نظام الثانوية العامة الجديد 2025: كل ما تحتاج معرفته عن التغييرات والإشاعات
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
في الفترة الأخيرة، شغلت مواقع التواصل الاجتماعي بمناقشات حول نظام الثانوية العامة الجديد في مصر، بعد تداول أنباء تشير إلى تأجيل تطبيق هذا النظام حتى عام 2026.
ورغم انتشار هذه الأخبار بشكل واسع، أكدت الحكومة المصرية ووزارة التربية والتعليم أن هذه المعلومات غير صحيحة، وأن النظام الجديد سيتم تطبيقه بدءًا من العام الدراسي 2024/2025 كما كان مخططًا.
أكد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري أنه لا صحة للشائعات المنتشرة حول تأجيل تطبيق قرارات إعادة هيكلة المرحلة الثانوية حتى العام الدراسي 2025/2026.
وذكرت وزارة التربية والتعليم أن هذه الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي أخبار مزيفة، وأنه لم تصدر أي قرارات رسمية بشأن تأجيل أو إلغاء تطبيق النظام الجديد.
كما أوضحت الوزارة أن خطة إعادة هيكلة المرحلة الثانوية تسير كما هو مخطط لها، وسيتم تنفيذها في موعدها المحدد بداية من العام الدراسي 2024/2025.
تستهدف هذه الخطة إعادة تصميم المحتوى التعليمي بشكل متوازن، لضمان عدم تشكيل عبء معرفي كبير على الطلاب.
موعد تطبيق نظام الثانوية العامة الجديدمن المقرر أن يتم تطبيق النظام الجديد لطلاب الصفوف الأول، الثاني، والثالث الثانوي ابتداءً من 21 سبتمبر 2024، وفقًا للخريطة الزمنية التي حددتها وزارة التربية والتعليم.
سيتم العمل بهذا النظام لمدة ثلاث سنوات فقط كمرحلة تجريبية، وستشمل هذه التغييرات جميع طلاب الثانوية العامة.
سبب إعادة هيكلة نظام الثانوية العامةتأتي إعادة هيكلة نظام الثانوية العامة بعد دراسة مستفيضة لأنظمة التعليم والمناهج الدراسية في عدة دول أجنبية.
قامت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي بتحليل تلك الأنظمة واعتماد العناصر المناسبة منها في النظام المصري الجديد.
الهدف من هذه التغييرات هو تحسين جودة التعليم من خلال تقليل عدد المواد الإجبارية، تعزيز الهوية الوطنية، وتحسين إتقان الطلاب للغة الأجنبية الأولى.
بالإضافة إلى ذلك، يهدف النظام الجديد إلى دمج مهارات تكنولوجية حديثة مثل البرمجة في المناهج الدراسية لطلاب الثانوية بدءًا من العام الدراسي 2026/2027، مما يعزز استعدادهم لمتطلبات العصر الرقمي.
التعديلات على مناهج الثانوية العامةأكد وزير التربية والتعليم أن المناهج الدراسية لطلاب الصفين الثاني والثالث الثانوي قد خضعت لتعديلات بسيطة، شملت إزالة أي تكرار في المحتوى وتحديث بعض المعارف بناءً على نتائج التعلم. تم أيضًا دمج بعض المواد الدراسية لتبسيط المناهج.
من أبرز هذه التعديلات جعل اللغة الأجنبية الثانية مادة نجاح ورسوب لا تدخل في المجموع النهائي، مما يسمح بزيادة فترات الدراسة للغة الأجنبية الأولى. كما تم دمج مادة الرياضيات لتصبح مادة واحدة تشمل جميع فروعها، مما يقلل من عدد المواد التي يدرسها طلاب الصف الثاني الثانوي من ثماني مواد إلى ست مواد فقط.
المواد المحذوفة من مناهج الثانوية العامةأعلنت الوزارة أنه سيتم إلغاء مادة الجيولوجيا، وعلم النفس، والفلسفة من قائمة المواد الدراسية التي يدرسها طلاب الشهادة الثانوية العامة اعتبارًا من العام الدراسي المقبل.
مادة العلوم المتكاملة ستكون بديلًا يجمع بين فروع العلوم المختلفة مثل الكيمياء، الفيزياء، والأحياء، مما يعزز من تكامل المفاهيم العلمية والمعرفية لدى الطلاب.
ما هي المواد غير المضافة للمجموع في الثانوية العامة؟أشارت الوزارة إلى أن اللغة الأجنبية الثانية، التربية الدينية، التربية الوطنية، والأنشطة الاختيارية ستكون موادًا لا تضاف إلى المجموع النهائي ولكن يجب النجاح فيها.
مادة التربية الرياضية والأنشطةسيتم تدريس مادة التربية الرياضية كجزء أساسي من المنهج الدراسي لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي، وسيُجرى تقييم علمي لهذه المادة، ولكن لن تضاف درجاتها إلى المجموع النهائي، بل ستكون مادة نجاح ورسوب فقط.
مادة تكنولوجيا إدارة الأعمال والمشروعاتأضافت الوزارة مادة جديدة وهي "تكنولوجيا إدارة الأعمال والمشروعات" ضمن مواد التربية المهنية لطلاب الثانوية العامة، بهدف تعزيز المعرفة والمهارات العملية المتعلقة بإدارة الأعمال والمشروعات.
التغييرات في المواد الدراسية لكل صفالصف الأول الثانويسيدرس طلاب الصف الأول الثانوي ست مواد دراسية فقط بدلًا من عشر مواد كما كان في النظام القديم. تشمل المواد الأساسية المضافة للمجموع: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، التاريخ، الرياضيات، العلوم المتكاملة، والفلسفة والمنطق.
أما المواد غير المضافة للمجموع فهي: اللغة الأجنبية الثانية والتربية الدينية.
الصف الثاني الثانويسيدرس طلاب الصف الثاني الثانوي ست مواد دراسية بدلًا من ثماني مواد. بالنسبة للشعبة العلمية، ستكون المواد الأساسية هي: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، الرياضيات، الأحياء، الكيمياء، والفيزياء. أما بالنسبة للشعبة الأدبية، فسيتم تدريس: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، التاريخ، الجغرافيا، علم النفس، والرياضيات.
الصف الثالث الثانويسيدرس طلاب الصف الثالث الثانوي في شعبة العلمي علوم خمس مواد دراسية فقط بدلًا من سبع، وهي: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، الأحياء، الكيمياء، والفيزياء. في شعبة العلمي رياضيات، سيدرس الطلاب: اللغة العربية، اللغة الأجنبية الأولى، الرياضيات، الكيمياء، والفيزياء.
أما بالنسبة للشعبة الأدبية، فستصبح مادة علم النفس واللغة الأجنبية الثانية مواد نجاح ورسوب خارج المجموع، وسيدرس طلاب الشعبة خمس مواد فقط.
موقف الطلاب الراسبين والمؤجلين والمقسمين للمواد الدراسيةأوضحت الوزارة أن الطلاب الراسبين، المؤجلين، والمقسمين للمواد الدراسية سيستمرون في دراسة المواد وفقًا للنظام القديم، ولن يتم تطبيق النظام الجديد عليهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نظام الثانوية العامة الجديد 2025 وزارة التربية والتعليم تغييرات المناهج هيكلة المرحلة الثانوية نظام الثانویة العامة الجدید وزارة التربیة والتعلیم اللغة الأجنبیة الثانیة اللغة الأجنبیة الأولى من العام الدراسی الثانی الثانوی اللغة العربیة النظام الجدید إعادة هیکلة طلاب الصف مواد ا
إقرأ أيضاً:
مفتي نظام البراميل
أثار الظهور الأخير لأحمد بدر الدين حسون، آخر مفتي عام للجمهورية العربية السورية في عهد النظام السوري البائد، أمام قاضي التحقيق في قصر العدل بدمشق الكثير من النقاشات وردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي حوارات السوريين داخل سوريا والمهجر، وقد فتح هذا الظهور مع ثلاثة آخرين من مسؤولي النظام البائد الباب واسعا للحديث عن مسألة العدالة الانتقالية ومحاسبة من تورطوا في دعم نظام الفارّ بشار الأسد وحرضوا على قتل السوريين وإبادتهم، وكانوا جزءا لا يتجزأ من الماكينة الأمنية والعسكرية التي استُخدمت وبكل عنف وهمجية لإخماد جذوة الثورة السورية التي انتصرت بعد كلفة بشرية باهظة جدا.
شغل أحمد بدر الدين حسون منصب مفتي الجمهورية العربية السورية منذ العام 2005 وحتى العام 2021، بعد قيام رأس النظام السوري بإصدار المرسوم رقم 28 الذي ألغى بموجبه منصب المفتي لأول مرة منذ استقلال سوريا. وقد تزامن ذلك مع إعادة هيكلة وزارة الأوقاف واستحداث بدعة ما يسمى بالمجلس العلمي الفقهي الذي أنيط به إصدار الفتاوى، ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها.
لم يقتصر دوره على ذلك إنما تعداه لتبرير الوجود العسكري الإيراني والمليشيات المرتبطة به، وكيل المدائح للمجرم قاسم سليماني الذي قاد عمليات التهجير الطائفي والتغيير الديمغرافي في سوريا
خلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية ظهر المفتي السابق أحمد بدر الدين حسون في مناسبات عديدة بشكل انحاز كليا لدعم منظومة الحكم البائد، والتسويق لنظرية المؤامرة الكونية والأسطوانة المشروخة حول العصابات الإرهابية المسلحة. ولم يقتصر دوره على ذلك إنما تعداه لتبرير الوجود العسكري الإيراني والمليشيات المرتبطة به، وكيل المدائح للمجرم قاسم سليماني الذي قاد عمليات التهجير الطائفي والتغيير الديمغرافي في سوريا.
ومن الوجود الإيراني إلى التدخل العسكري الروسي المباشر في العام 2015، استمرّ أحمد بدر الدين حسون على نهجه الذي اختاره في مواجهة إرادة الشعب وثورته، ليخرج بتصريحه الشهير الذي ناشد فيه الدولة السورية والجيش السوري ومتوعدا مناطق ريف حلب بأن كل قذيفة ستسقط على حلب ستباد المنطقة بأجمعها.
في العام 2017 أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا بعنوان "المسلخ البشري" (Human Slaughterhouse) تحدثت فيه عن عمليات الإعدام في سجن صيدنايا، وقد ورد في الصفحة 19 من هذا التقرير أن المفتي كان أحد الأشخاص الثلاثة المفوضين من قبل رئيس الجمهورية للتوقيع على قرارات الإعدام، وهم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان ومفتي الجمهورية.
في مسيرة أحمد بدر الدين حسون محطات عديدة ظهر فيها بموقع شيخٍ من مشايخ السلطان وقدم فيها الولاء والطاعة لمنظومة الحكم الطائفي في سوريا؛ مدافعا عنها على كل المنابر داخل البلاد وخارجها ومتخذا عددا من المواقف فُسرت في السابق على أنها زلات رجل عالم وهفوات إنسان محب لدينه، لكن مواقفه من الثورة السورية اتخذت موقع الشريك الأساسي في معركة مصيرية دخلها بالتكافل والتضامن مع منظومة الحكم، وتسبب بخسارة الحاضنة الشعبية التي تآكلت تدريجيا حيث صرف رصيده كاملا في خدمة تلك المعركة غير الأخلاقية.
النظام وحلفاؤه زورا وبهتانا لنظرية طائفية الثورة، علما أنها لم تكن يوما إلا ثورة حرية وعدالة لكامل السوريين لا فئة بعينها دفعت الثمن الأكبر من دماء أبنائها وتهجير بشرها وتدمير حجرها
كلمات كثيرة ومقابلات وتصريحات صحفية أدلى بها أحمد بدر الدين حسون لا زالت محفورة في ذاكرة الناس وأهالي الضحايا، رغم أن النظام انتهى وسطوته أصبحت من الماضي الأسود في تاريخ سوريا، وهذه عبرة لكل من اعتلى المنابر الإعلامية أو الدينية أو الاجتماعية للتفكر فيما يقولون ويكتبون كما قال يوما الشاعر ذو النون المصري:
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
لقد روج النظام وحلفاؤه زورا وبهتانا لنظرية طائفية الثورة، علما أنها لم تكن يوما إلا ثورة حرية وعدالة لكامل السوريين لا فئة بعينها دفعت الثمن الأكبر من دماء أبنائها وتهجير بشرها وتدمير حجرها. ويأتي موقف الثورة وأهلها ومن سار في ركبها؛ من أحمد بدر الدين حسون جليا واضحا ليقول إنها ثورة حق وكرامة لم تغض الطرف عن شخص حتى لو كان ذلك الشخص في أرفع موقع ديني رسمي لأهل السنة والجماعة في الجمهورية العربية السورية.
مع انتصار الثورة السورية وإشراقة فجر الحرية على تراب سوريا الحبيبة حكم الشعب السوري على المفتي المعزول حكما مبرما ونهائيا غير قابل للنقض أو الاستئناف، حكما مكتوبا بدماء الأبرياء والضحايا ودموع الأيتام والثكالى والأرامل، حكما ممهورا بخاتم الدولة السورية الجديدة وعلمها ذي النجوم الثلاث؛ أن لا حصانة لعمامة شاركت نظام البراميل في عدوانه على الشعب الأعزل وأن لا لقب لآخر مفتٍ في عهد النظام البائد إلا مفتي نظام البراميل.