صناعة النقل البحري ترفع مستوى التهديد للموانئ الإسرائيلية
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
سرايا - رفعت جهات في قطاعي الأمن والنقل البحري، الجمعة، مستوى الخطر الذي يهدد السفن التي تزور موانئ إسرائيل، مع احتمال استهداف المرافئ بضربات صاروخية من حزب الله في البحر المتوسط والحوثيين باليمن في البحر الأحمر.
وكانت سلطة الموانئ التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت في وقت سابق من الأسبوع الحالي رسالة توضح أن الموانئ الإسرائيلية بدءا من إيلات على البحر الأحمر في جنوب إسرائيل إلى الموانئ الكبرى على البحر المتوسط في حيفا بالشمال تعمل بكامل طاقتها.
لكن صفارات الإنذار دوت هذا الأسبوع لأول مرة منذ شهور في مدينة حيفا بعد إطلاق حزب الله صواريخ من لبنان، وأصابت طائرة مسيرة أُطلقت من العراق ميناء إيلات، حسبما أفادت شركة الأمن البحري البريطانية أمبري.
وقالت أمبري في مذكرة نشرت الجمعة إنها تقييمها للمخاطر التي تهدد السفن التي تزور الموانئ الإسرائيلية يشير إلى أنها "مرتفعة". وتحظى مذكرات أمبري بمتابعة عن كثب من شركات التأمين والشركات المالكة للسفن.
وقالت أمبري "من الممكن أن تتسبب أي ضربات جوية إسرائيلية تنطوي على المزيد من التصعيد أو التوغل البري الإسرائيلي (في لبنان) في عمليات مباشرة ضد ميناء حيفا".
يقول الحوثيون إنهم يفعلون ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وفي أكثر من 70 هجوما، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا ما لا يقل عن 3 بحارة.
وقالت مصادر بقطاعي الشحن والتأمين إن السفن التي تزور الموانئ الإسرائيلية تواجه تهديدا أكبر يتمثل في استهدافها من قبل الحوثيين في المياه المفتوحة بالبحر الأحمر.
وحدّثت أكبر اتحادات قطاع الشحن البحري في العالم إرشاداتها بخصوص البحر الأحمر، قائلة إن الشركات المشغلة لسفن تزور الموانئ الإسرائيلية أو تعتزم زيارتها "عليها أن تفرض قيودا على الوصول إلى معلوماتها".
وجاء في المذكرة "يمكن لقوات الحوثيين استخدام المعلومات المنشورة في إطار عملياتها للاستهداف... يجب على الشركات التي تتعرض سفنها لوقائع أن تفكر في احتمال استهداف الحوثيين لسفنها في المستقبل".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الموانئ الإسرائیلیة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
دراسة سعودية تثبت تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة
قدّم علماء من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) أدلة علمية قاطعة تُثبت أن البحر الأحمر جفّ بالكامل قبل نحو 6.2 مليون سنة، قبل أن يُعاد ملؤه فجأة إثر فيضان كارثي ضخم من المحيط الهندي، في حدثٍ غيّر شكل المنطقة الجيولوجي إلى الأبد.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Communications Earth & Environment العلمية، حيث تمكّن فريق الباحثين من تحديد الإطار الزمني الدقيق لهذا التحوّل الجيولوجي الهائل، الذي شكّل نقطة فاصلة في تاريخ البحر الأحمر.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دراسة سعودية تثبت تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة
واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات التصوير الزلزالي وتحليل الأحافير الدقيقة وتقنيات التأريخ الجغرافي الكيميائي، ليكتشفوا أن الجفاف وإعادة الغمر وقعا في فترة قصيرة نسبيًا لا تتجاوز مئة ألف عام — وهي مدة تُعد وجيزة للغاية بمقاييس الأحداث الجيولوجية.
وقالت الدكتورة تيهانا بنسا، الباحثة الرئيسة في كاوست:"تكشف نتائجنا أن حوض البحر الأحمر شهد أحد أكثر الأحداث البيئية تطرفًا على وجه الأرض، إذ جفّ تمامًا ثم غُمر فجأة قبل نحو 6.2 مليون سنة. لقد غيّر ذلك الفيضان شكل الحوض وأعاد إليه الحياة البحرية، مؤسسًا الاتصال الدائم بين البحر الأحمر والمحيط الهندي".
في بدايات تكوّنه، كان البحر الأحمر متصلًا بالبحر الأبيض المتوسط من الشمال عبر حاجز ضحل، لكن هذا الاتصال انقطع لاحقًا، ما أدى إلى جفاف البحر الأحمر وتحوله إلى صحراء ملحية قاحلة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دراسة سعودية تثبت تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة
أما من الجنوب، فكانت سلسلة بركانية قرب جزر حنيش تفصله عن مياه المحيط الهندي.
لكن قبل نحو 6.2 مليون سنة، اخترقت مياه المحيط هذا الحاجز في فيضان هائل، نحت خندقًا بحريًا بطول 320 كيلومترًا، لا يزال أثره واضحًا حتى اليوم في قاع البحر.
وخلال فترة قصيرة، امتلأ الحوض من جديد وعادت إليه المياه، لتتشكل الظروف البحرية الطبيعية في أقل من مئة ألف عام، وذلك قبل نحو مليون سنة من فيضان زانكلي الذي أعاد ملء البحر الأبيض المتوسط.
وتشير الدراسات إلى أن البحر الأحمر نشأ نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الإفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، وكان في بدايته واديًا صدعيًا ضيقًا تحول تدريجيًا إلى خليج واسع بعد أن غمرته مياه البحر الأبيض المتوسط قبل 23 مليون سنة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دراسة سعودية تثبت تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة
وازدهرت آنذاك الحياة البحرية، كما تشهد على ذلك الشعاب المرجانية الأحفورية الممتدة قرب ضبا وأملج.
لكن مع مرور الزمن، أدت الحرارة المرتفعة وضعف دوران المياه إلى زيادة الملوحة، ما تسبب في انقراض واسع للكائنات البحرية بين 15 و6 ملايين سنة مضت.
تراكمت إثر ذلك طبقات الملح والجبس حتى جف البحر تمامًا، قبل أن يعيده الفيضان القادم من المحيط الهندي إلى الحياة التي ما زالت تزدهر في شعابه المرجانية حتى اليوم.
يُعد البحر الأحمر اليوم مختبرًا طبيعيًا فريدًا لدراسة نشوء المحيطات وتفاعل المناخ مع الحركات التكتونية، بفضل تاريخه المعقّد وغناه الجيولوجي.
وتبرز نتائج الدراسة الجديدة مدى الترابط بين تاريخ البحر الأحمر وتغيرات المحيطات العالمية، مؤكدين أن المنطقة مرّت بظروف بيئية قاسية لكنها استطاعت استعادة توازنها البيئي على المدى الطويل.
البروفيسور عبد القادر عفيفي، أستاذ هندسة وعلوم أنظمة الأرض في كاوست
وقال البروفيسور عبد القادر عفيفي، أستاذ هندسة وعلوم أنظمة الأرض في كاوست وأحد المشاركين في البحث: وقال البروفيسور عبد القادر عفيفي، أستاذ هندسة وعلوم أنظمة الأرض في كاوست، وهو أحد المشاركين في الدراسة "تُضيف هذه الورقة إلى فهمنا لعمليات تكوّن المحيطات واتساعها على كوكب الأرض، كما تُعزز المكانة الريادية لجامعة كاوست في أبحاث البحر الأحمر".