بين حزب الله وإسرائيل.. معركة حساب مفتوح طويلة!
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
وسع حزب الله من مدى إطلاق النيران إلى ما بعد حيفا، بإطلاق مئات الصواريخ والمسيرات المفخخة التي طالت العمق العسكري الإسرائيلي، وذلك في اليوم الثاني من معركة "الحساب المفتوح" التي يشنها ضد إسرائيل، ردا على العدوان على الضاحية الجنوبية في بيروت وجنوب لبنان.
ومع اتساع مدى الرشقات الصاروخية لحزب الله التي وصلت حتى مشارف شمال "تل أبيب الكبرى"، نشرت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي التعليمات المحدثة حتى مساء يوم الأربعاء المقبل، بتعطيل الدراسة، والالتزام بالبقاء قرب الملاجئ، وحظر التجمهر لأكثر من 10 أشخاص، ومنع العمل في الأماكن والورش والمصانع التي لا تتوفر بها مناطق محصنة.
وبناء على هذه التعليمات، تكون صواريخ حزب الله قد أجبرت 3 ملايين إسرائيلي على البقاء بالقرب من الملاجئ والأماكن المحصنة، ما دفع بالجيش الإسرائيلي للترويج لتنفيذ ما سماه بـ"عمليات نوعية"، لتبرير الهجمات والغارات التي شنها على جنوب لبنان وبيروت والخسائر التي تسبب بها هناك.
وتزامنا مع حالة الإرباك التي تعيشها الجبهة الداخلية، تتكتم إسرائيل على حجم الخسائر والأضرار العسكرية والمدنية التي بدت فادحة، في ظل تعليق المزيد من شركات الطيران العالمية رحلاتها من المطارات الإسرائيلية وإليها.
وأعلنت مجموعة "لوفتهانزا" التي تضم الخطوط الجوية السويسرية والنمساوية، وخطوط بروكسل الجوية، وطيران "يورو وينجز"، تمديد إلغاء الرحلات الجوية إلى مطار "بن غوريون" حتى 14 تشرين الأول الحالي، مرة أخرى اعتبارا من الثلاثاء.
وأظهرت تقديرات أولية بشأن الخسائر والأضرار التي أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية أن مئات المنازل والمباني تضررت بنسب متفاوتة خلال الـ24 ساعة الأخيرة. وأمام هذه التطورات، تبدي الأوساط الاقتصادية الإسرائيلية مخاوفها من احتمال تخفيض التصنيف الائتماني العالمي لإسرائيل، حيث أفاد مراسل الشؤون الاقتصادية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" غاد ليئور، أن كبار المسؤولين في الاقتصاد الإسرائيلي الذين التقوا مع الاقتصاديين من وكالتي "ستاندرد آند فور" و"موديز"، خرجوا بانطباع بأنه إذا اندلعت حرب شاملة ضد حزب الله، وربما ضد إيران، فإن الوكالتين ستخفضان تصنيف إسرائيل.
ولفت مراسل الشؤون الاقتصادية إلى أن مخاوف شركات التصنيف الائتماني العالمية الثلاث التي خفضت بالسابق تصنيف إسرائيل بسبب الحرب، تدور حول الانخفاض الكبير في الاستثمارات في إسرائيل، وخاصة في قطاع التكنولوجيا، وزيادة ظاهرة نقل الأموال من البنوك الإسرائيلية إلى الخارج، قائلا إن "الاقتصاد الإسرائيلي سيواجه صعوبة في الحفاظ على نفسه في المستقبل".
وأمام التصعيد المتدرج الذي ينذر بمواجهة شاملة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، سارعت القيادات الإسرائيلية بالتهديد والوعيد بتوسيع العلميات العسكرية والضربات في لبنان، وذلك "سعيا لتغيير موازين القوى في الشمال"، بحسب تعبير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ومع تعزز المخاوف من أن تطال الهجمات الصاروخية لحزب الله كافة المناطق في البلاد، ستوافق الحكومة الإسرائيلية على اقتراح وزير الدفاع يوآف غالانت، بإعلان "وضع خاص في الجبهة الداخلية" بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس".
وجاء في الوثيقة المرفقة بالطلب أن هذا الإعلان يسمح لقيادة الجبهة الداخلية بممارسة صلاحياتها بشكل مستمر، وإصدار تنبيهات وتعليمات للسكان في المناطق، "قبل أن تتحقق التهديدات، وبغض النظرعن الهجمات". (الجزيرة)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجبهة الداخلیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن استعدادها لخوض «حرب طويلة» ضد إيران
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استعداده لاحتمال خوض "حرب طويلة" مع إيران، في ظل تصاعد التوتر بين الجانبين، بعد تنفيذ غارة جوية ليلية استهدفت منشأة أبحاث نووية داخل الأراضي الإيرانية، واغتيال ثلاثة من كبار القادة العسكريين الإيرانيين في عمليات دقيقة، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن رئيس الأركان، إيال زمير، أصدر توجيهات لقواته بالتحضير لحملة عسكرية قد تطول، في إشارة إلى احتمالية انزلاق الأوضاع نحو صراع ممتد.
وتقول إسرائيل إنها بدأت ضرباتها على إيران منذ 13 يونيو، بزعم أن طهران كانت على وشك إنتاج أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران بشدة، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط. وفي حين تتجنب إسرائيل تأكيد امتلاكها لأسلحة نووية، يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك ترسانة نووية سرية.
طالبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأحد، بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، على خلفية الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية داخل إيران.
وجاء الطلب الإيراني بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مقاتلات بلاده نفذت "هجومًا ناجحًا للغاية" على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى "تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم".
وفي رسالة رسمية وجهتها البعثة الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي، طالبت طهران بعقد اجتماع عاجل "حفاظًا على السلم والأمن الدوليين"، لبحث ما وصفته بـ"العمل العدواني السافر وغير القانوني"، داعية المجلس إلى "إدانته بأشد العبارات واتخاذ جميع التدابير اللازمة في إطار المسؤوليات الموكلة إليه بموجب ميثاق الأمم المتحدة".
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور نشره عبر منصته "تروث سوشيال" أن "درة تاج البرنامج النووي الإيراني، فوردو، قد انتهت"، في إشارة إلى حجم الدمار الذي ألحقته الغارات بتلك المنشأة شديدة التحصين، الواقعة جنوب العاصمة طهران.
وفي تصريحات لاحقة خلال كلمة متلفزة، وجه ترامب تحذيرًا مباشرًا للقيادة الإيرانية، قائلًا: "إما أن يكون هناك سلام أو مأساة بالنسبة لإيران أكثر بكثير من التي شهدناها في الأيام الثمانية الماضية". واعتبر ترامب أن نجاح العملية العسكرية يمثل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة في عمق إيران، مع الحفاظ على سلامة قواتها.
وأضاف ترامب: "جميع الطائرات في طريق العودة للوطن بسلام. نهنئ محاربينا الأمريكيين العظماء"، مشيدًا بكفاءة الجيش الأمريكي في تنفيذ العمليات المعقدة.