هدى جاسم (بغداد)

أخبار ذات صلة للمرة الثانية.. ترامب يواجه سيدة من الحزب الديمقراطي واشنطن تعرب عن قلقها الشديد إزاء التوتر في الشرق الأوسط

أكدت مصادر أمنية عراقية مطلعة أن الولايات المتحدة الأميركية لجأت إلى الخط الساخن لمنع مهاجمة قواعدها في العراق، فيما وجَّه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، باليقظة والجاهزية للمستجدات الأمنية الطارئة، وسط تحذيرات من أعمال إرهابية خلال المرحلة المقبلة بعد توجيه ضربات إلى منطقة «جرف الصخر» شمال مدينة بابل قبل أيام من الآن.


وقالت المصادر إن «القيادات العسكرية الأميركية العليا تشعر بقلق من احتمالية أن تؤدي ضربة (جرف الصخر) إلى تصعيد ضد قواعدها في العراق، خاصة قاعدة (عين الأسد) التي تعرضت للجزء الأكبر من المسيرات والصواريخ خلال الأشهر الماضية».
وأضافت المصادر، أن «الساعات الماضية شهدت اتصالات مكثفة بين قيادات أميركية وعراقية عبر الخط الساخن، في مسعى من أجل توجيه رسالة مفادها خطورة أي رد وأن واشنطن لا تفكر بالتصعيد»، مشيرةً إلى أن أميركا لا يمكنها إبقاء قاعدة «عين الأسد» مغلقة لأسابيع، وسط مخاوف من أن تشهد المرحلة المقبلة استهدافاً مباشرًا لخطوط الإمداد اللوجستي. 
وأوضحت المصادر ذاتها أن «القواعد الأميركية في العراق تتمتع بوجود مظلة جوية على مدار الساعة بعمق 30 كيلو متراً، مع حالة استنفار عالية المستوى، مبينةً أن «رسائل التهدئة عبر الخط الساخن مستمرة».
وتوقعت مصادر عراقية أخرى بأن «يكون رد الجهات المسلحة على القصف الأميركي، رداً تقليدياً من خلال استخدام الطيران المسير من خلال ضرب قاعدة (عين الأسد) أو عبر استهداف محيط السفارة الأميركية في بغداد».
لكن المصادر ذاتها حذرت من أن عمليات مثل هذه «ستكون لها تداعيات خطيرة للغاية».
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وهو دستورياً القائد العام للقوات المسلحة العراقية، قد وجّه باليقظة والجاهزية للمستجدات الأمنية الطارئة.
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة، أن السوداني أجرى، أول أمس الخميس، زيارة إلى مقرّ قيادة عمليات بغداد، حيث «اطلع على تفاصيل الخطط الأمنية، وسير العمل الأمني، والتقى عدداً من المسؤولين والقيادات الأمنية والعسكرية».
وأكد السوداني، خلال الزيارة «ضرورة اليقظة والجاهزية الدائمة للمستجدات الأمنية الطارئة، وكذلك رفع مستوى التنسيق الاستخباري والمعلوماتي بين الأجهزة الأمنية في قواطع العمليات، وتحديث الخطط الأمنية، والاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة في تحقيق الاستقرار الأمني الداعم لخطط الحكومة من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات وإقامة المشاريع التنموية الشاملة».
وشدد السوداني على «أهمية تكثيف القدرة على المعالجة السريعة للتحديات الأمنية».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أميركا محمد شياع السوداني العراق عين الأسد قاعدة عين الأسد القواعد الأميركية القوات الأميركية القوات الأميركية في العراق

إقرأ أيضاً:

حماس تساوم على السلاح.. وواشنطن تصطدم بشرط الدولة

وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة وانهيار المسارات الدبلوماسية، فجّرت زيارة مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى القطاع سلسلة من المواقف الحادة، بعدما زعم أن حماس أبدت استعدادًا لتسليم سلاحها، الأمر الذي قوبل برفض قاطع من الحركة التي اشترطت "إقامة دولة فلسطينية مستقلة" قبل أي نقاش حول السلاح.

في زيارة رافقتها الكاميرات منذ لحظة وصوله إلى قطاع غزة، ظهر ويتكوف متجولًا في مراكز الإغاثة، متحدثًا لاحقًا عن "خطة أميركية شاملة" تهدف إلى إنهاء الحرب واستعادة المحتجزين، بحسب ما نقلته صحيفة هآرتس العبرية. لكن المبعوث الأميركي سرعان ما أثار جدلًا سياسيًا بحديثه عن "انفتاح" حماس على التخلي عن السلاح، وهو تصريح نقلته هيئة البث الإسرائيلية، واعتبرته الحركة "افتراءً" لا أساس له.

وفي تل أبيب، وعقب لقائه بعائلات الرهائن، قال ويتكوف إن الحديث عن وجود مجاعة في غزة "مبالغ فيه"، مشيرًا فقط إلى "نقص حاد في الغذاء". وهو ما وصفته حماس بـ"محاولة لتلميع صورة إسرائيل"، معتبرة أن الزيارة كانت "مسرحية"، تهدف إلى خلق انطباع زائف حول الجهود الإنسانية الإسرائيلية.

 حماس: لا تسليم للسلاح دون دولة

في رد مباشر وسريع، شددت حركة حماس على أن سلاحها "خط أحمر"، ولن يتم التخلي عنه إلا في إطار تسوية تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967.

وأصدرت الحركة بيانًا اعتبرت فيه أن تصريحات ويتكوف "تشويه متعمد للمواقف"، وأن ما تم تداوله لم يُطرح أساسًا في مفاوضات وقف إطلاق النار.

كما اتهمت حماس المبعوث الأميركي بـ"الانحياز الكامل للرواية الإسرائيلية"، معتبرة أن تصريحاته "تمس بمصداقية الدور الأميركي" وتفشل أي وساطة محتملة في المستقبل.

وفي حديثه إلى برنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، قال إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الفلسطينية للإعلام، إن ويتكوف "أخطأ حين حمّل حماس مسؤولية فشل المفاوضات"، متهمًا إياه بالانخراط في "دعاية رخيصة للمؤسسة الإسرائيلية".

المدهون رأى أن المبعوث الأميركي "يتماهى مع الرؤية الإسرائيلية" ولا يمكن أن يلعب دور الوسيط، مؤكدًا أن "الحديث عن السلاح لم يُطرح في أي مفاوضات رسمية أو غير رسمية"، وأن ما نقله الوسطاء "كان شفوياً وغير موثق".

وأضاف أن ويتكوف "تحدث باسم حماس دون تفويض أو اتصال بالحركة"، معتبرًا أن تصريحاته "مشوشة وغير دقيقة"، وأنه "أدار المفاوضات بطريقة فاشلة" دفعت حماس إلى إعلان تعليقها للمحادثات إلى حين إنهاء المجاعة في غزة.

ما وراء الكواليس

تأتي هذه التصريحات في وقت حرج تعيد فيه الإدارة الأميركية، بقيادة دونالد ترامب، النظر في مقاربتها للملف الفلسطيني – الإسرائيلي. فقد كشف موقع أكسيوس أن وزير الخارجية ماركو روبيو أبلغ عائلات الرهائن الإسرائيليين أن البيت الأبيض يبحث عن "خيارات جديدة" بعد ستة أشهر من فشل المفاوضات.

وبينما تُتهم واشنطن بعدم الحياد، كشفت التطورات الدبلوماسية الأخيرة أن الولايات المتحدة باتت "معزولة" في ملف غزة، خاصة بعد مؤتمر نيويورك الذي دعت إليه فرنسا والسعودية، حيث برز إجماع دولي متزايد على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأكد المدهون أن اسرائيل"فشلت في الحسم العسكري"، وتلجأ حاليًا إلى "سيف التجويع" لتركيع سكان غزة، وهو ما يعرقل – بحسب رأيه – أي مفاوضات واقعية، في ظل وضع إنساني كارثي لا يمكن القفز عليه.

وأضاف أن حماس لن تعود إلى طاولة المفاوضات طالما استمر الحصار والجوع، مشيرًا إلى أن الحركة "اضطرت للانخراط في مفاوضات بضغط أميركي، لكنها لن تُقدّم تنازلات مجانية".

الحسابات الإسرائيلية والموقف الدولي

برأي المدهون، فإن سلوك الإدارة الأميركية أضر كثيرًا بالموقف التفاوضي، ودفع دولًا أخرى إلى التحرك بمفردها خارج العباءة الأميركية، معتبرًا أن مؤتمر نيويورك "قد يهدد المسار الأميركي بالكامل"، ويكشف عجز واشنطن عن تأمين اتفاق وقف إطلاق نار حقيقي.

وفيما تعوّل حماس على صمودها الداخلي وتأييد الشارع الفلسطيني، فإن الحركة تدرك أيضًا – كما قال المدهون – أن "عدالة القضية الفلسطينية، وتضحيات الشعب، حرّكت الرأي العام العالمي"، ودفعت باتجاه إعادة طرح مشروع الدولة الفلسطينية.

ما بين اتهامات "بالمسرحية" وردود "مشروطة"، يطفو مجددًا سؤال محوري: هل الولايات المتحدة تسعى فعلًا إلى وقف الحرب أم إلى فرض شروط استسلام على حماس؟

المواقف المتضاربة، وتصريحات ويتكوف، تؤكد أن الطريق إلى تسوية حقيقية ما زال بعيدًا، طالما أن السيف الاقتصادي ما يزال مشرعًا في وجه غزة، وطالما أن الوسيط الأميركي لا يتحدث بلغة الحياد، بل بلغة الاحتلال، كما عبّر عنها المدهون.

في ظل الانقسامات الحادة، تبدو واشنطن أمام تحدي إعادة تعريف دورها في الملف الفلسطيني، وتجاوز حالة "العزلة السياسية" التي أشار إليها تقرير أكسيوس. أما حماس، فهي تربط مصير سلاحها بمستقبل الدولة، وترفض أن يُطرح الملف العسكري خارج إطار حل سياسي شامل.

 

مقالات مشابهة

  • حماس تساوم على السلاح.. وواشنطن تصطدم بشرط الدولة
  • بعد القبض عليه.. من هو قناص الأسد ممثل الجثث؟
  • خلال قمة إسطنبول.. الدبيبة يستعرض العملية الأمنية في طرابلس ويتطرق إلى تفكيك نفوذ المجموعات المسلحة
  • تسريبات من تل أبيب: قرارات كبرى خلال أيام..وواشنطن تترقّب
  • مشهد عبثي.. فرنسا تحاكم 6 فلسطينيين بتهمة مهاجمة مطعم يهودي عام 1982
  • تمديد تشغيل محطة الفضاء الدولية رغم التوترات بين موسكو وواشنطن
  • خلال زيارته "الإنتربول".. وزير الداخلية يشيد بالجهود الأمنية الدولية
  • اللجنة الأمنية بحضرموت تحذر: عناصر حوثية وإرهابية اخترقت الاحتجاجات الشعبية لإثارة الفوضى
  • السوداني يوجه بإزالة جميع المعوقات التي تعترض مشاريع الطاقة
  • نائب:تركيا تخنق العراق مائياً وحكومة السوداني”تتوسل”!