سودانايل:
2025-04-20@18:43:36 GMT

حرب السودان.. من يدعم من؟

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

الأسلحة والمعدات العسكرية تدخل بسهولة إلى السودان
تبدو الحرب في السودان على أنها نزاع مسلح فقط بين جنرالين يتقاتلان على بلد بات الملايين من سكانه يعانون الجوع الحاد، لكنها أيضا حرب بالوكالة عن شبكة من الجهات الفاعلة الخارجية سهلت دخول الإمدادات والمعدات العسكرية إلى ساحة المعركة.

وتنقل صحيفة "فايننشال تايمز" أن مختلف رعاة تلك الحرب، التي اندلعت في الخرطوم في أبريل من العام الماضي، هم قوى متوسطة صاعدة في المنطقة الأوسع، بما في ذلك الخليج.



ويشير ديفيد بيلينغ، محرر شؤون أفريقيا بالصحيفة، إلى أن معركة الظل التي يخوضونها، والتي تتكرر في شبكة من جهود الوساطة المتنافسة، تجعل من الصعب فك رموز "الأهداف" المتشابكة للصراع وتجعل حلها أكثر صعوبة.

واندلعت المعارك في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي".

ووجد تقرير صدر مؤخرا عن منظمة العفو الدولية أن الأسلحة والمعدات العسكرية التي قدمتها الإمارات وتركيا والصين وروسيا قد انتشرت في ساحة المعركة. وكان المدنيون هم الضحايا الرئيسيون.

ويستخدم كل جيران السودان السبعة تقريبا كطرق عبور للمعدات الفتاكة. وتقول منظمة العفو الدولية: "إن هذا الصراع تؤججه إمدادات الأسلحة التي تدخل البلد دون عوائق تقريبا".

وعندما اندلعت الحرب العام الماضي، كان القلق هو أن القوى الإقليمية ستنجر إليها، وهو ما حدث بالفعل، إذ رغم تخبطه الاقتصادي يتمتع السودان بموارد تتوق إليها بلدان أخرى: الذهب، والأراضي الصالحة للزراعة، وامتداد طويل من النيل، والأهم من ذلك، 750 كيلومترا من ساحل البحر الأحمر.

ولا يصطف الوكلاء مع كل جانب بوضوح، وينكرون بشكل روتيني تورطهم.

وخلف القوات المسلحة السودانية وقائدها عبد الفتاح البرهان تقف مصر والسعودية، فيما تدعم الإمارات وروسيا قوات الدعم السريع، فيما الرعاة الأجانب الآخرون أكثر اختلالا في دعمهم لطرف على حساب الطرف الآخر.

"آلة نهب"
واتهمت منظمة العفو الدولية وغيرها قوات البرهان بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، أما قوات الدعم السريع فقد تكون أسوأ، بحسب أليكس دي وال، الخبير في شؤون السودان في جامعة تافتس، الذي يصفها بأنها "آلة نهب" ويقول إن انتصار قوات الدعم السريع، التي تتعامل لسنوات مع مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر"، سيجعل السودان "فرعا مملوكا بالكامل لمشروع مرتزقة عابر للحدود".

وتنفي الإمارات دعمها لقوات الدعم السريع، على الرغم من أن العديد من الخبراء المستقلين، بما في ذلك لجنة تابعة للأمم المتحدة، قدموا أدلة من الأقمار الاصطناعية وغيرها من الأدلة للإشارة إلى خلاف ذلك، ويرجع البعض موقفها إلى اشتباهها في قرب البرهان من الإسلاميين، فيما حميدتي على الرغم من اتهامات الإبادة الجماعية فقد تمكن من تقديم نفسه على أنه يقف إلى جانب الديمقراطية.

ويخلص الكاتب إلى أنه على الأرض لا يبدو أي من الجانبين قادرا على تحقيق نصر حاسم، وقد يزداد تصدع السودان كون الحروب التي تخاض بالوكالة يصعب إنهاؤها، وفق رؤية كومفورت إيرو، رئيس مجموعة الأزمات الذي يقول إن "السودان عالق في صراع سياسي هائل" ومن المأساوي أن هذا يعني أن الحرب قد تستمر لأشهر أو سنوات.

الحرة / ترجمات - واشنطن

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

حرب الدعم السريع … وهل في ذلك شك ؟؟

□ إذا وجدت مَنْ يسأل حتى اليوم سؤال (من أطلق الرصاصة الأولى) فأقرب شيء أن يكون هذا السائل إلى صف مليشيا الدعم السريع أقرب، لا لشيء إلا لأن حقيقة المؤامرة الكبرى على السودان التي كانت أداتها هذه المليشيا والتي كانت تقتضي سيطرة المليشيا على البلاد جميعاً وإحلالها جيشاً بديلاً مع بعض (الكرازايات) للتمثيل السياسي _ هذه الحقيقة تكشَّفت لكل ذي عينين وما عادت مادة اختلاف بين اثنين!!

ومع أن هذا السؤال ما عاد له معنى غير التشويش، لكن في نقاش حجج سائليه بعض فائدة، على الأقل من باب أن يجتهد السياسيون شيئاً ما في تجويد حِجاجهم ليحترموا عقول الناس الذين يسمعون لهم أو يقرأون.

□ اتهام أكثر المردِّدين لسؤال (من أطلق الرصاصة الأولى) الحريصين عليه يُصوَّب إلى (الكيزان) فإذا ذهبت تنظر في الحجج التي ساقوها لصدق اتهامهم وجدتها أنها لا تخرج عن اثنتين :
○ الأولى أن (الكيزان) عرفوا أن الاتفاق الإطاري سيأتي بحكومة ذات أنياب وأظافر _ طبعاً ليست الأنياب والأظافر هنا شيئاً غير الدعم السريع _ لا تتهاون معهم تهاون الفترة الانتقالية التي سبقت وبخاصة في تفكيك تمكينهم واسترداد الأموال المنهوبة منهم، وعلى هذا فقد أشعل (الكيزان) الحرب لقطع الطريق على ذلك كله.

○ والحجة الثانية أن الاتفاق الإطاري كان سيجعل أحلام (الكيزان) في العودة للسلطة تذهب أدراج الرياح وتتبخّر في جوّ السماء، وعلى هذا أشعل (الكيزان) الحرب لأنهم راغبون في العودة إلى السلطة ولو على أشلاء الناس وجماجمهم.

□ والحق أن المتابع المتنبِّه للأحداث والوقائع منذ سقوط سلطة الإنقاذ في أبريل ٢٠١٩م المتعقِّل في قراءتها سيرى غير قليل من التهافت وعدم التماسك في الحجتين معاً بغض النظر عن موقفه الشخصي من الكيزان حباً أو بغضاً ولاءً أو عداءً.

□ لك أن تتخيَّل أن (الكيزان) الذين يخشون على ما استحوذوا عليه بتمكين سلطانهم الآفِل من أن تصل إليه يد (تفكيك التمكين) بعد تنفيذ الإطاري يشعلون حرباً في الخرطوم، أي في عقر دورهم ومساكنهم وفي قلب استثماراتهم!!

□ فإذا كان تفكيك التمكين سيأخذ مما عندهم جُلّه ف(الكيزان) _ المجانين _ قد فضَّلوا ذهابه كُلّه!!

□ وإذا ذهبت تقرأ سيرة (الكيزان) منذ سقوط دولتهم في ٢٠١٩م ستجد أن القوم لم يُحرّكوا ساكناً والدعم السريع يحمي الاعتصام الذي أسقطهم ويقتاد رئيسهم وقادتهم إلى السجون ويحتل مقرّاتهم، حتى أصبح حميدتي عند بعضهم (الفارس الضكران الخوّف الكيزان) وحتى أصبحت قواتهم عند الفصيل السياسي المعادي للكيزان الحصن الحصين من أذى الكيزان وشرورهم!!

□ فإذا كان الكيزان قد أسلموا رقابهم لحميدتي في ٢٠١٩م فكيف لهم أن يسعوا إلى حربه في ٢٠٢٣م بعد سنوات تضخّم فيها جنداً ومالاً وسلاحاً ونفوذاً وعلاقات؟!!

□ أقرب شيء أن يقول مَنْ يرى الكيزان هم مشعلو هذه الحرب، وأن الحرب حربهم أن يقول أنها كانت منهم خطوة انتحارية لا يقدم عليها غير يائس، يائس من كل شيء!! لكن كيف ليائس من كل شيء منتحر أن يكون طامحاً راغباً متطلعاً هدفه من الحرب هو العودة للسلطة ؟! وهي الحجة الأخرى عند الفريق نفسه!!

□ هذه حجج فيها من التهافت ما فيها … والحق في القضية كلها أن الدعم السريع أرادها انقلاباً يبتلع فيه الدولة بجيشها ومؤسساتها جميعاً فلمّا فشل في ذلك كانت الحرب، لا أكثر ولا أقل.
□ ولا نحتاج في هذا إلى استدعاء شواهد استعدادات المليشيا قبل الحرب ولا تحركها نحو مروي ولا شيء من ذلك ولا غير ذلك.

□ هذه حرب الدعم السريع، وعلى طريقة الأديب الزيَّات صاحب مجلة الرسالة، نسأل : وهل في ذلك شك؟!

عمر الحبر يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السودان.. «الدعم السريع» يصعّد الهجوم على الفاشر وسط أزمة إنسانية حادة
  • حرب الدعم السريع … وهل في ذلك شك ؟؟
  • عامان من حرب السودان: لم ينجح أحد
  • مقتل شقيق كرتي بمعتقلات الدعم السريع
  • السودان: نزوح الآلاف من مخيم زمزم بعد هجوم لقوات الدعم السريع خلف مئات القتلى
  • الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها
  • جامعة الضعين تفاجيء الدعم السريع
  • السودان.. مقتل العشرات بتجدد الاشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع»
  • مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار عن المدينة
  • مخاوف اممية من سقوط مزيد من المدنيين على يد “الدعم السريع”