حماس تبارك الرد الإيراني الصاروخي على جرائم العدو المتواصلة في لبنان وفلسطين
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
باركت حركة المقاومة الإسلامية حماس عمليات إطلاق الصواريخ الإيرانية والتي جاءت رداً على العدوان الصهيوني ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقالت الحركة في بيان لها: نبارك عملية إطلاق الصواريخ البطولية التي ينفّذها حرس الثورة الإسلامية في إيران، على مناطق واسعة من أراضينا المحتلة، رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعوب المنطقة، وانتقاماً لدماء شهداء أمتنا الأبطال؛ الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، والشهيد سماحة السيّد حسن نصر الله، والشهيد اللواء عبَّاس نيلفوروشان.
وأكدت الحركة أنَّ هذا الرَّد الإيراني المشرّف هو رسالة قويّة للعدو الصهيوني وحكومته الفاشية، على طريق ردعهم وكبح جماح إرهابهم، فقد تجاوزت جرائمهم وغطرستهم وانتهاكاتهم للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية كلّ الحدود.
وجاء أيضا في بيان الحركة: نسجّل اعتزازنا بالإخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران، وتقديرنا لوقوفهم في وجه الغطرسة الصهيونية المنفلتة، وانحيازهم إلى قيم العدالة ومظلومية شعبنا الفلسطيني، والشعب اللبناني ومصالح الأمَّة العليا المتمثّلة بإنهاء الاحتلال وردع العدو الصهيوني الفاشي.
ودعت حماس كافة الدول والشعوب والأحزاب وكل قوى أمّتنا العربية والإسلامية إلى الوقوف صفاً واحداً، والتصدّي للجرائم الصهيونية والمشروع الصهيوني العدواني التوسعي، الذي يستهدف الجميع، والعمل بكافة السبل لتحرير أرضنا ومقدساتنا من دنس الاحتلال الفاشي.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
دلالات الرد الإيراني والانهيار الصهيوني
أثبتت إيران، مرة أخرى، أنها قوة إقليمية ينبغي أن يحسب لها الجميع ألف حساب، ليس فقط على الصعيد العسكري إنما أيضا على الصعيد السياسي والإستراتيجي.
ما كان الصهاينة يتصوّرون أنه بعد الضربة الأولى التي قاموا بها ضدها والنتائج الأولية التي حققوها، أن القيادة الإيرانية ستتكيّف بهذه السرعة وترد بهذه الكيفية كما لو أن القيادات العسكرية والأمنية لم تمسّ بأذى.
لم تكن الضربة الصهيونية موجّهة ضد مقر سفارة كما حدث في دمشق، ولا اغتيال زعيم فلسطيني في طهران كما كان الحال مع الشهيد إسماعيل هنية، بل مسّت، وبطريقة مباشرة، أكبر القيادات العسكرية في إيران وفي جميع القوات.
كان الصهاينة ينتظرون انقلابا عسكريّا يطيح بالسلطة الحاكمة أو هكذا خططوا، أو ينتظرون انفلاتا للأوضاع الأمنية أو هكذا تمنّوا، أو زعزعة لأركان الدولة تكون بمثابة البداية لسقوط النظام أو هكذا أرادوا، فإذا بكل هذه الأهداف لا تتحقق، وبدل أن تنقسم القيادة الإيرانية على نفسها أو تتشتّت، استعادت القدرة على السيطرة والتحكّم خلال ساعات وباشرت بردٍّ غير مسبوق تجاه أهداف حسّاسة وإستراتيجية داخل الكيان الصهيوني وفي قلب تل أبيب، مازال يتكتّم عليها الإعلام الصهيوني ويكتفي بالإشارة إلى إصابة هدف كبير أو تحطيم موقع إستراتيجي أو إحداث خسائر غير مسبوقة! الأمر الذي يعني أن إيران حققت الأهداف التي تريد:
– أولا: أسكتت النتن ياهو الذي صوّر نفسه البطل القادر على الضرب حيث يريد، ومعه وضعت إيران حدا لفكرة الذراع الصهيونية الطويلة وبيّنت إمكانية قطعها بالوسائل المناسبة، فلا خوف اليوم من الضربة القاضية “الإسرائيلية” التي تستطيع تحقيق النصر في ساعات أو أيام، ذلك أنه بالإمكان الرد عليها بعد الاعتداء وبالقوة ذاتها أو أكثر والوقوف ضد كل ترسانتها العسكرية المدعومة من قبل الأمريكيين أو غيرهم.
– ثانيا: بيّنت أن الانهيار الداخلي للدول المطبّعة مع الصهاينة، إنما مردّه الدعاية الصهيونية بالتفوّق المطلق والقدرات الخارقة على الإطاحة بالأنظمة القائمة، وليس إلى قدرات هذه الدول، إذا ما جرى الاستثمار فيها، مهما كانت محدودة، بدليل أن اليمن بصاروخ واحد بين الحين والآخر استطاع الصمود كل هذه الفترة، فما بالك بدول لها ترسانة عسكرية ضخمة، وتفرض على نفسها وعلى شعوبها منطق الذل والاستعباد والاستجداء والخنوع والخضوع…
– ثالثا: بيّنت أن التطبيع ليس قدرا محتوما على المنطقة، وأن استعادة الحقوق المشروعة والسيادة الكاملة للدول ليست مسألة مستحيلة إذا ما توفرت الإرادة والاستعداد اللازمين بما تملك دول المنطقة من إمكانات، والعكس هو الصحيح؛ كل استكانة وضعف واستجداء واستعطاف والظهور بمظهر الضعيف، إنما تؤدي إلى تغوّل الطرفين الصهيوني والأمريكي وإلى إمعان في الإذلال واستنزاف غير محدود للثروات وإضعاف للموقف وانتزاع للكرامة.
– رابعا: بيّنت أن “طوفان الأقصى” كان على حق، ولولاه، لتعرّضت القضية الفلسطينية لتصفية أبدية، وقد أكد هذا الاتجاه صمود الشعب الفلسطيني غير المسبوق في التاريخ واستمراره في المقاومة إلى حد الآن رغم استخدام كافة الوسائل لهزيمته من دون جدوى، بل العكس هو الذي يحدث اليوم، الفرحة تعم الشعب الفلسطيني وخاصة سكان غزة أكثر وتعمّنا جميعا، بل تصل إلى كل مناصر للحق في العالم أجمع، باعتبار أن الظالم وجد من يواجهه، وبيّن له أن الدمار قد حلّ به في عمق تل أبيب كما كان ينشره في كل مكان في غزة.
-خامسا: بيّنت أن مساعي التفريق بين المكونات المذهبية الطبيعية في الأمة الإسلامية، إنما مآلها الفشل عندما تحين ساعة الجد، إذ اتّحد الجميع اليوم عندما اكتشفوا أن المعركة حقيقية ضد العدو الصهيوني الظالم المغتصب للأرض قاتل الأطفال بالقنابل والتجويع ومنع حتى الماء… وها هي الشعوب والحكومات الإسلامية، تكاد جميعها تقف مع إيران في ردها الاعتداء، وتتمنى لو أنها امتلكت السلاح النووي مثلها مثل الهند وباكستان، اليوم قبل الغد حتى يتوقف هؤلاء الصهاينة عن تهديدها بالتحطيم إن هي لم ترضخ ولم تستسلم.
وعشرات الأهداف الأخرى التي تحققت أو ستتحقق، نتركها للأيام المقبلة، بإذن الله، ونحن واثقون أن مساحة الأمل باتت اليوم أوسع من أي وقت مضى، اللهم انصر المستضعفين.
الشروق الجزائرية