جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-01@23:32:42 GMT

أين رفاق الطفولة؟

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

أين رفاق الطفولة؟

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

كبرنا في منزل واحد وتربينا في نفس الحي، لعبنا معًا، ودرسنا معًا، كانت بيوتنا ملاصقة لبعضها أو كانت تفصل بيننا عدة بيوت، كُنَّا نجتمع ونلعب في الحي، نحمل علبة الطماطم وأحيانا علبة حليب الشاي ونصنع منها سيارة صغيرة بعصا سحرية من صنع الطبيعة النباتية، ونلف بها في أرجاء الحارة، وقلوبنا مليئة بالحب والسكينة والاطمئنان، يغمرنا الحنين لبعضنا، متصلين ببعض رغم أنه لم تكن هناك هواتف نقالة، وكان شوقنا لبعض يدفعنا نحو تلك الحياة البسيطة التي كُنّا نعيشها إخوة متحابين وأصدقاء مقربين وجيران وصحبة.

إلّا أننا وبعد انتقالنا من القرية إلى مرحلة عمرية مختلفة وانخراط الناس في هذه الحياة الجديدة، من هواتف نقالة وبيوت جديدة وجدران كبيرة وعوازل صوت وتكنولوجيا الواقع الافتراضي وتشبعنا بآخرين، أخذونا إلى منحى آخر من منحنيات الحياة، كبرنا كثيرًا وتكبّرنا على أنفسنا لدرجة أنها منعتنا من الاتصال بالإخوة والأصدقاء والصحبة والجيران. رأينا من أنفسنا أسطورة، ونحن الحبة التي لا تتكرر، فمضينا بعيدًا، ولم نعد نعرف أسرار بعض، ولم نعد نعرف الطعام الذي كنَّا نتقاسمه يومًا ما، ولم نعد نعرف في أي مستوى دراسي وصل أصدقاؤنا، وماذا فعلت بهم الحياة، هل أصبح عندهم أزواج وأولاد أم ما زالوا باحثين عن عمل وعن أمل؟ وماذا فعلت الريح بآخر أمانينا وآخر مركب ورق صنعناه سويًا وتركناه على حافة الشاطئ وأغرقته الأمواج تمامًا كما أغرقتنا!

رغم أننا نملك هواتف وأساليب مختلفة للتواصل بالأهل والأصحاب والإخوان والجيران إلا أننا فضلنا عدم ضغط الزر ظنا منَّا أن لكل منا حياته لا وبل أصبحنا إذا رأينا بعضنا صدفة نتجنب الحديث مع بعض خجلا من أنفسنا التي ضيعتنا عن بعض فلم نعد حسن الرفاق ولم نعد حسن الصحبة وباتت أخوتنا مجرد حبر على ورق أو فصيلة دم نتشارك بها أو حكاية مدفونة مضى عليها أعوام كثر.

مضينا نتبع أحلامنا ونسينا من كان يشاركنا بها عندما كنا ننام على الأسطح في نهاية الثمانينات أو فرحتنا بافتتاح الشوارع المعبدة ووضع الإنارة عليها أو درس تعلمناه سويا أو حلم كنَّا نسعى لتحقيقه صارت أسماؤنا في هواتف بعضنا البعض مجرد رقم مهمل وربما لم تكن أيضاً لدينا أرقام بعض تقصيرا منا أو ربما لأنها كانت مرحلة ما، لكن كما قيل دومًا "عمر الدم ما يصير ماءً" فأصبح ماء وشربناه ومضينا.

هل نلوم أنفسنا أم نلوم الظروف المختلفة أم ذكريات الماضي وأحلام المستقبل أم نلوم ذلك الأنا الذي ظل يوهمنا أننا قادرون على التخلي وقادرون على مواصلة المسير وحدنا..

تكبر العوائل ولا نعلم شيئًا.. يموت الرفاق.. تسافر الطيور.. تهجر أقفاصها.. تتجدد المواسم، والثغرة تكبر، نحن الذين كبرنا معًا وأكلنا معا وكنا غطاءً لبعضنا البعض، اصبح همنا ان نكون بعيدين حتى لا نحسد بعضنا بعضًا وحتى نسلب السعادة من معتقدات انفسنا الأمارة بالسوء، فتمضي بنا الحياة ونمضي على عجل لنُفاجأ في نهاية المطاف أننا خسرنا أجمل الوجوه التي كانت لنا سندًا وعونًا، وكانت ترافقنا وتعيش معنا، وكانت لنا الحضن والسلام وكانت المرفأ الآمن والسفينة القريبة، وكان الوصول قريبًا، إلّا أننا بانفعالاتنا تركناها تبتعد فواصلنا الطريق وافلتنا الأيادي ونقضنا الوعود والعهود والأمنيات فتخلينا وكان التخلي متاحاً فمضى كل في سبيله باحثاً عن حياته المنعزلة تاركاً خلفه تلك الوجوه الجميلة متناسياً ذلك الماضي الجميل رغم بساطته غرفتنا التي ننام فيها جميعا وتمتماتنا قبل النوم حتى نغفو ورائحة الفرح والبهجة والمنى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دي ماريا يرفض الابتزاز ويعود إلى نادي الطفولة

بوينوس أيرس(أ ف ب)

أخبار ذات صلة باتشوكا يعلن رحيل ألمادا قبل أيام من «مونديال الأندية» ريال مدريد يعرض على مبابي قميص مودريتش

عاد بطل العالم الأرجنتيني أنخل دي ماريا «37 عاماً» بعد رحلة أوروبية طويلة، شهدت دفاعه عن عدة أندية أبرزها ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي إلى الأرجنتين، عبر بوابة فريق طفولته روساريو سنترال، وفقاً لما أفاد الأخير الخميس.وكتب روساريو على مواقع التواصل الاجتماعي "قصتنا معاً لا تزال في بداياتها"، وأرفقه بفيديو للأرجنتيني الأعسر بألوانه الجديدة. وأضاف "للتحليق، نحتاج إلى أجنحتك. أهلا بك يا أنخل، لقد كنا بانتظارك". ويعود "إل فيديو" إلى حيث استهل مسيرته في عام 2005، قبل أن يشرع بعد موسمين في رحلة استمرت 18 عاماً في القارة العجوز تنقل خلالها بين بنفيكا البرتغالي وريال ويونايتد وسان جرمان ويوفنتوس الإيطالي، ليعود إلى بنفيكا عام 2023، حيث مدد عقده في صيف 2024، بعدما كان أعلن في وقت سابق أنه يريد تحقيق "حلمه" "بالعودة للعب مع سنترال والاعتزال بهذا القميص"، إلا انه تراجع عن قراره بسبب تهديدات بالابتزاز. وأعلن الجناح الأرجنتيني في نهاية يوليو الماضي، انه من أجل "راحة البال والسعادة" لعائلته، يفضّل عدم "العودة إلى روساريو" بسبب التهديدات التي تعرض لها وطالت عائلته أيضاً. نشر دي ماريا عبر حسابه الشخصي على إنستجرام إعلان انضمامه إلى روساريو سنترال مع رموز تعبيرية من قلوب باللونين الأزرق والأصفر (قميص النادي). وكان دي ماريا رفض عروضاً عدة لخوض غمار الدوري السعودي، وودّع بنفيكا بحزن شديد بعد خسارة نهائي كأس البرتغال أمام سبورتينج لشبونة 1-3 الأسبوع الماضي. ويتضمن سجل دي ماريا، المولود في 14 فبراير 1988 في روساريو، الفوز بمونديال قطر 2022 مع "ألبيسيليستي"، وبمسابقة كوبا أميركا مرتين (البرازيل 2021 والولايات المتحدة 2024)، كما أحرز الميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008. على مستوى الأندية، فاز الأرجنتيني بخمسة ألقاب مع بنفيكا، وستة مع ريال، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا 2014، و19 لقباً مع سان جيرمان.

مقالات مشابهة

  • علماء: إنسان نياندرتال كانت لديه قدرات فنية
  • ناشطة مصرية: أول زيارة لي كانت إلى جنوب السودان أثناء الأزمة قبل 10 سنوات
  • في وصف لها.. خيري رمضان: منظمة بريطانية حولت الشرع من إرهابي لـ رئيس
  • برلماني: مصر كانت و لا زالت في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية
  • محام: إذا كانت المرأة معتادة على شرب القهوة في بيت أبيها وجب على زوجها فعل ذلك
  • بايدن يتحدث لأول مرة علنا بعد إصابته بالسرطان: سأتمكن من هزيمته
  • عادل عوض: تونس كانت تنظم 480 مهرجانا فنيا قبل الربيع العربي
  • الجيش السوداني يحرر 71 طفلا من “الدعم السريع”
  • إعلامي مصراتي: اللافي يتحمل مسؤولية فشل إعلام الحكومة وتعليماته كانت دائماً بالتركيز عليه
  • دي ماريا يرفض الابتزاز ويعود إلى نادي الطفولة