هآرتس: سياسة سموتريتش تقود إسرائيل نحو الجحيم
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا قالت فيه إن سياسات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التي أثارت جدلا كبيرا الآونة الأخيرة ليست عشوائية، بل هي جزء من خطة تهدف إلى تغيير هيكل الاقتصاد والمجتمع داخل إسرائيل وفقا لرؤية دينية متشددة.
وقالت الكاتبة ياسمين ليفي إن سموتريتش الذي يُلقب بـ"محطم الاقتصاد" ليس "أحمق اقتصاديا" بل إن سياساته جزء من خطة "الحسم" التي تهدف إلى توسيع سيطرته في إسرائيل وتوجيه الاقتصاد بما يتناسب مع رؤيته الدينية.
وقالت الكاتبة إن خطط سموتريتش لا تقتصر على كبح نمو الاقتصاد الإسرائيلي أو إضعاف الفلسطينيين اقتصاديا، بل تمتد لتشمل إحداث تغييرات جذرية في البنية الاجتماعية والاقتصادية لإسرائيل بما يتماشى مع رؤيته الدينية والسياسية.
وأضافت: كما يهدف هذا الوزير إلى تقويض تأثير القوى الليبرالية والديمقراطية، وطرد النخب التي لا تتفق مع رؤيته إلى خارج إسرائيل.
وأثارت سياساته التي تبدو من الخارج عرضية وغير مدروسة مخاوف الخبراء حول مستقبل الديمقراطية والاقتصاد، وعلاقات إسرائيل بديمقراطيات العالم، كما يوضح تقرير هآرتس.
وعبرت الكاتبة عن قلقها من أن تصبح إسرائيل -تحت قيادة أمثال سموتريتش للاقتصاد، وقيادة وزير الأمن إيتمار بن غفير– دولة "دينية رجعية متخلفة وخانعة".
عواقب اقتصاديةوأدت إدارة سموتريتش للاقتصاد إلى تخفيض التصنيف الائتماني، ومن المتوقع أن يتفاقم عجز الميزانية تحت إشرافه، وتنذر المؤشرات الاقتصادية بانهيار اقتصادي وشيك.
وبالفعل حذر خبراء تحدثت إليهم الكاتبة من موجة هجرة كبيرة خارج البلاد تشمل الأطباء والخبراء، وقالوا إنها ظاهرة جديدة تؤثر سلبا على الخدمات الطبية والتعليمية في إسرائيل.
وأكد الخبراء أن الاقتصاد الإسرائيلي قد لا يتمكن من التعافي في ظل هذه السياسات.
وأشارت الكاتبة إلى أن سموتريتش يتجاهل تحذيرات الخبراء ولا ينوي تغيير سياساته، ووجه رسالة حادة هذا الأسبوع لمدير الميزانية يوغيف غاردوس، قائلا "إذا كنت لا تتفق مع سياستي الاقتصادية وترى صعوبة في تنفيذها، يمكنك أن تستقيل". وأضاف "طالما أنك تعمل هنا فأنت خاضع لي وعليك تنفيذ سياستي".
وبرأي الكاتبة فإن تجاهل النصائح أسلوب سموتريتش في العمل، فهو لا يرى ضرورة للاستماع إلى تحذيرات الخبراء، ويواصل استخدام وزارة المالية لتمويل مؤيديه دون أي اعتبار للعواقب الاقتصادية.
وأخيرا، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أن غاردوس ومسؤولي وزارة المالية عليهم رفض نداء سموتريتش بالاستقالة ومواجهة رؤيته المتطرفة، وإلا سيفعل بالوزارة ما فعله بن غفير بالشرطة، ويتجه بالإسرائيليين إلى "الجحيم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
مقال في هآرتس: أي حرب مع إيران لن تمحو جرائم إسرائيل بغزة
كتب خبير قانون حقوق الإنسان وقوانين الحرب مايكل سفارد أن إسرائيل تبنت رؤية عالمية تقضي بحل كل مشكلة بالقوة، وأصبح شعبها جماعة معجبة بالعنف والوحشية، ويحتقر الحوار والتسوية.
وقال الكاتب -في مقال بصحيفة هآرتس- إنه لا يملك المعلومات المتعلقة بمبررات وشرعية الحرب مع إيران، ولا يعرف مدى ضرورة هذه الحرب التي تهدد بجر الشرق الأوسط إلى صراع طويل وكارثي، لأنه ببساطة لا يصدق كلمة واحدة مما يقوله المتحدثون باسم الحكومة الإسرائيلية، ولأن عدم ثقته بما يقوله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتهم من طرف الجنائية الدولية بجرائم حرب قريب من عدم ثقته بتقارير "نظام الملالي" في إيران.
لكن سفارد يؤكد أنه يعرف أن معظم الإسرائيليين لا يكترثون بمدى صدق ما يقال عن هذه الحرب، وأنه لا يوجد تقريبا من نتحدث إليه في إسرائيل، وأننا تحت تأثير المخدرات نحمل شعارات متعجرفة وغارقون في نشوة عسكرية.
وقال سفارد إن ملايين الإسرائيليين يتابعون باستمرار تقارير تتحدث عن تصفية القيادة العسكرية الإيرانية، وصورا بالأبيض والأسود يفترض أنها توثق عمليات الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) خلف خطوط العدو، وتفاصيل خداع إسرائيل للإيرانيين "السذج".
واستغرب الكاتب اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر الذي عقد ظاهريا لمناقشة "صفقة رهائن"، لكنه في الواقع وافق على شن الحرب، ووصف ذلك بأنه خداع، وقال إن إسرائيل تستخدم المحتجزين وسيلة لتحقيق غاياتها، وإنها تتلاعب بمشاعر عائلاتهم المرهقة.
وصمة قابيلوتشرف أستوديوهات التلفزيون على هذه الرحلة العسكرية -كما يقول الكاتب- وهي تؤجج نيران الحرب وتمجد الطيارين وتشيد بوكلاء الموساد وأفراد المخابرات العسكرية "أبطالنا العظماء"، دون تزويد المشاهدين بمعلومات، متعمدة منع سماع أي أصوات لا تتناغم مع إيقاعات الجيش، في نزعة ذكورية عنيفة تتفاخر بقدرتها على توجيه أقوى اللكمات.
على أجيال من الإسرائيليين أن يعيشوا مع وصمة قابيل التي ألصقوها بأنفسهم من خلال أفعالهم التي تعتبر في أحسن الأحوال جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وفي أسوأ الأحوال تثير شبهات الإبادة الجماعية
وكما اُرتكب التطهير العرقي في مساحات واسعة من الضفة الغربية تحت وطأة ضجيج الحرب في غزة يرى الكاتب أن هناك الآن خطرا كبيرا من أن تكثف الحكومة وتيرة جرائمها في غزة، في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على الحرب بين إسرائيل وإيران، لتحقيق حلم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بمحو ما تبقى من غزة.
إعلانوخلص سفارد إلى أن أي حرب مع إيران لن تمحو جرائمنا في غزة، مذكرا بأن إسرائيل في القرن الـ21 تمحو المدن وتدمر البلدات وتبيد القرى، مع أنه لا يوجد تفسير عسكري لهذا التدمير الذي يعد من الناحية القانونية جريمة سافرة تساندها أساليب التجويع واستخدام المساعدات الإنسانية سلاحا لتنفيذ عمليات تهجير السكان.
وختم سفارد بأن على أجيال من الإسرائيليين أن يعيشوا مع وصمة قابيل التي ألصقوها بأنفسهم من خلال أفعالهم التي تعتبر في أحسن الأحوال جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وفي أسوأ الأحوال تثير شبهات الإبادة الجماعية، مشيرا إلى أن أكبر مخاوفه هو أن تقضي الحرب مع إيران على المعارضة الدولية والمحلية الضئيلة للتطهير العرقي والقتل الجماعي في غزة.