ما قصة الـ15 مليون دولار التي لم تسددها الرياض للبنتاغون؟ ماذا كانت الخدمة؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
كشف موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي عن دين لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بقيمة 15 مليون دولار على الرياض لقاء خدمة تم تقديمها للقوات الجوية السعودية بين عامي 2015 و2018، لكنها لم تسدد حتى الآن.
وبحسب الموقع فالمبلغ هو مقابل عملية جوية لتزويد مقاتلات سعودية بالوقود خلال حربها على اليمن.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن العائلة المالكة السعودية تُقدَّر ثروتها بأكثر من 1.
ورغم الديون غير المسددة، أعلنت إدارة بايدن، الجمعة، عن رفع الحظر على بيع الأسلحة الهجومية إلى السعودية والمصادقة على شحنة أولى من الذخائر الجوية إلى المملكة الخليجية.
وكان الحظر مفروضًا خلال السنوات الثلاث الماضية كرد فعل على الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف المدنيين نتيجة الحملة العسكرية السعودية في اليمن، ولكنه لم ينطبق على مبيعات الأسلحة الدفاعية والخدمات العسكرية. وقد بلغت قيمة هذه المبيعات حوالي 10 مليارات دولار على مدار السنوات الأربع الماضية.
وأوضح الموقع أن الدين المستحق يعود إلى عملية تمت ما بين آذار/ مارس 2015 وتشرين الثاني/ نوفمبر 2018. وقد أنفقت وزارة الدفاع الأمريكية حوالي 300 مليون دولار لتقديم مهام إعادة التزود بالوقود جوًا لدعم الطائرات الحربية السعودية والإماراتية، بينما كانت تلك الدول تخوض حربها لدعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي تم الإطاحة به من قبل المتمردين الحوثيين. وقدمت الولايات المتحدة أيضا للجيش السعودي وحلفائه الأسلحة والتدريب القتالي والدعم اللوجستي والاستخباراتي.
ويكشف تقرير حصري حصل عليه "ذي إنترسبت" من وزارة الدفاع الأمريكية أن السعودية قد تكرر التهرب من سداد الفواتير المستحقة للولايات المتحدة بشأن وقود الطائرات. بعد أن سددت المملكة والإمارات جزءًا كبيرًا من الدين ما بين 2021 و2022، دفعت السعودية مبلغًا يزيد قليلاً عن 950 ألف دولار فقط من المبلغ المستحق الذي بلغ، في نهاية السنة الماضية، 15.1 مليون دولار.
ووفقًا للتقرير الذي تم الحصول عليه بموجب قانون حرية المعلومات، سافر ممثلو وكالة الخدمات اللوجستية الدفاعية والقيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على الأنشطة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، إلى العاصمة السعودية الرياض في آذار/ مارس 2022 للقاء مسؤولين من وزارة المالية السعودية وقادة سلاح الجو السعودي.
أشار التقرير إلى أن "وزارة المالية السعودية وقيادة سلاح الجو السعودي أعربوا في ذلك الوقت عن استعدادهم لدفع ديون الوقود المتبقية المستحقة لوكالة الطاقة التابعة لوكالة الخدمات اللوجستية الدفاعية بحلول كانون الأول/ ديسمبر 2022". وعندما اجتمع المسؤولون الأمريكيون مجددًا مع نظرائهم بعد أكثر من سنة وطرحوا مسألة الدين، قال المسؤولون السعوديون إنهم "لم يكونوا على علم بالدين المستحق وطلبوا بعض الوقت الإضافي للتحقيق في المسألة". ووفقًا للتقرير، كان الدين لا يزال غير مدفوع في نهاية السنة الماضية.
تواصل الموقع مع البنتاغون لعدة أشهر للتحقق مما إذا كانت السعودية قد سددت أي جزء إضافي من المبلغ المستحق. وتظهر إيصالات الاستلام أن مسؤولي البنتاغون قرؤوا الاستفسارات ثلاث مرات في شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو. وعلى الرغم من عشرات الرسائل المتابعة في الأشهر الأخيرة، لم ترد وزارة الدفاع على أسئلة "ذي إنترسبت".
وفي الوقت نفسه، كانت إدارة بايدن تتوسط صفقات أسلحة بقيمة مليارات الدولارات مع المملكة، مما أدى إلى رفع حظر الأسلحة الهجومية الأسبوع الماضي كجزء من سياسة التقارب التي تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الأنظمة الاستبدادية في الخليج العربي في ظل حرب غزة والصراعات مع الوكلاء الإيرانيين، فضلاً عن الحد من التأثير الروسي والصيني في الشرق الأوسط.
حسب نانسي أوكايل، رئيسة ومديرة مركز السياسة الدولية الذي يقع مقره في واشنطن، فإن "حقيقة أن البنتاغون لا يتناول القضية. فالمبلغ المستحق - 15 مليون دولار - ليس هو المشكلة. ما هو مهم هو نقص الشفافية والمساءلة. وهذا يعكس المشكلة الأكبر المتعلقة بعدم الشفافية المحيطة بصفقات الأسلحة والإنفاق الدفاعي عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة والسعودية".
تسببت الحرب التي تقودها السعودية بدعم من الولايات المتحدة في اليمن، والتي تراجعت حدتها بعد الهدنة في سنة 2022، بشكل مباشر أو غير مباشر، في مقتل ما لا يقل عن 377 ألف شخص، بما في ذلك آلاف المدنيين الذين قُتلوا في غارات التحالف السعودي. وقد وجد تحقيق في سنة 2022 أجرته صحيفة "واشنطن بوست" ومركز مراقبة قوات الأمن بمعهد حقوق الإنسان في كلية كولومبيا للقانون أن جزءًا كبيرًا من الغارات الجوية للتحالف السعودي تمت بواسطة طائرات تم تطويرها وصيانتها وبيعها من قبل شركات أمريكية، ومن قبل طيارين تم تدريبهم من قبل الجيش الأمريكي.
وأكد تقرير مكتب المساءلة الحكومية في نفس السنة أنه بين آذار/ مارس 2015 وآب/ أغسطس 2021، قدرت الأمم المتحدة أن الغارات الجوية للتحالف في اليمن تسببت في مقتل أو إصابة أكثر من 18 ألف مدني، مؤكدًا أيضًا أن البنتاغون ووزارة الخارجية فشلا في التحقيق في دور الدعم العسكري الأمريكي المقدم في التسبب بهذه الضحايا.
وأشار الموقع إلى إعلان مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين من الحزبين، وهم إليزابيث وارن، وبيرني ساندرز، ومايك لي، في سنة 2022، أن "التحالف بقيادة السعودية شنّ ضربات بشكل متهور تسببت في مقتل ما يقارب 15 ألف مدني بريء، وقد تم استخدام أسلحة أمريكية الصنع في عدد من هذه الغارات، بما في ذلك غارة سنة 2018 على حافلة مدرسية أسفرت عن مقتل 40 طفلًا". وأضافوا أن "الولايات المتحدة قدمت ما بين 2015 و2020 أكثر من 54.2 مليار دولار في شكل معدات وخدمات دفاعية إلى الحكومتين السعودية والإماراتية، بالإضافة إلى ما يقارب 650 مليون دولار في مجال التدريب العسكري".
في سنة 2021، فرضت إدارة بايدن حظرًا على بيع أنواع معينة من الأسلحة الهجومية إلى السعودية، مستشهدةً بالخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين في اليمن. ومع ذلك، سرعان ما غيّر الرئيس بايدن موقفه. وقدّم بايدن تحيات حارة لمحمد بن سلمان عندما التقيا في 2022 و2023، ومنذ توليه المنصب، قدم للمملكة أكثر من 9 مليارات دولار في صفقات تتعلق بالأسلحة والمساعدات الأمنية الأخرى.
يوم الجمعة الماضي، عندما أعلنت الإدارة الأمريكية عن رفع الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية ووافقت على شحنة أولية من الذخائر الجوية، ذكرت الإدارة أيضًا أنها ستنظر في عمليات نقل جديدة إضافية "بناءً على كل حالة على حدة"، وذلك وفقًا لمسؤولين كبار في الإدارة. وتجدر الإشارة إلى أن البنتاغون لم يستجب لطلب تعليق من "ذي إنترسبت" حول استئناف مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية.
وأعربت نانسي أوكايل عن خيبة الأمل الكبيرة في علاقة إدارة بايدن بالسعودية. فقد سعى بايدن خلال حملته الانتخابية للتميّز عن ترامب وتعهد بعدم تقديم شيكات على بياض للديكتاتوريين، إلا أن إدارته تجاهلت انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها السعودية. وأضافت أن إدارة بايدن أقامت علاقة تعتمد أساسًا على صفقات الأسلحة، تهدف إلى إبعاد الصين وتعزيز ارتباط السعودية بالولايات المتحدة لسنوات قادمة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية البنتاغون السعودية اليمن وقود امريكا السعودية اليمن البنتاغون وقود صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة الهجومیة إلى السعودیة وزارة الدفاع ملیون دولار إدارة بایدن فی الیمن أکثر من فی سنة من قبل
إقرأ أيضاً:
هيرميس تنجح في صفقة الطرح العام الأولي لشركة «إس إم سي السعودية للرعاية الصحية» بقيمة 500 مليون دولار
أعلنت اليوم إي اف چي هيرميس، بنك الاستثمار التابع لمجموعة إي اف چي القابضة والرائد في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن قطاع الترويج وتغطية الاكتتاب التابع له قد نجح في إتمام الخدمات الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لشركة «إس إم سي السعودية للرعاية الصحية(SMC) ، إحدى الشركات الرائدة في تقديم خدمات الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، بقيمة 500 مليون دولار أمريكي، في السوق الرئيسي لتداول السعودية. يُعد هذا الطرح الثالث الذي تنفذه إي اف چي هيرميس في قطاع الرعاية الصحية خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، مما يعكس مكانتها كشريك موثوق في تنفيذ الطروحات بأسواق القطاعات الأكثر نشاطًا في المنطقة.
وقد بدأ تداول أسهم الشركة اليوم تحت رمز التداول .4019
طرح 30%
وقامت شركة SMC بطرح 30 % من إجمالي رأسمالها المُصدر من خلال بيع 75 مليون سهم عادي بسعر 25 ريالا سعوديا للسهم الواحد، مما يعكس قيمة سوقية بلغت 6,250 مليون ريال سعودي 1,667) مليون دولار أمريكي). وقد تجاوزت الطلبات المسجلة خلال مرحلة بناء سجل الأوامر للمؤسسات 121.3 مليار ريال سعودي، بما يعادل تغطية بلغت 64.7 مرة.
وفي هذا السياق، قال كريم مليكة، الرئيس المشارك لقطاع الترويج وتغطية الاكتتاب في إي اف چي هيرميس:"نفخر بتقديم خدماتنا الاستشارية في عملية الطرح العام الأولي لشركة SMC. وبالرغم من التحديات الجيوسياسية التي تواجهها المنطقة، شهد الطرح إقبالًا واسعًا من قبل شريحة متنوعة من المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين. وذلك يؤكد على الثقة في الأسس القوية التي تستند إليها الشركة، وكذلك في صلابة أسواق رأس المال السعودية وقوة المقومات الاقتصادية الكلية للمملكة.
تأسست شركة SMC في عام 1999، وتُعد من أبرز مقدمي خدمات الرعاية الصحية متعددة التخصصات في مدينة الرياض، حيث تمتلك الشركة سجلًا حافلًا يمتد لأكثر من 25 عامًا في تقديم خدمات طبية عالية الجودة تركز على المريض. وتدير الشركة مستشفيين متطورين في الرياض بسعة إجمالية تبلغ 578 سريرًا و266 عيادة خارجية. وتقوم الشركة حاليًا بالتوسع في شمال الرياض، وهي منطقة تشهد نموًا عمرانيًا سريعًا وطلبًا متزايدًا على خدمات الرعاية الصحية. ومن المتوقع أن تستحوذ على أكثر من 25 % من الطاقة الاستيعابية للقطاع الخاص في المنطقة بفضل تطويرها لثلاث مستشفيات إضافية، مما سيضاعف قدرتها الاستيعابية إلى نحو 1,276 سريرًا و770 عيادة خارجية عند بدء التشغيل.
وقامت إي اف چي هيرميس بدور المستشار المالي المشترك، ومدير سجل الاكتتاب المشترك، ومدير التغطية المشترك لهذه الصفقة.
قدمت إي اف چي هيرميس خدماتها الاستشارية في ست طروحات أولية عبر المنطقة منذ بداية العام، بما في ذلك صفقات بارزة في السوق الرئيسي لتداول السعودية، وسوق أبو ظبي للأوراق المالية، وسوق مسقط للأوراق المالية، والبورصة المصرية، مما يرسخ مكانتها الرائدة إقليميًا في أسواق رأس المال.