كنت جالسًا مع أحد السينمائيين، وفجأة قال بفكر أعمل مهرجان فى المدينة الفلانية ويكون موضوع أفلامه عن ثقافة المحافظة.. بصراحة لم تعجبنى الفكرة ولم أوافقه الرأى ولم أتحمس لها وشعرت أن لها مآرب أخرى غير سينمائية!
وتصورت إنها مجرد فكرة خيالية أو حديث لملأ فراغ الجلسة لا أكثر ولا أقل.. ولكن فوجئت بعد شهور يتم الإعلان عن الدورة الأولى للمهرجان!
ولا شك أن الفعاليات والندوات والمحاضرات والمهرجانات الثقافية والفنية تعمل على تنشيط واثراء النشاط الثقافى بصفة عامة.
لدينا عدد كبير من المهرجانات السينمائية فى أكثر من محافظة بلا مبرر.. بينما مهرجان الأغنية فى العلمين له ما يبرره للتنشيط السياحى والعمرانى لهذه المنطقة الجديدة، لكن إقامة مهرجان سينما داخل فندق لا يرى أحد من أبناء المحافظة التى يقام فيها المهرجان ما يدور بداخله سوى لافتة تعيسة يشاهدها بالصدفة!
هذه الفعاليات تستنزف امكانياتنا وطاقاتنا لأنها بالضرورة ستشارك فيها وزارة الثقافة والسياحة والوحدة المحلية والداخلية وو وو والشركات الراعية، كل جهود هذه الجهات مهدرة من اجل 20 أو 50 شخصا حضروا المهرجان، وهذا أفقد المهرجانات المهمة قيمتها مثل مهرجان القاهرة الدولى لأننا طوال العام نستنزف الجهات المنظمة والممولة فى فعاليات صغيرة وعندما نحتاجها فى الحدث الأكبر والأهم نجد طاقتها مستنزفة ويخرج مهرجانك الدولى بأقل القليل؟
ويمكن القياس على ذلك فى الكثير من قضايانا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى تحتاج إلى التركيز والتكثيف وتوجيه كل النفقات بناء على دراسة حقيقية وليست مزيفة عن المخرجات.. فنحن لدينا إمكانيات وطاقات وكنوز ثقافية هائلة فى الدلتا والصعيد وفى مطروح وسينا.. وكل أبناء هذه المناطق لا يعرفون شيئا عن ثقافة المناطق الأخرى.. من فنون شعبية وعادات وتقاليد فى الافراح والمآتم ومختلف المناسبات الاجتماعية.. فهل كل واحدة منها لا تستحق مهرجانا؟!
بالتأكيد أى فعالية وحدث ثقافى مهم ومفيد وله آثاره الإيجابية ولكن يظل فى النهاية هو منتج ثقافى لا بد من تقديمه طازجا وليس معلبًا ومنتهى الصلاحية!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الناصية السينمائيين مهرجان فكرة خيالية
إقرأ أيضاً:
حركة فتح: هدف إسرائيل من عربات جدعون هو التهجير لا الأمن
حذر زيد تيم أمين سر حركة فتح بهولندا، من أن دولة الاحتلال تنفذ خطة ممنهجة لتقسيم قطاع غزة إلى كانتونات صغيرة، في إطار عملية «عربات جدعون»، بهدف تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي للقطاع وإخضاع السكان لسيطرة أمنية صارمة، وليس الأمن.
وأضاف في تصريحات عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الاحتلال يسعى إلى السيطرة على مساحة تتراوح بين 70 إلى 75% من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا يأتي ضمن رؤية استراتيجية تستند إلى أبعاد دينية وتاريخية، وتهدف إلى فرض "غزة الصغيرة"، وهي نسخة مختزلة من القطاع يسهل التحكم فيها.
وتابع، أنّ الاحتلال يقوم بتجريف المناطق التي تصلح للاستخدام كنفق أو إقامة بنية تحتية مقاومة، وذلك ليس فقط لتأمين حدوده، بل لعزل التجمعات السكانية ضمن مناطق مغلقة، يمكن التعامل معها أمنيًا بشكل منفصل.
وذكر، أنّ الهدف هو إنشاء مجمعات ومناطق توزيع خاضعة لسيطرة إسرائيلية مباشرة أو عبر مؤسسات دولية، كمقدمة لإلغاء دور وكالة الأونروا التي تخدم أكثر من 8 ملايين لاجئ فلسطيني، واستبدالها بهيئات جديدة على رأسها مسؤولون أمريكيون مثل ديفيد، المكلف بإدارة ملف الإغاثة العالمية، لافتًا، إلى أنّ الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهورًا، حيث تعاني المنطقة من مجاعة حقيقية، وبدأت تظهر مؤشرات واضحة على أزمة غذائية خانقة، تتجلى في مقاطع مصورة تُظهر أشخاصًا لم يتناولوا الطعام لأيام متتالية.