دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— يحي مسلمون ذكرى مولد النبي محمد (ذكر المولد النبوي) اليوم الأحد، وسط انقسام وجدل فقهي بين مصر وما أكدت عليه دار الإفتاء وبين رأي رجال دين في السعودية، وفيما يلي نستعرض لكم بعضها:

دار الإفتاء المصرية: 

ذكرت بسلسلة تدوينات على صفحتها بمنصة إكس (تويتر سابقا) أن "قالوا: هل كانت تُضرب الموسيقى والطبول والنوبات والكشاكيش؟ قلنا: لقد كان استخدام الدف في عصر النبوة أمرًا مشهورًا للإعلان عن الفرح والسرور في المناسبات الاجتماعية، وكان مستخدمًا في كثير من الاحتفالات بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالعيدين مثلًا ولم ينكره النبي، أما غير ذلك من الآلات فلم يكن معروفًا أو مشهورًا.

ومع ذلك، فإن تلك الآلات الموسيقية المذكورة أو غيرها هي مجرد جمادات تصدر أصواتًا بفعل مستخدمها، فهل قال أحد يومًا إن تلك الآلات أو أصواتها أمر محرم شرعًا؟!"

وتابعت: "غاية ما هنالك أنه إن استُخدمت تلك الآلات في غناء مشتمل على محرم كتهييج الغرائز أو إثارة الشهوات مع مقارعة الخمور أو المسكرات ومشاهدة المحرمات فالأمر كله حرام شرعًا، لا لذات الآلات، بل لما اشتمل عليه فِعل الناس من المحرمات، أما إذا ما استخدمت فيما أحلَّه الله كالمدائح النبوية أو الإنشاد الديني أو الأغاني الوطنية وما يماثلها فلا مانع من ذلك شرعًا، لا لذات الآلات أيضًا بل لما اشتمل عليه فعل الناس من المباحات، فظهر بذلك أن الآلات في ذاتها لا حكم لها إنما الحكم يتعلق بفعل المكلف نفسه".

وأضافت في تدوينة منفصلة: "الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم هو الاحتفاء به، والاحتفاء به أمر مقطوع بمشروعيته، لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، وقد درج سلفنا الصالح منذ القرنين الرابع والخامس الهجريين على الاحتفال بمولد الرسول صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح".

السعودية، رأي خطيب المسجد النبوي، الشيخ علي الحذيفي ومفتي المملكة الراحل عبدالعزيز بن باز:

قال الحذيفي في خطبة الجمعة الماضية: "من الجفاء للنبي، صلى الله عليه وسلم، التهيؤ لبدعة المولد وللبدع التي لا دليل عليها، والتقصير في السنة النبوية.. اتباع النبي وأداء حقّه على العبد يكون بمحبته وتقديمها على كل شيء وطاعة أمره، واجتناب منهياته، وتصديق أخباره وأن لا يُعبد الله تعالى إلا بشرعه".

وأكد خطيب المسجد النبوي قائلاً: "وقد حطّ الرحال مع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار قومٌ لم يسمعوا حتى بالمولد، ففازوا باتباع السنن النبوية والعمل بها ومجانبة البدع كلها".

رأي عبدالعزيز بن باز: قال وفقا لما هو منشور على موقعه الرسمي: "الاحتفال بالمولد النبوي غير مشروع، بل هو بدعة، لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، وهكذا الموالد الأخرى، لعلي أو للحسين أو لعبد القادر الجيلاني أو لغيرهم، الاحتفال بالموالد بدعة غير مشروعة، والرسول صلى الله عليه وسلم هو الداعي إلى كل خير، وهو المعلم المرشد للأمة، وقد بعثه الله بشيرًا ونذيرًا وسراجًا منيرًا يدعو إلى كل خير، وقال الله في حقه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [سبأ:28]، وقال في حقه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا  ۝ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا [الأحزاب:45-46]، وقال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]".

وتابع ابن باز: "لم يرشد أمته إلى الاحتفال، ولم يحتفل في حياته بمولده، ولا فعله الصديق ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من الصحابة، ولا في القرون المفضلة القرن الأول والثاني والثالث، وإنما أحدثه الرافضة، ثم تابعهم بعض المنتسبين للسنة".

وأضاف: "أما الاحتفال بمولده في ربيع الأول من كل سنة بالأكل والشرب والذبائح والخطب هذا لا أصل له، هذا من البدع وهو وسيلة إلى الشرك، كثير من هؤلاء المحتفلين يقع منهم الشرك والغلو في النبي عليه الصلاة والسلام مع البدعة. نسأل الله السلامة.. المقدم: جزاكم الله خيرًا على هذا التوجيه المبارك".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإسلام المسجد النبوي المولد النبوي النبي محمد تغريدات دار الإفتاء المصرية صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

كيف أحقق الخشوع في الصلاة؟ 5 خطوات تنهي على الوسواس

كيفية الخشوع في الصلاة لعلها من أكثر الأمور التي ينبغي على المصلي فعلها أثناء الصلاة، ومعنى الخشوع في الصلاة هو السكون فيها، وفيه يُظهر المصلِّي التذلّلُ للهِ عزَّ وجلَّ بقلبهِ وجميع جوارحهِ، و الخشوع في الصلاة يكون بحضور القلب وانكساره بين يدي اللهِ تعالى، وكمال الخشوع في الصلاة يتحقّق بتصفية القلب من الرياء للخلق في الصلاةِ.

الخشوع في الصلاة يَكثرُ ثوابها أو يقلّ حسبما يعقل المصلّي في صلاتهِ، إضافةً إلى استشعارُ الخضوعِ والتواضعِ للهِ عزَّ وجلَّ عند ركوعهِ وسجودهِ، وأن يمتلئَ قلبهُ بتعظيمِ اللهِ عز وجلّ عند كل جزءٍ من أجزاء الصلاةِ، وأن يبتعد المُصلّي في صلاتهِ عن الأفكارِ والخواطرِ الدنيويّة، والإعراضِ عن حديثِ النفسِ ووسوسةِ الشيطانِ؛ ذلك أنّ الصلاةَ مع الغفلةِ عن الخشوعِ والخضوعِ لله عز وجل لا فائدة فيها.

كيفية الخشوع في الصلاة

وضع الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، روشتة شرعية لـ الخشوع في الصلاة، وعلاج السرحان وشرود الذهن أثناء الصلاة، من 3 أمور تُعين المسلم على الخشوع في الصلاة.

وقال «الورداني» في إجابته عن سؤال: «دائمًا ينتابني هاجس أن عبادتي غير مقبولة فماذا أفعل؟»، أن الأمر الأول الذي يساعد على الخشوع في الصلاة هو العناية بالتركيز في القراءة بتأنٍ وتدبر الآيات وليس مجرد التلفظ بها، مشيرًا إلى خطأ البعض في عدم التلفظ ولهج اللسان بتحريك الشفتين في القراء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ».

وأضاف أن ثاني هذه الأمور: العناية بموضع النظر في مراحل الصلاة المختلفة، لافتًا إلى أن النظر أثناء الوقوف يكون إلى محل السجود، وأثناء الركوع إلى أطراف أصابع قدميك، وعند السجود يكون إلى «أرنبة» الأنف، وأخيرًا عند التشهد يكون النظر إلى طرف الإصبع المُسبحة -بحسب تعبيره-.

وتابع: ثالثًا: العناية بالأدعية التي يقولها المصلي في أثناء الركوع والسجود والقيام، مشيرًا إلى حضور قلب الداعي أثناء الدعاء، لما رواه أبو هريرةَ أنَّ رسُولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاء» رواهُ مسلم.

دعاء الخشوع والتذلل بين يدي الله.. كلمات مجربة تقربك إلى ربكلذّة الصلاة تبدأ من خارجها.. علي جمعة يوضح سر الخشوع ويُحذّر من تحوّل العبادة إلى عادة

كيفية الخشوع في الصلاة

ونصح مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ببعض الوسائل التي تعين المسلم على الخشوع في الصلاة ومنها: أولًا: معرفة صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- من واجبات وآداب وهيئات وأدعية وأذكار، ثانيًا: وأن تحرص بعد المعرفة على التطبيق التام لها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم «صلوا كما رأيتموني أصلي».

وأضاف: ثالثًا: المجاهدة والمثابرة على الخشوع في الصلاة ولذا قال سبحانه وتعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ»، رابعًا: استحضار عظمة الله تعالى وجلاله وعلوه على خلقه، وأنك تقف بين يديه عبد بين يدي سيده ومولاه.

وتابع: خامسًا: وإذا عرض لك شيء يشغلك في صلاتك فاتفل «هواء مع ريق خفيف يشبه الرذاذ» عن يسارك واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنه ينصرف عنك بفضل الله تعالى.

حكم الخشوع في الصلاة

اختلفَ الفقهاءُ في حكم الخشوع في الصلاةِ؛ هل هي سنةٌ أم فرضٌ، أم تُعتبرُ من فضائِلها ومُكمّلاتِها: القول الأول: ذهب جمهورُ الفقهاءِ إلى أنّ الخشوعَ في الصلاةِ سُنّةٌ من سننِ الصلاةِ، بدليلِ صحةِ صلاةِ من يُفكّرُ في الصلاةِ بأمرٍ دنيويٍّ، ولم يقولوا ببطلانِ صلاةِ من فكَّر في صلاتهِ.

واستدلوا بما رواه أبو هريرة - رضي اللهُ عنهُ-: «أنَّ النبيَّ -عليه الصّلاة والسّلام- رأى رجلًا يعبثُ بلحيتهِ في الصلاةِ فقال: لو خَشعَ قلبُ هذا لخشعت جوارحُهُ»؛ وما يُفهَم من الحديث أنَّ هناكَ أفعالًا تُكرهُ في الصلاةِ لأنها تُذهبُ الخشوعََ، وعلى المصلِّي البُعدَ عنها وتجنّبها، كالعبثِ باللحيةِ أو الساعةِ، أو فرقعةُ الأصابعِ، كما يُكرهُ للمصلِّي دخول الصلاةِ وهناك ما يشغلهُ عنها، كاحتباسِ البولِ، أو الجوعِ أو العطشِ، أو حضورِ طعامٍ يشتهيهِ.

- القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أن الخشوع في الصلاة واجب؛ وذلك لكثرة الأدلة الصحيحة على ذلك، ومنها قوله تعالى: «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ»، وقوله –تعالى-: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ»، والخشوع الواجب في الصلاة الذي يتضمّن السكينة والتواضع في جميع أجزاء الصلاة، ولهذا كان الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- يقول في ركوعه: «اللهم لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي وبصري، ومُخّي، وعظمي، وعصبي»، فجاء وصف النبي -عليه الصّلاة والسّلام- بالخشوع أثناء ركوعه، فيدل على سكونه وتواضعه في صلاته.

وفسر بعض العلماء قوله –تعالى-: «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ» بأن الخشوع في القلب، وفي قول آخر: (معنى الخشوع أي: الرّهبة لله تعالى)، وقيل: عدم الالتفات في الصلاة، وغضّ البصر، والخوف من الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك أيضًا خشوع الصوت؛ فإذا كان الخشوع في الصلاة يُعتَبر عند بعض العلماء واجبًا، والذي يعني السّكون، فمن نقر في صلاته نقر الغراب لم يخشع في صلاته، وكذلك من رفع رأسه من الركوع ولم يستقرّ قبل أن ينخفض لم يسكن بفعله هذا، ومن لم يسكن في صلاته لم يخشع في ركوعه وسجوده، ومن لم يخشع في صلاته يُعتَبر آثمًا عاصيًا.

الخشوع في الصلاةفوائد الخشوع في الصلاة

فوائد الخشوغ في الصلاة .. الصلاة أفضل العبادات التي تقرب إلى الله تعالى وذلك لما فيها من انكسار وذلك ولا يتحقق ذلك إلا بالخشوع، امتدح الله سبحانه وتعالى الخاشعين في مواضع كثيرة من القرآن منها "وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً" (الإسراء: 109)

الخشوع من صفة المؤمنين حيث قال تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ". (المؤمنون: 1-2).

الخشوع يجعل الصلاة محبوبتةً يسيرةً على المصلي: فقال الله تعالى : “واستعين في الصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلى على الخاشعين-الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم اليه راجعون” البقرة 45:46.

الخشوع في الصلاة سببٌ في نجاة العبد من النار وبالتالي دخول الجنة، كما أخبرت بذلك السنة النبوية، فقد جاء في الحديث الذي يرويه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللهِ.

الخشوع في الصلاة يُورّث في النفس الخوف والرهبة من الله تعالى، مما يكون له الأثر العظيم على سلوك العبد إيجابًا.

الخشوع مظهرٌ من مظاهر الإيمان.

سبب من أسباب دفع العقوبة والعذاب.

الخشوع دليلٌ على صلاح العبد، وقَبول أعماله، وطهارة قلبه وسلامته، واستقامته في أفعاله وعباداته وأخلاقه.

كيفية الخشوع في الصلاةمشروعية الخشوع في الصلاة

الأصلُ في طلبِ الخُشوعِ في الصلاةِ ما دلَّ عليهِ في القرآنِ الكريمِ والسُّنةِ النبويةِ. قالَ –تعالى- في كتابهِ العزيز: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ»؛ فالمؤمنون هم الذين يخشعون في صلاتهم، ومعنى الخشوعِ هنا: لينُ القلبِ وكف الجوارحِ.

ومن السُّنِة النبويةِ قولهُ -عليه الصّلاة والسّلام: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»؛ أي: استحقّ بفعله هذا الجنّة، وأصبحت واجبةً له.

حكم إعادة الصلاة عند السرحان وعدم الخشوع فيها

أفتى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بأن السرحان في الصلاة لا يبطلها، وإنما هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد، ولا يجب به سجود السهو ما دام قد أتى بأركانها وواجباتها، لكنه ينقصها نقصانًا كبيرًا.

وأشار «المجمع» في إجابته عن سؤال: «هل يجب إعادة الصلاة عند السرحان وعدم الخشوع فيها؟»، إلى أنه إذا قام المسلم إلى الصلاة عليه أن يستشعر عظمة من قام بين يديه، وأن يؤمن إيمانًا كاملًا بأن الله تبارك وتعالى يعلم ما توسوس به نفسه.

وتابع: إن يحرص غاية الحرص أن يجمع قلبه على ما يقول ويفعل فى صلاته وألا يذهب بفكره وعقله يمينًا وشمالًا، وإذا حدث له ذلك، فعليه أن يتفل عن يساره ثلاثًا ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم، والتفل دون البصق، حيث إن التفل هو إخراج للهواء فقط، دون غيره من البصاق».

حكم إعادة الصلاة بسبب عدم الخشوع

نبه مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، على أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أن الخشوع في الصلاة ليس من أركانها، ولكنه من لوازمها فلا تبطل الصلاة بتركه، ولكن ينقص الثواب بقدر ما تفقده من خشوع.

واستشهد المركز في إجابته عن سؤال: «هل يسن إعادة الصلاة التي فقد فيها الخشوع بسبب التفكير في شيء خارجي؟»، بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي، فَمَا يُكْتَبُ لَهُ إِلاَّ عُشْرُ صَلاَتِهِ، فَالتُّسْعُ، فَالثُّمُنُ، فَالسُّبُعُ، حَتَّى تُكْتَبَ صَلاَتُهُ تَامَّةٌ».

وواصل: وذهب بعض الفقهاء إلى أن الخشوع واجب من واجبات الصلاة وتبطل الصلاة بتركه، ولكن الراجح ما ذهب إليه الجمهور بعدم بطلانها لكن على المرء أن يتحرى الخشوع في صلاته حتى يغنم منها بالأجر العظيم من الله لقوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)»، وأن يتدبر ما يقرأه من الآيات القرآنية.

أمور تساعد على الخشوع في الصلاة

تقديمِ السننِ على الفرائضِ؛ ففيها من اللطائفِ والفوائدِ الشيءَ الكثيرَ، ذلك أنّ النفسَ البشريةَ تتعلقُ بأمورِ الدنيا وأسبابها، فيبتعدُ القلبُ ويذهبُ الخشوعُ في الصلاةِ، فإذا قدَّم المسلمُ السننَ على الفريضةِ فإن النفسَ تأنسُ بالعبادةِ، وتتكيّفُ بالخشوعِ، فيدخلُ في الفريضةِ بحالةٍ أفضل ممّا لو دخلَ الفريضةَ من غير تقديمِ السُنّةِ.

أجمعَ العلماءُ على أنّ ما يساعدُ المسلمَ على الخشوعِ في الصلاةِ والخضوعِ للهِ -عز وجلَّ- غضُّ البصرِ عما يُلهي، وكراهةُ الالتفاتِ ورفعُ البصرِ إلى السماءِ، فيُستحَبُّ للمصلي أن ينظرَ إلى موضعِ سجودهِ إن كان قائمًا، والنظرُ إلى قدميهِ أثناءَ ركوعهِ، وفي حالِ سجودهِ إلى أرنبةِ أنفهِ، وفي حالِ تشهُّدهِ يُستحبُّ النَّظرُ إلى حِجرهِ.

ممّا يُعين المسلم على استحضار الخشوع في الصلاة معرفة كيفيّة صلاة النبي -عليه الصّلاة والسّلام-؛ حيث كان إذا دخل في صلاته طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى موضع سجوده.

على المسلم معرفة أحوال السلف الصالح من الصحابة -رضوان الله عليهم- وخشوعهم في صلاتهم؛ لأنّ ذلك يزيد من حبّه لصلاته وخشوعه، فهم يعبدون الله -عز وجل- كأنّهم يرونه، وهو أعلى وأعظم درجات الإحسان في العبادة، فهذا أبو بكر -رضي الله عنه- يبكي في صلاته، والتابعي عروة بن الزبير يخبر الأطباء بقطع رجله عند دخوله في الصلاة لأنه لا يشعر بذلك لشدّة تعلّقه بالله -عز وجل- و خشوعه في صلاته.

أسباب الخشوع في الصلاةأسباب تعيق الخشوع في الصلاة

أسباب تعيق الخشوع في الصلاة ..تأدية الصلاة بسرعة وعدم التأني في قراءة القرآن.

انشغال الفكر بأمور أخرى غير الصلاة.

عدم تقدير قيمة الخشوع ومكانته.

اختيار المكان غير المناسب للصلاة فيه.

موانع الخشوع في الصلاة

-سيطرة الدنيا على الشخص والانشغال بها.

-عدم إدراك قيمة الصلاة وتأثيرها.

-عدم الإحساس بنعم الله.

-الظلم، ظلم الشخص لأخيه المسلم.

-معصية الله فالمعاصي تطفئ القلوب.

مراتب الخشوع في الصلاة

القراءةُ في الصلاة والتلفظِ بها مع التركيز في معانيها: فإنّ هذه الدرجة هي أدنى ما يُجزئ من الخشوع الكامل، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم بكى وهو يصلي صلاة الليل، فقال بلال رضي الله عنه: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً فقد نزلت عليّ الليله أية، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها: «إن في خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب.

قال عبد الرحمن بن سليمان: سألت الأوزاعي عن أدنى ما يتعلق المتعلّق وينجيه من هذا الويل؟ فأطرق هنية، ثم قال: «يقرؤهنّ وهو يعقلهنّ، وذلك أن من لم يعقل ما يقول، وسها بتفكيره عن معنى ما يقوله، فقد خرج من الخشوع إلى الغفلة، وممّا يدل على ذلك حديث عثمان رضي الله عنه: أن توضأ وضوءاً كاملاً ثم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، قم صلّى ركعتين لا يُحدّث فيهما نفسه، غفرَ الله له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.

وممّا يدلُ على حضور القلب مع القول قولِ النبي عليه الصلاة والسلام: «أسعد الناسِ بشفاعتي يوم القيامةِ من قالَ: لا إله إلا الله خالصاً من قلبهِ أو نفسهِ» رواه البخاري.

أن يقرأها وهو يعقلها: وهي التي نتأثر بمعانيها حال قراءتها، وأنّ هذه الدرجة تزيدُ عمّا قبلها؛ وذلك بوجود التأثر من تلك المعاني، حتى يُعرف خشوعه من صوتهِ، ويتأثر به من سمعه ويحسب أنه يخشى الله فيها، فيرغبُ في آيات الوعد، ويرهب من آيات الوعيد.

وهي أن يقرأها مُتأثراً غاية التأثر بحقائقها تلك، وهذه الدرجة تزيد عمّا حتى كأنها رأي عين؛ وفي حديث حنظلة رضي الله عنه أنه قال: قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما ذاك» قال: قلت يا رسول الله نكون عندك تذكّرنا بالجنة والنار حتى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج، والأولاد، والضّيعات نسينا كثيراً فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده إنّ لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي، وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرار، وفي لفظ: “يا حنظلة ساعة وساعة، لو كانت تكونُ قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتى تسلّم عليكم في الطرق” صحيح مسلم.

-ويشعرُ صاحب هذه الدرجة من الخشوع بتقصير، وتفريط فيسأل الله تعالى من فضله راغباً، ويستعيذ من عذابه راهباً، يدفعه إلى ذلك تأثرهُ؛ لهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الليل: «وإذا مرّ بآية فيها تسبيح سبح، وإذامرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوّذ» رواه مسلم. وإنّ هذه الدرجات الثلاث فسرها ابن القيم وعينها في الأقسام الثلاثة الأخيرة من مراتب الناس الخمسة في الصلاة، فقد ذكر أن القسم الثالث من حافظ على حدود الصلاة وأركانها، وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهدة عدوّه؛ لئلا يسرقُ صلاته، فهو في صلاةٍ وجهاد، ثم بيّن رحمه الله أن هذا مكفّر عنه.

-أنّ االشخص الذي يقوم إلى الصلاة يجب أن ينهى حقوقها، وأركانها، وحدودها وأن يستغرق قلبهُ في مراعاة حدودها وحقوقها؛ لئلا يضيع شيئاً منها، وأن يكون همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها، وإتمامها قد استغرق قلبهُ شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها، ثم بين رحمة الله أنّ هذا القسم مثُاب.

- وإذا قام إلى الصلاة قام إليها بكامل حقوقها وتفاصيلها، أي كما قيل في القسم الرابع، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعهُ بين يدي ربه، ناظراً بقلبه إليه مُراقباً له ممتلئاً بمحبتهِ وعظمتهِ كأنهُ يراهُ ويشاهدهُ، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة، أفضلُ وأعظمُ ممّا بين السماءِ والأرض، وهذا في صلاتهِ مشغولٌ بربه قرير العين ثم بين رحمة الله أن هذا القسم مقرباً إلى ربه؛ لأن له نصيباً ممن جعلت قرة عينهِ في الصلاة.

طباعة شارك الخشوع في الصلاة الخشوع الصلاة الخشوع في الصلاة ابن القيم الخشوع في الصلاة PDF من علامات الخشوع في الصلاة هل عدم الخشوع في الصلاة يبطلها قصص عن الخشوع في الصلاة لا أستطيع الخشوع في الصلاة فضل الخشوع في الصلاة حديث فضل الخشوع في الصلاة كيف أحقق الخشوع في الصلاة ما هو علاج عدم الخشوع في الصلاة كيف أعرف أني خشعت في صلاتي كيف أمنع نفسي من التفكير في الصلاة كيفية الخشوع في الصلاة معنى الخشوع معنى الخشوع في الصلاة حكم الخشوع حكم الخشوع في الصلاة فوائد الخشوع في الصلاة مشروعية الخشوع في الصلاة حكم إعادة الصلاة عند السرحان أسباب الخشوع في الصلاة

مقالات مشابهة

  • حكم اختصار الصلاة على النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم).. الإفتاء تجيب
  • دعاء أوصى به الرسول.. أهم الأدعية التي كان يرددها النبي
  • ماذا كان يقول النبي عند كل مساء؟ اعرف التسابيح النبوية
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هل أمر النبي بتأخير صلاة العشاء؟.. انتبه لـ7 حقائق ينبغي معرفتها
  • كيف أحقق الخشوع في الصلاة؟ 5 خطوات تنهي على الوسواس
  • أذكار المساء الواردة عن النبي.. رددها من بعد صلاة العصر
  • دعاء الاستفتاح في الصلاة.. اعرف ما ورد عنه في السنة النبوية
  • حث عليها النبي .. أفضل الدعوات لا يعادلها شيء
  • كيف وسع النبي مفهوم العبادة وجعل الخير في كل عمل.. علي جمعة يوضح