4 أشهر من الحرب في السودان ومخاوف من استمرارها لسنوات
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
اندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي، فقد خلالها الجيش سيطرته الكاملة على الخرطوم كما خسرت قوات الدعم السريع أى شرعية سياسية، ومع تواصل الحرب ومرور أربعة أشهر، قتل 3900 شخص على الأقل، ونزح أكثر من 4 ملايين.
السودان تمنع ممثل الأمم المتحدة من الحديث أمام مجلس الأمن الأمم المتحدة تحذر من استمرار حرب السودان لتأثيرها على استقرار منطقة أبيى
ويقول الخبير العسكري محمد عبد الكريم: "الحرب في السودان امتدت لزمن أطول مما كان متوقعا لها بل أكثر من الزمن الذي قدّره من خطّطوا لها.
ويضيف أن الجيش كان يظنّ أن "الحسم سيتمّ في وقت وجيز على اعتبار أنه يعرف تفاصيل تسليح قوات الدعم السريع وأن لديه ضباطا منتدبين للعمل في الدعم السريع".
ويقول ضابط سابق في الجيش السوداني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن قيادة الدعم السريع "أعدّت خطوط إمدادها ولذلك كانت أولوياتها السيطرة على مداخل العاصمة".
وتسيطر قوات الدعم على المدخل الغربي للخرطوم الرابط بين العاصمة وولايتي دارفور وكردفان عند الحدود الغربية لأم درمان (ضاحية الخرطوم). كما تسيطر على الطريق الذي يربط العاصمة بولايات الوسط وشرق السودان.
ويضيف الضابط السابق أن الجيش اختار حماية قواعده الأساسية، غير أن قوات الدعم السريع كسبت أرضا في الأحياء السكنية التي كانت أقامت مقار فيها وباتت منذ بداية الحرب تسيطر على العديد من المنازل والمستشفيات ومؤسسات بنى تحتية أخرى.
ويشير إلى أن "هذه حرب بطبيعتها تفترض الاعتماد بشكل أساسي على قوات المشاة بما أنها حرب داخل مدينة".
غير أن الجيش "منذ سنوات طويلة لم يعد مهتما بسلاح المشاة الحاسم في مثل هذه المواجهات، إذ اعتمد خلال الحرب في جنوب السودان (الذي أصبح دولة مستقلة في العام 2011) على متطوعي الدفاع الشعبي. وبعد انتهاء حرب الجنوب وبداية القتال في إقليم دارفور، استعان الجيش بحرس الحدود، وهي قوات من القبائل العربية لا من الجيش النظامي، وبعد ذلك بالدعم السريع".
في الإطار ذاته، كتب الباحث أليكس دو وال أن قوات الدعم السريع "أثارت شكوكا في الطريقة التي يقدّم بها الجيش نفسه باعتباره ممسكا بالسلطة" عندما فاجأته بانتشارها في الخرطوم. وبدا البرهان مسيطرا على الوضع بعد الانقلاب الذي نفّذه في العام 2021 بمساندة نائبه آنذاك محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي.
غير أن "ما كسبه الدعم السريع عسكريا، خسر مقابله سياسيا"، إذ إن قواته "فقدت بشكل نهائي تعاطف الشارع بسبب الفظاعات التي ارتكبتها من إعدامات بدون محاكمة واغتصاب ونهب"، وفق دو وال.
وإذا كانت الحرب بدت في أيامها الأولى وكأنها صراع على السلطة بين جنرالين، فقد باتت اليوم أطراف أخرى متداخلة فيها بعد أن دعا الطرفان إلى التعبئة العامة.
من ناحية الجيش، "فتحت هذه الدعوة الباب أمام الإسلاميين وهم الأكثر استعدادا"، غير أن مشاركتهم وغيرهم في القتال "سيؤدي الى إطالة أمد الحرب وتعقيد العلاقات الدبلوماسية للسودان"، وفق الضابط السابق.
أما قوات الدعم السريع فتعتمد على "تعبئة القبائل العربية في دارفور" للحصول على دعم، بحسب مصدر في هذه القوات.
وتشير بعض التقديرات الى أن تعداد قوات الدعم السريع يبلغ الآن 120 ألفا، في حين كان في بداية الحرب 60 ألفا.
ويشرح المصدر نفسه أن "البعض يقاتلون لدعم إخوتهم"، بينما "يقاتل آخرون من أجل المال"، وهو مورد متاح بين أيدي الفريق دقلو بفضل سيطرته على مناجم الذهب.
وبفضل التنقيب عن الذهب الذي يعدّ السودان ثالث منتح له في إفريقيا، اكتسب دقلو حلفاء مهمين على رأسهم مرتزقة قوات فاغنر الروسية الخاصة، وفق واشنطن.
وبمرور الوقت، تتوسّع الحرب يوميا إلى مدن جديدة في ظل انسداد أفق الحل السياسي، ما يرجح أن تستمر"الحرب لسنوات"، وفقا لدبلوماسي غربي.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السودان الجيش السودانى الدعم السريع حرب السودان الخرطوم قوات الدعم السریع الحرب فی غیر أن
إقرأ أيضاً:
السودان يمدد فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد
حكومة السودان أكدت أن تمديد فتح معبر أدري يجيئ لحرصها على تسهيل انسياب الإغاثة للمتضررين من الحرب وفي إطار التعاون مع المجتمع الدولي.
بورتسودان: التغيير
أعلنت الحكومة السودانية التي يسيطر عليها الجيش أمس، تمديد فتح معبر ادري الحدودي مع دولة تشاد لمدة ثلاثة أشهر، لايصال المساعدات والعون الإنساني لمتضرري الحرب بالبلاد.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على خلفية صراع السلطة بين المكونين العسكريين، وأدت إلى تدهور الوضع الأمني بشكل غير مسبوق، وازدادت الأوضاع الإنسانية سوءًا مع تصاعد القتال في مناطق متعددة من البلاد.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان الأربعاء، إنه تم تمديد فتح المعبر لثلاثة أشهر إضافية للفترة من 16 مايو الحالي إلى 15 اغسطس المقبل.
وأضافت أن ذلك يجيئ من منطلق حرص الدولة على تسهيل انسياب الإغاثة لمواطنيها الذين تضرروا جراء الحرب في إطار التعاون والانخراط الإيجابي مع المجتمع الدولي في هذا الصدد.
وكان مجلس السيادة السوداني، قرر في اجتماع برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، توجيه مفوضية العمل الإنساني بالتنسيق مع منسق العون الإنساني القطري، بفتح معبر أدري الحدودي مع الجارة تشاد لمدة (3) أشهر.
ووجه بأن يتم فتح المعبر حسب الضوابط المتعارف والمتفق عليها، وذلك لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.
ومنذ ذلك الوقت ظلت الحكومة تمدد فتح المعبر لثلاثة أشهر، بالرغم من مطالبات جهات حكومية بإغلاق المعبر على زعم استغلاله من قبل قوات الدعم السريع لنقل الأسلحة والعتاد الحربي.
وأدت الصراعات المستمرة في السودان إلى تعقيد مهمة إيصال المساعدات الإنسانية، حيث لم تتمكن الوكالات الإنسانية من الوصول إلى المناطق المنكوبة بشكل كامل بسبب القيود الأمنية، والهجمات على القوافل الإغاثية، وصعوبة التنقل داخل البلاد بسبب تدمير الطرق والمرافق.
وفي تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، تم التأكيد على أن هذه الحرب تسببت في خلق واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في المنطقة، مع وجود ملايين الأشخاص في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان المجتمع الدولي بورتسودان تشاد عبد الفتاح البرهان معبر أدري الحدودي