الأسبوع:
2025-05-22@17:51:02 GMT

ركن الغباء في التاريخ

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

ركن الغباء في التاريخ

شكلت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتركيا الأسبوع الماضي، عملية سحب مذهلة لمصر والعالم العربي من الركن الغبي في تاريخ المنطقة، حيث كنا أسرى لمفاهيم استعمارية قديمة خدعتنا بها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا ودول الغرب التي كانت تستعمرنا مع نهايات القرن الثامن عشر.

وقررت تلك الدول الاستعمارية أن تضعنا في ركن مظلم من التاريخ وقالوا لنا إننا نتحد سويا للقضاء على من يستعمركم، ثم نمنحكم استقلالكم، ونضع أقدامكم على طريق النهضة والحداثة.

وبالفعل اتحدت الدول العربية ووقفت خلف الاستعمار البريطاني الفرنسي، وأجهزة مخابراتهما، وتم ضرب كل منشآت ومفاصل الدول العربية التي كانت تخضع للدولة العثمانية.

خربنا أعظم خطوط حديدية كانت تربط تجارة العرب بتركيا وأوروبا، وكانت هي البداية الحقيقة لأي نهضة يمكن أن تبزغ في عالمنا العربي، دمرنا مكتبات ومراكز علمية وكل أشكال الحداثة والتنمية في منطقتنا باعتبارها تتبع الدولة الاستعمارية العثمانية، ثم انتظرنا بعد أن انهارت الإمبراطورية العثمانية أن يمنحنا الغرب كما وعد استقلالنا، ولكننا قبل أن ننفض أيدينا عن الهدم اكتشفنا في اتفاقية سايكس بيكو في 1916 كيف أدخلونا في ركن غبي للتاريخ، حيث فعل بنا كل الفواحش هناك، وتم تقطيع وتقسيم بلادنا مثل قطع الكيك إلى كل دولة استعمارية التهمت وسيطرت على ما تريد.

وكانت الاتفاقية مقدمة لوعد بلفور 1917، الذي منح اليهود دولة على أرض فلسطين، كما ثبت الاتفاق الذي وقع بين بريطانيا وفرنسا وبمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا وضع جميع الدول العربية تحت الاستعمار الفرنسي البريطاني الإيطالي.

ومنذ الساعة الأولى لإدخال المنطقة في الركن الغبي للتاريخ ظلت القوى اليسارية والعلمانية تحرس هذا الإرث من العداء الاستعماري للتفريق بين العرب والأتراك وصناعة العداء الدائم والمستمر من ناحية والدفع وراء اختيار طريق الغرب الأوروبي بزعم أنه طريق الحداثة من ناحية أخرى، ولم نخرج نحن إلى الحداثة ولم تسمح لنا أوروبا بأن نعود للوصال مع الأتراك مرة أخرى.

وعندما جاء رجب طيب أردوغان ومد يده للعرب خرجت تلك الأبواق محملة بكل ألوان الحقد الأسود تحذرنا من عودة العثماني، وتصنع الفتنة خاصة بين مصر وتركيا.

ومنذ سنوات قليلة دفع دعاة الغرب والفتنة البلدين إلى حافة الصدام العسكري في ليبيا وساعتها تركنا الفرنسيون والبريطانيون والأمريكيون والألمان، وانسحبوا من ليبيا ليقف الجيش المصري في مواجهة الجيش التركي وهم ينتظرون أن يكرر التاريخ نفسه بعد مائة عام ليصفي كل منا الآخر، ولكن كانت العبقرية الأعظم عند الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي فطن إلى الخديعة وقرر أن يقلب اللعبة 180 درجة لنبدأ بالتحالف مع تركيا في صناعة التنمية بدلًا من التحالف مع اليونان وقبرص بالصدام العسكري ضد تركيا، وبدلا من تدمير ليبيا وقتل عشرات الآلاف من الجنود المصريين والأتراك، ونشوب حرب كان يمكن أن تستمر لخمسين عامًا قادمة.

إنه الفهم الأعظم للتاريخ الذي قررنا فيه أن ننتقل من ركن الغباء إلى حيث الوعي، ومن إسالة الدماء والثأر والاستماع إلى وكلاء الغرب في بلادنا إلى صناعة التنمية والتساند في مواجهة الأعداء، والاستماع فقط لأصحاب العقول التي تتشرب من مياه أوطانها وتاريخها الحقيقي، وتأخذ القرار في الوقت المناسب.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

سيف بن زايد يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية

التقى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقال سموه في منشور عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس»: «سعدت بلقاء معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال مشاركته في "سيملس الشرق الأوسط 2025"، حيث ناقشنا سبل تفعيل الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي، التي انطلقت من أبوظبي برعاية كريمة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"».
وأضاف سموه: « وأكدنا خلال اللقاء على أهمية تعزيز التكامل التقني والمعرفي في العالم العربي، ودور الاقتصاد الرقمي في بناء نموذجٍ تنمويٍ عربي مستدام، يواكب تحوّلات العصر، ويُسهم في صناعة مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً لمنطقتنا».

أخبار ذات صلة سيف بن زايد يعزي في وفاة زايد بن صقر الفلاحي حمدان بن محمد يشهد توقيع اتفاقية تنفيذ مشاريع الإسكان الميسر المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • فينيسيوس يودع لوكا مودريتش: كانت كرة القدم التي تقدمها فنا
  • جامعة الدول العربية تكرّم ولي عهد الفجيرة بجائزة يوم الاستدامة العربي
  • لماذا الصمت العربي في حين تغيرت مواقف الغرب تجاه إسرائيل؟
  • مدبولي: كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية بالعراق للتاريخ
  • سلامة بحث مع بعثة جامعة الدول العربية في سبل التعاون الثقافي المشترك
  • الصين وجامعة الدول العربية.. شراكة متنامية نحو العصر الجديد
  • روبيو: أمريكا طلبت من بعض الدول إيواء سكان غزة مؤقتًا.. هل كانت ليبيا بينها؟
  • سيف بن زايد يلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية
  • لماذا “فشلت” القمة العربية في بغداد؟
  • قمة بغداد العربية والحاجة للمّ الشمل العربي !