الشيخ الدكتور عبدالله المعمري يوضح طرق ردع الغزو الثقافي الخفي
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
خاص – أثير
إعداد: جميلة العبرية
تعد التربية السليمة الأساس الذي يبنى عليه مستقبل الأجيال القادمة، ونجاح هذه العملية يتطلب تضافر جهود الجميع، بدءًا من الأسرة وصولًا إلى المجتمع بأكمله، والاهتمام بالتنشئة السليمة له أهمية كبيرة، وللجهات المسؤولة بهذا الشأن أدوار مختلفة وعديدة في تنشئة جيل مسؤول ومنتمي لدينه ووطنه.
في هذا الشأن قال الشيخ الدكتور عبدالله بن سعيد المعمري : إن التربية السليمة مسؤولية مشتركة يقوم بها جميع أفراد المجتمع، وتتدرج بدءًا من الوالدين، ثم الأقارب وبقية أفراد المجتمع، ثم المسؤولون عن توجيه الجيل من جهات رسمية أو أهلية، حيث أن الجميع مسؤول عن تنشئة جيل يحمل الأمانة ويسلمها إلى من بعده..”
وأردف الشيخ: هذه التربية تجعل من هذا الجيل مطيعًا لربه، منتميًا لوطنه، وقائمًا بما يجب عليه من أسس التنمية والمحافظة على المنجزات، كما يجب أن يعكس هذا الجيل رسالة الإنسانية، تُظهر المجتمع العربي العماني المسلم كمجتمع مسالم وقوي في نفسه، مجاهد في سبيل الله تعالى وفقًا لما يقتضيه شرع الله.
وقال إن مسؤولية التربية كما قال الله سبحانه وتعالى أمانة يتحملها الجميع، وقد أشار إلى ذلك بقوله: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}.”
كما أشار الشيخ إلى أن الله أمر الوالدين بأن يقيا أولادهما من كل ما فيه أذى في الدنيا أو الآخرة، وهذا هو مقتضى الفطرة والمحبة الحقيقية، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). لذا، يجب على الجميع أن يستشعروا هذه المسؤولية وأن يدركوا أنهم محاسبون عليها بين يدي الله.
وذكر الشيخ: في الماضي، كان كل فرد من المجتمع يشارك في توجيه الجيل. فالمسجد، والمجلس العماني، والمدرسة، والشارع، بل حتى السوق، كان لهم دورهم في التربية، مضيفًأ “نحن اليوم مطالبون جميعًا بالعناية بأولادنا وحمايتهم من كل فكر دخيل قد يفسد علاقتهم بربهم أو مجتمعهم.”
وأكد الشيخ: يجب علينا أيضًا أن نحذر من الغزو الثقافي الذي يدار بجهات خفية للتأثير على المجتمع، خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. علينا أن نغرس في أبنائنا حب الوطن من مبدأ صحيح، يكون حقيقيًا وصادقًا، ويتجلى في أفعالهم وسلوكياتهم، لا مجرد شعارات وأهازيج.
اللقاء المرئي للشيخ الدكتور عبدالله بن سعيد المعمري مع “أثير” في الرابط أدناه:
View this post on Instagram
A post shared by Atheer.om | أثيــر (@atheeroman)
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
في غرة محرم .. الأزهر يوضح فضل هذا الشهر العظيم
كشفت مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر موقعه الرسمى على مع بدء غُرة شهر المحرم على فضل هذا الشهر العظيم.
وقالت عن الشهر المحرم إنه:
هو أول شهرٍ من الأشهرِ الهجرية، وأحدُ الأشهر الحرُم الأربعة، وأفضلها.
الصوم فيه يلي في الفضل صومَ شهر رمضان؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ سيِّدنا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ». [أخرجه مسلم]
حصل فيه حدثٌ عظيمٌ ونصرٌ مبينٌ، أظهر اللهُ فيه الحق علىٰ الباطل؛ حيث نجَّىٰ اللهُ فيه سيدنا موسىٰ عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
اشتماله علىٰ يوم عاشوراء، الذي أخبر سيدنا النبيُّ ﷺ أن صيامه يكفر صيام سنة ماضية، وكان ﷺ يتحرىٰ صيامه؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ما رَأَيْتُ النبيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ...». [أخرجه البخاري]
دعاء شهر محرم
اللهم اقضِ حاجتي، وفرّج كربتي، وارحمني ولا تبتليني، وارزقني من حيث لا أحتسب.
اللهم إني استودعتك السنة الجديدة، فاجعلها يا رب مليئة بالتوفيق والسعادة.
اللهم في فاتح محرم، احفظ لنا من نحب، وبشرنا بما يسر، وحقق لنا ما نتمنى.
اللهم اجعلها سنة لا يضيق لنا فيها صدر، ولا يخيب لنا فيها أمر، ولا يُرد لنا فيها دعاء.
اللهم اختم لنا عامنا الماضي بالصالحات، وبارك لنا في السنة الجديدة، واجعل الفرح واليسر فيها.
اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني.
اللهم ارزقنا التوفيق، وزدنا علمًا وعملًا صالحًا، واجعلنا من المتقين المخلصين. اللهم إني توكلت عليك وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، اللهم رحمة لا تعذبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكرًا، وإليك فقرًا، وبك عمّن سواك غنى وتعففًا.
اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة.
اللهم سخّر لي جميع خلقك كما سخّرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداود عليه السلام، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم بيدك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا علام الغيوب أطفأت غضبهم بلا إله إلا الله، واستجلبت محبتهم.