استبعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مرة أخرى بشكل قاطع عودة بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال "ستارمر" خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين اليوم الأربعاء، إن بريطانيا تسعى، بعد سنوات من حكم المحافظين، إلى إنشاء بداية جديدة في العلاقات مع أوروبا والاتحاد الأوروبي.

#برلين و #لندن.

. تفاصيل الزيارة الأولى لرئيس الوزراء البريطاني#اليوم #بريطانيا https://t.co/jAq914qjQS— صحيفة اليوم (@alyaum) August 23, 2024
أخبار متعلقة بعد 4 أيام.. الإفراج عن مؤسس تيليجرام في فرنسا"مؤشر جودة الهواء".. تلوث الهواء بباكستان يؤثر على متوسط الأعمارالبريكست مستمر
في الوقت نفسه، قال ستارمر إن "هذا لا يعني التراجع عن بريكست أو الانضمام مجددًا إلى الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي أو السوق الداخلية".
كما استبعد ستارمر أيضًا برنامج التنقل الشبابي (Youth Mobility Scheme)، الذي تسعى ألمانيا إلى تعميمه على كل الاتحاد الأوروبي بالنسبة لبريطانيا.
وقال: "ليس لدينا خطط لإطلاق برنامج للتنقل الشبابي، ولكن لدينا خطط لتعزيز العلاقات".
وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن موقفه لم يتغير في شيء منذ انتخابه في بداية يوليو، وذلك ردًا على ادعاءات المعارضة من المحافظين بأنه يسعى لإعادة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي من الباب الخلفي.
وبدوره، أكد المستشار الألماني شولتس أن العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي جيدة، مشيرًا إلى أن الشعب في المملكة المتحدة اتخذ قرارًا تاريخيًا في عام 2016، وقال إن الصداقة الوثيقة ستظل قائمة بين الجانبين، وإن هناك رغبة في مواصلة تعزيز جميع جوانب هذه العلاقات.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: العودة للمدارس العودة للمدارس العودة للمدارس برلين رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

هل تنزلق بريطانيا إلى المواجهة مع إيران؟

لندن- في الوقت الذي تنعطف فيه الحرب بين إيران وإسرائيل لمستويات غير مسبوقة، يراقب البريطانيون عن كثب تطورات تلك المواجهة من دون امتلاك الجرأة على حسم الموقف من حجم التأييد لإسرائيل أو درجة العداوة مع إيران.

وتواترت تصريحات المسؤولين في حكومة حزب العمال البريطانية منذ بداية التصعيد في المنطقة، التي لم تستبعد -وإن بحذر- الانخراط في تقديم الدعم لإسرائيل، في حين انضمت لدعوات التهدئة وجهود البحث عن قنوات للوساطة.

ترقب للقرار الأميركي

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في وقت سابق إن المملكة المتحدة تعزز قواتها في الشرق الأوسط، من دون أن ينفي احتمال انخراطها في تقديم الدعم لإسرائيل عند الحاجة وحين يقتضي ضمان أمن حلفائه ذلك.

وبينما كانت مزيد من طائرات التايفون البريطانية وأخرى تشق طريقها إلى المنطقة، كان ستارمر إلى جانب القادة الأوروبيين في اجتماع مجموعة السبع بكندا يحاولون بيأس إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتوقيع على مسودة بيان يدعو لخفض التصعيد.

ورغم محاولات بريطانية وألمانية وفرنسية لفتح قنوات اتصال مع إيران بوساطات خليجية، فإن ترامب أصر على مغادر القمة، داعيا في المقابل سكان العاصمة طهران لإخلائها، في حين كانت تعزيزات عسكرية أميركية أخرى أيضا في طريقها إلى شرق المتوسط.

هذا الموقف الأميركي من الحرب هو ما كان رئيس الوزراء البريطاني ستارمر يوحي بأن بلاده تعتزم مراقبته عن كثب والتصرف بناء على التطورات التي ستترتب عليه.

وبلهجة ستارمر الملتبسة نفسها، أكدت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز أن ضخ مزيد من العتاد العسكري للشرق الأوسط إجراءٌ احترازي لطمأنة الحلفاء في ظل ارتفاع منسوب التهديد، في حين أصرت أن الخطوات المقبلة التي ستتخذها حكومتها مرهونة بحالة الطوارئ والتغيرات على الأرض.

واختارت بريطانيا التدخل عام 2024 لصد هجمات إيرانية على أهداف إسرائيلية، بينما تعد القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص نقطة ارتكاز أساسية لدعم سلاح الجو الإسرائيلي، حيث توفر الطائرات البريطانية طلعات للمراقبة ومركزا حيويا لجمع المعلومات الاستخباراتية والتنسيق.

تبادل التوجيهات والإشارات بين الحلفاء لتحسين التحكم في إطلاق النار للأنظمة الدفاعية (الجيش الإسرائيلي) الاصطفاف البريطاني

ويرى شاشانك جوشي محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة إيكونوميست، في حديث للجزيرة نت، أن السياق الحالي الذي تخوض فيه إسرائيل مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات مع إيران، يختلف عن الوضع الذي شجع بريطانيا العام الماضي نحو صد الصواريخ الإيرانية ضد إسرائيل.

إعلان

ويضيف الخبير العسكري البريطاني أن هدف المواجهة الجارية نسف المشروع النووي الإيراني أو تغيير نظام الحكم في طهران، مما يدفع بريطانيا لعدم إبداء حماسة واضحة وتردد أكبر في التدخل لتوفير الدعم لإسرائيل، في الوقت الذي كانت ترى فيه أن دفاعها عن إسرائيل العام الماضي بعد اغتيال قادة من حماس في طهران له ما يبرره.

في المقابل، يشير جيلبرت الأشقر، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، أن العلاقات الخاصة التي تربط بريطانيا بالولايات المتحدة ستدفعها للالتحاق بأي مواجهة إذا قرر الحليف الأميركي ذلك.

ويضيف الأشقر، في حديث للجزيرة نت، أن الاصطفاف البريطاني في هذه المواجهة إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن حجبه من قبل الحكومة البريطانية بعبارات مترددة أو التستر عليه بدعوات خفض التصعيد.

دعم مثير للجدل

وكان الدعم البريطاني لإسرائيل مثار انقسام حاد في صفوف النخبة والرأي العام البريطاني منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، حيث يطالب نواب برلمانيون ومنظمات حقوقية حكومتهم بوقف إمداد إسرائيل بالأسلحة.

ومع وصول حزب العمال للسلطة الصيف الماضي، قرر فرض حظر جزئي على تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل، في وقت تواصل فيه بريطانيا توريد 15% من قطع الغيار لتصنيع طائرات "إف-35" التي تعتمد عليها ترسانة سلاح الجو الإسرائيلي للحفاظ على تفوق قدرته على الردع في المنطقة.

واتهم تحالف "أوقفوا الحرب" البريطاني -في بيان- رئيس الوزراء ستارمر ومعه الحكومات الغربية بالسماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- بالإفلات من العقاب، مما جعل الطريق سالكة أمامه لفتح جبهة مواجهة أخطر على استقرار الشرق الأوسط.

ويعتبر الصحفي جوشي أن الانخراط في توفير الدعم الجوي العسكري المباشر لإسرائيل يتجاوز إرسال تعزيزات عسكرية لحماية القواعد البريطانية، وهو ما يعني أن الحرب على إيران انتقلت حينها إلى مستوى آخر اتُخذ على إثره قرار بريطاني بالانضمام للمواجهة.

علاقات صعبة

وفي الأثناء، يحاول البريطانيون تدبير علاقاتهم الصعبة مع كل من الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية اليمينية، إذ كشف ستارمر عن أنه بعد بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران أجرى أول اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي دار في أجواء "بناءة للغاية"، على حد قوله.

في حين صرحت السفيرة الإسرائيلية في بريطانيا تسيبي حوتوفيلي بأن حكومتها لم تناقش مع حكومة حزب العمال البريطانية الهجوم على إيران، ولم تنسق كل من تل أبيب وواشنطن مع لندن قبل اتخاذ القرار ببدء الهجوم على طهران.

وتحاول بريطانيا بحذر إدارة علاقتها بالرئيس الأميركي الذي لا يبدو معنيا منذ عودته للبيت الأبيض بتعزيز التحالف مع الدول الغربية، في حين يصر رئيس الوزراء البريطاني على أن تحركات بلاده المقبلة في الشرق الأوسط ستكون محكومة بالدفاع عن مصالح الحلفاء والتشاور معهم.

وتوترت العلاقات بين حكومة البريطانية والحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، بعد انضمام بريطانيا إلى حملة غربية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، إذ هاجم نتنياهو بريطانيا وفرنسا وكندا بعد فرضها عقوبات على إسرائيل بسبب استمرارها في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

إعلان

غياب الرؤية

وترى صحيفة إندبندنت البريطانية أن إسرائيل لم تعد مجرد حليف تاريخي لبريطانيا، ولكنها قد تتحول إلى عبء إستراتيجي عليها إذا انخرطت إلى جانبها في الحرب ضد إيران.

وتحذر الصحيفة -في مقال لمحررها لشؤون الدبلوماسية سام كيلي- من أن الاصطفاف إلى جانب إسرائيل في الحرب سيكون مكلفا لبريطانيا، في الوقت الذي يمكن أن تلعب فيه أدوارا أخرى كالاستمرار في تأمين طرق الملاحة في البحر الأحمر رغم ما تنطوي عليه هذه المهمة من مواجهة مباشرة مع الحوثيين.

في المقابل، يرى جوليان بارنز داسي، مدير برنامج الشرق الأوسط في المركز الأوروبي للسياسات الخارجية، أن تقديم الدعم لإسرائيل سواء كان عبر الانخراط في عمليات ردع أو إمدادات أسلحة، سيكون ذا رمزية ولن يؤثر تأثيرا كبيرا على مواردها من العتاد العسكري، لكنه سيمنح إسرائيل غطاء إضافيا لمواصلة المقامرة بأمن المنطقة والتأثير على المصالح الإستراتيجية البريطانية والأوروبية.

ويشير داسي -في حديث للجزيرة نت- إلى غياب رؤية أوروبية واضحة تجاه التطورات في المنطقة، واستمرار الأوروبيين ومعهم البريطانيين في تبرير سعي إسرائيل الدائم لفتح جبهات للصراع ولو على حساب مصالحهم الإستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء بريطانيا: ترامب لن يتدخل في الصراع الإيراني الإسرائيلي
  • رئيس وزراء صربيا: اتفاقية التجارة الحرة صفحة جديدة في العلاقات مع مصر
  • خطوة حاسمة للاتحاد الأوروبي.. حظر كامل لواردات الغاز الروسي بحلول 2027
  • مدبولي: زيارة رئيس وزراء صربيا لمصر تمثل انطلاقة في العلاقات الثنائية بين البلدين
  • هل تنزلق بريطانيا إلى المواجهة مع إيران؟
  • الاتحاد الأوروبي: لا يمكن السماح لإيران بامتلاك قنبلة نووية
  • سفير مصر ببرلين يبحث مع رئيس وزراء ولاية ساكسوني انهالت تطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين
  • سفير مصر ببرلين يبحث مع رئيس وزراء ولاية ساكسوني انهالت تطوير العلاقات الثنائية
  • الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لتمكين القطاع الخاص وتعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة بمصر
  • نهيان بن مبارك يستقبل مبعوث رئيس وزراء بنغلاديش.. ويؤكد متانة العلاقات بين البلدين