قال إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل مستمرة في جرائمها والقصف، سواء على قطاع غزة وبعض المناطق بالضفة الغربية، وانتهاك قواعد القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني في التعامل مع المدنيين.

إسرائيل تخترق كل القوانين ولا تعطيها أي اهتمام

وأضاف «بدرالدين»، في مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»، أن إسرائيل تخترق كل القوانين ولا تعطيها أي اهتمام، مؤكدا أن المجتمع الدولي يدعم إسرائيل في معاركها، بعدم اتخاذ أي ردود فعل على الانتهاكات، بل بالعكس هناك قوة داعمة لها سواء ماليا أو بالسلاح أو منظمات دولية، مشيرا إلى أنه لا يجري اتخاذ أي إجراء يتعارض مع التوجهات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد الضغط القوي المباشر على إسرائيل، لأن أمن إسرائيل من الركائز الأساسية في السياسة الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، ما يجعل الولايات المتحدة مؤيدة لها دائما، لافتا إلى أن البعض يروج أن أمريكا ستوقف الدعم عن إسرائيل، وأنها فقدت السيطرة عليها.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أنه لا يوجد ضغط من المجتمع الدولي، ومجلس الأمن لا يستطيع أن يجبر إسرائيل على التوقف عن العدوان، وحتى عندما صدر قرار من مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لم يُنفذ.

الدولة المصرية مستمرة في الوساطة

وشدد إكرام بدر الدين، على أن الدولة المصرية مستمرة في الوساطة لتهدئة العدوان الوحشي الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن هناك ملتقى بين ممثلين عن مصر والولايات المتحدة الأمريكية وقطر غدا، بهدف تقريب وجهات النظر ووقف إطلاق النار عن القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، لكن توجد مشكلة حول موافقة إسرائيل على تنفيذ هذه المتطلبات ووضع شروط جديدة وتعقيدات، في حين أنها تتهم الطرف الفلسطيني بأنه لا يريد الموافقة على الهدنة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة إسرائيل الولايات المتحدة الامريكية إلى أن

إقرأ أيضاً:

متى تتراجع الولايات المتحدة؟

لم تُعرف الولايات المتحدة يوما بتقديم تنازلات سياسية أو إنسانية طوعية، لا تجاه الشعوب ولا حتى تجاه حلفائها. سياستها الخارجية قائمة على منطق الهيمنة، واستخدام كل أدوات الضغط: الحروب، والحصار، والانقلابات، والقواعد العسكرية، والإعلام، والابتزاز الاقتصادي، والاغتيالات. ومع ذلك، يعلّمنا التاريخ الحديث أن هذا الوحش الجبّار لا يعرف الانحناء إلا إذا كُسرت إحدى أذرعه، ولا يتراجع خطوة إلا إذا أُجبر على التراجع.

من فيتنام إلى العراق، ومن أفغانستان إلى غزة واليمن.. أمريكا لا تفاوض إلا تحت النار، ولا تعترف بالخصم إلا إذا فشلت في سحقه.

في غزة.. قنابل أمريكا لا تنتصر

منذ أكثر من عام ونصف، تشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة، بدعم مباشر من أمريكا عسكريا وسياسيا. مئات آلاف القنابل أُلقيت على السكان المدنيين، عشرات آلاف الشهداء، وتجويع وتدمير ممنهج، ومع ذلك لم تُحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية: لا القضاء على حماس، ولا تحرير الأسرى، ولا إعادة السيطرة على غزة.

صمود المقاومة مستمر، والقدرة القتالية لم تنهَر، بل أُعيد تنظيمها رغم شدة الضربات.

الدعم الأمريكي بلغ ذروته: حاملات طائرات، جسر جوي عسكري، فيتو سياسي، ومع ذلك.. الفشل واضح.

ثم جاءت لحظة الاعتراف: "أمريكا تفاوض حماس!" الصفعة الكبرى لهيبة أمريكا جاءت عندما بدأت واشنطن، عبر مدير "CIA" وغيره من الوسطاء، التفاوض غير المباشر مع حماس نفسها -من كانت تصفها بالإرهاب المطلق- بهدف تحرير أسير أمريكي لدى المقاومة.

هنا انكسر القناع: من تقصفه بالصواريخ وبالفيتو، تجلس إليه لتفاوضه من أجل رهينة أمريكية واحدة! وكأن أرواح آلاف الفلسطينيين لا تهم.

وفي اليمن.. من نار الحرب إلى موائد التفاوض

1- الدعم الأمريكي لحرب اليمن: منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف السعودي- الإماراتي سياسيا وعسكريا ولوجستيا، عبر صفقات سلاح ضخمة، وتزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الغطاء الدولي في مجلس الأمن. الحرب أدّت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، ودُمرت البنية التحتية، وفُرض حصار خانق على الشعب اليمني. ورغم كل هذه الأدوات، لم تستطع أمريكا ولا حلفاؤها القضاء على أنصار الله (الحوثيين) ولا السيطرة على الشمال اليمني. بل على العكس، تطورت قدرات الحوثيين لتصل إلى ضرب العمق السعودي والإماراتي، واستهدفت حتى مواقع استراتيجية في أبو ظبي والرياض.
الحصيلة: القوة المفرطة والنتائج الهزيلة.

2- فشل الاستراتيجية الأمريكية وتحول الموقف: مع تراكم الفشل، والانقسام داخل التحالف، والضغوط الحقوقية والإعلامية العالمية، بدأت أمريكا تغير خطابها، وانتقلت من مربع "دعم الحرب" إلى مربع "الدعوة للسلام"، ومن تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين" إلى التفاوض معهم بشكل غير مباشر. تراجعت واشنطن، ودعمت اتفاقيات الهدنة، وبدأت تروج لخطاب "إنهاء الحرب" حفاظا على ماء وجهها، في وقتٍ لم تحقق فيه أية نتائج استراتيجية تبرر كل هذا الدمار والدماء.

3- التفاوض مع الحوثيين بعد التجاهل والتصنيف: من كانت أمريكا تنكر شرعيتهم وتدعو لعزلهم، باتت ترسل عبر وسطاء من سلطنة عمان رسائل تفاوضية مباشرة، بل وتضغط على السعودية للقبول باتفاقات طويلة المدى معهم، بعد أن فشلت في إخضاعهم بالقوة. هذا التراجع لا يعكس تغيرا في المبادئ، بل هو ترجمة عملية لفشل الخيارات العسكرية، وكأن أمريكا تقول: "نحن لا نتحدث معكم إلا إذا فشلنا في سحقكم"، وهذا ما حدث.

أفغانستان والعراق

في أفغانستان: بعد 20 عاما من الاحتلال، وإنفاق تريليونات الدولارات، انسحبت أمريكا ذليلة من كابل، ووقّعت اتفاقية مع "طالبان"، بعد أن فشلت في إنهائها رغم كل التفوق الجوي والتكنولوجي.

وفي العراق: رغم الاحتلال الشامل، ما زالت أمريكا غير قادرة على فرض إرادتها السياسية كاملة، واضطرت إلى الانسحاب جزئيا، بينما تتعرض قواعدها لضربات متواصلة حتى اليوم.

ما الذي نتوقعه؟

من المقاومة:

- الثبات والتطوير.

- عدم الاستسلام للضغوط الدولية.

- تطوير أدوات المقاومة، إعلاميا وعسكريا.

- فضح التناقض في المواقف الأمريكية أمام العالم.

- استخدام كل انتصار ميداني لفرض وقائع سياسية جديدة.

من الشعوب:

- كسر الوهم الأمريكي.

- فضح الهيمنة الأمريكية بوصفها مصدر الحروب والفقر في منطقتنا.

- دعم قضايا التحرر لا كـ"تضامن إنساني" بل كـ"صراع وجودي".

- الضغط على الحكومات المتواطئة، ورفض كل تطبيع أو اصطفاف مع واشنطن.

ومن الحكومات:

- عدم الثقة بالقاتل.

- من يتخلى عن عملائه في كابل وبغداد لن يدافع عنكم إن حانت لحظة الحقيقة.

- الاعتماد على القوة الذاتية والشراكات العادلة، لا على الوعود الأمريكية.

- دعم المقاومة لا يضعف الأمن، بل يُعزز التوازن ويمنع الانهيار الكلي أمام إسرائيل.

الخلاصة: ما جرى ويجري في فيتنام، والعراق، وأفغانستان، وغزة، واليمن؛ يؤكد نفس المعادلة: أمريكا لا تتراجع إلا إذا عجزت عن التقدم خطوة أخرى. فما تسميه "تفاوضا" هو غالبا نتيجة لهزيمة ميدانية أو مأزق سياسي لا مخرج منه إلا ببوابة من كانت تحاربه، بينما التوسل إلى "عدالة واشنطن" هو وهْم سقط في كل الميادين.

مقالات مشابهة

  • أستاذ نظم علوم الأرض: عاصفة الإسكندرية تقترب من تصنيف إعصار
  • "أكسيوس": السياسة التجارية الأمريكية زادت شعبية الصين عالميا
  • أستاذة علوم سياسية: مصر تدخل بثقلها في الملف النووي الإيراني
  • مشاورات سياسية بين وزيرى خارجية مصر وايران بالقاهرة
  • وزير الخارجية: مشروع الضبعة النووية ركيزة أساسية لمصر لتنويع مصادر الطاقة
  • وزير الخارجية: مشروع الضبعة النووي ركيزة أساسية لمصر لتنويع مصادر الطاقة
  • وزير التموين: الصوامع ركيزة أساسية في تأمين الاحتياطي الاستراتيجي للدولة
  • رامى عاشور: ينبغي انسحاب حماس من غزة حتى تنسحب إسرائيل
  • متى تتراجع الولايات المتحدة؟
  • الأونروا: وقف المجاعة في غزة ليس مستحيلاً ويتطلب إرادة سياسية