ضعف البنية التحتية يضاعف عدد المتضررين من فيضانات اليمن
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
تتزايد المخاوف مع استمرار هطل الأمطار في عدد من المدن اليمنية في ظل بنية تحتية هشة تأثرت بسنوات الحرب في البلاد، وضعف الخدمات الأساسية.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الخميس الماضي، ارتفاع عدد الوفيات من جراء السيول إلى 98، فضلاً عن إصابة 600 آخرين، في حين ذكرت كتلة المأوى التابعة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الفيضانات أثرت على أكثر من 294 ألف شخص، وأنه جرى تقديم مساعدات منقذة للحياة إلى 67500 ألفاً فقط، ما يبرز وجود فجوة تمويلية بقيمة 25 مليون دولار يجب سدها عاجلاً لتلبية احتياجات المتضررين.
وكشف مدير مديرية حيس بمحافظة الحديدة، مطهر القاضي، أن “السيول اجتاحت 13 قرية، بما في ذلك مخيمات للنازحين، وسبّبت تضرر مساكن 1527 أسرة، وخسائر كبيرة بين المواشي، إضافة إلى تدمير الأراضي الزراعية. جرى العثور على جثمان شخص واحد من بين مفقودين”.
بدورها، أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، الأحد الماضي، أن عدد الأسر المتضررة من السيول في المحافظة تجاوز 12 ألف أسرة، من بينها 3 آلاف و673 أسرة تضررت منازلها كلياً، و8 آلاف و689 أسرة تضررت منازلها جزئياً، كما سبّبت السيول تدمير سبع مدارس كلياً، وتضرر 15 مدرسة جزئياً، فضلاً عن تضرر ثلاثة مرافق صحية، ووفاة ثمانية نازحين، وإصابة 34 آخرين.
وأضافت الوحدة التنفيذية أن السيول والعواصف خلفت تأثيرات واسعة علـى مساكن النازحين في 111 مخيماً في مديريات المدينة، والوادي، وحريب، ورغوان، وتضررت 3673 أسرة في تلك المخيمات، كما تضررت 22 مدرسة، سبع منها دمرت كلياً، وثلاثة مرافق صحية، وأن الكارثة ضاعفت من معاناة جميع الأسر النازحة في تلك المخيمات، في حين لم تتجاوز التدخلات الإنسانية في مأرب كلها 12% من إجمالي الاحتياجات، ما يفاقم الوضع الإنساني المعقد الذي يعيشه النازحون.
وبرز تزايد أعداد الضحايا والمنكوبين من جراء السيول والفيضانات نتيجة الضعف الشديد في البنية التحتية، وهشاشة الخدمات الأساسية، وغياب فرق الطوارئ المتخصصة، ما يحول دون تصريف السيول التي أغرقت المناطق السكنية، وجرفت المساكن، وأحدثت دماراً كبيراً في الممتلكات.
يقول المهندس المدني محمد الكبس، لـ”العربي الجديد”: “لا يمتلك اليمن بنية تحتية حقيقية، ما يزيد أعداد الضحايا في حال حصول كوارث طبيعية مثل السيول والفيضانات والأعاصير، ومعظم المدن تكاد تكون خالية من مجاري تصريف السيول، وغالبيتها غير مخططة، ويبرز فيها البناء العشوائي، لذا يؤدي هطل الأمطار الغزيرة إلى بقاء المياه لساعات وربما لأيام في الشوارع. معظم مجاري السيول أغلقتها الأتربة أو القمامة، ومن ثم تغرق الشوارع الرئيسية في ظل غياب أي دور للجهات الحكومية مثل وزارة الأشغال والبلديات”.
وعلى الرغم من مرور أكثر من أسبوع على بدء كارثة السيول والفيضانات، ما زالت جهود الإغاثة ضعيفة، ولا تقارن بأعداد المنكوبين المقدر بنحو 300 ألف نسمة. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي تقديم مساعدات إغاثية طارئة لنحو 1200 أسرة متضررة من الأمطار والسيول في محافظتي مأرب والحديدة، تشمل توزيع حقائب إيواء ومساعدات غذائية، إضافة إلى توزيع وجبات جاهزة على 3 آلاف أسرة ضمن مشروع المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، و500 حقيبة نظافة شخصية.
وبدأت السلطات المحلية في محافظة الحديدة، الأحد الماضي، توزيع ما يقارب 13 ألف سلة غذائية على الأسر المتضررة من السيول في المديريات. وبحسب مكتب الإعلام في المحافظة، يجري تجهيز تلك المساعدات بدعم من برنامج الغذاء العالمي، وتنفذ التوزيع المؤسسة الطبية الميدانية، والتي أوضح رئيسها؛ مهيب عباد، أن عملية التوزيع تشمل 9,968 سلة غذائية في مديريتي الخوخة والتحيتا، و2,825 في مديرية حيس، وسيتم توزيعها على مرحلتين.
ويقول عبد الله سيف، وهو أحد المنكوبين من السيول في مأرب، لـ”العربي الجديد”: “تدفقت السيول إلى المساكن، وجرفت عدداً منها، وأحدثت دماراً هائلاً، في حين لم يتم الالتفات إلينا من قبل الدولة أو منظمات الإغاثة، وتم تقديم بعض السلال الإغاثية لعدد محدود من الأسر المنكوبة”.
وتوقع المركز الوطني للأرصاد استمرار هطل أمطار رعدية غزيرة إلى غزيرة جداً على عدد من المحافظات، من بينها المهرة، وحضرموت، وشبوة، وأبين، ولحج، وتعز، وإب، والضالع، والحديدة، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وحجة، وعمران، وصعدة، وسهل، وكذا مرتفعات تهامة وسواحلها، وحذر المركز المواطنين من الوجود في ممرات السيول أثناء وبعد هطل الأمطار.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: السیول فی
إقرأ أيضاً:
مديرية خدمات درعا تنفذ عدداً من المشاريع لتحسين البنية التحتية في المحافظة
درعا-سانا
نفذت مديرية الخدمات الفنية في درعا، سلسلة من المشاريع التنموية والخدمية بالمحافظة، شملت أعمال المسح والتنظيم وتأهيل الطرق وصيانة المنشآت التعليمية، في إطار خطة الحكومة الهادفة إلى تحسين البنية التحتية في مناطق الريف والمدينة.
وأوضح مدير الخدمات الفنية في درعا المهندس محمد المسالمة في تصريح لمراسلة سانا، أن الورشات أنهت أعمال المسح الطبوغرافي في قرية الفقيع، ضمن المرحلة الثانية من المسح التفصيلي، بعد إنجاز المرحلة الأولى التي تضمنت رصد الأبنية والأعمدة والأشجار والطرق، وتنفيذ الحسابات اللازمة ورسمها على المخطط رقمياً، في إطار إنشاء مخطط طبوغرافي للقرية.
وبين المسالمة أن الهدف من المسح التفصيلي، هو بيان تنظيم العقارات وتنزيل الطرقات على المخطط التنظيمي، بما يعزز من قدرة المجلس المحلي على تنفيذ المشاريع وتحسين العمل في المستقبل.
بدوره، أوضح رئيس دائرة الطرق في المديرية المهندس محمد القطيفان في تصريح مماثل، أن المديرية نفذت في بلدة سملين أعمال إعادة تأهيل الطريق الزراعي الواصل إلى مدينة الحارة، مشيراً إلى أن الأعمال جاءت استجابة لطلب مجلس بلدة سملين، وشملت فرش طبقة من بقايا المقالع بطول 1000 متر وعرض 5 أمتار، بهدف تسهيل حركة مرور المزارعين وتحسين الوصول إلى أراضيهم.
ولفت القطيفان إلى أن أعمال تأهيل طريق مفرق المجابل، مستمرة ضمن العقد رقم 53 لعام 2024، مع أحد المتعهدين من القطاع الخاص، وتشمل تنفيذ طبقة مجبول إسفلتي وإنشاء جزيرة وسطية، منوهاً بأهمية الطريق في ربط مدينة درعا بطريق عتمان- جسر خربة غزالة – الأوتوستراد الدولي، ودوره في تسهيل حركة النقل بين المدينة والريف.
من جانبه، أوضح رئيس دائرة تنفيذ الأبنية في المديرية المهندس يوسف الحسين أن أعمال ترميم مدرسة الخنساء شارفت على الانتهاء بعد استبدال الأعمدة المتصدعة التي تضررت خلال السنوات الماضية بفعل ممارسات النظام البائد بأخرى جديدة، وصب أجزاء من الطابقين الأرضي والأول وتنفيذ بلاطة البهو، إضافة إلى تدعيم بعض الأعمدة وإزالة المتهالكة منها، لافتاً إلى أن أعمال الإكساء ستبدأ قريباً بإشراف مديرية الخدمات الفنية وبمساهمة من المجتمع المحلي.
وشهدت قرى ريف درعا خلال السنوات الماضية، تراجعاً كبيراً في الخدمات الأساسية، نتيجة غياب الدعم والمشاريع التنموية، حيث بقيت الطرق مهملة وأبنية المدارس متهالكة والمخططات التنظيمية مجمدة بفعل ممارسات النظام البائد، أما اليوم فيتم تنفيذ مشاريع متكاملة ضمن التوجه الحكومي لإعادة الإعمار وتنشيط الريف، بما يعيد الحياة تدريجياً إلى هذه المناطق.
تابعوا أخبار سانا على