على الرغم من أن صناعة النفط لها امتداد وجذور تاريخية كبيرة ومتشعبة، فإن هذه الصناعة فشلت فشلًا ذريعًا على المستوى الإعلامي، وهو ما استدعى محاولة خلق بدائل للترويج لها.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن هذا الفشل استدعى تأسيس العديد من الشركات التاريخية جمعيات أو مؤسسات متخصصة في العلاقات العامة.

وقال، إن هذه المؤسسات مهمتها الرئيسة هي الترويج لصناعة النفط، ولكن كانت هناك أخطاء كثيرة، والحديث هنا ليس عن دول الخليج فحسب، بل عن أوروبا والولايات المتحدة أيضًا، إذ إن الأخطاء كانت كثيرة، وكانت التغطية الإعلامية سيئة عمومًا

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “أنسيات الطاقة“، قدّمها الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، بعنوان “أوبك في عامها الـ64.. التحول إلى أوبك+ وتحديات سياسات التغير المناخي”.

فشل التغطية الإعلامية لصناعة النفط

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الدكتور أنس الحجي، إن التغطية الخاصة بصناعة النفط كانت سيئة عمومًا، وذلك بسبب عدم انتباه شركات النفط بشكل ملحوظ إلى موضوع الإعلام.

وأضاف: “عندنا عمومًا إشكال كبير في الإعلام، وهو أن رؤساء الشركات والمسؤولين لم يدرسوه ولم يحاولوا فهمه، فهناك فارق واضح بين كيف ينظر المسؤولون ورؤساء الشركات أو المسؤولون الحكوميون إلى وسائل الإعلام، وكيف يفكر الصحفيون”.

وضرب الدكتور أنس الحجي أمثلة بهذا الجانب، قائلًا، إن شركات النفط الكبرى -عمومًا- أسست مؤسسات هدفها تحسين الصورة العامة لصناعة النفط، ولكن من يعيشون في تكساس يعيشون على النفط، ونصف أهل الولاية يعملون بهذه الصناعة، لذلك ليس منطقيًا تأسيس جمعية للترويج للنفط بينهم.

وتابع: “إذا أردت الترويج لصناعة النفط، اذهب للأماكن التي تعادي النفط، أو الأماكن التي يُسَوَّق النفط فيها، مثل كاليفورنيا أو كولورادو، أو بعض الدول الأوروبية المتطرفة ضد هذه الصناعة”.

ولكن، وفق الحجي، لا يجوز الترويج للنفط في مناطقه، أو في الدول النفطية، أو لدى من يملكون الأراضي التي تنتج كميات من النفط، وهذا خطأ تاريخي، ولكن المشكلة هي أن هذا الخطأ ما زال يتكرر حتى الآن.

ولفت إلى أنه لا توجد فائدة من كتابة مقال ترويجي لصناعة النفط ونشره في مجلة متخصصة في النفط لن يقرأها إلّا المهندسون، لذلك من الواضح تمامًا أن هناك خطأ، فهذا المكان ليس الصحيح، وهذا خطأ كبير في مجال الإعلام.

لذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، عند الحديث عن الترويج لصناعة النفط، يجب اختيار المكان الصحيح، وكذلك يجب اختيار الجمهور الصحيح في هذه الحالة، حتى تنجح عمليات الترويج.

أهداف منصة الطاقة وسر قوتها

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هذا الخطأ كان أحد الدوافع وراء إنشاء منصة الطاقة، التي تستهدف الناس الذين لا علاقة لهم بالطاقة من الأساس.

وأضاف: “هناك عشرات الرسائل التي تأتينا من أشخاص (إخوة وأخوات) يقولون، إنهم مهتمون بمجال الطاقة على مدى الـ20 عامًا الماضية، لكنهم لم يبدؤوا القراءة يوميًا إلى أن جئناهم بمنصة الطاقة، فبدؤوا يفهمون هذا المجال”.

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن الفكرة تكمن في توجيه الإعلام خطابه لجمهور يحتاج إلى الاستفادة، وليس توجيه هذا الخطاب إلى المجموعة التي تعمل بالمجال نفسه، فهؤلاء لن يقرؤوا ما تكتبه من الأساس.

لذلك، وفق الحجي، عن الحديث عن منصة الطاقة، يكون الحديث بفخر شديد، لأن المنصة نجحت نجاحًا كبيرًا في إنشاء جمهور ضخم، لم تكن له بالأصل علاقة بالطاقة نهائيًا.

وتابع: “دون ذكر أيّ أرقام، بالتحديد منصة الطاقة (مقرّها واشنطن)، هي منصة متخصصة، ارتفع عدد الموظفين فيها الآن إلى 38 موظفًا، لذلك هناك توسّع كبير في المنصة نتيجة هذا الانتشار الكبير”.

وأشار إلى تصريح مدير تحرير منصة الطاقة عبد الرحمن صلاح، قبل 3 أسابيع، بشأن رسالة وزير الطاقة اللبناني إلى مواطني بلاده، إذ قال: “عندما أراد الوزير وليد فياض أن يوصل معلومة للناس عن موضوع انقطاع الكهرباء في لبنان، لم يختر الإعلام اللبناني، وإنما اختار منصة الطاقة”.

وأردف: “كذلك عندما اختارت وزيرة الطاقة المغربية أن توصل رسائل معينة، اتجهت إلى منصة الطاقة، لذلك فدون أيّ أرقام تخصّ المنصة، فإن عدد قرائها حاليًا يماثل أيّ صحيفة من الطراز الأول في الخليج أو في مصر”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: منصة الطاقة عموم ا

إقرأ أيضاً:

“غروندبرغ” لمجلس الأمن: إنقاذ الاقتصاد اليمني أولوية والتأخر في استئناف تصدير النفط سيكون مكلفًا

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن الوضع الاقتصادي في اليمن يواصل التدهور، محذرًا من أن تكلفة عدم التحرك العاجل لإنقاذ الاقتصاد ستكون باهظة.

ودعا إلى ضرورة تمكين الحكومة اليمنية من استئناف تصدير النفط، باعتباره خطوة حيوية لتخفيف الأزمة المعيشية ودعم الاستقرار المالي.

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن، أشار غروندبرغ إلى أن اليمنيين يعانون من ضغوط اقتصادية خانقة في ظل توقف الصادرات النفطية، مشددًا على أهمية تسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

وأضاف أن هناك توافقًا سياسيًا وإقليميًا متزايدًا على أن التسوية التفاوضية هي السبيل الوحيد لحل النزاع، رغم أن التقدم نحو عقد اجتماع مباشر بين الحكومة والحوثيين لا يزال بطيئًا.

وانتقد غروندبرغ بشدة استمرار احتجاز الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، واصفًا ذلك بأنه “عار وخزي”، مطالبًا بالإفراج الفوري عنهم.

كما أعرب عن قلقه من تصاعد الأعمال القتالية، خاصة في مأرب، مؤكدًا أن التقدم في عقد اجتماع بين الحوثيين والحكومة اليمنية لا يزال بطيئًا ومتعثراً.

ودعا المجتمع الدولي إلى العمل لحماية المدنيين في اليمن، مشددًا على أن استمرار التصعيد العسكري يهدد بتقويض الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

وبشأن التصعيد الحالي بين الاحتلال الإسرائيلي والحوثيين، قال المبعوث الأممي إن “إسرائيل” شنت هجمات على ميناء الحديدة ومطار صنعاء ودمرت طائرات مدنية، مؤكدا العمل على وقف الأعمال العدائية في البحر الأحمر (في إشارة إلى هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية).

 

مقالات مشابهة

  • نذير لكناوي: “مولودية الجزائر أحسنت الاستثمار في الأخطاء التي ارتكبناها”
  • رئيس هيئة الأركان الأمريكية: تقرير وكالة الطاقة الذرية عن إيران “مثير للقلق”
  • “غروندبرغ” لمجلس الأمن: إنقاذ الاقتصاد اليمني أولوية والتأخر في استئناف تصدير النفط سيكون مكلفًا
  • إيران تسرب وثائق تزعم “عمالة” مدير وكالة الطاقة الذرية لإسرائيل
  • بالفيديو.. شاهد “سد المال” والهدايا التي قدمها الفنان مأمون سوار الدهب لزوجته الجديدة الحسناء حنين محمود عبد العزيز
  • (2) مأرب في قلب أحداث الحرب الباردة: “برميل النفط.. لا برميل البارود”
  • الجيش الأمريكي يعلن مقتل “خبير حوثي” في الطائرات المسيرة بالعراق
  • خالد بن محمد بن زايد يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة “أدنوك”
  • محمد بن راشد يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة من “جائزة محمد بن راشد العالمية للمياه”
  • عرقاب يستقبل الرئيس التنفيذي لشركة “ميتسوبيشي باور أيرو”