الاحتلال يضيّق الخناق على الخليل
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
الخليل - صفا
مركبات مكدسة على مرمى البصر، تنتهي بحاجز عسكري مجهز بأحدث أنظمة الأمن والمراقبة، وعلى جانبي الطريق جنود متربصون خلف سواتر اسمنتية، أصابعهم على زناد بنادقهم المشهورة في وجوه العابرين.
يروي سعود أبو كرش من مدينة الخليل، عن ساعات الانتظار التي يقضيها على حاجز "الكونتينر" الفاصل بين شمال الضفة وجنوبها، للوصول إلى مكان عمله في مدينة رام الله.
وتبدأ رحلة أبو كرش منذ ساعات الفجر، وتستغرق أضعاف وقت ومخاطر الطريق المعتادة قبل الإغلاقات التي فرضها جيش الاحتلال في الضفة عموماً بعد السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وفي الخليل على وجه الخصوص في أعقاب عمليتي التفجير المزدوجة وإطلاق النار في المدينة.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، ارتفع عدد حواجز الاحتلال العسكرية والإغلاقات في مدينة الخليل إلى أكثر من 157 حاجزاً، يفصل المحافظة عن محيطها ويعزلها عن بلداتها وقراها ومخيماتها، فضلاً عن عشرات الحواجز والإغلاقات الجديدة التي فرضها الاحتلال في مطلع الشهر الجاري.
وقال أبو كرش في حديثه لوكالة "صفا"، "يسلك سائق المركبة طرقاً ترابية جديدة في كل مرة، فالطريق التي نعبرها صباحاً يغلقها جيش الاحتلال بعد ساعة على أكثر تقدير".
وأضاف أن الطريق طويل، وعرٌ وشاق، يغلبه التوتر والإنصات لتسجيلات صوتية تصل إلى سائق المركبة العمومية من سائقين آخرين، حول أحوال الطرق والحواجز.
وبيّن أبو كرش أن الطريق من الخليل إلى رام الله، كانت تستغرق نحو ثلاث ساعات قبل الإغلاقات التي فرضها الاحتلال مؤخراً، وباتت تستغرق أكثر من خمس ساعات.
وقال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة لوكالة "صفا"، إن قوات الاحتلال فرضت حصاراً على محافظة الخليل، وأغلقت كافة مداخلها والطرق التي تربطها بالقرى والبلدات المحيطة بها.
وأضاف أن المدينة أصيبت بالشلل التام، وتحولت شوارعها إلى مكاره صحية وبيئية بسبب إعاقة أعمال البلدية في نقل النفايات إثر إغلاق المدينة، مبيّناً أن حجم النفايات المتراكمة بلغ نحو 1500 طن.
وأشار أبو سنينة إلى أن الاحتلال يعرقل أعمال البلدية في المناطق المغلقة ومحيط المسجد الإبراهيمي على وجه الخصوص، لافتاً إلى أن الأهالي القاطنين في تلك المناطق عاشوا ظروفاً قاسية جداً، شملت منع التجول والتنكيل والتضييق منذ بدء الحرب على غزة.
وأفاد منسق لجنة المدافعين عن حقوق الأنسان عماد أبو شمسية لوكالة "صفا"، بأن قوات الاحتلال تواصل إغلاق مدخلي الخليل الشمالي والجنوبي في معظم الأوقات، وتنغص على المواطنين وتتحكم في نمط معيشتهم وأوقاتهم.
وقال "إن قوات الاحتلال تسمح بمرور المركبات لفترة وجيزة جداً، يتبعها إغلاق يمتد لساعات، ناهيك عن التنكيل بالمواطنين وتفتيش مركباتهم وتدقيق هوياتهم".
وأضاف أبو شمسية أن الإغلاقات ألحقت أضراراً جسيمة باقتصاد المحافظة، إذ حالت دون وصول أهالي القرى والبلدات المجاورة إلى الأسواق المركزية في المدينة، وأعاقت حركة البضائع سواء الخارجة أو الداخلة إلى المحافظة.
وحول أوضاع المناطق المغلقة ومحيط المسجد الإبراهيمي وسط الخليل، بيّن أبو شمسية أن المنطقة من الأساس تشهد تضييقاً غير مسبوق منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وأوضح أن اللجنة وثّقت عدة حالات تحرش بالأطفال والنساء من قبل الجنود المتركزين على الحواجز، إلى جانب الاحتجاز لساعات ومنع المواطنين من الوصول إلى منازلهم في كثير من الأحيان.
وأشار إلى أن تصاعد الانتهاكات في حق المواطنين على الحواجز العسكرية المنتشرة في أزقة وحارات المناطق المغلقة، يأتي في سياق الانتقام والعقاب الجماعي للكل الفلسطيني في أعقاب عمليات المقاومة الأخيرة في المدينة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: أبو کرش
إقرأ أيضاً:
أوروبا تضيق الخناق على روسيا وماكرون يحذر من «انفلات نووي» إيراني ويدعو لتوازن مع واشنطن
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن أوروبا لن تقبل باتفاقية تجارية غير متوازنة مع الولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة التوصل إلى اتفاق عادل وسريع بين الطرفين.
وقال ماكرون للصحفيين في بروكسل على هامش قمة قادة الاتحاد الأوروبي، إنه يجب استخدام جميع الوسائل لضمان تحقيق اتفاق تجاري عملي ومتوازن، معتبراً أن بقاء الرسوم الجمركية الأمريكية الأساسية عند 10% يتطلب ردّاً أوروبياً ذا تأثير مماثل، وأضاف: “يجب ألا ينظر إلى حسن نيتنا على أنه ضعف”.
من جانبها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي تلقى “أحدث وثيقة أمريكية” لمواصلة المفاوضات حول الرسوم الجمركية، مؤكدة أن جميع الخيارات لا تزال مطروحة، وأن الاتحاد مستعد لإبرام اتفاق لكنه يحضر نفسه لاحتمال عدم التوصل إلى اتفاق مرضٍ، مع التزامه بالدفاع عن مصالح أوروبا عند الحاجة.
على صعيد آخر، اتفق قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27، خلال قمة بروكسل نفسها، على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا لمدة ستة أشهر إضافية، استمراراً للعقوبات التي فرضت بسبب الصراع في أوكرانيا.
وتشمل العقوبات تجميد أكثر من 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي، وستظل سارية حتى أوائل عام 2026 على الأقل، في ظل تصاعد التوترات والتصريحات الروسية التي تؤكد قدرة موسكو على التكيف مع الضغوط الغربية واعتبار العقوبات “فشلاً”.
وتأتي هذه القرارات وسط تداعيات اقتصادية واسعة انعكست على أسعار الطاقة والمواد الغذائية في أوروبا والولايات المتحدة.
ماكرون يحذر من انسحاب إيران من معاهدة عدم الانتشار بعد الضربات الأمريكية
حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن “السيناريو الأسوأ” في الأزمة الراهنة مع إيران سيكون انسحاب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وذلك في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، والتي وصفها بأنها “فعالة فعلياً”.
وخلال مؤتمر صحفي عقب قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال ماكرون إن “الأسوأ سيكون أن يؤدي ذلك إلى انسحاب إيران من معاهدة عدم الانتشار، وبالتالي، في نهاية المطاف، إلى انحراف جماعي وإضعاف مشترك”، في إشارة إلى التبعات المحتملة على النظام الدولي للحد من الأسلحة النووية.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه سيجري خلال الأيام المقبلة اتصالات مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، في محاولة لحشد الدعم للحفاظ على المعاهدة والحد من التوترات، وقد بدأ بالفعل هذه المساعي بمكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أطلعه فيها على فحوى المشاورات التي أجرتها باريس مع طهران “خلال الأيام والساعات الماضية”.
وأضاف ماكرون: “نأمل في حدوث تقارب حقيقي في وجهات النظر”، مشدداً على أن الهدف المشترك هو “تجنب أي استئناف للتصعيد النووي الإيراني”.