لا زيارة لهوكشتاين للبنان وجهود منع توسّع الحرب لم تنجح
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
تكتسب زيارة كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين للمنطقة أهمية نظراً إلى ما يمكن أن تحمله من جديد في إطار الجهود والمساعي التي تواظب عليها واشنطن من أجل منع توسّع الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعدما بلغت حدة المواجهات في الفترة الأخيرة مستويات غير مسبوقة، وسط استمرار لهجة التهديد على الجانب الإسرائيلي، وقرار تل أبيب الأخير تغيير الوضع القائم في الشمال وتوسيع رقعة العمليات من أجل تأمين عودة السكان.
وكتبت سابين عويس في" النهار": لم يحمل هوكشتاين إلى تل أبيب التي زارها الاثنين طروحات جديدة، بل تجديد التأكيد على أهمية ضبط النفس، ومنع التصعيد على الجبهة مع لبنان، كما أعلن المسؤول في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قبل أيام، انطلاقاً من أن الحل الديبلوماسي هو الطريق الصحيح لتحقيق الهدوء في شمال إسرائيل.
لكن الجديد في الزيارة، أن الموفد الأميركي وصل في خضمّ حالة من الانقسام الشديد داخل إسرائيل على الصعيدين السياسي والعسكري، بعدما تفاقم الخلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، ووصل الأمر إلى حدّ تهديد نتنياهو بإخراجه من الحكومة واستبداله بجدعون ساعر الذي حظي بالضوء الأخضر من قادة الائتلاف لضمّه إلى الحكومة.
كل المعلومات التي ترددت عن لقاءات ومحادثات هوكشتاين ردّدت أنه حمل رسالة تحذير حيال ضرورة عدم توسيع الحرب مع لبنان، على قاعدة أن وضعاً كهذا لن يكون في مصلحة إسرائيل ولن تكون قادرة على ردّ المستوطنين إلى منازلهم، معرباً عن خشيته من أن تؤدي المواجهة إلى توسّعها إقليمياً. ورغم ذلك، يبقى الموقف الأميركي على حاله إزاء دعم تل أبيب، وإن كانت وجّهت عبر سحب حاملة الطائرات آيزنهاور، من المياه الإقليمية في الشرق الأوسط، رسالة الى نتنياهو بضرورة إعادة النظر في حجم الدعم العسكري المتوقع من واشنطن في حال توسّع رقعة المواجهات، على ما تقول مصادر ديبلوماسية، كاشفة أن الإدارة الأميركية لا ترغب في فتح أي جبهة، ولا سيما أن البلاد دخلت مرحلة حامية من انتخاباتها الرئاسية التي ستحدد وجهة السياسة المرتقبة في الشرق الأوسط.
على الجانب اللبناني، وفيما الترقب يسود مختلف الأوساط السياسية نتيجة عملية شد الأعصاب الناجمة عن القرار الإسرائيلي بتوسيع الحرب، كانت المواقف المنقولة إما عن أوساط "حزب الله" أو عن رئيس المجلس نبيه بري، تشي بالاستعدادات للمواجهة، خلافاً للنصائح الأميركية خصوصاً، والدولية عموماً، بضرورة عدم الانزلاق إلى الحرب الموسعة. وتكشف أوساط قريبة من الثنائي أن اللهجة العالية المقرونة باستمرار العمليات، لا تعني بالضرورة قراراً بالتصعيد رغم أن كل المؤشرات السياسية والميدانية باتت تشي بأن الحدود قاب قوسين من الانفجار، فضلاً عن دعوة قائد منطقة الشمال إلى إقامة المنطقة العازلة. وفي رأي الأوساط عينها، إن مهمة هوكشتاين في تل أبيب كانت الفرصة الأخيرة. وربما لهذا السبب لم يتوجّه إلى لبنان لأن الأوان يبدو كأنه فات على الجهود الديبلوماسية، لكون القرار في تل أبيب قد حُسم لجهة "توفير الأمان لعودة سكان المستوطنات الشمالية"، وإن لم تكن الوسائل قد حُسمت بعد لتحقيق ذلك، وهل يكون عبر توسيع محدود يغطي المنطقة العازلة التي تسعى إسرائيل لإنشائها أو عبر عمليات برية أوسع، ولكن الثابت أن إسرائيل أخذت على عاتقها ترسيم الحدود البرية وفقاً لمصالحها، بقطع النظر عمّا ينصّ عليه القرار الدولي ١٧٠١ الذي يسعى لبنان إلى دفع إسرائيل إلى تطبيقه. كما بات من الثابت أن محادثات هوكشتاين بدأت تحضر لمرحلة ما بعد الحرب، بما في ذلك تطبيق الـ١٧٠١ والترسيم البري!
في هذا المناخ، لن يكون للوسيط الأميركي محطة لبنانية، إذ تقاطعت المعلومات المتوافرة من المقار الرسمية على أن هوكشتاين لم يطلب مواعيد، وهذا يستبعد أن يحط في بيروت، ولا سيما أن مهمته في إسرائيل فشلت في إبعاد شبح توسيع الحرب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تل أبیب
إقرأ أيضاً:
نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس يعتزم زيارة إسرائيل
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، إن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس يعتزم زيارة إسرائيل الإثنين.
وبناءً على المُعطيات الراهنة فإن نائب الرئيس الأمريكي سيناقش في إسرائيل الانتقال للمرحلة الثانية من خطة ترامب بشأن غزة.
وأصدرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بيانًا أكدت فيه أن التصريحات الأخيرة للقيادي في حركة "حماس" محمد نزال، تعكس استمرار الحركة في تقديم مصالحها الفئوية والتنظيمية على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وتضحياته.
اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وقال المتحدث باسم الحركة، عبد الفتاح دولة، إنّه وبعد عامين من الإبادة والدمار في قطاع غزة، كان الأولى بحركة "حماس" أن تنحاز إلى إرادة الشعب ومصالحه الوطنية، لا أن تواصل تجاهل الواقع المأساوي الذي أنتجه الانقسام والحكم الأحادي.
وأكدت "فتح" رفضها لأي حلول جزئية أو صيغ تكرّس الانقسام بين غزة والضفة، معتبرة أن الحديث عن "هدنة طويلة الأمد" يمنح الاحتلال مكاسب مجانية ويقوّض المشروع الوطني القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وأضاف البيان أن إصرار "حماس" على الاحتفاظ بسيطرتها الأمنية في غزة يعني إعادة إنتاج واقع غير شرعي شهد انتهاكات جسيمة، في وقت يتطلب توحيد الصف الوطني.
وشددت الحركة على أن الطريق لإنهاء المأساة الوطنية هو عودة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية، ووقف كل محاولات تكريس الانقسام أو خلق بدائل عن وحدة الأرض والشعب.
ورفضت المحكمة الجنائية الدولية إلغاء مذكرتي اعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يؤاف غالانت.
ورفضت المحكمة تجميد التحقيق الجاري في ملف الحرب على قطاع غزة.
وأكدت أن نتنياهو وغالانت يتحملان "مسؤولية جنائية" عن جرائم الحرب..
وهاجم مستوطنون مسلحون، اليوم السبت، قطافي الزيتون وحطموا زجاج مركبة في بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله.
وذكرت مصادر وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن عدداً من المستعمرين، هاجموا عائلة المواطن محمد سليمان أبو عواد أثناء قطفهم ثمار الزيتون في منطقة "الدلجة" شرق البلدة، وحاولوا طردهم من المكان، وحطموا زجاج مركبته، قبل أن يتصدوا لهم ويرغموهم على الرحيل.
وأكد منسق الطوارئ الأول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، هاميش يونج، أن نوعية المساعدات الإنسانية المقدمة لسكان قطاع غزة لا تقل أهمية عن كميتها، مشددًا على ضرورة السماح بدخول جميع المواد الأساسية دون قيود لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.
وفي تصريح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أوضح يونج أن الفلسطينيين في غزة بحاجة ماسة إلى خيام ومشمعات ومياه شرب نظيفة، مؤكدًا أن تلبية هذه الاحتياجات تمثل أولوية عاجلة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها القطاع