إسرائيل طلبت تعديل معاهدة كامب ديفيد لهذا الهدف
تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT
تسعى إسرائيل إلى إلغاء "اتفاق فيلادلفيا" الموقع عام 2005 بين مصر وإسرائيل، وكذلك إدخال تعديلات على الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في آذار/ مارس، والمعروفة باسم معاهدة "كامب ديفيد".
ويهدف المقترح الإسرائيلي إلى تعديل الوضع الأمني في المنطقة (د) التي تشمل الشريط الحدودي بين مصر والنقب وقطاع غزة ، والتي كانت تحت السيطرة الإسرائيلية قبل خطة "فك الارتباط" والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.
جاء ذلك في إطار جولة المحادثات الثلاثية بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة التي أجريت يومي الأحد والاثنين الماضيين في العاصمة المصرية، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات أمنية حول محور فيلادلفيا و معبر رفح ، في سياق المساعي للتوصل إلى اتفاق على تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب ما كشفت صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، نقلا عن مصادر مطلعة.
وذكر التقرير أن المفاوضات التي جرت أمس الاثنين، بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة بشأن محور فيلادلفيا والمنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة ومعبر رفح، فشلت في تحقيق أي تقدم يُذكر؛ حيث تمسكت إسرائيل بضرورة وضع ترتيبات أمنية جديدة تضمن بقاء قواتها العسكرية في محور فيلادلفيا، وهو ما قوبل برفض مصري قاطع، إذ تمسكت القاهرة بضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من تلك المنطقة.
وأكدت المصادر أن الوفد الإسرائيلي قدم طلبًا رسميًا لإعادة النظر في معاهدة "كامب ديفيد" من خلال تعديل نصوصها بما يشرعن سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، ويسمح له بالتدخل في أي وقت لمواجهة ما تعتبره تهديدات لأمنها دون الحاجة إلى إذن مسبق من الجانب المصري؛ وطالبت إسرائيل بتعديل مكتوب يضمن "إشرافها على الوضع الأمني في المنطقة الحدودية من الجانب الفلسطيني".
وبحسب التقرير، رفضت القاهرة بشكل قاطع هذه المطالب "المفاجئة"، وحذرت من أن " فتح النقاش حول تعديل معاهدة كامب ديفيد قد يؤدي إلى أزمات جديدة قد لا تصمد المعاهدة أمامها، خاصة في ظل الغضب المتزايد داخل الرأي العام المصري من الممارسات الإسرائيلية". وأكد المسؤولون المصريون على التزامهم برفض أي وجود دائم للقوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية مع غزة، مع تقديم القاهرة لضمانات تمنع "استغلال تلك المنطقة لأغراض المقاومة".
من جانبها، نفت قناة "القاهرة الإخبارية" الرسمية، أمس الاثنين، صحة ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن موافقة مصر على بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، وأكدت مصر تمسكها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا. وأشارت مصادر "العربي الجديد" إلى أن المفاوضات شهدت "تجاذبًا كبيرًا بين الدوائر العسكرية المعنية والدوائر الأمنية في جهاز المخابرات العامة المشرفة على ملف المفاوضات، قبل الاتفاق على رؤية موحدة ترفض بشكل نهائي أي وجود إسرائيلي في محور فيلادلفيا أو أي خطط لنقل معبر رفح من موقعه الحالي".
يذكر أنه في أيلول/ سبتمبر 2005، تم توقيع "اتفاق فيلادلفيا" بين إسرائيل ومصر الذي تعدّه إسرائيل ملحقًا أمنيًا لمعاهدة كامب ديفيد، وتقول إنه محكوم بمبادئها العامة وأحكامها، وذلك عندما سحبت إسرائيل قواتها في إطار خطة فك الارتباط مع قطاع غزة". ويتضمن الاتفاق نشر قوات مصرية على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، وتُقدر تلك القوات بنحو 750 جنديًا من حرس الحدود المصري، ومهمتهم تتمحور في "مكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود والتهريب والكشف عن الأنفاق".
ووفقًا للاتفاقية تم السماح بوجود أربع سرايا للقوات المصرية مسلحة بسلاح خفيف (تم تحديده بـ 504 بنادق أوتوماتيكية و9 بنادق قناصة و94 مسدسا و67 رشاشا و27 صاروخ ‘آر بي جي‘ و31 مدرعة من المدرعات الخاصة بالشرطة و44 سيارة جيب و4 سفن في المنطقة الحدودية البحرية للمراقبة، و8 مروحيات غير مسلحة للاستكشاف الجوي، و3 أجهزة رادار للكشف عن المتسللين).
ويحظر الاتفاق على القوات المصرية إقامة تحصينات ومستودعات أسلحة فضلاً عن معدات جمع المعلومات الاستخبارية ذات الطراز العسكري، وتخضع القوات المصرية لمراقبة القوات متعددة الجنسية الموجودة في سيناء، كما فرض الاتفاق لقاءات دورية بين الطرف المصري وضباط من الجيش الإسرائيلي، وتبادل للمعلومات الاستخباراتية وإجراء تقييم سنوي لتنفيذ الاتفاق.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: المنطقة الحدودیة محور فیلادلفیا کامب دیفید فی المنطقة قطاع غزة بین مصر
إقرأ أيضاً:
سيكتب التاريخ: اليمن لم تخُن غزة وصواريخ الوفاء لم تُخطئ الهدف
سيكتب التاريخ أن اليمن لم تَخُنْ غزة بل كانت جهاز الإنعاش لها لمساندتها ولتحمي قلب الأمة النابض، فكان اليمن النجم الساطع الذي أضاء سماء غزة المعتم، ليقول لها بصدق الأفعال لا الشعارات (صواريخ الوفاء لن تخطئ الهدف).
في ظل أسوأ حرب إبادة جماعية في العصر الحديث يشنها الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي وبمباركة لعدة دول عربية وإسلامية، وفي ظل أزمة الأخلاق والقيم وانزلاق العديد من الدول العربية والإسلامية في مستنقع التطبيع بل الشراكة العلنية ودون خجل من دماء الأبرياء وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ، حيث فضحت الإبادة الجماعية في غزة أكذوبة القومية والعروبة، وكشفت النفاق السياسي المغلف بأكذوبة الدبلوماسية والعلاقات العامة والاتفاقيات.
لكنه اليمن الصديق الصدوق المخلص في زمن عز فيه الصدق والوفاء، كان شعلة الإسناد لغزة رغم معاناته الداخلية برز كواحد من أكثر الشعوب التي وقفت موقفا مشرفا اتجاه القضية الفلسطينية، مُسطِّراً بذلك أروع صور التضامن العربي والإسلامي، حيث أظهر اليمن بشعبه وقيادته الرسمية موقفا صادقا ورمزا للكرامة والعزة التي انقرضت في ظل التخاذل العربي المؤلم.
فقد خرجت الجماهير اليمنية في مظاهرات حاشدة في صنعاء، وصعدة، والحديدة، وغيرها من المحافظات، رافعين رايات فلسطين ومرددين شعارات النصر والصمود منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، ولم تكن مسيراتهم حدثاً عابراً بل تجسيداً لعقيدة راسخة في وجدان اليمنيين، بأن فلسطين ليست وحيدة، بل هي جزء من كرامتهم وهويتهم.
وبينما تواطأ البعض وتأرنب الآخرون أمام (البالون الأمريكي) زأر اليمن مزمجرا رغم الحصار وقلة الإمكانيات والحرب والضغوط الدولية ليرسل رسائل مفادها (لبيك غزة، تشَارَكْنا سويا حصار القريب، ورشقات العز، وتَشَارَكْنا بذْل الدم والمال فإما نصر أو شهادة). و بينما كانت تُعرض مجازر الإبادة الوحشية على قطاع غزة عبر البث المباشر و شاهدها العالم أجمع الذي لم يحرك ساكنا لمدة طويلة كان اليمن العربي الأصيل يشاهد بقلب نازف يحاول رأب الصدع والمساعدة شعبا ورئاسة، فالمظاهرات التي عمّت شوارع صنعاء وتعز وصعدة ومأرب، أعادت بوصلة العروبة لطريقها التائه عن باقي الدول، والهتافات التي خرجت من حناجر اليمنيين وصلت إلى قلوب الثكالى والأرامل والأيتام وأصحاب الفقد، ووصلت لأولئك النازحين الذين هُجّروا من بيوتهم التي دمرها الاحتلال بالصواريخ الثقيلة التي تزن ألفي رطل و المحرمة دوليا، وصلت قلوبهم المكسورة من الخذلان العربي و الإسلامي الذي رأوه وعايشوه بأم العين.. وصلت هتافات حناجرهم المتعبة إلى الجرحى الذين بُترت أجزاء من أجسادهم بفعل آلة الحرب الفتاكة فلامست أرواحهم المتعبة وأسَرَوا لبعضهم البعض في أحاديثهم الموجوعة بأن لا يزال الخير فينا وفي أمتنا فاليمن تشُد من عضدنا ولم يرهبها أحد. وما يجعل من مؤازرة اليمن للقضية الفلسطينية موقفا مذهلا هو أنه يصدر عن شعب يعاني من ويلات الحرب والحصار والتجويع. ومع ذلك، لم تمنعهم ظروفهم من دعم وإسناد غزة وأهلها وفاءً لقضية العرب والمسلمين الأولى.
وعلى خلاف باقي الدول العربية لم يكن إسنادها شعبيا فقط بل على صعيد الموقف الرسمي صدرت العديد من البيانات من جهات متعددة في اليمن تدين الإبادة الجماعية وتدعو الدول والشعوب العربية والإسلامية بالوقوف أمام ترسانة الحرب الصهيونية وتدعو دول العالم الحر الذي يؤمن بالعدالة الدولية لوقف المجازر الصهيوينة بحق أهل غزة، مُسخِّرة لذلك جميع وسائل إعلامها الحرة والناشطة لنقل المجازر الصهيونية بحق المدنيين العُزل. وعلى صعيد العمل المؤازر كانت الصواريخ والرشقات اليمنية هي الحاضرة وسط غياب كامل لأي دعم عربي وإسلامي أمام هذه الإبادة ، حيث ينفذ الحوثيون في اليمن الشقيق هجمات بالصواريخ والمسيّرات على «إسرائيل» والسفن المرتبطة بها، إسنادا لغزة منذ نوفمبر 2023، في مشهد لم يتخيله الكثيرون قبل سنوات حيث أن صواريخها الباليستية والطائرات المسيّرة عبرت البحار والصحارى، واخترقت عمق الأراضي المحتلة، لتدك مواقع حيوية في تل أبيب ومحيطها في لحظة فارقة أرسلت فيها اليمن رسالة سياسية وأخلاقية من طراز نادر» أن فلسطين ليست وحدها، وأن من يظن أن انشغال الشعوب العربية بمآسيها الداخلية قد أبعدها عن جوهر الصراع، فهو واهم، و أرسل اليمن عبر صواريخه البالستية: «هنا قلب العروبة النابض، هنا من ما زال يرى القدس بوصلته، وفلسطين قضيته».
سيكتب التاريخ أن اليمن لم يُخُن غزة وسط الخذلان الذي عايشت آلامه بل كان الصديق الصدوق الذي ساند غزة وكتب تاريخ مساندته لها بمداد الدم. وحينما صرخت غزة، سمعتها صنعاء. وحينما انهمرت القنابل على أطفال فلسطين، نهضت صواريخ اليمن لتقول للعالم إن في هذه الأمة من لم يمت بعد، ومن لا يزال يؤمن أن النصر ليس أمنية، وسيقرأ الأجيال عبر محطات البلاد الفارقة يوم أن غيرت غزة وجه العالم، أن هناك شعاع ضوء أنار عتمة غزة الحالكة ولم يتركها تواجه مصيرها وحدها بل عاند معها وواجه أقوى الدول ليقول لغزة (أنتِ لست وحيدة) هذا الشعاع كان اسمه اليمن.
*كاتبة فلسطينية