عمق استراتيجي للسودان.. لماذا يحتدم القتال في الفاشر؟
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
سكاي نيوز عربية - أبوظبي
للشهر الرابع على التوالي، يحتدم القتال العنيف في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر مدن الإقليم التي لا يزال للجيش تواجد فيها بعد سيطرة الدعم السريع على أكثر من 90 بالمئة من مناطق الإقليم، فما هي أهمية الإقليم وكيف يمكن أن تغير السيطرة عليه من موازين الحرب السودانية المستمرة منذ نحو عام ونصف؟
يقول مراقبون إن أهمية إقليم دارفور تكمن في أنه يشكل العمق الاستراتيجي الداخلي والخارجي للسودان، إذ يرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 دول، كما أن السيطرة عليه تعني من الناحية العسكرية التحكم في خط الدفاع الغربي الأول لمجمل مناطق السودان، بما فيها ولايات كردفان والشمالية ونهر النيل.
وإضافة إلى التعقيدات الإثنية والأمنية والسياسية المحلية والإقليمية المرتبطة به، فإن إقليم دارفور يعتبر موطنا مهما لاحتياطيات ضخمة من الموارد والثروات الطبيعية.
وظلت الأوضاع الأمنية الملتهبة في دارفور تهيمن على اهتمام العالم، وسط مخاوف من تزايد الهجرة غير النظامية وتهريب الأسلحة في المنطقة الحدودية التي تضم عدد من البلدان الهشة والتي تشير تقارير إلى انتشار أكثر من 6 ملايين قطعة سلاح غير شرعية فيها تحملها جماعات إرهابية خارجة عن سلطات حكوماتها.
أسباب جيوسياسية
يكتسب إقليم دارفور أهمية جيوسياسية كبيرة نظرا لمساحته الشاسعة وارتباطه حدوديا بأربع بلدان في المنطقة، إضافة إلى ثقله السكاني والاقتصادي الكبير.
يتمدد إقليم دارفور في أكثر من ربع مساحة البلاد، إذ تبلغ مساحته الإجمالية 493 ألف كيلومتر مربع.
تقدر نسبة سكان الإقليم بنحو 17 بالمئة من إجمالي تعداد سكان السودان البالغ نحو 48 مليون نسمة.
يرتبط الإقليم بحدود مباشرة مع 4 بلدان هي ليبيا من الشمال الغربي، وتشاد من الغرب وإفريقيا الوسطى من الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى دولة جنوب السودان.
وفي حين ستؤثر ما ستنتهي إليه الأوضاع في دارفور بشكل كبير على الأوضاع الميدانية الداخلية، فإنها ستلقي بظلالها أيضا على تشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى، وبدرجة أقل على جنوب السودان.
ويشدد محمد خليفة استاذ العلوم السياسية على أن إقليم دارفور يكتسب أهمية سياسية واقتصادية وأمنية متعددة الأبعاد.
ويقول خليفة لموقع "سكاي نيوز عربية": "احتدام القتال في الفاشر يعكس محاولة طرفي الحرب للتحكم في مجمل مناطق الإقليم من خلال مركزه الإداري والاقتصادي وبالتالي الوصول إلى وضعية تفاوضية أقوى".
سيناريوهات محتملة
يشير مراقبون إلى ان سيطرت الدعم السريع على الفاشر ستمكنه من التحكم في كافة مناطق إقليم دارفور وبالتالي تأمين الإمدادات العسكرية واللوجستية بسهولة أكبر والدفع بتعزيزات إلى خارج الإقليم، وحسم السيطرة على كردفان، إضافة إلى ولايتي الشمالية ونهر النيل.
أما إذا كسب الجيش والحركات المتحالفة معه المدينة فسيكون بمقدورهم التحرك لاستعادة مدن شمال دارفور و أيضا الولايات الأربع الأخرى بالإقليم، وقطع مصدر الامداد البشري واللوجستي الكبير للدعم السريع، كما سيكون بمقدور الحركات التي تقاتل إلى جانب الجيش الانفتاح خارج الإقليم شرقا والمساهمة في تامين ولايتي الشمالية ونهر النيل و ربما التحرك لنجدة الجيش فى العاصمة الخرطوم.
بعد اقتصادي
وفقا للخبير الاقتصادي وائل فهمي، فإن إقليم دارفور وبحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي يربط السودان بسوق حيوية في 4 بلدان إفريقية يعيش فيها أكثر من 100 مليون نسمة.
ويوضح في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "يمتلك الإقليم مقومات اقتصادية ضخمة، وإذا ما تمت الاستفادة من ثقله السكاني والتجاري، فيمكن أن يسهم بأكثر من 15 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي للسوداني".
ويستحوذ إقليم دارفور على نحو 20 بالمئة من إجمالي الثروة الحيوانية الموجودة في السودان والمقدرة بنحو 130 مليون رأس، كما يتميز بمخزون هائل من الثروات المعدنية مثل الحديد والرصاص والغرانيت والكروم والنحاس والألمونيوم، والرخام والنيكل واليورانيوم.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إقلیم دارفور بالمئة من أکثر من
إقرأ أيضاً:
هجوم الكومة بدارفور في السودان.. تفاصيل القتلى والأضرار بتقرير أممي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—كشف برنامج الأغذية العالمي واليونيسف بتقرير مشترك تفاصيل عن الهجوم الذي استهدف قافلة مساعدات إنسانية، في منطقة الكومة، شمال دارفور في السودان، والذي أودى بحياة 5 أشخاص وجرح آخرين.
وقالت المنظمات في تقريرهما، الثلاثاء إن القافلة كانت "مكونة من 15 شاحنة، وكانت تحاول الوصول إلى ’الأطفال والأسر في الفاشر المتضررة من المجاعة، بإمدادات غذائية وتغذوية منقذة للحياة‘"، وشددتا على أن "مسار القافلة كان معروفا ومتفقا عليه مسبقا مع الأطراف، كما هو معتاد في جميع القوافل الإنسانية".
وأضافت الوكالتان: "بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب حماية قوافل المساعدات، وعلى الأطراف التزام بالسماح بمرور وتسهيل الإغاثة الإنسانية على وجه السرعة ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين".
وتابع البيان أن "القافلة قطعت مسافة تزيد عن 1800 كيلومتر من بورتسودان، وكان من المقرر أن نتفاوض على الوصول لإكمال الرحلة إلى الفاشر عندما تعرضت للهجوم"، حيث أغربتا عن "أسفهما الشديد لعدم وصول الإمدادات إلى الأطفال والأسر الأضعف".
وأكدتا على أن "حياة الملايين في السودان، بما في ذلك في مواقع مثل الفاشر بدارفور، تعتمد على وصول المساعدات الإنسانية".