الرسم علاج لأفغانيات تدهورت صحتهن النفسية بعد منعهن من التعليم والعمل
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
في منزل بشمال أفغانستان، رسمت خوشي (19 عاما) صورة لنفسها داخل قفص وهي متسربلة ببرقع أزرق.
كانت الطالبة الجامعية السابقة تحضر دروسا في القانون والعلوم السياسية في الجامعة الرئيسية بإقليم بلخ شمال أفغانستان، لكنها وقعت فريسة للاكتئاب منذ أن منعت حركة طالبان الفتيات من الالتحاق بمؤسسات التعليم الجامعي في ديسمبر كانون الأول، وهو أمر تطلب خضوعها لعلاج نفسي حيث نصحها الأطباء بحضور جلسات علاج بالرسم.
قالت خوشي، التي عُرّفت باسمها الأول فحسب لدواع أمنية، «حينما أدركت أنني لست على ما يرام نفسيا، حزنت ... لم أكن سعيدة إطلاقا، كنت مكتئبة دوما، شعرت أنني طائر محبوس في قفص.. طائر فقد كل أسباب السعادة».
وأضافت «بعدما حظرت طالبان التحاق الفتيات بالجامعات وأعلنت أنه لم يعد بوسعهن مواصلة التعليم، شعرت بالغضب الشديد? ?وتدهورت صحتي النفسية يوما بعد يوم، و... قررت أخيرا الذهاب لطبيب نفسي التماسا للتحسن».
تقول طالبان إنها تحترم حقوق المرأة بما يتماشى مع تفسيرها للشريعة الإسلامية والثقافة الأفغانية.
لكن أفغانيات وخبراء في الصحة النفسية يقولون إن كثيرا من النساء، وتحديدا في المناطق الحضرية، ممن حصلن على فرص تعليم وعمل خلال وجود القوات الأجنبية الذي استمر 20 عاما وحكومة مدعومة من الغرب يعانين الآن من إحساس عميق باليأس ومشكلات نفسية.
قال طبيب خوشي النفسي، الذي لا يمكن ذكر اسمه أيضا لدواع أمنية، «منذ بدأت الإمارة الإسلامية (حكومة طالبان) حكم البلاد، فرضوا الكثير من القيود على النساء، فمنعوهن من دخول الجامعات والمتنزهات الترفيهية وصالونات التجميل والقائمة تطول، لم يتركوا شيئا للنساء».
وأضاف «قاعات الرسم هي الفضاء الوحيد المتبقي لدينا لمساعدة مرضانا... أصبحت المكان الوحيد الذي يمكن للفتيات فيه تصفية ذهنهن ومعرفة أخبار صديقاتهن القديمات وتكوين صداقات جديدة، بل يمكنهن تعلم الرسم أيضا علاوة على كل ما سبق».
تزور خوشي طبيبها النفسي مرتين شهريا. واعتاد الطبيب فحص ما بين أربعة وخمسة مرضى يوميا، لكنه يقول إن عدد مرضاه ارتفع الآن إلى ما بين 10 و15 يوميا أغلبهم من النساء. وقال إن الزيادة صارت ملحوظة أكثر بعدما طبقت طالبان حظرا على التحاق الفتيات بالجامعات.
وتقدر المنظمات الصحية أن نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليونا يعانون من مشكلات نفسية بعد الحرب وانعدام الاستقرار على مدى عقود. ولا توجد أرقام موثوقة تذكر عن اتجاهات الصحة النفسية، لكن الأطباء وموظفي المساعدات يتناقلون فيما بينهم أن عدد النساء اللائي يعانين من الصحة النفسية في أعقاب أوامر تقييد عملهن وتعليمهن قد ازداد.
وفي مرسم صغير بمزار الشريف عاصمة إقليم بلخ، تزين اللوحات الحوائط وتتجمع فتيات عدة، منهن خوشي، لحضور جلسة الرسم بالقلم الرصاص. وذهبت الكثيرات منهن إلى هناك بتوصية من خبير في الصحة النفسية لتخفيف شعورهن بالعزلة وتعلم مهارة جديدة، بالإضافة إلى حضور جلسات العلاج النفسي وأخذ الأدوية.
وقالت طالبة سابقة بالجامعة في الجلسة «حينما شعرت بالاكتئاب، وصف لي الطبيب الذهاب إلى مكان أشعر فيه بالهدوء النفسي. اخترت المرسم. فلم أكون صداقات وطيدة هنا فحسب، وإنما خضعت أيضا للعلاج بالرسم».
وقالت خوشي «يمنحني ذلك شعورا بالإنجاز لأنني فعلت شيئا ما، وبشكل عام، الرسم يكسبني الثقة». وأضافت «أنا محبطة في حياتي، لكنني لن أستسلم، سأقاتل. آمل أن تتحسن الأمور في المستقبل».
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
تطبيق فرنسي يرصد الاكتئاب عبر كاميرا الهاتف ويحلل الحالة النفسية
صراحة نيوز – مع تسارع الابتكارات الرقمية لمواجهة أزمة الصحة النفسية العالمية، وصل تطوير تكنولوجيا المراقبة الشعورية إلى مرحلة جديدة، حيث ابتكر باحثون فرنسيون تطبيقًا ذكيًا يستخدم الكاميرا الأمامية لهاتفك المحمول لرصد علامات الاكتئاب وتحليل حالتك النفسية على مدار اليوم.
وبحسب صحيفة “مترو”، بدأ تطبيق طبي جديد في فرنسا يُدعى “إيموبوت” يُستخدم لرصد علامات الاكتئاب لدى المرضى عبر الكاميرا الأمامية للهاتف. يعتمد التطبيق على الذكاء الاصطناعي لتحليل تعابير الوجه باستمرار، حيث يلتقط صورة كل ثانية لتحديد الحالة المزاجية مثل الحزن أو الغضب أو الرضا.
وأكد المؤسس المشارك للتطبيق، صامويل ليرمان، أن “إيموبوت” معترف به كجهاز طبي ويُستخدم حالياً في العيادات النفسية بالتعاون مع الأطباء لتتبع تطور الحالة النفسية واستجابة المريض للعلاج.
وفيما يتعلق بالخصوصية، أشار ليرمان إلى أن الصور لا تُخزن أو تُرسل إلى خوادم خارجية، بل تُعالج مباشرة على الهاتف ثم تُحذف فورًا. وأضاف أن النسخة المستقبلية من التطبيق ستشمل تحليل نبرة الصوت لمزيد من الدقة.
وتم عرض هذه التقنية ضمن فعاليات معرض “Viva Tech” في باريس، حيث أظهرت تجربة حية قدرتها على رصد مشاعر المستخدم في الوقت الفعلي. ويتم حالياً تدريب الخوارزميات باستخدام استبيانات يملؤها المرضى، وبيانات مفتوحة المصدر، وتجارب سريرية لتحديد مؤشرات الاكتئاب الحيوية.
من المتوقع أن تساعد هذه التكنولوجيا في تسريع التشخيص وتفادي الانتكاسات، كما قد تُستخدم مستقبلاً خارج المجال الطبي لمتابعة المزاج اليومي للأفراد.