حزب المؤتمر الوطني المحلول يهاجم المبعوث الأمريكي ويتهمه ببث الفتنة
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
هاجم حزب المؤتمر الوطني المحلول، المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييللو بحدة، واتهمه ببث أسباب الفتنة بين المكونات السودانية، وطالبه باحترام شعب السودان ومؤسسات دولته.
وتم حل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في نظام عمر البشير البائد، بموجب قانون تفكيك نظام 30 يونيو 1989م الصادر في 2019م.
وقال المكتب السياسي للحزب في بيان اليوم الخميس، إن الكارثة الإنسانية التي حلت بالشعب السوداني “بفعل المليشيا المتمردة” تحتاج إلى تجرد وإخلاص وصدق من كل الفاعلين من أجل معالجتها.
وثمن الجهود المخلصة من الدول الصديقة، لكنه قال: “إلا أن تصريحات المبعوث الأمريكي توم بيريللو التي ظل يكررها من منابر الإعلام لا تساعد على بناء الثقة بينه وبين الشعب السوداني، بل أن تصريحاته تخالف موقف الشعب الأمريكي الحر الذي أدان جرائم المليشيا المتمردة بالسودان والإبادة الجماعية بغزة”.
وأضاف البيان: “المؤتمر الوطني سوف لن يرد على تلك التصريحات لعلمه أن مردها لموقفه الثابت في دعم قواته المسلحة المقاتلة ومشاركة قياداته وعضويته مع الشعب السوداني الصامد في ميادين معركة الكرامة”.
ودعا الإدارة الأمريكية “أن تُلزِم مبعوثها باحترام شعب السودان ومؤسسات دولته، والنأي عن بث أسباب الفتنة بين مكوناته السياسية والمجتمعية”.
وعبر الحزب المحلول عن ثقته أن السعودية- وهي محل ثقة الشعب السوداني وحكومته- ستولي أمر تنفيذ مخرجات منبر جدة اهتمامها حتى لا تسعى أطراف أخرى في إفساد مخرجاته.
وكان المبعوث الأمريكي قال إن السودانيين لا يرغبون في وجود سياسي للمؤتمر الوطني أو الدعم السريع.
وأكد الحزب في بيانه، أنه سيعمل مع كل القوى السياسية الوطنية ومنظمات المجتمع لتحقيق الوفاق الوطني، وأنه سيظل حاضراً في المشهد السياسي ولن يقبل ويستسلم لإقصائه مِن الفعل السياسي”.
وحذر من أن تُفتح حدود البلاد للمنظمات الأجنبية بدعوى العمل الإنساني دون مراقبة ومحاسبة، ودعا أهل السودان إلى كلمة سواء، وقال: “الحل بأيدينا وليس بأيدي غيرنا”- حسب البيان.
بورتسودان: التغيير
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المبعوث الأمریکی الشعب السودانی المؤتمر الوطنی
إقرأ أيضاً:
مسرح العبث السوداني
الانطباع الأول، والأهم، أن الغائب الأكبر في هذه الساحة السياسية العبثية هو الشعب السوداني،ثمة الكثير من الأحداث والناس الغرباء .
لم يبق أحد إلا تحدث عن “حكومة الأمل”، لكن لم يقدّم أحد من المتحدثين إشارة واحدة إلى هذا “الامل”، ماهيته، على اي مشروع أو خطة يتكئ؟، هل هو حقيقي ام مزيف، فقط كان التفاؤل دافعاً قوياً لأناس يعيشون تحت نير “اليأس” بسبب الاضطرابات.
أربعون يوماً مرت على اداء “د.كامل ادريس” القسم رئيساً للوزراء، ولم يتغير في المشهد شيء. تفاقمت الأزمات، وتدهور الاقتصاد؛ الحقيقة أن الذي تغير هو “الرجال وادوارهم “، ولكن براكين المشهد المتنقلة؛ تتسع، وتضيق، وتهدأ، وتفور، وترقد، وتستعر، حتى رأى الشعب “الأمل” يتسلل من بين يديه.
لم يتغير شئ ، من أزمة إلى مأزق، الذي تغيّر هو “المصارعون في الحلبة”، و”التحكيم” واحد ،ومازال الفشل مستمراً، “كامل إدريس” عجز عن استثمار الزخم الجماهيري واعلان حكومته وبرنامجها، حتى خمد “الامل”.
الخطورة تكمن في الفراغ السياسي الذي يتيح لجماعات “السماسرة” تطويرَ أدواتها في محاولة اختطاف القرار والاختام الدستورية، للاستفادة من بيئة الحرب في نهب موارد البلاد ، دون مساءلة أو رقابة من أحد، وفي لحظة بالغةِ الحساسية.
مجموعة “السماسرة” التي تعمل الآن على تعيين أفرادها وزراء بحكومة “الأمل” الزائف، تحاول كسب الوقت بينما الحركات المسلحة مشغولة بالصراع واللهث خلف “عظم” وزارتي المالية والمعادن ، وينشغل معها الجنرالين “كباشي” و”العطا”.
ما تشهده العاصمة الادارية “بورتسودان” هذه الايام لا يمكن تفسيره على أنَّه أمر عابر وآني، ولكنّه جاء نتيجة مسار طويل من انفراط عقد الدولة و تراكمِ النفوذ لدى جماعات “السماسرة” ، التي لا تعترف بتضحيات الشعب السوداني ، ولا تتردّد في توظيف عذاباته واشواقه لمصالحها ومصالح “رعاتها الاقليميين” في تحدٍ صريح لمعاناته .
بينما يغيب “النادي السياسي” عن دائرة الفعل أو يُغيب و يتمدد نفوذ المليشيات والسماسرة.
مسرح العبث الحالي لن يفضي الى حكومة “امل” بل سينتهي إلى شلل سياسي وهيمنة فصيل “السماسرة” على أركان الدولة، وهو تطور خطير في مسيرة الدولة والسيادة و يُنذر بما هو أخطر :تهديد مفتوح للأمن القومي السوداني .
ومع هذا فإنَّ مسؤولية النادي السياسي الموالي للقوات المسلحة في معركة الكرامة،ليست فقط في التَّعبير عن المخاوف، بل في تعزيز حضوره السياسي والنُّهوض لمواجهة هذا الخطر.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب