 3 أيام بعد أن أقر البرلمان الإستوني مشروع قانون يسمح للسفن العسكرية في بحر البلطيق باستخدام القوة ضد السفن "المشبوهة" وحتى إغراقها إذا اعتُبرت تهديدا للبنية التحتية تحت الماء.
كما تأتي بعد يوم واحد من انتهاء مناورات "حصن الرعد 2025" العسكرية الدولية في ليتوانيا بمشاركة نحو 8 آلاف جندي، وقال قائد القوات المسلحة الليتوانية رايمونداس فايكسنوراس إنها لاختبار استعداد القوات الليتوانية والحليفة لتنفيذ خطط دفاعية على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
إعلانوكان ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي قد وصف هذه المناورات بأنها تستهدف روسيا، مؤكدا أن بلاده ستتخذ إجراءات لإحباط "جهود نشر القوة باتجاه روسيا"، وأن جميع مناورات الناتو مرتبطة بفكرة واحدة هي احتواء روسيا وإعداد التحالف لمواجهة عسكرية معها.
أسطول الظلويطرح تزايد النشاط العسكري المتزايد لفنلندا وإستونيا في بحر البلطيق والمناورات الروسية "المضادة" تساؤلات عن أسباب التصعيد الجديد على محور بحر البلطيق، وفيما إذا كان المقصود هو مواجهة ما يسمى "أسطول الظل" الذي يقول الاتحاد الأوروبي إن روسيا تستخدمه لتجاوز العقوبات المفروضة عليها.
ومن المفيد في السياق الإشارة الى الحادثة التي وقعت منتصف الشهر الحالي عندما حاولت البحرية الإستونية الاستيلاء على ناقلة النفط "جاغوار" في المياه المحايدة خلال توجهها إلى بريمورس.
وكان الإستونيون يعتزمون إجبار الناقلة -التي كانت ترفع علم الغابون– على التوجه إلى المياه الإقليمية للجمهورية، لكن المقاتلات الروسية تدخلت ورافقت الناقلة إلى وجهتها.
تشتيت قدراتويفسر الخبير في الشؤون العسكرية ألكسي أرباتوف المناورات الروسية بأنها لتأمين الدوريات المستقبلية في المياه المحايدة، للحد من "التجاوزات" التي حصلت مؤخرا، وتمثلت بمحاولات إيقاف سفن مدنية وإجبارها على دخول موانئ إستونيا وليتوانيا ولاتفيا وفنلندا والسويد.
ويضيف أرباتوف للجزيرة نت أن أسطول البلطيق يعمل حاليا على الحد من أي تأثير عدواني على السفن المدنية الروسية، بما في ذلك مساعدة أنظمة الدفاع الساحلي والطيران.
ويتابع أن روسيا اكتسبت خبرة كبيرة خلال عمليات مكافحة القرصنة في خليج عدن عندما كان القراصنة الصوماليون ينشطون هناك وأوقفوا سفنا مدنية واستولوا عليها ونهبوا طواقمها، قبل أن تقوم سفن الأسطول الروسي بمواجهتهم وإيقافهم.
إعلانوأشار أرباتوف إلى أن الدول الأوروبية المنضوية تحت "تحالف الراغبين" باتت تصعّد الوضع في بحر البلطيق و"تتعدى" على البحر الأسود بعد أن اعتُمدت مؤخرا وثيقة تعتزم فيها ضمان الأمن من خلال إشراك دول البحر الأسود والدول غير الأعضاء فيه من الاتحاد السوفياتي السابق مثل مولدوفا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان.
ويؤكد أن المناورات الروسية جاءت كذلك ردا على تجاهل الأوروبيين القضايا الأمنية في البحر الأسود التي تقلق روسيا، حيث يأمل الاتحاد الأوروبي في استبدال اتفاقية مونترو التي تنظم وجود السفن الأجنبية في البحر الأسود بشكل صارم.
ويتابع أرباتوف أنه إذا وُضع هذا الإعلان -الذي توصلت إليه دول الاتحاد الأوروبي- موضع التنفيذ فقد يسعى الاتحاد الأوروبي ممثلا بفرنسا وألمانيا إلى رفع مستوى التصعيد لأقصى حد في البحر الأسود.
ويختم "بما أن قوات أسطول البحر الأسود تشارك في العملية العسكرية الخاصة مع أوكرانيا فإن هذا يبدو محاولة لإضعاف روسيا بشكل جدي، ففي حال وصل الوضع في البحر الأسود إلى ذروته فإن المناورات القادمة لضمان سلامة الملاحة ستُجرى في البحر الأسود كذلك، ويبدو أن القيادة الروسية تستعد لذلك من خلال مناورات البلطيق".
من جانبه، يعتبر الخبير في القانون الدولي ديمتري سوسلوف أن تصاعد التوترات في بحر البلطيق دفع روسيا إلى استخدام القوافل العسكرية لمرافقة سفنها، وردا على إجراءات إستونيا التي حاولت احتجاز ناقلة يُزعم تورطها في التحايل على العقوبات.
ويضيف سوسلوف في حديث للجزيرة نت أن المناورات الروسية واسعة النطاق في بحر البلطيق هي رسالة تحذيرية تجاه الإجراءات التي تتخذها الدول الأوروبية بهدف فرض حصار بحري، وهي إجراءات محفوفة بعواقب وخيمة، حسب تعبيره.
إعلانويحذّر من أن التاريخ يشهد أمثلة عديدة لمحاولات حصار بحري أدت إلى صراعات مسلحة، مشيرا إلى أن محاولات الضغط على روسيا قد تؤدي إلى حصول حوادث عشوائية، مثل الاصطدامات مع السفن أو الطائرات العسكرية الروسية، مما قد يجعلها خارجة عن السيطرة.
ويلفت سوسلوف إلى أن أهداف المناورات الروسية تنطلق من قاعدة قانونية تنص عليها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والتي تمنح أي دولة مجاورة لأي منطقة مائية الحق في العمل على منع أو التحذير من أي أعمال غير قانونية تتعلق بالتهريب، مع إمكانية نقل أسلحة الدمار الشامل والبضائع المحظورة ضمن مياهها الإقليمية فقط.
لكنه يوضح أنه لا يُسجل في أي مكان حق أي دولة في مهاجمة السفن المشبوهة خارج نطاق مياهها الإقليمية، أي المنطقة الخاضعة لولايتها القضائية، وبالتالي فإن أي محاولة لتوسيع نطاق حقها ليشمل المنطقة المشمولة بمفهوم المياه المحايدة تندرج ضمن مفهوم القرصنة.