سودانايل:
2025-05-27@23:06:59 GMT

السودان: 500 يوم من الصمود في وجه الحرب والإرهاب

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

hussainomer183@gmail.com

بقلم/ حسين بَقَيرة

يمر السودان بمرحلة تاريخية دقيقة وفريدة، حيث يعاني الشعب السوداني من صراع وجودي لم تشهده أي دولة أخرى في العصر الحديث. يتجلى هذا الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة في كل زاوية من السودان، ويتجسد فيه بسالة وصمود وشجاعة الشعب في مواجهة تحديات مستحيلة فرضتها الحرب المستمرة، خاصة مع الهجمات البربرية المتواصلة من قبل مليشيا الجنجويد الإرهابية.



في هذه الحرب، التي زُجّ فيها البلاد بسبب سياسات قاصرة من بعض القادة الذين صمموا ما عُرف بالاتفاق الإطاري، تمر السودان اليوم بـ500 يوم من العذاب المدمر الذي لم يترك شيئًا إلا وقضى عليه. التهمت النيران الأخضر واليابس على يد مليشيات الجنجويد، المعروفة باسم "مليشيا الدعم السريع الإرهابية"، والتي دنست أرض السودان الطاهرة بجرائمها الوحشية.

لولا فضل الله وصمود وإيمان الشعب السوداني بوطنه، لكان السودان قد انهار واندثر. يعيش الشعب السوداني عامةً، وخاصة النازحين في معسكرات النزوح، في ظروف إنسانية غاية في الخطورة، تسببت فيها مليشيا الإرهاب هذه وعملاؤها. لقد تخطت الكارثة الإنسانية كل الحدود، والسبب الأساسي وراء هذه المأساة هو السعي لإقامة "دولة العطاوة" من قبل القاتل الدموي حميدتي، الذي سعى بمساعدة بعض عملاء الأحزاب التقليدية لتحقيق مخططه الجهنمي لاستيطان عربان الشتات في هذه الدولة المزعومة.

في سبيل تحقيق هذا الهدف، لم يتوانَ المجرم حميدتي عن استخدام أبشع الوسائل، بدءًا من الاغتصاب واحتلال منازل المواطنين العزّل وتدمير ممتلكاتهم، وصولاً إلى استهداف المؤسسات الحيوية وكل ما يتعلق بحياة البشر. هذه الجرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، حتى وصل بهم الحال إلى دفن الناس وهم أحياء في مدينة الجنينة، في مشهد يندى له جبين الإنسانية.

المؤكد أن هذه المليشيا لم تكن لتجرؤ على ارتكاب هذه الفظائع لولا تواطؤ المجتمع الدولي وعملاء وجواسيس باعوا وطنهم بثمن بخس. ومع استمرار الحرب، أصبح واضحًا أن المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، يقترب من أن يكون جزءًا من آلة التدمير عبر حليفها، دولة الإمارات.

في 500 يوم من نيران الجنجويد، يسجل التاريخ وجود مخطط لإبادة الشعب السوداني تحت صمت مريب من العالم أجمع. ومع الأسف، تستمر هذه الحرب دون وجود ضغوط دولية كافية لإنهاء معاناة الشعب. العالم يشاهد الإرهاب يمشي على قدمين، لكنه يقف عاجزًا عن التحرك، بل يبدو مجبرًا على الوقوف إلى جانب المليشيا الإرهابية، بفضل شراء النفوس بالدراهم الإماراتية، حيث انعدمت الأخلاق والإنسانية.

لقد سطر السودان وشعبه ملاحم من الشجاعة والصمود والوطنية والدفاع عن النفس والعرض والأرض في ظل تخاذل المجتمع الدولي. مدن مثل الفاشر السلطان أصبحت مقبرة للغزاة، حيث لقي معظم قادة الجنجويد حتفهم. كذلك، أظهرت مدينة بابانوسة شجاعة رجالها، ومدينة الأبيض ببسالتها المعهودة في الهجانة، أمثلة رائعة للتضحية في سبيل الوطن. هذه المدن وغيرها، توحد الشعب في انسجام وصمود فريد، ملتفًا حول جيشه وقوات المقاومة بمختلف أشكالها.

صبر الشعب ودعوات المكلومين والثكالى والأرامل والمظلومين بدأت تلوح في الأفق، حيث ظهرت بوادر انهيار مليشيا الإرهاب من الداخل. شهدت مدينة المليط مؤخرًا اقتتالًا داخليًا بين عناصر هذه المليشيا، كما حدث في مدن أخرى، حيث انقلبت الأمور ضدهم (انقلب السحر علي الساحر). وقد تجلى ذلك في التصريحات الأخيرة التي كشفت عن خلافات حادة داخل جناحها السياسي (تقدم) بسبب كشف العلاقة الخفية بينهم وبين مليشيا الجنجويد.

إن شعبًا يتمتع بهذا التلاحم والوحدة والبسالة والشجاعة والإخلاص، حتمًا سينتصر مهما طال الزمن أو قصر. سنحكي للأجيال القادمة عن صمود شعبنا في وجه الحرب والإرهاب لخمسمائة يوم، واستمرار نضاله حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن من دنس الجنجويد وأعوانهم. إذا أراد الشعب الحياة، فلا بد أن ينجلي الليل، ولابد للقيد أن ينكسر، وستبقى إرادة الشعوب عصية على الانكسار.

بقلم حسين بَقَيرة
برمنغهام
الخميس 29/08/2024  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء يبحث مع وزير النفط والطاقة السوداني التعاون وإعادة بناء وتأهيل الشبكات ومستجدات مشروع الربط

استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محيى الدين نعيم وزير النفط والطاقة السوداني والوفد المرافق له، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، بحضور السفير عماد الدين مصطفى عدوي سفير جمهورية السودان لدى القاهرة، وذلك لبحث سبل دعم وتعزيز الشراكة والتعاون في مجالات الكهرباء والطاقات المتجددة، والتدريب والاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوفير التغذية الكهربائية للتجمعات السكانية والصناعية في جمهورية السودان.

وذلك في إطار العمل المشترك، ودعم وتطوير أوجه التعاون والشراكة مع جمهورية السودان في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، والعمل  على استكمال المرحلة الثانية لمشروع خط الربط الكهربائي المصري السوداني مزدوج الدائرة " توشكى 2 / وادى حلفا " قدرة 300 ميجاوات

اجتمع الدكتور محمود عصمت  ووزير النفط والطاقة السوداني، بحضور المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، والمهندسة منى رزق رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، بمشاركة الوفد السوداني، وعدد من قيادات الوزارة، وخلال الاجتماع أشاد الدكتور محمود عصمت بعمق العلاقات المصرية السودانية، وتميزها على مر العصور، والروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين، مستعرضا إمكانيات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، وبحث إمكانية تلبية متطلبات واحتياجات قطاع الطاقة السوداني من المحولات الكهربائية بقدرات مختلفة ووحدات الدعم المتنقلة وغيرها من الإجراءات لتوفير التغذية الكهربائية الكافية في العديد من المناطق، سيما في شمال البلاد، وكذلك التعاون في مجال التدريب والدعم الفني والطاقات المتجددة والدراسات اللازمة للاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال، وامكانية إيفاد عدد من الخبراء للمعاونة في إعداد المواصفات الفنية وأجهزة القياس لإعداد أطلس الرياح.

تناول الاجتماع سبل التعاون لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية في السودان وتنفيذ خطة إسعافية عاجلة لتوفير الكهرباء اللازمة في بعض المناطق خلال موسم الحصاد الزراعي، والعمل على وضع خطة لإعادة تأهيل محطات التوليد والمحولات، وناقش الاجتماع مستجدات تنفيذ المرحلة الثانية لخط الربط المصري السوداني واتخاذ الإجراءات اللازمة لتركيب المهمات الخاصة به، وتعزيز برامج التدريب الفني والمهني للعاملين بقطاع الكهرباء في السودان، والاستعانة بخبرات قطاع الكهرباء في مصر لتحسين كفاءة الأنظمة الكهربائية وتحديث البنية التحتية، وتم التطرق إلى العديد من المشاريع المستقبلية في مجال الطاقة، ومنها التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وإقامة محطات شمسية في العديد من المناطق وإمكانية الاستفادة من القطاع الخاص المصري في تنفيذ المشروعات.

أكد الدكتور محمود عصمت أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لديه خبرات وكفاءات وتجارب ناجحة في تنفيذ الخطط الاسعافية العاجلة، وأن هناك تعاون مع الجانب السوداني وتنسيق في إطار خط الربط القائم لتحقيق التكامل الإقليمي في قطاع الكهرباء والطاقة، مشيراً إلى أهمية تبادل الخبرات في مجالات الطاقة المتجددة وإعادة بناء وتأهيل الشبكات الكهربائية، وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية، مؤكدا الحرص على تعزيز التعاون مع السودان في إطار الجهود المشتركة لتحقيق الأمن الطاقي في المنطقة وتطوير البنية التحتية للطاقة في البلدين، والاهتمام بنشر استخدامات الطاقات المتجددة، وتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، مشيدا بالعلاقات المتميزة بين مصر والسودان، ومواصلة تقديم البرامج التدريبية للأشقاء في جمهورية السودان على أحدث التكنولوجيات العالمية في مجالات الكهرباء والطاقة، موضحا العمل المشترك بين البلدين لتوفير التغذية الكهربائية والوفاء بمتطلبات خطط التنمية المستدامة.

طباعة شارك الكهرباء وزير الكهرباء الربط الكهربائي المصري السوداني

مقالات مشابهة

  • الشعب السوداني الآن هو ليس الشعب البائس التعيس كما يريد القحاتة والمرجفين إقناعنا
  • مليشيا الدعم السريع تنهب أكثر (5) الاف محلا تجاريا و (16) فرعا للبنوك بالسوق المحلي بالخرطوم
  • كرامة جيش حمدان ولعنة مليشيا برهان
  • ???? تخيل المشهد. الآلاف من الجنجويد الذين عاثوا في السودان قتلا ونهبا واغتصابا يصلون إلى أوروبا!
  • وزير الكهرباء ووزير النفط السوداني يبحثان إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية بالسودان
  • وزير الكهرباء يبحث مع وزير النفط والطاقة السوداني التعاون وإعادة بناء وتأهيل الشبكات ومستجدات مشروع الربط
  • أبطال القوة المشتركة يستولون على غنائم مليشيا الجنجويد في منطقة الشقيلاب بعد فرارهم
  • الاسلحة في صالحة كانت تكفي الجنجويد يحتلو افريقيا كلها مش السودان
  • وزير الصحة السوداني يلتقي المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
  • نائب:السوداني باع العراق وأهله من أجل ولايته الثانية