يمانيون:
2025-10-12@22:29:19 GMT

السنوار رئيساً: «حماس» تبدّد مفاعيل اغتيال هنية

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

السنوار رئيساً: «حماس» تبدّد مفاعيل اغتيال هنية

في الوقت الذي اعتقد فيه المستويان السياسي والأمني في إسرائيل أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، سيساهم في إعادة هندسة الصفّ القيادي للحركة، على اعتبار أن الراحل تماهى مع قائدها في غزة، ومن خلفه قيادة «كتائب القسام»، اللذين يقدر العدو أنهما هما مَن خطّطا لعملية «طوفان الأقصى»، بمعزل عن موافقة التيار المنافس في الحركة، والمتمثّل، وفق الفهم الإسرائيلي، في خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وقادة آخرين، رفعت «حماس» مستوى التحدّي، أو أنها نفّذت أول ردودها على اغتيال هنية، من خلال تعيين يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي.

وكان هنية ظلّ، طوال السنوات الماضية، مثالاً للقائد الذي يجيد البقاء في المنتصف، أي بين تيارَي «الصقور» و»الحمائم»، وفقاً للتوصيف الإسرائيلي، وهو شكّل، منذ بداية «طوفان الأقصى»، إحدى أكثر الشخصيات جذرية وعناداً، إذ حافظ على وحدة الموقف تجاه ثوابت التفاوض، والمتمثّلة في الانسحاب من غزة بشكل كّلي، ووقف نهائي لإطلاق النار، وصفقة تبادل مشرّفة، وإعادة الإعمار، ولم يَقبل كل محاولات الالتفاف على أيّ مطلب من تلك المطالب. ووفقاً لمصدر «حمساوي» مطّلع، فقد «اغتالت إسرائيل هنية، لأنها رأت فيه سنواراً آخر، يرفض الاستسلام، ولا يرضخ للضغوط والتهديدات والابتزاز».

وبناءً عليه، بدا واضحاً أن حركة «حماس» أرادت من خلال انتخاب السنوار أن تبعث بجملة من الرسائل:
– تبديد الفهم الإسرائيلي لطبيعة الصف القيادي للحركة، والذي شكّل الدافع لعملية اغتيال هنية. وبحسب مصادر «حمساوية»، تحدّثت إلى «الأخبار»، فقد تم اختيار السنوار بالإجماع، ومن دون الحاجة إلى انتخابات حتى، أي إن البدائل التي كان الاحتلال يَعتقد أنها ستكون أقلّ جذرية وأكثر ليناً، من مِثل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق، اتّحدت وأجمعت على المنحى السياسي والعسكري والتفاوضي الذي يمثّله القائد المنتخب.

«اغتالت إسرائيل هنية، لأنها رأت فيه سنواراً آخر، يرفض الاستسلام، ولا يرضخ للضغوط والتهديدات والابتزاز»

– يشكّل منصب رئاسة المكتب السياسي في حركة «حماس»، المنصب الموازي لرئاسة الوزراء في كيان الاحتلال. وحينما تختار «حماس» السنوار، فهي تعبّر في واحدة من رسائلها، عن أبلغ مستويات الرغبة في التحدّي ورفض الاستسلام والتراجع، وتقلّص أيضاً من هوامش تأثير عواصم الاحتضان والتأثير في قرار الحركة، على اعتبار أن مربط الفرس يمسكه السنوار من داخل أحد أزقة غزة أو أنفاقها.

– على الصعيد الإقليمي، يتزامن انتخاب السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة، مع دخول الحرب مرحلة الاستحقاقات الكبرى، حيث تحسم «حماس» تموضعها في وسط محور المقاومة من دون أيّ مواربة.

– وعلى صعيد المسار التفاوضي الذي هو ترجمة لوقائع الميدان، يحمل اختيار السنوار رسالة واضحة بقدرة «كتائب القسام» على مواصلة القتال إلى أمد بعيد، حيث تريد حركة «حماس» أن تقول إنها قادرة على القتال، وإن استمرت الحرب لأربع سنوات أخرى، هي ولاية رئيس المكتب السياسي الجديد.

بالنتيجة، تقوّض حركة «حماس» المفاعيل الاستراتيجية لعملية الاغتيال. وإلى جانب التأثير العملاني لمنصب السنوار الجديد، فإن انتخابه شكّل صدمة معنوية كبرى؛ إذ تَقلّد عدو إسرائيل الأول أعلى مناصب الحركة، بعد 10 أشهر من حربٍ ظنَّ الاحتلال أنه استطاع فيها تهشيم الصورة المعنوية للرجل، ليس في الشارع الغزاوي فحسب، إنما في داخل القواعد الحزبية للحركة التي دفعت ثمناً باهظاً في خلال الحرب.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

عضو المكتب السياسي لحماس: هناك من يحاول أن يصور أن سلاح "المقاومة" هو معضلة استقرار المنطقة

قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس دائرة العلاقات الوطنية، إن مسألة تسليم سلاح "حماس" ونزعه يحاول البعض من خلالها تضليل الرأي العام، ويُصوّر الأمر وكأن لدى حماس دبابات وطائرات حربية وسفنًا مقاتلة، بينما السلاح الموجود لدى حماس والفصائل هو سلاح للدفاع عن النفس، يُستخدم في مواجهة الاحتلال، ويتماشى مع المعاهدات الدولية التي تعطي الحق لأي شعب في مقاومة الاحتلال.
 

وأضاف خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" ببرنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة "النهار"، : “من يعتقد أو يُصوّر أن تسليم سلاح حماس هو الحل، وأن المعضلة في الوصول إلى حالة استقرار تكمن فيه، فهو يجافي الحقيقة ويُخدع الناس، لأن السبب الرئيسي في عدم الاستقرار هو استمرار الاحتلال”.

 

وأوضح، في معرض تعليقه على الموقف المصري حول تسليم السلاح الذي أكد أنه أمر فلسطيني خالص، أن الموقف المصري في هذا الأمر مقدّر، ويأتي في إطار خبرة مصر بطبيعة الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • زامير يعلن الانتصار على حركة حماس
  • وثائق بخط السنوار تكشف كواليس التخطيط لهجمات السابع من أكتوبر
  • الاحتلال يعلن اكتشاف وثيقة بخط يد السنوار
  • إسرائيل تزعم العثور على مذكرة بخط يد يحيى السنوار في غزة
  • حماس: لا دور للحركة في حكم غزة في المرحلة الانتقالية
  • عضو المكتب السياسي لحماس: هناك من يحاول أن يصور أن سلاح "المقاومة" هو معضلة استقرار المنطقة
  • حماس تكشف مصير البرغوثي وسعدات وهل جرى التفاوض على جثـ.ـمان السنوار؟
  • من هو مروان البرغوثي؟ .. الزعيم الفلسطيني الذي ترفض إسرائيل الإفراج عنه
  • نتنياهو: قضينا على كل مراكز القوة لدى حركة حماس
  • هآرتس: حماس خرجت من الحرب متماسكة وتحققت أهداف السنوار