العراق يبدأ العام الدراسي بعجز في عدد الأبنية المدرسية
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
بغداد- بدأ العام الدراسي الجديد في العراق هذا الأسبوع، وعاد معه الحديث عن ملف الأبنية المدرسية التي يعاني البلد نقصا كبيرا فيها بسبب الزيادة السكانية وعدم بناء مدارس جديدة خلال العقود الماضية.
وتوافد هذا الأسبوع نحو 12 مليون تلميذ وطالب على المدارس في مختلف المحافظات العراقية، مع تسجيل نحو 1.2 مليون تلميذ جديد في المرحلة الابتدائية الأولى، بحسب ما كشفت عنه وزارة التربية الاتحادية.
ورغم جهود الحكومة العراقية خلال الفترة الماضية في تشييد وإعمار مئات المدارس، فإن العجز الكبير في أعداد المباني لا يزال حاضرا.
وتشهد مدارس البلاد منذ نحو 3 عقود اكتظاظا كبيرا بالطلاب والتلاميذ مع استخدام البناء الواحد من قبل أكثر من مدرسة وفق نظام الدوام المزدوج الصباحي والمسائي، وحتى الثلاثي في بعض القرى النائية.
ويبلغ عدد المدارس في جميع المحافظات باستثناء إقليم كردستان، 28 ألفا و117 مدرسة موزعة ما بين رياض الأطفال والابتدائية والمتوسطة والثانوية، وفق آخر تحديث للجهاز المركزي للإحصاء لعام 2020، وبإضافة مئات المدارس التي أُنجزت خلال الأعوام الأربعة الماضية، لا يزال العراق يسجل عجزا كبيرا.
ووفق المتحدث باسم فريق الاتصال الحكومي حيدر مجيد، فإن الحكومة تولي أهمية كبيرة لملف الأبنية المدرسية، واستطاعت بناء 460 مدرسة حتى الآن ضمن العقد الصيني الذي سيضيف ألف مدرسة في عموم المحافظات.
وفي تصريحه للجزيرة نت، أوضح مجيد أن الحكومة تسير بخطط متعددة، وأن مشروع وزارة التربية المعروف بـ"مشروع رقم واحد" كان "متلكئا" خلال السنوات الماضية، وتمكنت الحكومة من حل جميع مشاكله القانونية بما سيهيئ الأرضية لاستنئاف بناء مئات المدارس الجديدة.
من جهته، يقول المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد إن وزارته تقدر العجز في المباني المدرسية بنحو 8 آلاف مدرسة، مبينا أن قرابة 600 مدرسة دخلت الخدمة هذه السنة مع إمكانية وصول العدد لنحو ألف نهاية العام الجاري.
وكشف للجزيرة نت عن وجود العديد من الخطط لبناء نحو 5 آلاف مدرسة خلال السنوات القليلة القادمة لحل مشكلة الاستخدام المزدوج للمدارس، لا سيما في المحافظات الكبيرة مثل بغداد ونينوى والبصرة وذي قار.
من جهتها، تقول عضو لجنة التربية النيابية نجوى حميد إن السنوات الأخيرة عرفت اهتمامًا واضحًا بملف التربية في البلاد، لا سيما أن هذا العام شهد دخول مئات المدارس للخدمة، مع توفير جميع المناهج قبل حلول العام الدراسي.
وعن اكتظاظ المدارس بالطلاب، بينت حميد -للجزيرة نت- أن ملف التربية حيوي ومتحرك ويحتاج لعمل مستمر خاصة أن العام الحالي شهد انضمام أكثر من مليون تلميذ للمدارس في معدل قياسي بسبب الزيادة السكانية، مضيفة أن لجنة التربية سجلت عجزا كبيرا في جميع المحافظات العراقية دون استثناء.
وفي ظل التصريحات الحكومية، يبدو أن هناك بَونًا شاسعا بين الحاجة الفعلية للمدارس وبين ما يتوفر حاليا، ورغم تأكيد المتحدث باسم وزارة التربية أن العجز يقدر بنحو 8 آلاف مدرسة، فإن عدنان السراج مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون التعليم أكد أن العجز الحالي يقدر بنحو 9600 مدرسة.
وبين -في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)- ارتفاع هذا العجز لنحو 12 ألف مدرسة خلال العامين المقبلين بسبب الزيادة السكانية، مؤكدا أن أكثر من ألف مدرسة ستُنجز خلال العامين المقبلين.
أسباب العجزويتساءل كثيرون عن أسباب العجز الذي يسجله العراق في أعداد المدارس رغم كونه بلدًا نفطيًا غنيًا ويتمتع بثروات هائلة. وتؤكد عضو لجنة التربية النيابية نجوى حميد أن "إهمال" ملف التربية لعقود طويلة مع الزيادة السكانية الكبيرة أدّيا لعجز كبير في عدد الأبنية المدرسية، وهو ما يؤكده المتحدث باسم وزارة التربية الاتحادية كذلك.
في السياق، أوضح الخبير في قطاع التربية والتعليم كرم محمد أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع، قائلا "منذ عام 2003 ارتفع عدد سكان العراق إلى نحو الضعف، مع عدم مراعاة ذلك في عدد الأبنية المدرسية".
وأوضح -للجزيرة نت- أن سنوات الحصار الاقتصادي للعراق بين عامي 1991 و2003 لم تشهد بناء أعداد كبيرة من المدارس، ثم جاء الغزو الأميركي الذي أدى لتدهور الوضع الأمني ولم تشهد السنوات الثلاث اللاحقة له تشييد أي مدرسة.
وتابع أن السنوات اللاحقة عرفت إهمال قطاع التربية بسبب الوضع الأمني والطائفي، ومن ثم سيطرة تنظيم الدولة على مساحات شاسعة من البلاد مما أدى "لتبديد الموازنات المالية في التسليح والأجهزة الأمنية".
ووفقا له، لم تراعِ جميع الموازنات المالية للبلاد منذ عام 2003 مشكلة نقص الأبنية المدرسية ولم تتجاوز تخصيصات وزارة التربية في موازنة عام 2022 المليار دولار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كلفة بناء المدرسة الواحدة لا تقل عن 400 ألف دولار.
وفيما يتعلق بنسبة العجز في أعداد المدارس في البلاد، يرى الخبير أن العجز أكبر مما هو معلن، إذ إن الصفوف الدراسية في العراق تضم أكثر من 45 طالبا، وهو رقم "مرتفع للغاية"، معتبرا "أن الحاجة الفعلية للمدارس قد تتجاوز 15 ألف مدرسة إذا ما أردنا تقليص عدد الطلاب في الصف الواحد لنحو 30 فقط". وعدّ الملف ديناميكيا وبحاجة لعمل دؤوب ومستمر يتناسب مع أعداد السكان ونسب الفئات العمرية ومتطلبات المراحل الدراسية والتوزيع السكاني.
ورغم كل المؤشرات المتعلقة بوزارة التربية، فإنه لا يمكن إنكار جهود الحكومة العراقية في السنوات الماضية، حيث نجحت بإضافة مئات المدارس وإعادة إعمار آلاف أخرى في سابقة تُحسب للحكومة الحالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأبنیة المدرسیة الزیادة السکانیة وزارة التربیة المتحدث باسم مئات المدارس للجزیرة نت آلاف مدرسة ألف مدرسة أکثر من
إقرأ أيضاً:
وزير التربية الوطنية: المدارس تبذل جهودا في تربية الناشئة على الالتزام بالصلوات الخمس في أوقاتها
قال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، إن المؤسسات التعليمية « تبذل جهودا متواصلة في تربية الناشئة على القيم الدينية وعلى رأسها الالتزام بالصلوات الخمس في أوقاتها ».
وأوضح الوزير في جوابه عن سؤال كتابي للمستشار البرلماني خالد السطي، عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، حول موضوع « تربية الناشئة على الصلاة »، أن تلك الجهود « تتجلى من خلال مجموعة من المبادرات التربوية والتنظيمية، بالإضافة إلى مشاريع تهيئة الفضاءات والزمن المدرسي ».
وقال المسؤول الحكومي أيضا، إن « ما تقوم به وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة يتجلى في محورين أساسيين، أولًا: جهود المدرسة المغربية في تربية الناشئة على الالتزام بالصلوات الخمس، حيث على مستوى الإطار القانوني، يُعتبر تعزيز التربية على القيم في المدرسة المغربية إحدى الدعامات الأساسية التي ارتكزت عليها الإصلاحات التربوية الأخيرة، حيث أكد الإطار القانوني المنظم لمنظومة التربية والتكوين على أهمية هذا البعد في بناء شخصية المتعلم وتنمية وعيه الديني والوطني والإنساني ».
وعملت الوزارة على تنزيل ترسانة قانونية متعلقة بذلك، يشير الوزير إلى الرافعة 17 من الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، التي أعدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والتي تؤكد على ضرورة إيلاء أهمية خاصة للتربية على القيم في جميع أبعادها ومكوناتها الإسلامية والوطنية، والإنسانية والمجتمعية ».
وقال الوزير، إن « المؤسسة التعليمية لها دور أساسي في بناء شخصية المتعلم، كما أنها تسعى إلى تكريس القيم والمبادئ التي تسهم في تكوين مواطن صالح وفاعل في مجتمعه، علاوة على كونها فضاء تربويا واجتماعيا تتفاعل فيه مختلف الأبعاد النفسية والأخلاقية والاجتماعية للمتعلم ».
وشدد الوزير على أن المادة الثانية من القانون الإطاررقم 51.17، تنص على أن « الغاية من التربية والتكوين والإدماج المهني هي تمكين المتعلم من القيم الدينية والوطنية والإنسانية الكونية، وتنمية الحس بالمسؤولية وروح المبادرة »، ويُفهم من هذا المقتضى، وفق الوزير، أن المدرسة المغربية لا تقتصر على نقل المعارف الأكاديمية، بل تتجاوز ذلك نحو تأهيل المتعلم ليكون مواطنًا صالحًا، متشبعًا بالقيم الإسلامية السمحة، معتزا بوطنه وتاريخه، قادرًا على التفاعل الإيجابي مع تنوع الثقافات والأفكار في إطار من الاحترام والاعتدال ».
وعلى مستوى المناهج والبرامج التعليمية، « تحرص المنظومة التربوية على ترسيخ مبادئ العقيدة الإسلامية وتعاليمها السامية وفي مقدمتها أركان الإسلام وعلى رأسها الصلاة، وذلك من خلال مادة التربية الإسلامية التي تُدرّس بشكل تدريجي ومتكامل انطلاقًا من التعليم الابتدائي ومرورًا بالإعدادي ثم الثانوي »، يؤكد الوزير.
يضيف المسؤول الحكومي، « ويتم التركيز في هذا السياق على بيان مكانة الصلاة وفضلها العظيم في حياة المسلم، وآثارها التربوية والسلوكية مع تعليم المتعلمين شروطها وأركانها وسننها وكيفية أدائها، مما يساهم في تنشئتهم الدينية والروحية. كما تتضمن البرامج حصصًا تطبيقية يتم خلالها تدريب التلاميذ عمليًا على الوضوء والصلاة، سواء داخل الفصول أو في فضاءات مخصصة داخل المؤسسات التعليمية، كلما تطلب الأمر ذلك ».
وقد شهد منهاج التربية الإسلامية سنة 2016 عملية تنقيح وتحيين شاملة لمختلف الأسلاك، في إطار الإصلاح التربوي الشامل، حيث تم الحرص على توظيف القصص القرآنية ومحطات من السيرة النبوية بشكل تربوي هادف، بما يسهم في جذب المتعلمين إلى القيم الدينية وتحبيهم في أداء الصلاة منذ سن مبكرة، وإظهار كيف كانت الصلاة ركنًا ثابتًا في حياتهم اليومية ومصدرًا للطاقة الروحية والقيمية.