الوطن:
2025-06-09@05:06:46 GMT

 خالد ميري يكتب: أيام النجاح والفشل

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

 خالد ميري يكتب: أيام النجاح والفشل

ما حدث فى افتتاح أولمبياد باريس لا علاقة له بحرية الرأى والتعبير.. ولا علاقة له بالإبداع والفنون ولو كانت «جنون».. التهكم على الأديان والأنبياء والترويج للشذوذ كان مقيتاً، وفنياً كان هابطاً.. لا طعم ولا لون ولا ريحة.

زرت باريس عدة مرات ولم أحبها.. لم أجد بها مدينة جن ولا ملائكة.. أضواء باهتة وشوارع ضيقة وحياة عادية لا تفتن عقلاً ولا تجذب قلباً، وكان حفل افتتاح الأولمبياد بارداً كبرودتها، وكلما حاولوا التفنن كشفوا سوءاتهم أكثر، ويكفى النهر الملوث الذى أجبر السباحون على السباحة فيه فخرجوا يتقيأون ما فى بطونهم وهذه ستكون ذكراهم عن باريس.

ما حدث لدينا على السوشيال ميديا مع أبطالنا الذين شاركوا فى الألعاب الأولمبية لا يقل بحال من الأحوال عن حفل الافتتاح، ما كل هذا الحقد وما كل هذا التنمر وما كل هذا الهجوم على أبطال تدربوا وتعبوا منذ طفولتهم ليحصلوا على شرف المشاركة فى الحدث الرياضى العالمى الأهم؟!

البطل الذى يحظى بشرف المشاركة فى الألعاب الأولمبية هو بطل تم تكوينه منذ طفولته.. تدريبات شاقة، وحياة صحية وأهل تعبوا وسهروا مع ابنهم أو بنتهم، ودولة لم تبخل بما تستطيع لتأهيل أولادها وأبطالها، هؤلاء الأبطال حققوا بطولات قارية لافتة أو عالمية ناجحة حتى يحصلوا على شرف المشاركة، لا أحد يختار بمزاجه من يسافر ومن لا يسافر.. لا أحد يتمكن من المشاركة فى الألعاب الأولمبية إلا بعد اجتياز اختبارات صعبة وبطولات قارية ومنافسات قاسية، من يذهب إلى الألعاب الأولمبية هم «كريمة» الرياضيين على مستوى العالم وفى كل الألعاب.. والنجاح لا يتحقق إلا بعد سنوات طويلة من التعب والتمرين الشاق والكفاح، والحصول على ميدالية أولمبية أهم من الحصول على كأس العالم فى أى رياضة باستثناء كرة القدم.

أولادنا الذين شاركوا فى الألعاب الأولمبية حصلوا على هذا الشرف بكفاحهم لسنوات طويلة، لم يجاملهم أحد ولم يمنحهم مسئول هذا الشرف، فلا سبيل للمشاركة إلا بالنجاح القارى والحصول بشق الأنفس على تذكرة السفر.

المشاركة فى حد ذاتها نجاح.. بطل أو بطلة وضعوا أقدامهم على بداية الطريق الصحيح، أما الحصول على الميدالية فهو الإنجاز الأضخم، ولا أحلى من ميدالية ذهبية يرتفع معها علَم مصر ويصدح نشيدنا الوطنى عالياً فى المحفل الأهم عالمياً.. لكن الحصول على الميدالية لا يأتى إلا بمنافسة شاقة مع كل أبطال العالم ولا يناله إلا الأفذاذ الذين استمروا على الطريق ولم ييأسوا ولم تقطع السوشيال ميديا أنفاسهم ألماً وحسرة.

قفزت من مكانى فرحاً أكاد ألامس سقف الحجرة ونجمنا محمد السيد يحصل على ميدالية المبارزة، وفريقنا الكروى يتأهل لأول مرة منذ ستين عاماً إلى «قبل النهائى» وأبطال اليد يهزمون النرويج «ثانى العالم» ويكتبون تاريخاً جديداً للعبة.

الآن وقت التشجيع وليس وقت الحساب.. كل من سافر كان بطلاً واستحق بمجهوده أن يحصل على فرصة المنافسة العالمية.. وكلنا يحب أن نكون فى جانبهم نشجع ونصدر الروح الإيجابية ونطلب النصر، أما تصدير السلبيات واختلاقها والتنمر على الأبطال فهذه ليست روحنا وليست شيمنا.

عندما تنتهى المنافسات وتعود البعثة وقتها يحين وقت الحساب.. من بذل كل جهد ولم يبخل بذرة عرق ولو لم يحصل على ميدالية يجب أن نشجعه ونمنحه الأمل فى المستقبل، ومن قصَّر ولم يبذل جهداً ولم يقدم صورة مشرفة لبلده يجب إقصاؤه.. والحساب يكون بشفافية وعلى رؤوس الأشهاد.. حساب رياضى يناسب الحدث العالمى الأهم الذى لا يتكرر إلا كل ٤ سنوات.

المنافسات ما زالت مستمرة، وهناك أبطال ما زالوا يرفعون علم مصر وعلينا واجب التشجيع والدفع للأمام، مصر تستحق عدداً أكبر من الميداليات، وكل بطل حلمه الكبير أن يرى علم بلده يرفرف عالياً ونشيده الوطنى يملأ أجواء باريس.

مسك الختام:

رُفعت الأقلام وجفت الصحف مع إعلان نتيجة الثانوية العامة.. دموع الفرح اختلطت بدموع الحزن، وكل مجتهد وصل إلى ما يريد ليبدأ حياته العملية من الكلية التى يختارها.

لكن الأهم الآن أن نتوقف عن الضغط على أولادنا وبناتنا، فلا نتيجة الثانوية العامة ستحدد حياتهم ومستقبلهم، ولا الكلية التى سيلتحقون بها ستكون كلمة سر النجاح أو الفشل، الأهم أن يلتحق الطالب بكلية تناسب قدراته وليس أحلامه وأحلام أهله.. كلية تفتح له أبواب المستقبل فى عالم تتغير سوق العمل فيه بسرعة الصاروخ مع بزوغ فجر الذكاء الاصطناعى.

الأولاد والبنات تعبوا وسهروا، والأهم أن نساعدهم فى الاختيار الصحيح الذى يناسب قدراتهم ويتفق مع طريق المستقبل. لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب.. «افرحوا وسيبوا أولادكم يفرحوا» والمستقبل فى علم الغيب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أولمبياد باريس الإبداع الفنون فى الألعاب الأولمبیة المشارکة فى

إقرأ أيضاً:

صناع المجد: مدارس عراقية تحقق نسبة نجاح 100% وتكتب التاريخ من جديد

بقلم: تيمور الشرهاني ..

إشراقة النجاح تزداد بريقاً حين تتجسد في مدارسنا التي حققت نسب نجاح مئة بالمئة، لتكون مثالاً يُحتذى في التفوق والإبداع. هذا الإنجاز الكبير لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة جهود جبّارة وتفانٍ منقطع النظير من قبل إدارات المدارس والمعلمين والمعلمات الذين لم يدخروا جهداً في سبيل تهيئة البيئة المثالية للطلاب، وتقديم كل ما يلزمهم من دعم علمي ونفسي طوال العام الدراسي.

الثناء كل الثناء يُرفع لهؤلاء الجنود المجهولين، الذين عملوا بصمت وإخلاص، وواصلوا الليل بالنهار ليصلوا بأبنائنا إلى بر الأمان، ويصنعوا منهم جيلاً يليق بطموحات العراق ومستقبله. لم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا الإيمان العميق بالرسالة التربوية، والحرص على غرس القيم الأصيلة، وتنمية القدرات العلمية، وصقل المواهب لدى الطلاب.

ولا يمكن إغفال الدور العظيم للأسر الكريمة التي كانت السند الحقيقي لأبنائها، ووفرت لهم أجواء الاستقرار والدعم المعنوي، فتضافرت جهود البيت والمدرسة لترسم لوحة مشرقة من الأمل والعطاء. فكل الشكر والتقدير لكل أب وأم ضحوا بوقتهم وراحتهم في سبيل نجاح أبنائهم، واحتفلوا اليوم بفرحة الحصاد، بعد عام من المثابرة والصبر.

التهنئة القلبية موصولة لأبنائنا وبناتنا، الذين أثبتوا أن الإرادة الصلبة والتصميم على النجاح هما المفتاح لكل إنجاز. لقد زرعتم الأمل في نفوسنا، وأكدتم أن العراق ما زال بخير، وأن المستقبل يحمل في طياته بشائر التفوق والرقي.

كل الاحترام والتقدير لكل معلم ومعلمة، لكل إدارة تربوية، ولكل أسرة فاضلة، ولكل طالب وطالبة رفع اسم مدرسته ووطنه عالياً. هذه النجاحات تضع على عاتقنا جميعاً مسؤولية الاستمرار في العطاء، والعمل على دعم مسيرة التعليم، ليبقى العراق منارة للعلم والمعرفة.

ألف مبارك لهذا الإنجاز العظيم، ودامت أفراح النجاح تملأ بيوت العراقيين، ودامت مدارسنا منارات إشعاع حضاري في ربوع الوطن.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • مبابي بعد حسم البرونزية: استعدوا لكأس العالم.. ومواجهة ألمانيا قد تتكرر في المونديال
  • أمام قمّة «القيم الأولمبية 365».. هند بنت حمد: استضافة قطر للأولمبياد نقطة تحوّل تاريخية
  • زيزو: الأهلي عنوان النجاح وفرصة لكتابة التاريخ
  • زيزو: الأهلي عنوان النجاح وفرصة لكتابة التاريخ.. وأنتظر بشغف المشاركة في المونديال.. وسعيد للغاية بدعم الجماهير
  • مبارك النجاح
  • صناع المجد: مدارس عراقية تحقق نسبة نجاح 100% وتكتب التاريخ من جديد
  • محمود عبدالعزيز.. الساحر الذي دفعه النجاح للاعتزال وتغريدة تنبأت بوفاته
  • إنزاغي في لقائه الأول بلاعبي الهلال: “أتشرف أن أكون بينكم.. وهدفنا الفوز”.. فيديو
  • الألعاب النارية تخطف الأنظار وتسعد قلوب الصغار : فعاليات «كتارا» تنشر الفرحة أول أيام «الأضحى»
  • هل حظر ترامب للسفر الجديد سيؤثر على كأس العالم والألعاب الأولمبية؟